تفجير للمنازل وتهجير قسري في جنين.. حصيلة 3 أسابيع من العدوان في الضفة الغربية (أرقام وخرائط)

عربي بوست
تم النشر: 2025/02/07 الساعة 10:33 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2025/02/07 الساعة 10:33 بتوقيت غرينتش
العدوان على جنين يتصاعد مع عملية "الأسوار الحديدية"/ بواسطة Ai

يستمر التصعيد الإسرائيلي بعد إطلاقه عملية الأسوار الحديدية في الضفة الغربية، للأسبوع الثالث على التوالي، ويشمل تفجير المنازل وتزايد الاستيطان والتهجير القسري للسكان الفلسطينيين، وتصاعداً لعمليات المقاومة رداً على ذلك، وسط حديث إسرائيلي عن مخطط بدعم أمريكي لإعلان السيطرة الإسرائيلية على كامل الضفة.

بدأ التصعيد في الضفة الغربية منذ بداية العام الجاري 2025، وتحديداً بعد إعلان وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ليركز على مناطق شمال الضفة الغربية المحتلة، لا سيما مخيم جنين.

تشير إحصاءات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، إلى أن الاحتلال أقام عشرات الحواجز والبوابات الحديدية على مداخل المدن والقرى والبلدات الفلسطينية، وصل عددها قرابة 890 حاجزاً عسكرياً وبوابة حديدية.

المناطق التي تشهد اشتعالاً منذ إعلان الاحتلال عدوان
المناطق التي تشهد اشتعالاً منذ إعلان الاحتلال عدوان "الأسوار الحديدية"/ عربي بوست

الأسوار الحديدية في الضفة.. تصعيد بجنين

تشن قوات الاحتلال منذ 15 يوماً عدواناً متواصلاً على مدينة ومخيم جنين شمال الضفة الغربية، التي أعلن الاحتلال عن شروعه في هذا العدوان تحت عنوان "الأسوار الحديدية".

رئيس بلدية جنين محمد جرار قال لـ"عربي بوست"، إن الاحتلال أجبر آلاف السكان على النزوح من المخيم تحت تهديد التفجيرات والهدم المتواصل للمنازل داخل المخيم.

تابع بأن ما يجري داخل المخيم غير معروف، لكن حجم الدمار كبير جداً، خاصة وأن الاحتلال حفر أو هدم جزئياً وكلياً مئات منازل المواطنين، فيما يبدو أنه تغيير للمعالم الجغرافية للمخيم.

عن أرقام ما تهدم أو تم تفجيره من المنازل في المخيم، قال إن ما يتوفر من أرقام هي تعرض نحو 600 منزل إما إلى التدمير الجزئي أو الكلي أو التفجير.

ونوّه إلى أن الجرافات الإسرائيلية قضمت أجزاء من عشرات المنازل في المخيم المعروف بأن شوارعه ضيّقة.

وقال إن ما يجري من تغيير للشوارع والطرقات وتوسيعها بعد هدم المنازل، اضطر سكان المخيم للرحيل عنه.

عن أعداد النزوح من المخيم، أوضح رئيس البلدية، أن العدد زاد إلى 6000 مواطن فلسطيني نزح من المخيم إلى داخل مدينة جنين، التي أقيم فيها مراكز إيواء، بالإضافة إلى مساهمة من 40 هيئة محلية في محيط المدينة.

أما عن البنية التحتية، أكد جرار أن الاحتلال اقتلعها بشكل كامل من المخيم، سواء كانت شبكات مياه أو صرف صحي، أو كهرباء، إضافة إلى شبكة الاتصالات.

ونوّه إلى أن المخيم يعيش دون كهرباء ومياه منذ بداية العدوان الإسرائيلي.

فيما يتعلق بمدينة جنين، أوضح جرار بأن نحو 35% من المدينة مقطوعة عنها المياه، وهناك تدمير في بنيتها التحتية، إلى جانب تدمير ما يقارب 5 كيلومترات من الشوارع والطرق داخل المدينة، إلى جانب الضرر المادي على إغلاق المؤسسات العامة والتجارية في المدينة.

وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، استشهد منذ بداية هذا العام 2025، في محافظة جنين، وحتى تاريخ نشر التقرير، 25 فلسطينياً فيها، إما بالرصاص أو القصف من الطيران الإسرائيلي، فيما أصيب أكثر من 50 شخصاً بجروح متفاوتة.

كما اعتقل جيش الاحتلال أكثر من 70 شخصاً من المدينة والمخيم وقرى المحافظة على مدار الأيام الماضية.

واعتقل الجيش الإسرائيلي أكثر من 110 مواطناً فلسطينياً من المخيم والمدينة والقرى والبلدات المحيطة.

يركز الاحتلال عملياته في جنين ومخيمها/ عربي بوست
يركز الاحتلال عملياته في جنين ومخيمها/ عربي بوست

توسيع العدوان على طولكرم

ترافق العدوان على جنين مع عدوان مماثل في مدينة ومخيم طولكرم، عندما وسع الاحتلال من هجومه على شمال الضفة الغربية.

تشهد المدينة والمخيم عدواناً لليوم العاشر على التوالي، وسط أعمال تجريف ودمار للبنية التحتية في المدينة والمخيم، حيث وصل الدمار لمناطق في المدينة لم تكن تتعرض لمثل هذا الاعتداء سابقاً، بحسب تصريحات الأهالي هناك لـ"عربي بوست".

وأكدوا أنه الاحتلال الإسرائيلي أرغم 10 آلاف مواطن فلسطينيين على التهجير من داخل مخيم طولكرم، واضطروا للنزوح إلى المساجد، وقاعات عامة، وإلى بعض الأقارب في المحافظة.

أفاد منسق القوى والفصائل الفلسطينية في محافظة طولكرم، فيصل سلامة، لـ"عربي بوست"، بأن ما تبقى داخل المخيم عدد قليل على الأطراف.

وقال إن ما يجري في المخيم هو أعمال تدمير وإعادة هيكلة لمباني المخيم التي تتعرض لدمار شديد، من شأنها تدمير معظم منازل المخيم إذا ما صح تطبيق مخطط الاحتلال بتوسعة طرق وشق طرق جديدة.

أرقام عن التهجير القسري للفلسطينيين في طولكرم/ عربي بوست
أرقام عن التهجير القسري للفلسطينيين في طولكرم/ عربي بوست

وحذّر سلامة من أن ما يقوم به الاحتلال يعني تدميراً للمخيم، بالتالي ضرب حق العودة وقضية اللاجئين التي تمثلها المخيمات الفلسطينية، مضيفاً أن هذا الاستهداف يتزامن مع استهداف لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا.

حصار طمون

وتعاني بلدة طمون في جنوب طوباس، إلى حصار خانق من الاحتلال الإسرائيلي، لليوم الخامس على التوالي، تزامناً مع منع التجوال.

وينفذ جيش الاحتلال عمليات اعتقال عشوائية في البلدة، مع ترويع السكان، بحسب إفادات الأهالي هناك. 

وأكدت أن العشرات تعرّضوا للتهجير القسري من الاحتلال تحت تهديد السلاح، مع منع دخول الصحفيين والطواقم الطبية وإجلاء المصابين.

وأكدوا أن الاحتلال قطع عنهم المياه الصالحة للشرب، وأنهم يضطرون إلى شرب مياه الأمطار عند هطولها فقط.

اعتداءات المستوطنين

في الإطار، قال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان مؤيد شعبان، إن "قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستعمرين نفّذوا 2161 اعتداء، خلال يناير/كانون الثاني 2025، في استمرار لمسلسل الإرهاب المتواصل من دولة الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني وأراضيه وممتلكاته".

وأوضح شعبان في تقرير الهيئة الشهري عن "انتهاكات الاحتلال وإجراءات التوسع الاستعماري"، أن الجهة المتمثلة بجيش الاحتلال نفّذت 1786 اعتداء، فيما نفذ المستوطنون 375 اعتداء، وتركزت مجمل الاعتداءات في محافظات الخليل بـ358 اعتداء ورام الله بـ342 اعتداء، ونابلس بـ328.

صدر تقرير من هيئة مقاومة الاستيطان عن تطورات الضفة في يناير/كانون الثاني 2025
صدر تقرير من هيئة مقاومة الاستيطان عن تطورات الضفة في يناير/كانون الثاني 2025

وأشار إلى أن الاعتداءات تراوحت بين هجمات مسلحة على قرى فلسطينية وبين فرض وقائع على الأرض، وإعدامات ميدانية، وتخريب، وتجريف أراضٍ، واقتلاع أشجار، والاستيلاء على ممتلكات، وإغلاقات وحواجز تقطع أواصر الجغرافيا الفلسطينية.

وأضاف أن المستوطنين نفّذوا 318 عمليات تخريب وسرقة لممتلكات فلسطينيين، طالت مساحات شاسعة من الأراضي.

وأكد، في ضوء تعليقه على جرائم المستعمرين المتصاعدة، لا سيما تلك التي استهدفت قرى شرقي قلقيلية، والفندق وجينصافوط وإماتين وحجة، أن "هذه الجرائم، تجاوزت فكرة العنف البدائي، إلى مبدأ الإرهاب المرعي من المؤسسة الرسمي، لا يمكن النظر إليه باعتباره معزولاً عن السياق الاستعماري، بل أصبح مؤسساً في هذا السياق، يقترف الحرائق والإعدام وترحيل المواطنين".

وأضاف أن "الأخطر من ذلك، أن دولة الاحتلال أصبحت تحميه ببيئة تشريعية حاضنة، تقدم له الدعم والرعاية والحصانة".

الاعتقالات في شمال الضفة

ويواصل الاحتلال شنّ عمليات اعتقال يومية بصفوف الفلسطينيين، طالت منذ ذلك الوقت حتى الآن 380 فلسطينياً في أنحاء الضفة الغربية بحسب نادي الأسير الفلسطينية.

وأفاد النادي في بيان صحفي، بأن حصيلة حالات الاعتقالات في الضفة بلغت منذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ما لا يقل عن 380 حالة اعتقال، وهذا المعطى يشمل ما اعتُقل وأبقى الاحتلال على اعتقاله، ومن أُفرج عنه لاحقاً، وشملت الفئات كافة، وتحديداً الشباب.

وأوضح أن هذا التصعيد يشكل امتداداً لسياسة الاعتقالات الممنهجة التي تصاعدت -بشكل غير مسبوق- بمستواها بعد حرب الإبادة، وتصاعد الجرائم والفظائع الممنهجة بحق المعتقلين داخل السجون.

وأشار إلى أن أعداد المعتقلين ومن تعرضوا للاحتجاز في جنين ومخيمها على مدار 15 يوماً من العدوان بلغ ما لا يقل عن 110، فضلاً عن العشرات الذين خضعوا للتحقيق الميداني.

أما في محافظة طوباس، فقد بلغت حالات الاعتقال 28، أفرج عن 11 منهم، وأبقى على اعتقال 17، علماً أن جزءا ممن تم الإفراج عنهم من طمون عند الحاجز العسكري المسمى بحاجز (الحمرا)، لم يتمكنوا من العودة إلى بلدة طمون بسبب حصارها.

الشهداء في الضفة منذ إعلان الاحتلال عملية الأسوار الحديدية/ عربي بوست
الشهداء في الضفة منذ إعلان الاحتلال عملية الأسوار الحديدية/ عربي بوست

على صعيد حصيلة الاعتقالات في طولكرم التي تشهد تصاعداً ملحوظاً -في غضون أيام- فقد بلغت 20 حالة على الأقل، من بينها جريح جرى اعتقاله من سيارة الإسعاف.

وتعرّض أغلبية المعتقلين للضرب المبرح وعمليات التنكيل الممنهجة -بحسب نادي الأسير- فضلاً عن التهديدات التي تشكل إرهاباً منظماً للمواطنين الفلسطينيين، وتحديداً في المناطق المذكورة.

تابع بأن الاحتلال انتهج جملة من السياسات في مختلف المناطق التي تصاعد فيها العدوان، خاصة في جنين ومخيمها، وكذلك طوباس، وتحديداً بلدة طمون، ومخيم الفارعة، حيث يواصل حصار البلدة لليوم الثالث على التوالي.

يذكر أن التصعيد الإسرائيلي تزايد بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، إذ أعلن جيش الاحتلال عن نقل بعض الوحدات من جيشه في القطاع إلى الضفة الغربية.

تحميل المزيد