تمكن "عربي بوست" من الحصول على بعض المعلومات والشهادات لمقربين من المجند المصري الذي قتل على معبر رفح في تبادل لإطلاق النار مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، بحسب ما نقلته وسائل إعلام.
أحدث ما حصل عليه "عربي بوست" كان تفاصيل جنازة المجند المصري عبد الله رمضان عشري قطب، في قرية العجميين التابعة لمحافظة الفيوم.
فقد صرح مقربون من عائلة المجند القتيل بأن التعليمات كانت تقضي بأن يتم تلقي العزاء في المقابر خلال عملية الدفن فقط، دون أن يكون هناك تجمعات لاحقة لتلقي العزاء. لكن ما لبث أن تغير الوضع، بعد صدور موافقة على عقد عزاء لمدة يوم واحد فقط سيقام مساء اليوم، الثلاثاء، في دار مناسبات في قرية العجميين.
وأوضح المصدر أنه جاءت بالفعل تعليمات أمنية بعدم ذكر أي شيء له علاقة بما يجري في قطاع غزة خلال عملية التشييع والدفن، ودون أن يتم رفع أي هتافات معينة، موضحاً أن الهتاف الوحيد الذي ذكره المشيعون كان "الشهيد حبيب الله".
وأوضح أحد المشاركين في العزاء أنهم لاحظوا وجود ضابط جيش برتبة رائد في الجنازة، والذي كان يراقب عملية الدفن دون أن يتدخل أو يتحدث مع أحد، "كأنه غير موجود"، على حد وصف المصدر.
قبل انتهاء الخدمة العسكرية
عبد الله من مواليد عام 2002، وحصل على شهادة دبلوم تجارة، وهو الأخ الأكبر ثلاثة إخوة آخرين.
التحق بالخدمة العسكرية في سبتمبر/أيلول 2022، وكان يتبقى على خدمته قرابة الـ 60 يوماً فقط، إذ تنتهي في سبتمبر/أيلول 2024، قبل مقتله يوم 27 مايو/أيار 2024، على معبر رفح.
يؤدي عبد الله رمضان الخدمة العسكرية في سلاح حرس الحدود لمدة عامين، وتحديداً في الفوج الأول. يقول أحد أفراد الفوج الأول إنه من حق الناس أن تعرف أن "الشهيد عبد الله كان رجل وجدع وصاحب صاحبه".
وأضاف: "لا أحد يعرف بالضبط ما حدث، أنا في إجازة منذ 5 أيام وعرفت بالخبر من خلال أحد الزملاء في الوحدة، الخبر نزل كالصاعقة علينا، لكن ما يصبرنا أنه شهيد في الجنة".
إنسان طيب
تواصل "عربي بوست" مع عدد من أصدقاء المجند المصري في قريته، لمعرفة المزيد عن شخصيته.
عرف بين أبناء قريته بـ"الشيخ عبد الله"، وذلك لحرصه على أداء الصلوات في وقتها، وكان يؤذن للصلاة في مسجد القرية.
ووفقاً لحديث "عربي بوست" مع أحد أصدقائه، قال: "عبد الله كان إنسان طيب وفي حاله. كان متديناً لكنه لم يكن منغلقاً على نفسه، فكان يجلس معنا على المقاهي ويستمتع بالحياة لكن في حدود، كنا نقول له يا شيخ عبد الله، فهو كان إنسان محترم".
وأضاف صديقه الذي فضل عدم ذكر اسمه: "لم يكن لعبد الله أي توجهات سياسية أو غيره، هو كان إنسان عادي زي باقي الشباب عندنا، ولما راح الجيش جاء حظه للخدمة في رفح، لم ألاحظ عليه شيئاً تغير، هو فقط عبد الله الذي نعرفه طيلة حياتنا".
وأعادت حادثة المجند المصري الذي قتل أمس على معبر رفح في تبادل إطلاق نار مع قوات من الاحتلال الإسرائيلي، إلى الأذهان واقعة المجند المصري محمد صلاح، الذي قام بعملية نوعية داخل الحدود الإسرائيلية ونجح في قتل عدد من جنود جيش الاحتلال في يونيو/حزيران 2023.
وعلى الرغم من إعلان الجانب الإسرائيلي عن وقوع حادث تبادل لإطلاق النيران مع الجيش الإسرائيلي، إلا أن الجانب المصري اكتفى بالخروج ببيان مقتضب، لم يذكر فيها سوى وقوع حادث دون ذكر اسم المجند الذي استشهد خلال الواقعة.