“تريد فك ارتباط واشنطن بقسد”.. أنقرة تقترح تشكيل تحالف عربي تركي في سوريا، وتتحسب لعودة “داعش” وإيران

عربي بوست
تم النشر: 2025/02/04 الساعة 13:55 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2025/02/04 الساعة 13:55 بتوقيت غرينتش
أنقرة تقترح تشكيل تحالف عربي تركي في سوريا بديل عن دور قسد/ الأناضول

كشفت وسائل إعلام تركية، وخبراء تحدثوا لـ"عربي بوست"، عن أن الهدف من مقترح تركيا تشكيل تحالف عربي تركي في سوريا، هو توفير بديل موثوق لواشنطن في المنطقة، عن قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، لمحاربة تنظيم الدولة "داعش"، وضمان وحدة الأراضي السورية.

وأكدوا أن تركيا تريد دفع واشنطن للتخلي عن "قسد"، تمهيداً لدفع القوات الأمريكية لمغادرتها سوريا.

تحالف عربي تركي  في سوريا

وكانت كشفت الرئاسة العراقية عن تفاصيل هذا المقترح الذي قدمه وزير الخارجية التركية هاكان فيدان خلال زيارته العاصمة العراقية بغداد الأحد 26 يناير/ كانون الثاني 2025؛ ويتعلق بالتعاون في مجال مكافحة التنظيمات الإرهابية؛ وفي مقدمتها تنظيم "داعش".

وقال بيان الرئاسة العراقية: "دعا وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إلى تحالف يغطي العراق وسوريا والأردن وتركيا من أجل محاربة تنظيم داعش الإرهابي، والقضاء على وجوده في المنطقة وتجفيف موارد تمويله".

الكاتبة التركية هاندا فرات، في معرض قرائتها لهذا البيان؛ طرحت العديد من الأسئلة حول أسباب تقديم أنقرة هذا العرض، وكيفية تنفيذه على أرض الواقع؛ حال قبول الدول المذكورة في البيان عرض تركيا.

في مقالها بجريدة حرييت التركية، قال فرات إن تركيا أنشأت آليات أمنية منفصلة مع العراق وسوريا والأردن، وتغطي هذه الآليات التعاون على مستوى وزارات الخارجية الدفاع وأجهزة الاستخبارات.

وأضافت الكاتبة التركية، أن الهدف من هذه الآليات الأمنية التي تشكلت بين البلدان الأربعة مكافحة تنظيم داعش الذي كان له تمدد في هذه المنطقة؛ وفي حال تفعيل هذه الآليات سيزول تهديد هذا التنظيم من الوجود والمنطقة.

بحسب فرات، فإنه لن يكون هناك حاجة لأي قوى وجهات فاعلة من الخارج بالمنطقة، ولن تحتاج هذه الجهات الخارجية إلى أي هياكل خارج هذه الدول، ولن تكون هناك حاجة للتعاون مع المنظمات الإرهابية من أجل مكافحة تنظيم آخر.

فهذه البلدان الأربعة لديها حدود مشتركة، وعليه فإن الآلية الأمنية المشتركة ستوفر أيضا أمن الحدود مما سيعمل على تعزيز الأمن وترسيخه مع مرور الوقت.

ترامب أراد في ولايته الأولى سحب القوات الأمريكية من سوريا/ رويترز
ترامب أراد في ولايته الأولى سحب القوات الأمريكية من سوريا/ رويترز

قسد ترفض تسليم عناصر داعش

بحسب مقال الكاتبة التركية فهناك 50 ألف امرأة وطفل ونحو 7-8 آلاف معتقل في مخيم الهول وسجونه الذي تديره قوات سوريا الديمقراطية.

وأضافت فرات أن نحو 20 ألفاً منهم عراقيون، ومن بينهم عدد كبير من السوريين، ونحو 200-300 مواطن تركي، ومن بين 4-5 آلاف، هم عناصر تنظيم الدولة من دول أوروبية مثل ألمانيا وفرنسا.

تابعت الكاتبة التركية هاندا فرات بأن الحكومتين الجديدتين في العراق وسوريا طالبت باستعادة مواطنيهما في هذه المعسكرات والسجون، وهو الأمر ذاته الذي عرضته تركيا؛ وهو نقل مواطني داعش إلى سجونها، عبر الولايات المتحدة الأمريكية. 

إلا أن "قسد" لم تقم بتسليم أعضاء تنظيم الدولة إلى هذه الدول الثلاث؛ لأنه يفضل الاحتفاظ بهم كورقة رابحة.

الاقتراح الجديد من تركيا بحسب فرات، هو أن تقوم الدول الأربع تركيا وسوريا والعراق والأردن بهذه المهمة بشكل مشترك، وفي الوقت ذاته تريد من الحكومة السورية الجديدة أن تبقي أعضاء تنظيم الدولة الأوروبيين في السجون لديها، لا سيما أن الدول الأوروبية تصر على عدم أخذ مواطنيها، على الرغم من القانون الدولي.

كما أبلغت أنقرة الجهات الفاعلة في المنطقة بأنها ستقدم الدعم اللوجستي اللازم في هذا الصدد.

التواجد الأمريكي في سوريا

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صباح الجمعة 31 يناير/ كانون الثاني 2025، إنه سيتخذ قراراً قريباً بشأن وجود القوات الأمريكية في سوريا. 

في رده على سؤال حول ما نشرته وسائل إعلام إسرائيلية بشأن عزم واشنطن سحب القوات الأمريكية من سوريا، ومخاوف تل أبيب من هذه الخطوة؛ قال ترامب: "إن سوريا لديها مشاكلها الخاصة، وهناك بالفعل مايكفي من الفوضى، ولا نحتاج إلى التدخل هناك". 

وكانت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية "كان"، نقلت عن مسؤولين رفيعي المستوى لم يتم الكشف عن أسمائهم من البيت الأبيض، أنهم نقلوا رسالة إلى الحكومة الإسرائيلية بشأن عزم واشنطن سحب القوات الأمريكية المتمركزة شمال شرقي سوريا خلال الفترة القادمة. 

تتلقى قسد دعما أمريكيا في شرقي شمال سوريا/ رويترز
تتلقى قسد دعما أمريكيا في شرقي شمال سوريا/ رويترز

"تخلي واشنطن عن قسد"

منذ عام 2014، برز تعاون وثيق بين الولايات المتحدة الأمريكية وقوات سوريا الديمقراطية "قسد" على الساحة السورية؛ بحجة محاربة تنظيم الدولة.

وترفض واشنطن وقف هذا التعاون مع "قسد" والخروج من منطقة سيطرتها في شرقي شمال سوريا.

وتصنف تركيا قوات "قسد" تنظيماً "إرهابياً"، وتعتبرها الفرع السوري لتنظيم حزب العمال الكردستاني في تركيا.

ورغم رد فعل تركيا القاسي والمستمر لرفض هذا التعاون؛ فإن الولايات المتحدة ترفض وقف دعمها العسكري والسياسي لقوات "قسد". 

ونفذت تركيا التي تشترك مع سوريا في حدود برية بطول 911 كيلومتراً، عملية عسكرية عبر الحدود ضد وحدات حماية الشعب الكردية عام 2019.

في بيانه عقب اجتماع مجلس الوزراء بداية الأسبوع، ألمح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى أنهم قد يتخذون إجراءات إذا لزم الأمر لمنع تفكك سوريا، قاصداً بذلك عدم انخراط قوات قسد مع الحكومة الانتقالية السورية. 

وقال أردوغان: "لن نوافق على تفكك سوريا أو تعطيل استقلالها"، مضيفاً: "إذا رأينا خطراً في هذا الصدد فسنتخذ الخطوات اللازمة بسرعة".

وقال وزير الخارجية هاكان فيدان، في تصريحات هذا الأسبوع، "إنها مسألة وقت فقط قبل أن يتم القضاء على قضية حزب العمال الكردستاني/وحدات حماية الشعب في سوريا".

وقال فيدان: "إذا كانوا يريدون خدمة سياسة أخرى باستخدام داعش كذريعة وتعزيز حزب العمال الكردستاني، فلا توجد طريقة لذلك، فنحن في وضع يسمح لنا برؤية جميع أنواع الألعاب".

وتابع مهدداً: "لسنا في وضع يسمح لنا بالرؤية فحسب، بل بالتدمير أيضاً".

وأعلن هاكان فيدان أيضاً أنه إذا لم تستجب "قسد" لمطالب أنقرة، فسوف تنظم تركيا عملية عبر الحدود.

وأشار إلى أنه "يجب على حكام سوريا الجدد حل هذه القضية"، متابعاً: "من الواضح أن الإدارة الجديدة في سوريا يجب أن تتبنى هذه المشكلة، وتتخذ الخطوات اللازمة لضمان السلامة الوطنية والسلامة الإقليمية لبلدها".

في مقابل ذلك؛ تشير تصريحات أخرى صادرة كذلك عن أنقرة إلى "وجود مقترحات جديدة مطروحة على الطاولة فيما يتعلق بمحاربة داعش، ومراقبة معتقلي التنظيم الحاليين لدى القوات الكردية". 

وتدور هذه المقترحات حول تحمّل تركيا إلى جانب القيادة الجديدة في سوريا مسؤولية السيطرة على هذه العناصر ومحاربة خلاياها المزعومة في المنطقة.

"أردوغان أعطى التعليمات"

ترى أنقرة أن الفترة الجديدة التي بدأت بإسقاط نظام الأسد توفر فرصة لاتخاذ خطوة في هذا الصدد، في حين يؤكد كبار المسؤولين في تركيا أنهم على استعداد لإدارة العملية حتى لا تتوقف الحرب ضد تنظيم الدولة، لحل مخاوف الدول الغربية.

في مقابلة أُجريت معه في 7 كانون الثاني/يناير 2025، أشار وزير الخارجية هاكان فيدان، إلى أن الرئيس أردوغان أصدر تعليماته إليه، وإلى وزير الدفاع يشار غولر، بالتحقيق فيما يمكن أن تفعله تركيا بشأن القضايا المتعلقة بمحاربة تنظيم تنظيم الدولة.

في إشارة إلى أنه تم تنفيذ العمل اللازم مع وزارة الدفاع والمؤسسات الأخرى ذات الصلة، قال فيدان إن "أنقرة مستعدة للعب دور في الحرب ضد داعش، ومراقبة السجون والمعسكرات القائمة".

وأشار الوزير التركي إلى أنه في هذا السياق، قد تلعب الإدارة الجديدة في دمشق دوراً أيضاً في ذلك؛ مذكّراً بأن "الإدارة الجديدة التي وصلت إلى السلطة في سوريا بعد الإطاحة بالأسد، كان لها دور كبير في قتال تنظيم داعش في سوريا".

في بيان أدلى به في ديسمبر/كانون الأول الماضي؛ أشار وزير الدفاع التركي يشار غولر إلى أن القوات المسلحة التركية مستعدة للتعاون مع كل الحلفاء من أجل القضاء على داعش.

وقال: "قلنا للولايات المتحدة، توقفوا عن العمل مع منظمة PKK/YPG الإرهابية، ولنقاتل معاً ضد داعش، وباستخدام ثلاثة ألوية كوماندوز؛ سنخصصها لذلك، حتى أننا أخبرناهم أنه يمكننا السيطرة على مخيم الهول، حيث يتم احتجاز الآلاف من إرهابيي داعش وعائلاتهم".

مع ذلك، أشار الوزير غولر إلى أن الولايات المتحدة التزمت الصمت ضد اقتراح أنقرة، وفضلت مواصلة العمل مع "قسد"، بحسب تصريحات الوزير التركي.

هل تستجيب واشنطن؟

الكاتب الصحفي التركي سادات أرغين، في إجابته على أسئلة "عربي بوست" حول التحركات التركية لمحاربة "داعش"، قال: "نحن نشهد سلسلة من التطورات المصيرية بشأن سوريا، وتشارك فيها تركيا بشكل مباشر".

بحسب أرغين، فإن أهمية مقترح وزير الخارجية التركي هاكان فيدان حول "التحالف الرباعي" تكمن في ارتباطه بدحض حجج الولايات المتحدة لمواصلة الدعم لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تشكل وحدات حماية الشعب، فرع حزب العمال الكردستاني في سوريا، العمود الفقري لها. 

ويهدف المقترح التركي أيضاً، بحسب الكاتب التركي، إلى إبطال الفرضية القائلة بأن "قوات سوريا الديمقراطية لا غنى عنها في الحرب ضد تنظيم داعش".

وقال أرغين: "كما هو معلوم، فإن الإدارة الجديدة في دمشق برئاسة أحمد الشرع دعت قوات سوريا الديمقراطية إلى حل نفسها وانضمام أعضائها إلى الجيش السوري الذي تم تأسيسه حديثاً". 

في المقابل، ردت السلطات الأمريكية على مثل هذه الدعوات من دمشق في الأسابيع التي تزامنت مع الفترة الانتقالية بين الإدارتين في واشنطن بالرد ذاته في كل مرة.

وأكد مسؤولون أمريكيون أن تأمين السجون التي يحتجز فيها آلاف من مسلحي داعش في سوريا، تقوم به قوات "قسد"، بالتالي، فإن حل هذه المنظمة من شأنه أن يضعف بشكل كبير القتال ضد داعش، ويؤدي إلى انتشاره مرة أخرى. 

التأثير على قرار ترامب

وأضاف الكاتب التركي أن أنقرة  تسعى إلى التأثير على قرار ترامب، موضحاً أنه يمكن الافتراض أن فيدان كان قد نسق مسألة التحالف الرباعي مسبقاً مع الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، قبل طرح هذا الاقتراح على محاوريه في بغداد.

كما أن موضوع التحالف لابد وأن يكون قد نوقش كذلك خلال المشاورات التي جرت بشكل مكثف بين السلطات التركية والأردنية مؤخراً، التي كانت قضية الإرهاب في صدارة تلك المشاورات.

تكتسب مساعي فيدان لإنشاء منصة تعاون رباعي ضد تنظيم الدولة بين تركيا والعراق والأردن والإدارة الجديدة في سوريا، بعداً مهماً بسبب توقيتها كذلك بحسب أرغين.

فعلى وجه التحديد، جاء المقترح مباشرة بعد تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منصبه في 20 يناير/كانون الثاني، مشيراً الكاتب التركي إلى أن "المقترح قدم حجة قوية الآن إلى ترامب وطاقمه الأمني المعين حديثاً في إدارته، لدعم أطروحة مفادها أن الولايات المتحدة يجب أن تسحب قواتها من سوريا".

كان ترامب الذي أراد سحب القوات الأمريكية من سوريا خلال ولايته الأولى كرئيس بين عامي 2017 و2021، مضطراً إلى التراجع في كل مرة بعد مواجهته باعتراضات، خاصة من وزارة الدفاع الأمريكية والكونغرس، مفادها أن مثل هذا القرار من شأنه أن يعطل عملية السلام في الشرق الأوسط، والقتال ضد "داعش".

من الواضح أن الاقتراح التركي يهدف إلى التأثير على هذا القرار، في وقت حرج، حيث تقوم الإدارة الجديدة في واشنطن بمراجعة السياسة الأمريكية المستقبلية تجاه سوريا، بحسب الكاتب التركي.

وتوقع أنه "سيكون للرئيس ترامب الكلمة الأخيرة، فليس من الصعب التنبؤ بأن الرئيس رجب طيب أردوغان سيطرح هذا المقترح على الطاولة بشأن سوريا في أول لقاء له مع الرئيس الأمريكي".

"الملكية الإقليمية"

وطرح وزير الخارجية التركي هاكان مصطلح " الملكية الإقليمية"، الذي يعني أن دول المنطقة يجب أن تأخذ المشاكل في جغرافيتها على عاتقها لحلها، بالتالي منع الجهات الفاعلة من خارج المنطقة من التدخل في هذه المشاكل.

في مقابلة أجراها مع قناة "سكاي نيوز عربية" في 24 يوليو/تموز 2024 تحدث فيدان عن العلاقات بين تركيا والدول العربية، وقال: "كل شخص لديه حاجة إلى الأمن، وكل شخص لديه خطوات يجب اتخاذها نحو التنمية، ونحن في تركيا لدينا رؤية من شأنها حل المشكلة الأمنية في المنطقة جذريا، خاصة من خلال تشكيل تحالف مع الدول العربية لتلبية هذه الحاجة الأمنية".

على نحو مماثل، في مقابلة أجراها مع قناة "NTV"، في 15 مايو/أيار 2024 قال خلال شرحه لأهداف السياسة الخارجية التركية، إن من بين الأهداف التركية "الذهاب إلى هيكل مؤسسي في المنطقة مع التحالفات الجديدة التي سنعقدها، والتأثير على التطورات العالمية".

قسد تبحث عن بديل 

بينما كانت "قسد"، تشعر بالقلق من خطر فقدان هيمنتها شمال شرقي سوريا، التقى قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قآاني رئيس قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي في العراق بعد أسبوع من سقوط نظام الأسد في سوريا.

استضاف اللقاء بحسب صحيفة "ملليت" التركية، زعيم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بافل طالباني، في مقر إقامته في منطقة السليمانية شمالي العراق. 

تحظى عائلة طالباني بعلاقات وثيقة ومعروفة مع إيران منذ الثمانينيات بحسب الصحيفة التركية، وكان لبافل طالباني، الذي يدعم منظمة حزب العمال الكردستاني، علاقات قوية مع إيران في السنوات الأخيرة، وهو ما رصدته أجهزة الاستخبارات التركية، وفقاً للصحيفة ذاتها، مشيرة إلى أن قسد ترى في إيران بديلاً محتملاً عن الدعم الأمريكي لها.

"لقاء الخاسرين في سوريا"

بحسب تصريحات السفير المتقاعد أولوتش أُوز أولكر، لصحيفة "ملليت" التركية؛ كان هناك اتصال دائم بين إيران وحزب العمال الكردستاني على مدار السنوات الماضية.

وعزا السفير التركي عدم حل مشكلة حزب العمال الكردستاني بسبب التدخلات الإيرانية، وتعاونها مع قيادة التنظيم في جبال قنديل بالعراق.

وأضاف أوز أولكر، أنه "لو تعاونت طهران مع أنقرة ضد الإرهاب، لما كانت هناك مشكلة مع حزب العمال الكردستاني". 

ورأى السفير التركي السابق، أن إيران تكبدت خسائر كبيرة في سوريا؛ وتضاءلت بسببها إمكانية مساعدة حزب الله في لبنان.

وبعد أن كان هناك 551 قاعدة و50 ألف مقاتل موال لإيران في سوريا، انتهى الأمر، ولم تعد لهم أي قوة تذكر في سوريا الجديدة؛ ولذلك بحثت طهران التعاون مع قوات سوريا الديمقراطية في محاولة لتعويض خسائرها، على حد قوله.

كبير الباحثين في معهد "سيتا" للدراسات، وضابط الاستخبارات السابق مراد أصلان، قال في تقييمه لهذا اللقاء إنه مع الإطاحة بالأسد، لم يعد لإيران وروسيا أي تأثير في سوريا. 

وأضاف أنه "مع تولي ترامب منصبه وعزم الولايات المتحدة سحب قواتها، تواجه قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب شمال شرقي سوريا صعوبة في العثور على موطئ قدم لها في سوريا الجديدة". 

وأشار إلى أن ذلك يأتي بينما لا تريد الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي عودة النفوذ الإيراني مرة أخرى إلى سوريا، في المقابل ترغب قسد عبر تعاونها مع طهران لخلق تصور مفاده أنه "إذا انسحبتم من سوريا، فسوف تأتي إيران إلى هنا مجدداً".

تحميل المزيد