تكلفة اعتراضها للصواريخ الإيرانية كانت باهظة.. ما هي منظومات الدفاع الجوي التي تمتلكها إسرائيل؟

عربي بوست
تم النشر: 2024/04/14 الساعة 12:54 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/04/14 الساعة 12:54 بتوقيت غرينتش
منظومة "مقلاع داوود" الإسرائيلية خلال تجربتها/ الجيش الإسرائيلي (أرشيفية)

بعد أيام من الترقب والتهديد شنت إيران هجوماً كبيراً بالصواريخ والطائرات المُسيَّرة على إسرائيل، ليلة 14 أبريل/نيسان 2024. وعلى مدى العقد ونصف العقد الماضيين، عملت إسرائيل على تحديث دفاعاتها الجوية إلى حد كبير، وأضافت أنظمة جديدة لاعتراض الصواريخ الباليستية يمكن إطلاقها من مسافة تصل إلى 2400 كيلومتر. ويشمل هذا النطاق إيران وكذلك اليمن وسوريا والعراق، حيث تتمركز الجماعات المسلحة المتحالفة مع إيران.

وفي حين أنَّ هذه الأنظمة الجديدة قد مرت بسنوات من الاختبار لتصير جاهزة للعمل بكامل طاقتها، وحققت بعض الاعتراضات الناجحة في ساحة المعركة، إلا أنها لم تتعامل مع هجوم واسع النطاق قبل هذا الهجوم الإيراني. وقال المتحدث العسكري دانييل هاغاري، في مؤتمر صحفي، إنَّ إسرائيل وحليفتيها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، اعترضت "الغالبية العظمى" من مئات الطائرات المسيرة والصواريخ التي أطلقتها إيران، وأن معظمها تم إسقاطه قبل دخوله المجال الجوي الإسرائيلي. 

لكن إيران قالت إن نصف الصواريخ التي أطلقت باتجاه إسرائيل خلال الليلة الماضية أصابت أهدافها بنجاح. وفي تقييمها لهجوم الليلة الماضية، أكدت وكالة "إرنا" الرسمية أن نصف الصواريخ التي تم إطلاقها باتجاه إسرائيل أصابت أهدافها بنجاح، وقالت إن القوات الإيرانية استهدفت بنجاح قاعدة نيفاتيم الجوية الإسرائيلية في النقب، باستخدام صواريخ "خيبر" الباليستية، وأشارت إلى أن تلك القاعدة كانت منطلقاً للهجوم على القنصلية الإيرانية بدمشق، وهي تحوي طائرات F-35 الشبحية.

وأظهرت مقاطع فيديو التقطها سكان مناطق النقلب، ليلة أمس، صواريخ باليستية تسقط على قاعدة نيفاتيم الجوية الإسرائيلية بشكل مباشر، حيث فشلت المنظومات الدفاعية في التصدي لتلك الصواريخ.

ما هي منظومات الدفاع الجوي التي تمتلكها إسرائيل؟

تعد "القبة الحديدية" منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية الأنشط والأشهر، وهي التي اعترضت آلاف الصواريخ التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في غزة منذ عام 2011. ومع ذلك، فإنَّ القبة الحديدية مُصمَّمة لاعتراض الصواريخ والطائرات المُسيَّرة ذات المدى القصير، من 4 كيلومترات إلى 70 كيلومتراً. لكنها مجرد واحدة من مختلف أنظمة الدفاع الصاروخي المتقدمة الموجودة في إسرائيل وهي باهظة الثمن، حيث تتحدث صحيفة يديعوت أحرونوت أن التقديرات الإسرائيلية لخسائر تكلفة الاعتراضات الجوية في سماء إسرائيل الليلة الماضية تجاوزت مليار دولار. 

وتقول وكالة Bloomberg الأمريكية، إنه في عام 2017، نشرت إسرائيل منظومة اعتراض الصواريخ المتوسطة ​​إلى طويلة المدى، تُعرَف باسم "مقلاع داود"، التي طورتها شركة Rafael للصناعات الدفاعية الإسرائيلية، بالاشتراك مع شركة Raytheon Technologies الأمريكية. وصُمِّمَت منظومة مقلاع داود لكشف وتدمير الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز، وكذلك الطائرات المُسيَّرة، على مدى يصل إلى 200 كيلومتر. ويغطي هذا النطاق غزة وجنوب لبنان، حيث يُعتقَد أنَّ جماعة حزب الله المدعومة من إيران تمتلك 150 ألف صاروخ، بعضها مُوجَّه بدقة.

وتمتلك إسرائيل أيضاً منظومة الدفاع الصاروخي المتطورة السهم، المكونة من "السهم 2″ و"السهم 3". وقال المطورون إنَّ منظومة السهم يمكنها اعتراض الصواريخ التي تُطلَق من مسافة تصل إلى 2400 كيلومتر، ويمكنها فعل ذلك فوق الغلاف الجوي للأرض.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أيضاً هذا الشهر أنَّ نسخة بحرية متنقلة من القبة الحديدية، المعروفة باسم "القبة سي"، صارت جاهزة للعمل، وقد نجحت في إسقاط طائرة مُسيَّرة أطلقها الحوثيون في اليمن. ويختبر الجيش الإسرائيلي أيضاً نظاماً آخر يسمى "الشعاع الحديدي"، الذي يستخدم أشعة الليزر لاعتراض المقذوفات التي تُطلَق من مسافة قريبة بتكلفة أقل من القبة الحديدية، لكن من غير المتوقع تشغيل منظومة الشعاع الحديدي قبل منتصف عام 2025.

ما مدى كفاءة هذه المنظومات الدفاعية؟

بحسب الجيش الإسرائيلي الذي لا يعرف على وجه الدقة المعلومات التي يقدمها بسبب عدم وجود مصدر مستقل، اعترضت القبة الحديدية 90% من الصواريخ المُوجَّهة نحو المناطق المأهولة. ومع ذلك، نظراً لأنَّ أنظمة الدفاع الجوي الأخرى لم تُنشَر إلا مؤخراً، فلا تتوفر بيانات كافية حول فاعليتها في الوقت الفعلي. 

وفي السنوات الأخيرة، قال جيش الاحتلال إنَّ الحالات القليلة من الرد في الوقت الحقيقي في المعركة كانت ناجحة. وحققت منظومة السهم 3، المُطوَّرة بالاشتراك بين شركة الصناعات الفضائية الإسرائيلية وشركة بوينغ، أول نجاح لها في ساحة المعركة، في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، عندما أسقطت صاروخاً أطلقه الحوثيون باتجاه جنوب إسرائيل. وأسقطت "مقلاع داود" صواريخ قادمة من غزة، خلال قتال اندلع في مايو/أيار الماضي 2021.

واعترف الجيش الإسرائيلي بأنَّ دفاعاته الجوية، بما في ذلك القبة الحديدية، يمكن التغلب عليها إذا أُطلِق عدد كبير من القذائف في وقت واحد، وتم خداعها عبر استراتيجية ما، إضافة إلى ذلك تمكنت طائرات مُسيَّرة صغيرة أطلقتها جماعتا حزب الله والحوثيين من التسلل عبر الدفاعات الإسرائيلية، منذ أكتوبر/تشرين الأول. وذلك عندما اندلعت الحرب بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية المسلحة، المدعومة من إيران، ما دفع الجماعات الأخرى المدعومة من إيران إلى القتال.

منظومة
منظومة "آرو-3" الدفاعية الإسرائيلية مزودة برأس حربية قابلة للانفصال والاصطدام بالهدف (رويترز)

ما الذي دفع إيران إلى شن هجومها الأخير؟

أدت الحرب بين إسرائيل وحركة حماس إلى تفاقم ما يسمى بحرب الظل بين إسرائيل وإيران. واتهمت إيران إسرائيل بشن غارة جوية، في الأول من أبريل/نيسان، على المباني الدبلوماسية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق، وقتل 7 من كبار قادة الحرس الثوري البارزين، وتعهدت بالرد على الهجوم الإسرائيلي، وهو ما فعلته فجر الأحد، وشنت هجوماً بمئات الطائرات المسيرة والصواريخ، التي أسهمت أمريكا وبريطانيا والأردن بالتصدي لكثير منها قبل وصولها لإسرائيل.

هل ابتاعت دول أخرى أياً من منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية؟

دفعت الحرب في أوكرانيا والمخاوف من العداء الروسي بعض الدول الأوروبية إلى تعزيز دفاعاتها الجوية، بما في ذلك بمساعدة التقنيات الإسرائيلية. إذ وافقت ألمانيا على شراء منظومة السهم 3 مقابل 4 مليارات يورو (4.2 مليار دولار)، في أكبر صفقة تصدير عسكرية في تاريخ إسرائيل. وابتاعت فنلندا منظومة مقلاع داود في أواخر العام الماضي مقابل 317 مليون يورو (338 مليوناً و286 ألف دولار)، وفقاً لشركة Rafael. وقد أعربت أوكرانيا عن اهتمامها بشراء القبة الحديدية، لكن القادة الإسرائيليين كانوا مترددين في توريدها إلى كييف، بسبب مخاوف من احتمال وقوع التكنولوجيا في أيدي إيران، المتحالفة مع روسيا.

تحميل المزيد