سلاح يعمل بالتحكم عن بعد!.. كيف وصلت الطائرة بدون طيار التي أطلقها الحوثيون إلى قلب تل أبيب دون أن يكتشفها أحد

عربي بوست
تم النشر: 2024/07/19 الساعة 08:21 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/07/19 الساعة 08:34 بتوقيت غرينتش
صواريخ الحوثيين البالسيتية في اليمن، أرشيفية

بشكل مفاجئ أصابت طائرة بدون طيار أطلقها جماعة أنصار الله الحوثيون قلب تل أبيب بالقرب من السفارة الأمريكية صباح الجمعة 19 يوليو/ تموز 2024، دون أن ترصدها أجهزة الرادار الإسرائيلي ولا حتى القبة الحديدية.

وأعلن الحوثيون أنهم نفذوا فجر اليوم الجمعة ما وصفتها بعملية نوعية في تل أبيب بطائرة مُسيّرة جديدة، في حين تحدث جيش الاحتلال الإسرائيلي عن "خطأ بشري" حال دون وقوع الهجوم الذي أسفر عن مقتل إسرائيلي وجرح آخرين.

وبعد أيام من عملية طوفان الأقصى أنخرط الحوثيون في الحرب ضد إسرائيل عبر استهداف السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر ومضيق عدن كجبهة مساندة للفصائل الفلسطينية.

وفي بيان ألقاه في صنعاء وبثه التلفزيون، قال المتحدث العسكري باسم أنصار الله الحوثيين يحيى سريع إن سلاح الجو المسير للجماعة استهدف تل أبيب بمسيرة جديدة من طراز "يافا".

وأضاف سريع أن الطائرة المسيرة الجديدة قادرة على تجاوز المنظومات الاعتراضية ولا تستطيع الرادارات اكتشافها.

وتابع المتحدث العسكري أن منطقة تل أبيب تقع في مدى أسلحة الجماعة وستكون هدفاً رئيسياً لها، قائلاً إن "القوات المسلحة اليمنية تعلن منطقة يافا المحتلة منطقة غير آمنة وستكون هدفاً أساسياً في مرمى أسلحتنا، وإننا سنقوم بالتركيز على استهداف جبهة العدو الصهيوني الداخلية والوصول إلى العمق".

هذا الحادث الذي وصف بالخطير بالنسبة للاحتلال الإسرائيلي ألقى بظلاله على التقنية العسكرية التي تعتمد عليها إسرائيل في دفاعاتها الجوية وفي أجهزة الرادار.

ووفقًا للتقديرات، استغرقت الطائرة بدون طيار على الأقل تسع ساعات من اليمن حتى أصابت تل أبيب، فكيف يحدث أن تنفجر طائرة بدون طيار في تل أبيب دون إنذار؟ وهل يستمر الحوثيون في مهاجمة السفن في البحر الأحمر؟ وكيف يتم حل تهديد الطائرات بدون طيار في العالم؟.

كيف يحدث أن تصيب طائرة بدون طيار أطلقها الحوثيون إسرائيل؟

وبحسب تقرير لموقع جلوبس العبري المختص بالتحليل العسكري فإن أنظمة الكشف والإنذار في الداخل والخارج تبحث عن متجه ينطلق من نقطة أ إلى ب ثم يتم تحديده لأول مرة، ثانية، ثالثة، وفيما بينها يتم قياس متجه الحركة لتقدير المكان الذي قد يسقط فيه.

قوات من الشرطة الإسرائيلية في موقع انفجار مسيرة في تل أبيب/ رويترز

فإذا كانت الطائرة بدون طيار تعتمد على الملاحة بالقصور الذاتي، وهو نظام مشابه لـGPS يعتمد على المغناطيسية وأجهزة التسارع والجيروسكوبات، يتم التوجيه بقياس التسارع ومعدل الزاوية لفهم موقع الهدف وحركته.

ولكن، مثل الصاروخ، الطائرة بدون طيار هذه محدودة على هدف ثابت، وبالتالي قدرتها على التتبع والاعتراض مشابهة للصاروخ.

وبحسب الموقع العبري فمن التحقيق الأولي لجيش الاحتلال الإسرائيلي، يتضح أن أنظمة القوات الجوية حددت الطائرة بدون طيار، لكنها لم تُعترض بسبب خطأ بشري أدى إلى عدم التعرف عليها كجسم معادٍ، مثلما حدث من قبل عندما أطلق حزب الله عدد من المسيّرات على أهداف داخل إسرائيل.

وتعتمد إسرائيل حالياً بشكل أساسي على التعرف من خلال أنظمة الإنذار الحالية والاعتراض بواسطة القبة الحديدية – ولا يوجد نظام مخصص يكون مفيداً بشكل خاص لتهديد الطائرات بدون طيار، بحسب الموقع العبري.

هل كانت طائرة مٌسيّرة واحدة أم أكثر؟

وفقًا لتقرير قناة "العربية" السعودية، اعترضت الولايات المتحدة ثلاث طائرات بدون طيار وصاروخ باليستي واحد في إطار الهجوم على إسرائيل. بعد الحادث، كما أنه من غير المستبعد أن سلاح الجو الإسرائيلي قد نشر طائرات مقاتلة لحماية المجال الجوي.

مثلما حدث من قبل عندما أطلقت إيران عددًا من المسيّرات في أبريل/ نيسان الماضي رداً على اغتيال عسكريين إيرانيين في سفارة طهران بدمشق.

ما هي القدرات العسكريةللحوثيين التي تمكنها من استهداف إسرائيل؟

بعد سيطرة الحوثيون على العاصمة اليمنية صنعاء عام 2015، استحوذت الجماعة المسلحة على أسلحة الجيش اليمني، كما أنها نجحت خلال الفترة الماضية في إدخال أسلحة جديدة للخدمة في ظل الحرب التي كانت مشتعلة بينها وبين التحالف العربي بقيادة السعودية.

1- طائرات بدون طيار

لدى الحوثيين مجموعة متنوعة من الطائرات بدون طيار، ووفقًا لتصريحاتهم يمكن أن تصل إلى مدى يصل إلى 2,400 كيلومتر.

وتعد المسيرة "صماد"، هي الأكثر شهرة وهي عبارة عن سلسلة أطلقها الحوثيون قبل حوالي ست سنوات وتضم ثلاثة نماذج مختلفة. تشمل أبعاد الطائرة طولاً يبلغ 2.8 مترًا وجناحين يبلغ طولهما 4.5 متر. تقدر سرعتها القصوى بين 200-250 كيلومترًا في الساعة.

2- الصورايخ

  • صاروخ "طوفان"

صاروخ "طوفان" يمتد مداه من 1,350 كيلومترًا إلى نحو 1,900 كيلومتر. وفي حال إطلاقه من أبعد نقطة في حدود اليمن قبالة البحر الأحمر، من الممكن أن يصل إلى مدينة إيلات التي تبعد 1,650 كيلومترًا في خط مستقيم.

ويعتبر صاروخ "طوفان" هو النسخة اليمنية للصاروخ الإيراني "قادر" الذي يصل مداه بين 1,350 كيلومترًا و1,950 كيلومترًا، بحسب تقرير للتلفزيون العربي.

وتعتبر المسافة بين ساحل اليمن وإيلات هي 1,580 كيلومترًا، ما يعني أنّ هذا الصاروخ يستطيع الوصول إلى داخل إيلات وأبعد من إيلات، وبالتالي إلى داخل إسرائيل.

  • صواريخ "قدس"

صواريخ "قدس2" و"قدس 3″، و"قدس 4″، هي صواريخ بالستية يمتد مداها من 1,350 كيلومترًا إلى نحو 2,000 كيلومتر؛ أي أنّها من الممكن أن تصل إلى ما هو أبعد من مدينة إيلات، وتستهدف العمق الإسرائيلي، وقد تصل إلى حيفا على بعد ألفي كيلومتر، أو تل أبيب على بعد 1,940 كيلومترًا، في حال عبورها من الأجواء السعودية في خط مستقيم من اليمن.

تحميل المزيد