مقاتلة الجيل السادس الصينية الأكثر غموضاً.. هل تشكل تهديداً للقوات الجوية الأمريكية؟

عربي بوست
تم النشر: 2024/05/01 الساعة 12:25 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/05/01 الساعة 12:25 بتوقيت غرينتش
مقاتلة الجيل السادس الصينية الأكثر غموضاً.. هل تشكل تهديداً للقوات الجوية الأمريكية؟

تعد مقاتلات الجيل الخامس الأحدث والأكثر تقدماً ورعباً في العالم؛ حيث تمتلك هذه الطائرات تقنية التخفي والسرعات الأسرع من الصوت، وبرامج عالية الكفاءة لا يمكن تعديلها على الطائرات القديمة لأنها تتطلب تصميم بدن الطائرة بشكل خاص وتصنيعها بمواد خاصة تكون امتصاصيتها عالية وأيضاً متينة. وتعتمد هذه المقاتلات في تخفّيها على تصغير حجم الرادار أكبر قدر ممكن لتمكينها من تركيز الشعاع على الهدف سواء كان هذا الهدف مركز الاتصال وبرج المراقبة، أو حتى مرمى الصواريخ.

من يمتلك طائرات الجيل الخامس؟

تمكنت 3 دول فقط، هي الولايات المتحدة وروسيا والصين، من بناء ونشر مقاتلات الجيل الخامس الشبحية المتطورة، فيما تعتمد بقية دول العالم على تكنولوجيا الجيل الرابع والثالث. لكن لا تزال المنافسة مستمرة لتطوير مقاتلة الجيل السادس، التي ستكون أكثر تقدماً وتشمل مزايا، مثل القدرة الأكبر على التخفي وإلكترونيات الطيران المتقدمة والسرعة الفائقة، وغيرها. وفي هذا السياق يبدو أن الصين ستكون أول الواصلين. 

حافظت الولايات المتحدة على تفوق كبير من طائرات الجيش الخامس F-22 رابتور لسنوات عديدة، وهي الوحيدة التي دخلت سوق العمل من عام 1997 وإلى الوقت الحاضر، وأعقبها المقاتلة الأمريكية إف-35 لايتنيج الثانية، ومن ثم الطائرة الروسية التي اختبرت بنجاح يناير 2010 سوخوي سو-57. وبعدها بسنة أي في يناير 2011 نجحت الصين في استعراض مقاتلتها من الجيل الخامس جيه-20 إبان زيارة وزير الدفاع الأمريكي للبلاد.

أمريكا تواجه الآن منافسة متزايدة من الصين وروسيا، حيث تتجهان بسرعة نحو بناء طائرات الجيل السادس، مثل برنامج NGAD الصيني. فما هي هذه المقاتلة الصينية وهل تشكل تهديداً لسلاح الجو الأمريكي؟

ما الذي نعرفه عن برنامج مقاتلة الجيل السادس الصينية؟

تقول مجلة National Interest الأمريكية إن الصين تهدف إلى تجاوز قدرات الطائرات الأمريكية ذات الميزات المتقدمة مثل التخفي والقدرة العالية على المناورة والتهرب الراداري المتطور. وتستجيب الولايات المتحدة من خلال "برنامج الجيل السادس للهيمنة الجوية" الذي يعرف اختصاراً بـ (NGAD)، والذي لا يتضمن مقاتلات مأهولة متقدمة فحسب، بل يشمل أيضاً أسطولاً يتكون من حوالي 1000 طائرة بدون طيار ذاتية القيادة لتعزيز الفعالية القتالية وتقليل عبء عمل الطيارين.

بالإضافة إلى ذلك، تشتد المنافسة بين القاذفات الاستراتيجية الجوية، حيث تم تصميم القاذفة الأمريكية B-21 Raider والقاذفة الصينية H-20، وكلاهما مصمم لاستعراض القوة خارج حدودهما. واحتفظت الولايات المتحدة بتفوقها الجوي لسنوات بعد أن قدمت أول مقاتلة من الجيل الخامس في العالم، وهي الطائرة إف-22 رابتور. لكن الصين وروسيا تلحقان بالركب في هذا العصر الذي يتسم بتصاعد التوترات الجيوسياسية.

وقد طرحت بكين وموسكو طائرات الجيل الخامس الخاصة بهما على مدى العقد الماضي، وهما تشنغدو جيه-20 وسوخوي سو-57، على التوالي. ويجري السباق الآن لمعرفة أي دولة يمكنها نقل مقاتلاتها من الجيل التالي إلى خط الإنتاج بشكل أسرع. بينما تعمل القوات الجوية الأمريكية على برنامج الجيل القادم للهيمنة الجوية، أو NGAD، فإن القوات الجوية لجيش التحرير الشعبي (PLAAF) تسير على الطريق الصحيح لتطوير نموذجها بالحجم الطبيعي.

وفي عام 2022، ظهر مفهوم المقاتلة من الجيل السادس لدى الصين لأول مرة في معرض فضائي في مقاطعة قوانغدونغ؛ وقد تم رصد الطائرة المستقبلية عديمة الذيل لأول مرة قبل عام واحد في التقارير الرسمية للطيران الصيني المتاحة للجمهور.

وأظهرت الرسوم التوضيحية مقاتلة جديدة ذات قدرة محسنة على التهرب من الرادار، ومن المحتمل أن تكون موهوبة بالسرعة العالية والقدرة على المناورة.

والتكوين اللامع يشبه إلى حد كبير برنامج الطائرات الأمريكي NGAD. والواقع أن رئيس قيادة القتال الجوي الأمريكية، الجنرال مارك كيلي، يعتقد أن جمهورية الصين تنظر إلى الجيل السادس من برنامج القوة الجوية لديها "بنفس الطريقة التي ننظر بها (الولايات المتحدة) إلى حد كبير".

كيف يمكن مقارنة مقاتلة الجيش السادس الصينية ببرنامج NGAD التابع للقوات الجوية الأمريكية؟

عندما أصدرت شركة لوكهيد مارتن تصورات مفاهيمية لبرنامج الجيل السادس NGAD التابعة للقوات الجوية في العام الماضي، أظهرت الصور هيكل طائرة أملس وخالياً من العيوب للتزود بالوقود من مفهوم ناقلة LMXT.

وتم تصميم مقاتلة الجيل السادس لإعطاء الأولوية للأسلحة الشبح والدفع والأسلحة المتقدمة. وأصدرت الخدمة معلومات محدودة حول مشروعها القادم، حيث تظل التفاصيل والمواصفات الحقيقية سرية للغاية.

وكشفت القوات الجوية الأمريكية أنها تخطط لإنشاء أسطول يضم حوالي 1000 طائرة مقاتلة جماعية (CCAs) والتي ستكون بمثابة طائرات بدون طيار موالية لمقاتلات الجيل السادس التي ترافقها. وستعمل هذه الطائرات بدون طيار ذاتية التحكم كنسخ يتم التحكم فيها عن بعد من الحرب الإلكترونية أو منصات استهداف تقع تحت أجنحة المقاتلات الحالية. إن إدراج هذه التقييمات المشتركة "سيساعد في تقليل العبء المعرفي الهائل الذي يجب على الطيارين إدارته أثناء تحليق طائراتهم في القتال"، وفقاً لموقع Sandboxx News.

وفي صيف 2023، انتشرت صورة مثيرة للاهتمام للغاية على وسائل التواصل الاجتماعي تشير إلى تطوير الصين لطائرة مقاتلة من الجيل السادس ثابتة الجناحين، حيث شوهدت مقاتلة شبحية غامضة على شاشة كمبيوتر في شركة صناعة الطيران الصينية (AVIC). والتقط الصورة مستخدم مجهول ونشرت في البداية على موقع التواصل الاجتماعي الصيني Weibo مع تفاصيل قليلة.

من خلال المظهر، يبدو أن مفهوم الطائرة له تصميم الجناح الطائر، وذات محركين، وبدون ذيل، ومشابه لمفهوم مقاتلة الجيل السادس مثل NGAD الأمريكية. وعلى الرغم من أنه لا يمكن إثبات صحة الصورة بشكل مستقل، إلا أنها تتماشى مع الافتراض والأدلة التي تشير إلى أن الصين تركز بالفعل على جعل تصميم طائرتها المقاتلة من الجيل السادس بدون ذيل.

كما هو موضح أدناه، تُظهر الصورة تجمع العديد من المديرين التنفيذيين الذين يرتدون بدلات حول ما يبدو أنه برنامج طيران محاكي بسيط مع وحدة تحكم دواسة الوقود وعصا جانبية، وشاشة كمبيوتر كبيرة يبدو أنها تعرض قمرة قيادة أكثر واقعية تم إنشاؤها بواسطة الكمبيوتر، وشاشات المشاهدة الأمامية.

في حين أن NGAD وبرامج مقاتلات الجيل السادس الأخرى لا تزال سرية، فقد خطت الصين خطوة إلى الأمام لإبقاء طائراتها من الجيل التالي مخفية تماماً عن أعين الجمهور.

ومع ذلك، فإن عرض المفهوم يظهر بين الحين والآخر دليلاً على أن العمل يسير على قدم وساق، ويمكن أن تبدأ طائرات الصين من الجيل السادس في الاختبار قريباً.

ماذا عن منصات الجيل السادس الأخرى؟

بينما تتسابق الصين والولايات المتحدة لإطلاق أول منصة مقاتلة من الجيل السادس، تختبر القوتان العالميتان أيضاً مفاهيم أخرى. تعمل القوات الجوية بشكل مطرد على تطوير سلسلة قاذفات القنابل الشبح B-21 Raider بينما تمضي PLAN قُدماً في برنامجها المنافس الطائرة H-20.

ووفقاً لوسائل الإعلام الصينية التي تديرها الدولة، يمكن للقاذفة القادمة أن توسع نطاق وصول بكين إلى ما بعد سلسلة الجزر الأولى قبالة سواحل البلاد؛ مما قد يهدد اليابان والفلبين وحتى أراضي غوام الأمريكية.

تحميل المزيد