عشية يوم مولده السبعين، كان النائب البرلمان وجراح القلب مسعود بزشكيان في طريقه إلى وزارة الداخلية لتسجيل اسمه كمرشح محتمل للانتخابات الرئاسية المبكرة في إيران، وبشكل مفاجئ وغير متوقع على الاطلاق، وجد اسمه في القائمة النهائية التي أصدرها مجلس صيانة الدستور للمرشحين الرئاسيين النهائية، ليكون هو المرشح الإصلاحي الوحيد وسط خمسة مرشحين أصوليين.
وكشف مصدر من مكتب المرشد الأعلى، لـ"عربي بوست"، مفضلاً عدم ذكر اسمه عن أن "القائمة النهائية كانت تضم 5 مرشحين فقط جميعهم من التيار الأصولي، لكن خامنئي رأى أنه من الأفضل تعديل القائمة قليلاً بحيث تشمل پزشكيان".
أوضح بشأن تعديلات خامنئي على مرشحي الرئاسة، أن "القائمة التي عرضها مجلس صيانة الدستور على خامنئي، كانت لا تتضمن كلاً من مسعود بزشكيان ومصطفي بور محمدي، لكن خامنئي قرر إضافة بزشكيان في اللحظات الأخيرة، وإضافة بور محمدي بدلاً من محمد مهدي إسماعيلي"، ولكنه انسحب من السباق الانتخابي في الجولة الأولى.
أطلق مسعود بزشكيان على حملته الانتخابية اسم "براى إيران"، أو من أجل إيران باللغة العربية.
وأصبح بزشكيان المرشح الوحيد الذي حظي بتأييد كبير من المعسكر الإصلاحي الذي عانى الإقصاء السياسي لسنوات، كما أنه كان المرشح الوحيد للراغبين في التغيير.
مسعود بزشكيان من الحرب إلى السياسة
ولد مسعود بزشكيان (70عاما)، في مدينة مهاباد عاصمة محافظة أذربيجان الغربية إيران، ذات الاغلبية الكردية، فهو كردي ايراني، يتحدث اللغة التركية الاذرية، بجانب اللغة الفارسية.
عندما قامت الثورة الإسلامية في إيران، كان يدرس الطب في جامعة تبريز للعلوم الطبية، وخلال الحرب العراقية الإيرانية (1980:1989)، تطوع مع الحرس الثوري الإيراني، وكان المسؤول عن تنظيم وإرسال الفرق الطبية إلى الخطوط الأمامية في الحرب، وأشرف على المستشفيات الميدانية.
بدأت حياة بزشكيان السياسية عندما اختاره الرئيس السابق الإصلاحي محمد خاتمي نائباً لوزير الصحة، ثم وزيراً للصحة والتعليم الطبي (1997:2005).
وبعد أن تولى الرئيس المحافظ محمود أحمدي نجاد الرئاسة (2005:2013)، ترك بزشكيان السياسة، وتفرغ لممارسة الطب.
في أثناء هذه الفترة، أسس بزشكيان علاقات طيبة مع الناس، وبحسب مقربين منه تحدثوا لـ"عربي بوست"، كان عمله ناجحاً، وجمع الكثير من الأموال لشراء منزل كبير وسيارة، لكنه في الوقت ذاته، لم يتخل عن السياسة، إذ يقول إن أقاربه ومرضاه قاموا بإقناعه بالترشح للانتخابات البرلمانية الثامنة.
في التسعينيات، توفيت زوجة بزشكيان في حادثة، وبعدها ببضعة أعوام توفي أحد ابنائه، لكنه رفض الزواج من أخرى، وقام هو بتربية أبنائه بنفسه.
يقول آرش أميري الصحفي الإصلاحي، لـ"عربي بوست"، إن "عدم زواج بزشكيان من أخرى، وتربيته لأبنائه بمفرده، جعله يكسب تعاطف واحترام جميع الناس، هذا إلى جانب إنسانيته، ومساعدته لمرضاه الفقراء، لذلك تمتع بزشكيان بشعبية وسمعة طيبة هو وأبناؤه".
دعم "الحركة الخضراء".. ومعارضة الحكومة
في عام 2009، اندلعت احتجاجات واسعة النطاق اعتراضاً على نتائج الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها أحمدي نجاد بفترة ولاية ثانية، وأطلق على هذه المظاهرات اسم "الحركة الخضراء"، وكان من أبرز قائدتها مير حسين موسوي، ومهدي كروبي اللذان قيد الإقامة الجبرية من عام 2010 وحتى الآن.
حينها دعم مسعود بزشكيان هذه المظاهرات، وانتقد التعامل العنيف والدموي لقوات الأمن الإيرانية والحكومة تجاه المتظاهرين.
وقال حينها: "إنك لن تستطيع أن تكون الأمير بقتل الناس وتعذيبهم".
وعندما كان نائباً في البرلمان في الفترة ذاتها، قال: "الناس تشتكي، ويجب علينا في البرلمان أن نسمع لهم، وليس اتهامهم بالعمل ضد الأمن القومي وقيامنا بسجنهم".
هناك مرحلة مهمة في حياة بزشكيان السياسية، تتعلق بمعارضته للحكومة، فعندما كان وزيراً لوزارة الصحة (2001:2005)، تم فتح قضية من أهم القضايا في ذلك الوقت، وهي وفاة المعتقلة زهرة كاظمي المصورة الإيرانية الكندية التي تم اعتقالها في إيران لأسباب سياسية، وقالت الحكومة إن سبب وفاتها هو "الاصطدام بجسم صلب".
وكان هذا الوصف محل سخرية من الشعب الإيراني، لأنهم اتهموا الحكومة بتعذيب السيدة كاظمي.
حينها، كان مسعود بزشكيان أحد أعضاء لجنة التحقيق، وقال إن الكدمات التي ظهرت على جسد زهرة كاظمي ليس لها علاقة بالتعذيب، ولكنه أكد في الوقت ذاته أن رأس السيدة كاظمي لا يمكن أن تكون قد كُسرت عن طريق الخطأ".
لكن خلف الأبواب المغلقة، انتقد بزشكيان قوات الأمن الإيرانية واتهمها بقتل كاظمي، إذ يقول مسؤول إصلاحي سابق خدم مع بزشكيان لـ"عربي بوست"، مفضلاً عدم ذكر اسمه لأسباب خاصة: "في اجتماع مع الحكومة ورئيسها خاتمي، قال بزشكيان بصراحة إن زهرة كاظمي تعرضت للتعذيب العنيف، وأنه متأكد أنها تعرضت لضربة عنيفة على رأسها أدت إلى تهشم الجمجمة والوفاة".
وأضاف المسؤول ذاته: "تم التحقيق مع بزشكيان حينها من الشرطة ووحدة تحقيقات خاصة بمكتب المرشد الأعلى، لكن تم إغلاق القضية وعاد بزشكيان إلى عمله".
في السنوات التالية، ظهر بزشكيان الذي كان نائباً برلمانياً في ذلك الوقت، وهو ينتقد الحكومة دائماً للأسباب التي تعلنها عن وفاة المعتقلين السياسيين، وقال في مقابلة صحفية: "هل من الممكن لشخص ليس لديه تاريخ مع التهاب السحايا أن يصاب بهذا المرض القاتل فجأة في السجن؟".
وأضاف: "لذا، فمن الواضح أن السجناء يتعرضون للتعذيب الشديد داخل السجون ويتعرضون للضرب المبرح، لدرجة أن السلطات تضطر في النهاية للإعلان عن إصابة السجين المتوفى بالتهاب السحايا".
واستمر بزشكيان في انتقاد السلطات في تعاملها مع المحتجين والمعتقلين حتى وفاة مهسا أميني في سبتمبر/أيلول 2022 في حجز الشرطة، عندما اعتقلتها دورية تابعة لشرطة الأخلاق، في أحد شوارع طهران، بزعم ارتدائها للحجاب بشكل سيئ.
وتلت وفاتها احتجاجات واسعة النطاق مناهضة للمؤسسة السياسية ومطالبة بعزل المرشد الأعلى واستقالة الحكومة، وقوبلت هذه الاحتجاجات بقمع دموي، وتم إصدار حكم الإعدام على عدد من المتظاهرين المشاركين في هذه الاحتجاجات.
حينها، قال پزشكيان: "لقد أنفقنا الملايين من الأموال لجعل الناس تلتزم بالحجاب والزي الشرعي، ولم يلتزموا، فهل الضرب والسجن سيجعلهم يلتزمون الآن".
وخلال جائحة كورونا، انتقد بزشكيان تعامل الحكومة مع احتواء كوفيد- 19 وانتقد أيضا المرشد الأعلى الإيراني لمنعه استيراد اللقاحات الغربية، قائلاً إن الحكومة أخذت الأمر بمزاح، وتُصدر كل يوم إحصاءات غير واقعية عن الإصابات بالفيروس.
وقال إنه "تم إعطاء معلومات خاطئة للمرشد الأعلى لكي يصدر قراراً بمنع استيراد اللقاحات الغربية"، وكان حينها بزشكيان عضواً في لجنة الصحة والعلاج في البرلمان.
هل مسعود بزشكيان إصلاحي أم محافظ إصلاحي؟
دائماً ما يتحدث بزشكيان عن العدالة الاجتماعية وحقوق الأقليات، وهذا ما يتجلى في شعار حملته الانتخابية "من أجل إيران"، الشعار الذي يلخّص نهجه السياسي.
ويُحسب مسعود بزشكيان على المعسكر الإصلاحي، وفي الانتخابات الرئاسية الحالية حصل على دعم كبير من قادة المعسكر الإصلاحي مثل محمد خاتمي الرئيس السابق، وجواد ظريف وزير الخارجية الإيراني السابق في حكومة المعتدل حسن روحاني، الذي دعم أيضا بزشكيان.
وكان بزشكيان أحد المرشحين الثلاثة النهائيين من المعسكر الإصلاحي، الذين قدموا أوراقهم للترشح، وتمت الموافقة عليه بشكل مفاجئ للجميع.
وفي هذا الصدد، يقول سياسي محافظ مقرب من دوائر صنع القرار في طهران لـ"عربي بوست"، مفضلاً عدم ذكر اسمه: "بزشكيان فزاعة وافقت عليها القيادة العليا، لكبح جماح المتشددين، والسيطرة على خلافاتهم، والموافقة على مرشح أصولي واحد".
في الوقت ذاته، ترى القيادة العليا الإيرانية أنه إذا فاز بزشكيان بالرئاسة، فإن هذا الفوز لن يشكل خطراً على وحدة وتماسك المؤسسة السياسية في إيران، بحسب المصدر ذاته لـ"عربي بوست"، الذي أوضح أن "بزشكيان إصلاحي بنكهة محافظة".
وأوضح أنه "صحيح أن البعض يرى أن الموافقة على ترشح بزشكيان كان فخاً مدبراً من القيادة العليا، لضمان نسبة إقبال انتخابي عالية، لكن المرشد الأعلى يعلم جيداً أنه إذا وصل بزشكيان للرئاسة فلن تكون الأمور سيئة".
أوجه الشبه بين بزشكيان وأحمدي نجاد
يرى بعض الإصلاحيين والمحافظين أوجه شبه بين مسعود بزشكيان وأحمدي نجاد، فعلي سبيل المثال، يقول سياسي إصلاحي بارز وكان مسئولا في حكومة محمد خاتمي وعلى دراية ببزشكيان لـ"عربي بوست"، إن "أحمدي نجاد كان رجلاً بسيطاً جاء من بيئة فقيرة لا يرتدي الملابس الرسمية مثل بزشكيان".
كما أن كلاهما "يتحدث دائما عن العدالة الاجتماعية، وتحسين معيشة الفقراء، وكانا يُجيدان التحدث إلى البسطاء، وما بزل بزشكيان يتمتع بشعبية كبيرة بينهم، ويمتلك طريقة أحمدي نجاد ذاتها".
وأضاف أن "بزشكيان لديه مميزات كبيرة من حسن السمعة ونظافة اليد، وهو خطيب ممتاز، يجيد جذب أعداد كبيرة من الطبقة العاملة والطبقات الأفقر، وبجانب هذا، فهو نجح في التواصل مع جزء كبير من رجال الدين في قُم، لكن في الوقت ذاته لا يتمتع بشعبية لدى طبقة رجال البازار".
ورجال البازار (السوق)، هم التجار البارزين في إيران، ولعبوا دوراً في السياسة الإيرانية على مدى العقود الماضية.
بحسب السياسي الإصلاحي، فإن رجال البازار ينظرون إلى بزشكيان على أنه يساري يتحدث عن الفقراء والعمال، ولن يكون مفيداً لهم، فيقول لـ"عربي بوست": "رجال البازار يفضلون قاليباف على بزشكيان، وهذا ما أقلق المعسكر الإصلاحي، لأن رجال البازار لهم وزن في اللعبة السياسية، ومن السيئ خسارتهم، ونعلم أنهم دعموا قاليباف في الانتخابات".
ليس فقط طبقة البازار التي يخشاها بزشكيان، ولكن أيضاً هناك قطاع كبير من الإصلاحيين العاديين يخشون بزشكيان، لكونه قريب إلى المحافظة، وهم يشكلون الطبقة المتوسطة المثقفة.
يقول مهدي محموديان الصحفي الإصلاحي لـ"عربي بوست": "بزشكيان أضعف من أن يقدم على إجراء أي تغيير حقيقي.. انظر إلى أعضاء حملته الانتخابية جميعهم فوق سن الستين، لأنه غير قادر على التواصل مع جيل الشباب".
ويضيف: "ناهيك عن إعلان ولائه لخامنئي، ودعمه لمبادئ الجمهورية الإسلامية، وهذا جعله يخسر الكثير من أصوات الإصلاحيين".
ويقول مصدر سياسي مقرب من بزشكيان لـ"عربي بوست": "يصف بزشكيان نفسه بأنه إصلاحي محافظ، ومحافظ إصلاحي".
اندماج سياسي
في السابق، دائما ما كرر بزشكيان التزامه تجاه المرشد الأعلى الإيراني، كما أنه أكد في المناظرات الرئاسية قبل الجولة الأولى، أنه إذا تم انتخابه، فإنه ليس لديه أي نية لإجراء أي تغييرات جوهرية، لأن هناك خطط وبرامج وضعتها الجمهورية الإسلامية مثل خطة التنمية السابعة، التي حسب قوله يجب الالتزام بها.
وهذا المسار الذي يؤكد عليه بزشكيان مراراً وتكراراً لا يقلق فقط أنصار المعسكر الإصلاحي من المثقفين والشباب فحسب، بل يقلق خصومه من المتشددين وأنصار المتشدد سعيد جليلي الذي ذهب معه إلى الجولة الثانية.
يقول السياسي المحافظ المقرب من دوائر صنع القرار في طهران لـ"عربي بوست"، "أنصار سعيد جليلي وغيرهم من المعسكر الاصولي المتشدد، يخشون من أن يكون بزشكيان هو الإصلاحي الذي سيحقق اهداف الجمهورية الإسلامية، ويكسب تأييد الأغلبية، وحينها من المتوقع أن يتم إقصاؤهم في أسوأ السيناريوهات".
لكن كما يرى البعض، أن تأييد بزشكيان لولائه لخامنئي لا ينذر بإجراء أي تغيير جوهري كما يريد المعسكر الإصلاحي، يرى آخرون أن هذا المسار الذي يتبعه بزشكيان هو مسار للاندماج السياسي.
في هذا الصدد، يقول مصدر سياسي مقرب من بزشكيان لـ"عربي بوست": "بزشكيان مؤمن بأن تجنب المواجهة مع المرشد الأعلى ومؤسسات السلطة غير المنتخبة والقوية مثل الحرس الثوري، سيضمن له مناخ آمن لإحداث تغييرات حقيقية في بعض القضايا".
ويضيف: "نهج پزشكيان باختصار هو التماسك الداخلي والوحدة، بدلاً من المواجهة المباشرة، وأنه يهدف من ذلك إلى تعزيز استراتيجية عمل آمنة داخل النظام لإحداث التغيير بطريقة هادئة".
وأصبحت حقوق الاقليات حجز الزاوية في البرنامج الانتخابي لبزشكيان، وهو ما دفع العديد من الإيرانيين الاذريين والاكراد إلى دعمه، كما أنه أكد على اهمية إدراج المسلمين السنة والأقليات العرقية في المناصب الحكومية في حكومته.
فيما يخص مسار السياسة الداخلية الذي يتبناه بزشكيان، فانه يؤمن بضرروة رفع القيود المفروضة على الإنترنت في إيران.
في هذا الصدد، يقول مصدر مقرب من بزشكيان وعضو في حملته الانتخابية لـ"عربي بوست": "يرى السيد مسعود بزشكيان أن الآلاف من الشركات الإيرانية الناشئة فشلت في العمل داخل إيران بسبب القيود المفروضة على الإنترنت وحجب أغلب التطبيقات، وهو يسعى إلى إعادتهم للسوق مرة أخرى".
السياسة الخارجية لبزشكيان
على خطى الإصلاحيين، يؤمن بزشكيان بضرورة تخفيف اللهجة الحادة للسياسة الخارجية الإيرانية، التي استمرت طوال السنوات الثلاث الماضية في حكم الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي.
يقول المصدر السياسي المقرب من بزشكيان لـ"عربي بوست": "بزشكيان متأثر بشدة بجواد ظريف في ملف السياسة الخارجية، ويرى أن الحد من التوترات مع أوروبا والولايات المتحدة أمر ضروري لمعالجة المشاكل الاقتصادية لإيران".
ويضيف إلى ذلك "إيمان مسعود بزشكيان بضرورة الاهتمام بالدبلوماسية أكثر، ولا ينكر أهمية العلاقات الجيدة مع القوى الشرقية والجيران العرب، لكنه تحدث أكثر من مرة عن عدم جنى أي ثمار لعلاقات إيران مع الصين وروسيا حتى الآن".
ويرى خصوم مسعود بزشكيان أن نهجه الذي أعلن عنه فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، يشبه سياسية حسن روحاني الرئيس السابق المعتدل (2013:2021)، التي أثبتت فشلها، ويعزون ذلك إلى انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، والذي تم التوصل إليه في عهد إدارة حسن روحاني.
ماذا عن الاقتصاد؟
تركزت وعود مسعود بزشكيان الانتخابية علي العدالة الاجتماعية والتنمية والموازنة والإصلاحات الهيكيلية، وتقول مصادر مقربة من بزشكيان إنه يرى أن حل الأزمات الاقتصادية في إيران ليس فقط في رفع العقوبات الدولية، ولكن في إنشاء نظام اقتصادي قوي، ومحاربة الفساد، وخلق منصات للاستثمار.
لكن لم يقدم بزشكيان أي خطط واضحة لتنفيذ وعوده.
في هذا الصدد يقول ميثم عبادي أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة الشهيد بهشتي لـ"عربي بوست": "صحيح أن مسعود بزشكيان أصر على أن معالجة المشاكل الاقتصادية يجب أن تتم عبر الخبراء، وليس المعينيين السياسيين، ولكن لم يقدم أي خطة مبدئية لوعوده الاقتصادية".
ويضيف عبادي: "ركز مسعود بزشكيان على أن الخطوة الأولى لحل المشاكل الاقتصادية هو وضع خطة لاحتواء التضخم وتحسين القدرة الشرائية، وإنهاء تدخل الحكومة في الأسواق، بالإضافة إلى الاهتمام بالعدالة الاجتماعية وتحسين الخدمات الطبية والتعليمية".
ويتابع: "صحيح أن العقوبات ستظل عقبة أمام إصلاح الاقتصاد الإيراني، لكن ما يمكن لبزشكيان العمل عليه هو إصلاح الهياكل الاقتصادية، لجذب الاستثمارات الداخلية والخارجية لتحقيق بعض الثقة في الأسواق الإيرانية".
بشكل عام، يركز مسعود بزشكيان دائما علي الخبرة والحوكمة والعمل السياسي الخالي من الجمود الإيديولوجي، ما يجعله مميز عن المشهد السياسي الحالي المليئة بالصراعات السياسية الأيديولوجية.
تقول مصادر مقربة من بزشكيان تحدثت لـ"عربي بوست"، في هذا التقرير، إن بزشكيان يؤمن بأنه سيواجه مئات القيود في خططه للسياسة الداخلية والخارجية، كما فعلوا مع حسن روحاني من قبل.
على سبيل المثال، فإن مسألة تخفيف قانون الحجاب الإلزامي لا تخضع لصلاحية رئيس الجمهورية فقط، بل إلى مؤسسات أخرى غير منتخبة، تتمتع بالقوة، وبقربها من المرشد الأعلى والحرس الثوري.
لذلك، يسعى بزشكيان دائما أن تكون خططه طويلة الأمد، لتعزيز التغيير التدريجي، من خلال التعاون مع مراكز القوة غير المنتخبة في إيران.
بموجب إرشادات موقع “عربي بوست”، نستخدم المصادر المجهولة للمعلومات التي تأكدنا من مصداقيتها من خلال مصدرين موثوقين على الأقل. يرجى تفهم أن المصادر غالباً تخشى على وظائفها أو سلامتها.