نسف وحرق للمساجد والكنائس.. كيف دمّر الاحتلال مقدسات قطاع غزة بشكل ممنهج؟

عربي بوست
تم النشر: 2024/05/25 الساعة 08:22 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/05/25 الساعة 08:23 بتوقيت غرينتش
تدمير المساجد في قطاع غزة خلال معركة طوفان الأقصى/ AA

منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، لم تتوقف قوات الاحتلال الإسرائيلي عن استهداف وتدمير المقدسات الإسلامية والمسيحية، بالقصف الجوي أو الإحراق والتدمير خلال العمليات البرية بشكل متعمد وممنهج.

وتباهى الجنود الإسرائيليون عدة مرات منذ اندلاع الحرب بنشر مقاطع مصورة توثق انتهاكاتهم في القطاع المحاصر للعام الـ18 على التوالي ويسكنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.

نسف وتدمير وحرق.. هذا حال مقدسات غزة على يد جيش الاحتلال

آخر هذه المقاطع التي تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي كانت لإحراق جنود إسرائيليين مساجد ونسخاً من القرآن الكريم، إضافة لحرق مكتبة جامعة الأقصى إحدى أكبر جامعات القطاع. 

والخميس، قالت إذاعة جيش الاحتلال: "جندي إسرائيلي في غزة وثَّق نفسه وهو يرمي القرآن في النار". ونشرت الإذاعة، على حسابها بمنصة "إكس"، المقطع المصور ومدته 3 ثوانٍ، ولم تحدد موقع الحادث ولا تاريخه.

ويُظهر المقطع جندياً يحمل سلاحه بيده اليسرى ويمسك بالأخرى نسخة مفتوحة من القرآن الكريم ثم يلقيها في نيران مشتعلة. كما نشر جنود بالجيش الإسرائيلي، الخميس، صورة لإحراق أحد مساجد في قطاع غزة.

وفي نفس اليوم، تداول جنود إسرائيليون وحسابات إسرائيلية صورة لجندي إسرائيلي يحمل كتاباً والنار تشتعل من خلفه في مكتبة جامعة الأقصى إحدى أكبر المكتبات الجامعية بقطاع غزة.

وسبق ذلك في 15 مايو/أيار 2024 نشر الجيش الإسرائيلي فيديو يوثق تفخيخ ونسف مسجد في القطاع، دون ذكر أي تفاصيل حول اسمه أو موقعه أو وقت تفجيره.

وتكرر نشر هذه المقاطع المصورة المسجلة عدة مرات سواء من الجيش الإسرائيلي بشكل رسمي أو من جنوده الذين يشاركون في عمليات التفجير.

تدمير المساجد في قطاع غزة خلال معركة طوفان الأقصى/ AA

ويضاف إلى ذلك استهداف الجيش الإسرائيلي بشكل واسع بالقصف الجوي لمئات المساجد في أنحاء القطاع، وفق بيانات وزارة الأوقاف والشؤون الدينية والمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.

كما قصفت الطائرات الإسرائيلية 3 كنائس في المدينة ودمرتها بشكل كلي أو جزئي، ما أسفر عن مقتل عدد من المواطنين المسيحيين وإصابة آخرين كانوا نازحين في هذه الكنائس.

وأعلنت وزيرة الدولة الفلسطينية لشؤون وزارة الخارجية والمغتربين فارسين أغابيكان شاهين، الثلاثاء، أن إسرائيل قتلت 3٪ من المسيحيين في قطاع غزة منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وجاء حديث شاهين خلال لقائها بمدينة رام الله وفداً من منظمة كنائس من أجل السلام في الشرق الأوسط (CMEP)، برئاسة مديرتها التنفيذية القسيسة ماي إليز كانون، وفق بيان للخارجية الفلسطينية وصلت الأناضول نسخة منه.

وقالت الوزيرة إنه "منذ بداية الحرب قتل الاحتلال 3% من المسيحيين في قطاع غزة، ويهدم الكنائس، ويستمر في التضييق عليهم في الضفة الغربية". ولم تحدد شاهين عدد المسيحيين القتلى. ويعيش في غزة نحو 1200 مسيحي من أصل حوالي 2.3 مليون فلسطيني، حسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا).

604 مساجد تم تدميرها بشكل كلي في غزة

في 18 مايو/أيار الجاري، قالت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في قطاع غزة، إن "الاحتلال يواصل انتهاك جميع المحرمات الدينية والإنسانية والقوانين الدولية باعتدائه المتواصل على قطاع غزة، وتدميره البيوت والمستشفيات والمنازل والمساجد والكنائس وكافة دور العبادة".

وأضافت الوزارة، في بيان، أن "صواريخ وقنابل الاحتلال الإسرائيلي سوّت 604 مساجد بالأرض ودمرتها تدميراً كاملاً، بالإضافة إلى تضرر 200 مسجدٍ بأضرار جزئية بليغة، وتدمير 3 كنائس".

وتابعت أن "الاحتلال استهدف 60 مقبرةً منتشرة في محافظات غزة، ونبش القبور، وسرق أكثر من 1000 جثمان من جثامين الأموات والشهداء ومثّل بها بعد قتلهم بطرق همجية وحشية".

كنائس قطاع غزة المدمرة بسبب قصف الاحتلال/ AA

وذكرت أن "الاحتلال الإسرائيلي دمّر 15 مقراً تابعاً للوزارة وعلى رأسها المقر الرئيس للوزارة، ومقر إذاعة القرآن الكريم التابعة لها، ومديرية أوقاف خان يونس (جنوب)، ومركز الآثار والمخطوطات، ومدرسة الأوقاف الشرعية، وكلية الدعوة".

ووفقاً لإحصائية الأوقاف، فإن عدد القتلى الذين سقطوا من موظفي الوزارة والدعاة وصل إلى 91 شهيداً. وحمّلت الوزارة، إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية كامل المسؤولية عن سياسة استهداف المساجد ودور العبادة والنساء والأطفال والشيوخ.

بدوره يقول مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، إسماعيل الثوابتة: "كان تدمير هذه المساجد والكنائس من خلال حرقها ونسفها وإلقاء صواريخ وقنابل عليها يزن بعضها ألفي رطل من المتفجرات، ما أدى إلى تدميرها بشكل مباشر وعنيف، ما يدل على حقد وإجرام الاحتلال".

حقد وكراهية وإفلاس

وهذه ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها الاحتلال الإسرائيلي المساجد والكنائس بالقصف والتدمير والحرق والنسف، لكنها الأعنف. وذكر ثوابتة أن "جريمة الاحتلال باستهداف وهدم المساجد وكذلك الكنائس أخفى صوت الأذان من عشرات الأحياء المنتشرة في الأوقاف، وأوقف طرق أجراس الكنائس أيضاً".

واعتبر أن "استهداف المساجد والكنائس يعبر عن حالة الإفلاس والعجز التي وصل لها الجيش، وكذلك الحقد وكراهية الأديان الأخرى وإلغاء مفاهيم التسامح التي لا يؤمن بها هذا الاحتلال المجرم".

وخلفت الحرب الإسرائيلية على غزة أكثر من 116 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.

ويواصل الاحتلال الحرب رغم العدد الهائل من الضحايا المدنيين، ورغم اعتزام المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال دولية بحق رئيس وزرائها ووزير دفاعها؛ لمسؤوليتهما عن "جرائم حرب" و"جرائم ضد الإنسانية".

كما تتجاهل إسرائيل قراراً من مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار فوراً، وأوامر من محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني بغزة، وكان آخرها أمر الوقف الفوري للعمليات العسكرية في رفح.

تحميل المزيد