يبدو أن مارك زوكربيرغ لا يتعلم من أخطائه؛ إذ كشف الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك أنه يفكر في الاستعانة بالجماهير (التعهيد الجماعي) ليكونوا نموذجاً جديداً للأطراف الثالثة الشريكة لفيسبوك في التحقق من صحة الأخبار المنتشرة على الموقع.
وفي أول محادثة من سلسلة محادثات عامة، أشاد زوكربيرغ بجهود مراقبي صحة الأخبار الذين دخلوا في شراكة مع فيسبوك عقب الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016 باعتبارهم يُمثِّلون حصناً في وجه تدفق المعلومات المضللة والأخبار الزائفة التي ملأت صفحة "أخبار الصفحات" في الموقع.
وقال: "المشكلة هنا أنه لا يوجد عددٌ كافٍ منهم. لا يوجد الكثير من مراقبي صحة الأخبار".
وأضاف: "أعتقد أنَّ الشيء الفعلي الذي نريد محاولة الوصول إليه بمرور الوقت هو نموذج أكثر اعتماداً على الاستعانة بالجماهير، لا أقصد أن يكون معتمداً على ثقة الناس بشيءٍ ما، بل كأن تكون هناك مجموعة ما أساسية من الخبراء المُعتَمَدين ولكنَّهم يُشكِّلون في الوقت نفسه، بصورةٍ ما، مؤسسة فوقية في مكانٍ آخر".
This year I'm hosting a series of discussions on the future of technology and society. Here's the first one with Harvard Law Professor Jonathan Zittrain.I joined his seminar and we covered topics including information fiduciaries, encryption, decentralized services, governance, fighting misinformation, different business models, privacy innovation, and future research areas.I found his ideas fascinating. We spoke for almost two hours and still only got through about a third of what we hoped to discuss. I'm looking forward to continuing this series soon and covering more topics beyond the internet.
Gepostet von Mark Zuckerberg am Mittwoch, 20. Februar 2019
وتابع: "نسألهم مثلاً: هل تثقون بهذا؟ هذا الأمر أشبه بأنه إذا حصلت على نقاط بيانات كافية من بين مجموعة الناس الذين ينظرون في شيءٍ ما بإنصاف ويُقيِّمونه بمرور الوقت، يكون السؤال حينها: هل يمكنك تجميع هذا معاً ليتحول إلى شيءٍ يُمثِّل إشارة قوية بما فيه الكفاية يمكننا عندها استخدامها".
صحفيون ينتقدون مارك زوكربيرغ
واجه موقع فيسبوك تدقيقاً مكثفاً من الصحفيين الذين جادلوا بأنَّ الموقع يخفق في وقف انتشار المعلومات المضللة ولم يكن شفافاً حيال جهوده للتأكد من صحة المحتوى المنشور عليه.
إذ قالت بروك بينكوسكي، مديرة التحرير السابقة لموقع Snopes، وهو موقع للتأكد من صحة المعلومات دخل سابقاً في شراكة مع فيسبوك، إنَّ تصريحات زوكربيرغ تشير إلى أنه "لم يتعلم أي شيء على الإطلاق".
وأضافت: "لا يمكنك تطبيق نموذج مفتوح للتحقق من صحة المعلومات والعمل الصحفي. لابد أن يكون لديك خبراء. لا يمكن أن يكون لديك فقط (جو شمو)، الذي يظن أنَّ صحيفة The New York Times صحيفة ليبرالية لمجرد أن ترامب يقول عنها إنَّها عدوة الشعب".
وأشارت بروك، التي انتقدت طويلاً شراكة فيسبوك مع منظمات الأخبار من أجل التحقق من صحة المعلومات، إلى أنَّ هناك نماذجَ لا تُحصى على إخفاقات نموذج الاستعانة بالجماهير في ما يتعلَّق بالمعلومات والأخبار.
وضربت مثالاً بمستخدمي موقعي تويتر وReddit الذين أخطأوا تحديد هُوية المشتبه به في تفجير ماراثون بوسطن، ما أدّى إلى مضايقة أسرة بريئة.
زوكربيرغ: هذه رغبة عامة
أكَّد زوكربيرغ أنَّه ليس بصدد "الإعلان عن برنامج جديد"، بل يتحدث عن "اتجاه عام" يرغب في اتباعه.
وكانت تصريحاته هي الحلقة الأولى من سلسلة "التحدي الشخصي" الخاصة به لعام 2019، الذي يعتزم فيها "تنظيم سلسلة من النقاشات العامة بشأن مستقبل التكنولوجيا في المجتمع".
ولَفَت رئيس فيسبوك أثناء إعلانه إلى أن النقاشات ستكون صعبة لأنَّها ستتطلَّب منه "إظهار مكنوني بدرجة أكبر مما كانت تُشعِرني بالراحة" فيما مضى.
الخطة غير محسوبة وقد توقعه من جديد
يبدو أنَّ الطالب الذي لم يُكمل دراسته بجامعة هارفارد استمتع بصف محادثة حميم مع أستاذ القانون بجامعة هارفارد جوناثان زيترين، وفق صحيفة The Guardian البريطانية.
ومن اللافت أنَّ زيترين دعا زوكربيرغ لتبنّي موقفٍ جديد تجاه بيانات المستخدم –موقف "طرفٍ مُؤتَمَن على المعلومات"- في مقال نُشِر بصحيفة The New York Times قبل أيام من إدلاء زوكربيرغ بشهادته في الكونغرس حول فضيحة شركة Cambridge Analytica.
ومن شأن مثل هذا النهج أن يتطلَّب من فيسبوك فرض قيود على إجراءاته وفقاً لمصلحة المستخدمين، وليس استناداً إلى ما هو ممكنٌ تكنولوجياً ومسموح قانونياً.
لكن مثلما أوضح زوكربيرغ في المحادثة، لدى فيسبوك ميل لتحديد ما إن كان عمله يصب في مصلحة الجماهير أم لا من خلال العودة لتقديرات شعبيته، بصرف النظر عما قد توحي به أي فضيحة قد يشهدها ذلك اليوم.
وقال: "إنًّ صورتنا الذاتية عن أنفسنا وما نفعله هو أنَّنا نتصرف كمُؤتَمَنين ونحاول إقامة أفضل الخدمات للجماهير".
وشهد نقاشٌ بشأن التشفير بعض المزاح، حين بدا أنَّ زوكربيرغ نسي أحد خطوط الإنتاج التابعة لشركته.
فقال: "التراسل يشبه غرفة المعيشة، ولا أظن أنَّنا نرغب في مجتمعٍ توجد به كاميرا داخل غرفة معيشة كل شخص".
وبعدما ذكَّره زيترين بـ Facebook Portal، وهو جهاز لوحي أطلقته شركة فيسبوك في أكتوبر/تشرين الأول 2018 بإمكانه تشغيل مقاطع الفيديو ويمكن تفعيل المساعد الإلكتروني "Alexa" عليه، ضحك الرئيس التنفيذي وأشار إلى أنَّ Portal يستخدم التشفير.