28.5 مليون دولار مستحقة على شركة “هلا”.. إغلاق معبر رفح يخلق أزمة مع المواطنين في غزة

عربي بوست
تم النشر: 2024/05/16 الساعة 10:06 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/05/16 الساعة 10:22 بتوقيت غرينتش
المسجلون يطالبون باسترداد الأموال من شركة هلا إثر غلق معبر رفح/ رويترز

"بعت سيارتي بأقل من نصف سعرها لتوفير ثمن التنسيق"، هذا ما قاله أحد الفلسطينيين الذين بذلوا أقصى جهودهم للحصول على المبلغ المالي المطلوب لدخول قوائم كشوفات شركة "هلا" للسفر خارج قطاع غزة، معبراً عن إحباطه من توقف العمل بها، منذ اجتياح جيش الاحتلال الإسرائيلي معبر رفح في 6 مايو/أيار 2024، مطالباً باسترداد ماله الذي عانى للحصول عليه.

هذه الأزمة اندلعت بين المسجلين في غزة والشركة المصرية، بسبب عدم استرداد الأموال من شركة هلا، رغم مطالبهم باستردادها بسبب توقف حركة المسافرين بين غزة ومصر، على المعبر الذي باتت "إسرائيل" تحتله. 

مطالب استرداد الأموال من شركة هلا

ظل "عبد الله" لأسابيع قبل الاجتياح الإسرائيلي للمعبر، ينتظر أن يرى اسمه أو أي أحد من أفراد عائلته على قائمة كشوفات "هلا" للسفر، آملاً بأن يكتب لها النجاة من الحرب الدائرة في غزة، إلا أن آماله تراجعت الآن، الأمر الذي دفعه وكثيرين إلى المطالبة باسترداد الأموال من شركة هلا، بسبب المصير المجهول لمعبر رفح.

قال عبد الله لـ"عربي بوست": "كنت قد بعت أملاكي بأقل من قيمتها بكثير، للحصول على التنسيق، إذ قررت بعد التشاور مع أسرتي أن نسافر إلى خارج غزة، وتمكنت بعد عناء كبير من توفير ما قيمته 17500 دولار".

وتابع: "دفعت هذا المبلغ الذي عانيت لتوفيره، إلى أحد مندوبي الشركة في غزة في أبريل/نيسان 2024، ليشمل التنسيق اسمي واسم زوجتي، ودفعت على كل منا 5 آلاف دولار، بالإضافة إلى 2500 دولار لكل واحد من أبنائي الثلاثة، لكونهم دون 16 عاماً".

على إثر اجتياح معبر رفح، قال: "لا أعلم مصير أموالنا لدى الشركة، وأحاول التواصل مع موظفيها، لكنهم يرفضون إعطاء أي إجابة واضحة، وكل ما يقولونه لنا هو أن علينا الانتظار لمعرفة مصير المعبر".

بحسب "عبد الله"، فإن الموظفين لدى الشركة يستقبلون طلبات استرداد الأموال من شركة هلا للمسجلين، طالبين منهم الانتظار لفترة ما بين 45-60 يوماً لاستردادها.

إلا أنهم عبروا عن غضبهم واستيائهم بسبب هذه الفترة الطويلة لاسترداد الأموال من شركة هلا، مطالبين بإعادة أموالهم بسرعة، بسبب عدم قدرة الشركة على إخراجهم للأسباب المتعلقة بإغلاق الاحتلال للمعبر.

 "مصير مجهول" لـ28.5 مليون دولار

تحدث "عربي بوست"، مع أحد وسطاء شركة "هلا" في غزة لـ"عربي بوست"، موضحاً أن كشوفات المسافرين توقفت عند المسجلين بالشركة في تاريخ 17 أبريل/نيسان 2024، أي إن المسافرين منذ ذلك التاريخ وحتى يوم إغلاق المعبر في 6 مايو/أيار 2024، لا يمكنهم الخروج إلى مصر.

أوضح أن ذلك يعني 19 يوماً، ما يعني 19 قائمة، بمتوسط 300 مسافر يومياً، أي إن مجموع من هم في قائمة الانتظار للسفر عبر شركة هلا يبلغ نحو 5700 مسافر.

وفقاً لآلية عمل الشركة -بحسب المصدر ذاته- فإن هؤلاء المسجلين دفعوا ما قيمته 28.5 مليون دولار للشركة.

مطالب استرداد الأموال من شركة هلا تأتي وسط مصير مجهول لمعبر رفح/ رويترز
مطالب استرداد الأموال من شركة هلا تأتي وسط مصير مجهول لمعبر رفح/ رويترز

وقال إن الشركة المصرية "مطالبة بدورها بإعادة هذه الأموال لمستحقيها، حال قرر أصحابها استرداد الأموال من شركة هلا، إلا أن الإشكالية القائمة تكمن برفض الشركة إعادة هذه الأموال إلى حين معرفة مصير المعبر، إن كان سيعود العمل به كما كان في السابق، أو الانتظار لمعرفة الآلية الجديدة للسفر".

أما التحدي الثاني، "فيكمن في أزمة توفير الدولار لإعادتها للمسجلين، حيث تقوم الشركة بإيداع أموال التسجيل بشكل يومي في البنوك، إلا أن سحب مبلغ كبير يقدر بـ28.5 مليون دولار، يواجه صعوبات بسبب القيود التي تفرضها البنوك على عملية سحب الدولار"، وفق المصدر.

تعهد بعدم المطالبة بالأموال في الطلبات الجديدة

على صعيد متصل، أكدت مصادر لـ"عربي بوست"، استمرار وسطاء شركة "هلا" في غزة، باستقبال مزيد من طلبات التنسيق رغم إغلاق معبر رفح، ولكن بشرط التوقيع على تعهد يتعلق بعدم المطالبة باسترداد الأموال من شركة هلا.

حصل "عربي بوست"، على نسخة من الورقة التي تسلم إلى كل من يقوم بالتقديم على قوائم الشركة، تفيد بأن المسجل "على علم تام بكافة المعلومات بشأن عدم وجود موعد محدد للسفر".

ويرد في الورقة أيضاً، أن المسجل "على علم بأنه سيتم إدراجه على أول كشف متاح من تاريخ معين، وأنه لن يتم استرداد المبلغ بالكامل بعد إضافته على كشف التنسيق، وأنه على علم باحتمالية القبول أو الرفض".

تعهد خطي بعدم المطالبة باسترداد الأموال من شركة هلا/ عربي بوست
تعهد خطي بعدم المطالبة باسترداد الأموال من شركة هلا/ عربي بوست

من يسمح لهم بالسفر عبر المعبر؟

تتبع "عربي بوست" كشوفات السفر الصادرة عن هيئة المعابر والحدود التابعة لوزارة الداخلية في غزة، حيث كان آخر يوم خرج به المسافرون من غزة لمصر، هو 5 مايو/أيار 2024، ومنذ ذلك الحين لم يفتح المعبر أبوابه.

قوائم المغادرين عبر معبر رفح يتراوح عددهم بالمتوسط اليومي ما بين 700-800 مسافر، ينقسمون إلى أربعة كشوفات، على النحو التالي: 

1- قوائم السفر لشركة هلا، وعددهم يتراوح من 300-350 مسافراً يومياً.

2- كشوفات تنسيق وزارة الخارجية المصرية، وعددهم يتراوح من 100-150 مسافراً.

3- قوائم المسافرين ضمن كشف الجرحى، ومرافقيهم، وعددهم 40 جريحاً، يضاف لهم قرابة 100 مرافق يومياً. 

4- قوائم السفر لأصحاب الجنسيات الأجنبية أو المزدوجة. 

5- كشف غير ثابت، كان مخصصاً للطلبة والطالبات ممن لهم قبول جامعي في جامعات خارج غزة.

ما هو تنسيق شركة "هلا"؟

تُعدّ شركة "هلا" الجهة الوحيدة والمسؤولة عن تنسيق وخروج سكان القطاع من معبر رفح، ويرأسها رجل الأعمال المصري إبراهيم العرجاني، أحد المقربين من السلطة، وهو كذلك رئيس اتحاد القبائل العربية في سيناء.

بحسب فلسطينيين دخلوا مصر عبر تنسيق شركة "هلا"، فإن تكلفة التنسيق للفرد الواحد تبلغ 5 آلاف دولار، وتصل في بعض الأحيان ما بين 7-10 آلاف دولار، فيما تبلغ التكلفة للطفل دون الـ16 عاماً 2500 دولار.

فيما وضعت الشركة تسعيرة لعبور المصريين العالقين في القطاع أو فلسطينيين من حاملي الجنسية المصرية، بلغت 650 دولاراً للفرد الواحد على الأقل.

وسطاء الشركة يوفرون طلبات لاسترداد الأموال من شركة هلا ولكن بعد فترة طويلة/ رويترز
وسطاء الشركة يوفرون طلبات لاسترداد الأموال من شركة هلا ولكن بعد فترة طويلة/ رويترز

كيف تُستَرد الأموال عن طريق شركة هلا؟

تمر عملية التسجيل بشركة "هلا" للسفر، بمراحل عدة، تبدأ بتواصل المواطن الذي يرغب بالسفر أو أحد من أفراد عائلته بمقر الشركة في مدينة نصر، داخل القاهرة، أو توكيل أحد المحامين والوسطاء لتسجيل اسمه في مقر الشركة.

ويتم ذلك بعد أن يدفع المواطن مبلغ 5 آلاف دولار للشخص البالغ، و2500 دولار للأطفال دون الـ16 عاماً.

ينتظر المسجل فترة تتراوح من 3 – 7 أيام إلى حين صدور موافقة على سفره، حيث يمر كشف المسجلين على المخابرات المصرية وجهاز الأمن الوطني، للتأكد من خلوه من أي منع للسفر لدى أجهزة الأمن المصرية.

في حال جاء الرفض، يسترد المسجل مبلغه الذي دفعه للشركة، منقوصاً 100 دولار، وهذه هي حالة استرداد الأموال الوحيدة التي كانت تقوم بها شركة "هلا". 

وكان يوم الخميس من كل أسبوع مخصصاً لطلبات استرداد الأموال من شركة هلا.

أما من يحصل على موافقة، فكان ينتظر فترة تتراوح من 20-30 يوماً من فترة تسجيله بالشركة، ليراقب اسمه في كشوفات المسافرين التي تنشرها وزارة الداخلية، لذلك فإن القوائم التي تصدر في تاريخ معين، لا يخرج المسجلون فيها في اليوم ذاته، بل بعد أن تمر جميع الأسماء بالإجراءات جميعها سابقة الذكر.

بموجب إرشادات موقع “عربي بوست”، نستخدم المصادر المجهولة للمعلومات التي تأكدنا من مصداقيتها من خلال مصدرين موثوقين على الأقل. يرجى تفهم أن المصادر غالباً تخشى على وظائفها أو سلامتها.

تحميل المزيد