البداية بالصيدليات ولا ترخيص للاستهلاك الفردي.. تفاصيل تسويق أول منتجات “القنب الهندي” في المغرب

عربي بوست
تم النشر: 2024/06/06 الساعة 13:22 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/06/06 الساعة 13:22 بتوقيت غرينتش
نبات القنب الهندي (الحشيش)/ رويترز

بدأ المغرب في تسويق مكملات غذائية ومنتجات تجميلية مصنعة من القنب الهندي المغربي، بداية شهر يونيو/حزيران 2024، في بعض الصيدليات، وفق عملية إنتاج وتسويق منظمة، في انتظار تعميم المنتج على جميع الصيدليات بالمملكة، بعد نحو سنتين من قرار تقنين زراعة وتسويق القنب الهندي.

وحسب ما توصل إليه "عربي بوست"، فقد تم تسجيل تسعة مكملات غذائية وعشرة منتجات تجميلية لدى مديرية الأدوية والصيدلة المغربية، وهي منتجات جرى تحديد أسعارها من قبل الوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب الهندي.

إذ إنه وفي أكتوبر/تشرين الأول 2022، وافقت الوكالة الوطنية لتقنين القنب الهندي المغربي على منح رخص لممارسة أنشطة تحويل المادة وتصنيعها ومن ثم تسويقها وتصديرها لأغراض طبية وصناعية، وذلك بعد عام من تصديق الحكومة تقنين استخدام نبتة "القنب الهندي" لأغراض طبية وصناعية.

منتجات القنب الهندي المغربي

حسب المعطيات التي توصل إليها "عربي بوست، فإن هذه المنتجات التي بدأ تسويقها في المغرب هي عبارة عن شاي الأعشاب/ (tisanes)، ومراهم، ومنتجات لتجميل الوجه والشعر بالإضافة إلى بعض المنظفات الجسدية، في انتظار خروج منتجات أخرى ما زالت قيد الدراسة بمديرية الأدوية والصيدلة، ستستفيد عما قريب من شواهد التسجيل.

وأوضح هشام الخرمودي، دكتور صيدلاني متخصص في السياسات الدوائية وطب الإدمان، أن هذه المنتجات تحتوي على نسبة من مخدر "تتراهيدروكانابينول" أقل من 1%.

وأوضح الخرمودي أنه ووفقاً للقوانين المعمول بها، إذا تجاوزت نسبة تتراهيدروكانابينول 1% يخصص المنتج حصرياً للصناعة الدوائية ويجب تحويله إلى دواء.

مزارع القنب الهندي المغربي
مزارع القنب الهندي المغربي

وأضاف الخرمودي في حديثه لـ"عربي بوست" أن نبتة القنب الهندي المغربي تحتوي على حوالي 460 مادة كيميائية منها: الستيرول، الألكالويد، التيربين، البنزوبيرين وغيرها.

وحوالي 60 كنبينويد أهمها الديلتا 9 ترانز "تيتراهيدر كنابينول" THC المخدر المحظور، وكذلك الكانابيديول المضاد للأكسدة والالتهاب، والذي يسوق كدواء لتسهيل النوم وعلاج التوتر والقلق.

بالإضافة إلى أن "فالكنابينويد" واعد لعلاج التصلب المتعدد sclérose en plaques وكذلك مقاومة التلتهابات الناتجة عن السرطان.

وأضاف المتحدث أن هذا الغنى الذي تتميز به نبتة القنب الهندي من شأنه إغناء وإثراء السوق بمواد أولية مهمة جداً للعديد من الصناعات بالإضافة إلى الصناعة الدوائية.

تسويق تدريجي

في المرحلة الأولى ستكون هذه المنتجات متاحة حصرياً في الصيدليات، في انتظار أن يسمح القانون 13.21 للمحولين المصنعين بفتح نقاط بيع خاصة بهم، شرط تلبية المعايير القانونية المطلوبة والحصول على الترخيص من الوكالة.

وأوضح المتخصص في السياسات الدوائية أن في هذه المرحلة من التسويق تم تخصيص هذه المنتجات للقطاع الصيدلاني، لكن هذا الأمر لا يخضع لمبدأ الاحتكار، بمعنى أنه من الممكن أن تسوق فيما بعد خارج الصيدليات.

مضيفاً أنه قبل إنزال هذه المنتجات في سوق الأدوية، تم منح أكثر من 120 ترخيصاً بين منتج ومصنع وموزع، لكنه لم يتم الإفصاح عن هويات الجهات المرخص لها.

وبحسب معطيات صادرة عن الوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب الهندي، فقد تم منح 2737 ترخيصاً لـ 2637 فلاحاً بمناطق تاونات، وشفشاون، والحسيمة، من أجل نشاط زراعة وإنتاج القنب الهندي.

فيما منحت الوكالة 168 ترخيصاً لـ 61 فاعلاً (1 مؤسسة صيدلية، 16 تعاونية، 37 شركة، و7 أشخاص ذاتيين) حتى أبريل الماضي.

وأوضح المصدر ذاته أن التراخيص الـ168 الممنوحة للفاعلين، والتي تأتي لتنضاف إلى 179 التي منحت سنة 2023، تتوزع بين 48 ترخيصاً لأغراض صناعية، وواحد (01) لنشاط يتعلق بالتحويل لأغراض طبية.

البداية فقط

تعتبر المنتجات الإحدى عشرة بداية تحقيق مشروع ضخم بعد قطع أشواط كبيرة بين الوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب الهندي ووزارة الفلاحة ومديرية الأدوية.

وتستمر هذه الدينامية من أجل إنتاج ثاني محاصيل منتوج القنب الهندي المغربي في إطار قانوني، ومن المرتقب تشييد حوالي 30 وحدة تحويلية نهاية 2024 يجب أن تكون جاهزة قبل إنتاج المحاصيل.

يعتبر الخرمودي هذا المجال (تصنيع القنب الهندي) مجالاً واعداً ومغرياً للاستثمار وخلق التنافسية، مؤكداً أن ما وصل إليه المغرب اليوم كخطوة أولية، وبالنظر إلى حداثة تأسيس الوكالة الوطنية لتقنين الاستعمال الصناعي والطبي لنبتة القنب الهندي، يعتبر مؤشراً إيجابياً على ريادة المشروع.

كما عبر عن آماله بأن تنجح الوكالة في عقد شراكات مع المختبرات الوطنية للبحث العلمي حتى يستطيع المغرب "الظفر بالسبق في التوظيف الطبي لمكونات النبتة والإسهام في علاج بعض الأمراض المستعصية بتراخيص مغربية خالصة  للطرح في الأسواق الدولية".

وحول إمكانية تقنين الاستهلاك بين الأفراد وفق ظروف معينة، أوضح المتخصص في طب الإدمان أنه إذا "توفر شرط المصلحة أهم من الضرر، فهذا الأمر سيصبح جائزاً، لافتاً إلى أن العديد من المدارس العلاجية الدولية تتبنى هذا الأمر، ويتم وصف الماريجوانا في العلاج".

حصاد القنب الهندي المغربي في منطقة كتامة/ رويترز
حصاد القنب الهندي المغربي في منطقة كتامة/ رويترز

تصدير أول شحنة "قانونية"

تمت أول عملية تصدير لمادة "الحشيش" المستخرج من القنب الهندي المغربي بشكل قانوني في أبريل/نيسان 2024، نحو سويسرا لأغراض دوائية.

وتوالت شحنات تصدير المنتجات من طرف شركات مغربية نحو أوروبا، لتصل حالياً إلى ما مجموعه 55 كيلوغراماً بيعت بمعدل 1500 دولار للكيلوغرام الواحد، بحسب معطيات الوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب الهندي.

وتمكنت تعاونيتان مرخصتان من الوكالة الوطنية لتقنين تداول القنب الهندي من تصدير "مستخرج نبات القنب الهندي"، وذلك في إطار عملية تجريبية تمت بنجاح، وهو ما يمهد الطريق لتصدير القنب ومنتجاته القانونية.

وخلف نجاح أول عملية تصدير للقنب الهندي تفاؤل لدى العاملين في هذا المجال، فبعد ما كان هذا المنتج ممنوعاً، أصبح اليوم مسموحاً بشكل قانوني يمر عبر مختلف المحطات الرسمية بشكل طبيعي قبل تصديره.

ويتطلب تسويق منتجات القنب الهندي المغربي إلى دول العالم الحصول على شهادات مطابقة جودة، والالتزام بالممارسات الميدانية الزراعية.

وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تصدير منتج من منتجات القنب المغربي للاستخدام خارج البلاد، علماً بأن المغرب شارك في المعرض التجاري الدولي للقنب والأعشاب الطبية "كانفيست"، الذي أقيم في براغ في نوفمبر/تشرين الثاني 2023.

وتم في المعرض المذكور عرض عينات لأكثر من عشرة منتجات مغربية، حصلت على رخصة استثنائية من وزارة الصحة والحماية الاجتماعية المغربية، إضافة عن تراخيص الوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب الهندي والمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية.

تحميل المزيد