يربط العديد من البشر مصطلح "الذكاء الاصطناعي" بأفلام الخيال العلمي في هوليوود؛ الروبوتات التي تسيطر على العالم، الفوضى الكاملة، نهاية العالم، وما إلى ذلك.. لكن هذا أبعد ما يكون عن الحقيقة، فنحن نستخدم كل يوم تطبيقات الذكاء الاصطناعي دون أن نشعر.
الذكاء الاصطناعي هو في الحقيقة قدرة البرنامج أو الآلة على التعلم والتفكير تلقائياً بطريقة تمكنه من تنمية المهارات واكتساب الخبرة؛ والغرض هو دعم الأنشطة البشرية وتعزيزها.
وفقاً لمسح هابسبوت Hubspot الذي أجري مؤخراً على 1400 مستهلك حول العالم، تبين أن 63٪ من الأشخاص لا يدركون بالفعل أنهم يستخدمون تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وأنت أيضاً ربما لم تلاحظ أنك تستخدم هذه التقنيات يومياً، لذا، في ما يلي مجموعة من بعض التطبيقات الأكثر شيوعاً التي تستخدم الذكاء الاصطناعي:
تطبيق سيري.. الطريق السريع للمعلومات وتنفيذ الأوامر
أو ما يُعرف بمُساعد آبل الشخصي؛ وهو مساعد ذكي يوفر لك طريقة أسهل وأسرع لإنجاز مهامك على أجهزة آبل.
التطبيق عبارة عن خدمة صوتية تتيح لك التعامل مع الهاتف من خلال إلقاء الأوامر الصوتية فقط.
يتيح للمستخدمين إمكانية التحدث اليه وكأنهم يحاكون إنساناً طبيعياً يلبي طلباتهم. يحول الصوت إلى كلمات ويبحث عنها على الإنترنت لتقديم أفضل النتائج الممكنة.
يقوم التطبيق أيضاً بإجراء المكالمات وإرسال الرسائل، سواء كنت تقود السيارة أم تمسك شيئاً بيديك.
كما يوفر اقتراحات استباقية ليساعدك على التواصل بكل سهولة، مثل إرسال رسالة بأنك ستتأخر.
يتصل البرنامج بمعلوماتك (الرسائل والتقويم والموسيقى والتذكيرات والبريد وجهات الاتصال والملاحظات وغيرها) تلقائياً.
يستخدم تكنولوجيا التعلم الآلي ليصبح أكثر ذكاء. وإثر استخدام كل هذه المعلومات، يمكن أن يفهم التطبيق الأوامر الخاصة بك وطلباتك بسهولة بالغة.
بمعنى آخر، يعتمد تطبيق سيري على مبدأ تعلم الآلة ما يريده المستخدم وما يفضله، ومن ثم اقتراح البدائل والحلول أو التصرف على أساس ما تعلمه.
GMAIL.. رد ذكي على البريد على هوى شخصيتك
تماماً كما Siri، تستخدم منصة البريد الإلكتروني من جوجل طريقة التعلم الآلي لإيقاف البريد الإلكتروني غير المرغوب فيه أو الرسائل غير المرغوب فيها من الدخول إلى البريد الوارد.
يحلل النظام البيانات ويتعلم من الأمثلة السابقة ويصل لقرارات أكثر دقة بناء على ذلك.
تحمي هذه العملية المستخدمين من البرامج الضارة وتمنعهم من الوقوع ضحية البريد الإلكتروني المشبوه والغش.
كما أعلنت جوجل مؤخراً عن تضمين خدمة الرد الذكي، وهي خدمة ترد على رسائل البريد الإلكتروني مثلما يفعل المستخدمون.
ما تقوم به هذه الميزة هو تحليل جميع المحادثات السابقة، مع إيلاء اهتمام خاص للطريقة التي يستجيب بها الشخص، وإنشاء خوارزمية تنبؤية تنتج إجابات قصيرة وحتى بعض الإجابات الأكثر تعقيداً في بعض الأحيان.
يبدو الأمر مثيراً للاهتمام.. أليس كذلك؟!
موقع أمازون.. شحن ما تريد حتى قبل أن تطلب!
تستخدم أمازون تقنية الذكاء الاصطناعي منذ أكثر من 20 عاماً. فالذكاء الاصطناعي يمكنه تحديد ماهية البضائع التي يمكن أن ترغب بشرائها ويظهرها أمامك دون أي تدخل بشري.
يستطيع الحاسوب تعلم الأنماط التي تتبعها عند البحث أو التصفح ليقدم لك ما يمكن أن يثير اهتمامك.
وبفضل هذا البرنامج، زادت توقعات واقتراحات الموقع من مبيعاته بشكل كبير، وأكثر من ثلث مبيعاته تأتي من هذه التوصيات.
ومع الوقت، أصبحت خوارزمية الشركر أكثر تعقيداً ودقة، وبات بإمكانها أن تعرف ما هي تفضيلات المتسوقين وسلوكياتهم.
ويخطط المطورون في أمازون لتنفيذ نظام الشحن الذي يسلم المنتجات حتى قبل أن تطلب منهم أو تدرك أنك في حاجة إليها. هل يمكنك أن تتخيل ذلك؟
في الوقت الحالي، لا يزال هذا المشروع في مرحلة البداية لكنه يوضح بجلاء قدرة الذكاء الاصطناعي.
نتفلكس.. اقتراح الأعمال وفقاً لوقت المشاهدة
هذه المنصة بلاشك غنية عن التعريف، فهي واحدة من أكبر شركات عرض الأفلام على الإطلاق.
تتميز منصة نتفلكس بتقديم اقتراحات وتوصيات للمشاهد، لكن كيف يعرف التطبيق ما يعجبك وما لا يعجبك؟
بفضل الذكاء الاصطناعي، بالطبع!
تحلل نتفلكس ما يفضله المشاهد، فتقترح عليه أعمالاً بناء عليه.
مصدر كل هذه الاقتراحات والاتجاهات يأتي من تحليل مئات السجلات، حتى تتمكن من اقتراح الأفلام والبرامج التلفزيونية والأفلام الوثائقية المشابهة لتلك التي شاهدتها وقمت بتقييمها بشكل إيجابي.
وينظر برنامجها أيضاً في جوانب أخرى، مثل توقيت المشاهدة من اليوم.
لذا يمكن للذكاء الاصطناعي إظهار المحتوى استناداً إلى عادات الاستهلاك.
Google Now.. تطبيقات الذكاء الاصطناعي تنافس بعضها
وهو مساعد شخصي لجوجل ويمكننا القول إنه مناظر لتطبيق سيري.
يجمع هذا التطبيق البيانات من مختلف خدمات جوجل: البريد الإلكتروني Gmail، واليوتيوب وخرائط جوجل لتزويدك بالمعلومات التي ترى أنها مفيدة لك.
قد لا يكون هذا التطبيق فعالاً مثل تطبيق سيري المنافس من آبل، ولكنه يحقق نتائج رائعة ويقوم بعمل جيد عندما يتعلق الأمر بالمهام البسيطة.
فيسبوك.. تحليل شامل لاهتماماتك بهدف عرض المزيد من المحتوى
الذكاء الاصطناعي هو السبب في أن فيسبوك يمكن أن يضيف محتوى جذاباً وملائماً إلى خلاصة الأخبار، بناءً على تفضيلاتك.
ويقوم بذلك عن طريق تحليل سلوكك ومشاركتك في منصة التواصل الاجتماعي، وإدراك تفاعلك ("إبداءات الإعجاب"، "المشاركات"، التعليقات، إلخ.) حتى يتمكن من عرض محتوى مشابه.
بفضل وجود عدد كبير من الأشخاص على فيسبوك، يحتوي النظام الأساسي على كمية هائلة من البيانات تحت تصرفه.
ويستخدم هذه البيانات لإجراء تحليل شامل وعرض المزيد من المحتوى الذي قد يثير اهتمامك.
ويقوم فيسبوك بتحديث خوارزمياته باستمرار لتحسين تجربة المستخدم.
ترجمة جوجل.. كلما استخدمته تطورَ
من غير المُمكن أن لا تكون قد استخدمت ولو لمرةٍ واحدة خدمة الترجمة من جوجل التي يستخدمها ما يزيد عن 200 مليون زائر يومياً.
عمل الموقع من خلال إدخال الملايين من المُستندات والكُتب التي تمت ترجمتها بواسطة البشر، وبعد ذلك يقوم باختيار أقرب هذه الترجمات وأكثرها استخداماً وشيوعاً.
ترجمة جوجل ليست دقيقة بالفعل، لكنها تتحسن كلما استخدمنا الخدمة، وذلك لأن الذكاء الاصطناعي يمتلك القدرة على التعلم والتحسن مع مرور الوقت.
لا تستخدم خدمة ترجمة جوجل قواعد التدقيق الإملائي والنحوي لترجمة النص الذي تقدمه، لكنها تقوم بإجراء تحليل إحصائي لأنماط اللغة الموجودة في ملايين المستندات المترجمة.
والآن أصبح البرنامج قادراً على ترجمة الإشارة، بالإضافة إلى الصور التي تركز عليها على كاميرا الهاتف.
وبفضل استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، أصبح مترجم جوجل يظهر صيغتي المؤنث والمذكر للكلمات في عدد من اللغات.
فمثلاً عند الترجمة من اللغة التركية إلى الإنجليزية لجملة "o bir doktor" فستُظهر الترجمة الإنجليزية كلا الاحتمالين: "she is a doctor" و"his is a doctor".
خرائط جوجل.. تفادي المخالفات المرورية بذكاء!
غير هذا التطبيق مسار حياتنا، الجميع أصبح يستخدمه للانتقال بسهولة للمكان الذي يريده، والشيء الوحيد الذي يجب أن نشكره على ذلك هو الذكاء الاصطناعي!
يستخدم جوجل ماب خوارزميات لاقتراح الطرق الأكثر ملاءمة.
بفضل الآلة والتعلم العميق، سيعمل هذا التطبيق على تحسين تجربة القيادة من خلال تحليل واختبار كميات هائلة من البيانات.
وتستعد شركة جوجل لتوفير خدمة جديدة لمستخدمي تطبيق خرائطها الشهير تتيح لهم معرفة مواقع الرادارات وتحذرهم من زيادة السرعة، لتفادي المخالفات المرورية.
وتقترب خرائط جوجل من طرح خدمة جديدة تمزج بين الواقع المعزز ورؤية الحاسوب والذكاء الاصطناعي لتتفوق على نظام (جي بي إس.)
هذه الخدمة تسمى VPS، وهي تعتمد على تصوير حي للشوارع والمطاعم وواجهات المحال التجارية وعرضها لتظهر طبيعية على شاشة هاتفك.
Spotify.. الاستماع الحقيقي ينبع من التطبيق نفسه وليس العكس
واحدة من أشهر خدمات البث الموسيقي في العالم إن لم تكن أشهرها، وهي تستخدم الذكاء الاصطناعي للتواصل مع المستخدمين.
تنشئ قوائم تشغيل أو مزيجاً يومياً استناداً إلى ما كنت تستمع إليه مؤخراً. كما تقترح أيضاً فنانين وألبومات جديدة تعتقد أنها قد تعجبك.
وبما أنها تقوم بإحصاءات لأنشطة مستخدميها كل عام، يمكنها أن تتأكد من أنواع الأغاني والموسيقى المفضلة حسب الفنانين واللغات.
هل ما زلت تعتقد أن الذكاء الاصطناعي ليس أكثر من ظاهرة مستقبلية ستقضي على البشرية؟