“رشاشات الذخيرة المتسلسلة”.. كيف يعمل هذا السلاح الذي يُستخدم لتدمير أي شيء؟

عربي بوست
تم النشر: 2024/04/13 الساعة 11:54 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/04/13 الساعة 11:54 بتوقيت غرينتش
مدفع رشاش M230LF الأمريكي - Open source photo

يعد المدفع المتسلسل أو المدفع الآلي سلاحاً يستخدم سلسلة يقودها محرك كهربائي لتدوير السلاح، وعادة ما تتحرك السلسلة حول دائرة مستطيلة باستخدام أسنان مسننة لتطبيق الشد. هذه البنادق تطلق مقذوفات كبيرة (20 ملم إلى 50 ملم) وهي مصممة للتركيب على المركبات. وتحظى البنادق المتسلسلة بتقدير كبير لموثوقيتها، حيث أظهرت الاختبارات عدم وجود أعطال على مدى عشرات الآلاف من الطلقات، يتم استخدامها على نطاق واسع من قبل الولايات المتحدة ودول أوروبا الغربية على طائرات الهليكوبتر والسفن البحرية والمركبات المدرعة.

وتقول مجلة The National Interest الأمريكية إن هذه الأسلحة تحمل اسم المدافع الآلية أو الأوتوماتيكية أيضاً، وهي من نفس عائلة مدافع مينيغون الرشاشة. ويأتي أخف أشكالها في صورة المدفع البريطاني التجريبي غير النمطي بذخيرة عيار 7.62×51 ملم، والذي يبلغ وزنه 17.6 كغم فقط. بينما تتراوح أوزان هذه النوعية من المدافع عادةً بين 34.4 كغم و198 كغم. ويُمكن وصفها بأنها أسلحةٌ ضخمة مخصصة للاستخدام على المركبات البرية والجوية.

المدافع الرشاشة.. ما هي رشاشات الذخيرة المتسلسلة؟

رشاش الذخيرة المتسلسلة أو المدفع الآلي هو سلاح يستخدم سلسلةً يدفعها محرك كهربائي لتدوير السلاح. وتتحرك السلسلة عادةً في مدارٍ مستطيل بعجلةٍ مُسنَّنة لخلق قوة الشد. وتتحكم روابط السلسلة في إخراج فارغ الرصاصة، والتلقيم، وحركة المغلاق، ومدة انغلاق المغلاق بين كل رصاصة والتي تليها. ويعتمد المدفع على هذه السلسلة المتحركة كهربائياً فقط من أجل العمل. بينما يعمل المحرك بقوة تتراوح من حصانٍ واحد إلى خمسة أحصنة في المدافع الأكبر.

ويتحدّد معدل إطلاق النار بناءً على المدة التي تستغرقها السلسلة لإتمام دورة كاملة حول المستطيل. ويسمح هذا للمستخدم بتنويع سرعة محرك السلسلة، ما قد يؤدي لزيادة أو تقليل معدل إطلاق النار بدرجةٍ كبيرة. وتحتوي هذه الأسلحة عادةً على بعض الإعدادات المختلفة التي يتحكم فيها المستخدم، ومن المرجح أنها تكون مدمجةً في تكتيكات الوحدة.

بينما تعتمد الأسلحة من نوعية مينيغون على محرك إلكتروني أيضاً، ويُمكن اعتبارها بمثابة مدافع آلية. لكن هذه الأسلحة ليست من رشاشات الذخيرة المتسلسلة. ولهذا يُمكن القول إن جميع الرشاشات المتسلسلة هي مدافع آلية، لكن المدافع الآلية ليست كلها من الرشاشات المتسلسلة.

وتُطلق هذه الأسلحة الضخمة عادةً مقذوفات ضخمة تنفجر عند الاصطدام بعيارٍ يتراوح بين 20 ملم و50 ملم. وهناك رشاشات ذخيرة متسلسلة بعيار 0.50 ملم براوننغ وعيار 7.62 ملم، لكنها ليست منتشرةً على نطاقٍ واسع.

لماذا تُستخدم هذه الرشاشات الآلية؟

يستخدم سلاحك الناري الأوتوماتيكي العادي شكلاً من أشكال طاقة الغاز أو الارتداد من أجل الدوران، حيث تسحب بندقية M16 مثلاً الغاز من الرصاصة حتى تطلقها. ولا شك أنها منظومة فعالة وذات كفاءة مُثبتة، لكن عيب هذه المنظومة هو أنها تفتح الباب أمام انسداد السلاح، ما يتطلّب من مُطلق النار أن يُصلح المشكلة بنفسه. ولهذا يتدرب الجنود على إجراءات مثل "اقرع، اسحب، ثم أطلق النار" من أجل حل هذه المشكلات.

لكن من الصعب أو المستحيل استخدام هذا الإجراء لتشغيل سلاح يعمل بالغاز أو الارتداد أثناء تثبيته على الجسم الخارجي لمركبة، إذ لا يمكنك الخروج وتطبيق هذا الإجراء على مروحية أباتشي من الخارج مثلاً، كما أن خراطيش بعض هذه الأسلحة تكون كبيرة وثقيلة لدرجة أن الشخص العادي لن يتمتع بالقوة الكافية لتنفيذ ذلك الإجراء يدوياً، ولهذا دخلت رشاشات الذخيرة المتسلسلة في الصورة.

المدافع الرشاشة.. أقصى درجات الاعتمادية

لا تمثل أي من المشكلات المذكورة أعلاه مصدر قلقٍ بالنسبة للرشاشات المتسلسلة. وإذا فشل السلاح في إطلاق أحد الخراطيش فلن يفشل الرشاش في إخراج الرصاصة العالقة، لأن المحرك الكهربائي سيجبره على العمل. وعندما يكون لديك رشاش متسلسل بمحرك كهربائي على متن حاملة الأفراد المدرعة أو المروحية الهجومية، فستضمن عدم مصادفة أي تعطُّل وستتمكن من إطلاق النار بشكلٍ متواصل.

كما أن المحرك والسلسلة يسهلان تأدية المهمة الضخمة اللازمة لتلقيم سلاح يتجاوز وزنه الـ181 كغم، ويطلق مقذوفات بعيار 50 ملم. وتُعد هذه الأسلحة اعتماديةً للغاية، لدرجة أن مركز الحرب السطحية البحرية كتب عنها أثناء اختبارها عام 1983:

"جرى إطلاق 29,721 رصاصة أثناء اختبارات التحمُّل دون انكسار أي أجزاء ودون أي انسداد في السلاح. ومن المذهل أننا لم نسجل أي تعطُّل أو انسداد نتيجة فقدان السيطرة على الرصاص داخل المدفع أو في آلية التلقيم، وذلك أثناء إطلاقنا لـ101,343 رصاصة. وهذا أمر غير معتاد مع أي سلاحٍ من أي عيار أو نوع بناءً على تجربتنا".

من يستخدم هذه الرشاشات؟

تستخدم الولايات المتحدة هذه الرشاشات بصورةٍ مكثفة، وكذلك العديد من دول غرب أوروبا. وسنجدها في المروحيات، والسفن البحرية، والمركبات القتالية عادةً. إذ تُركِّب قوات مشاة البحرية الأمريكية مدافع إم242 بوشماستر على مدرعة الاستطلاع لاف-25، كما يستخدم الجيش المدفع نفسه على متن مدرعات إم2 برادلي. فيما تستخدم مروحيات إيه إتش-64 أباتشي بنادق إم230 عيار 30 ملم، لتزويدها بقدرة نيرانية مكثفة عند ضرب الأهداف الأرضية.

ومن الممكن استخدام المدافع الآلية الضخمة في مختلف أشكال الاشتباك. حيث تُعد فعالةً ضد قوات العدو المدرعة، وتستطيع تمزيق المركبات غير المدرعة أيضاً.

كما تستطيع هذه المدافع اختراق الغطاء الصلب وتدميره، فضلاً عن الاشتباك مع التهديدات من مسافات بعيدة. إذ يمكن أن يصل المدى الفعال لهذه المدافع إلى 3000 متر، كما تُحدث قدراً كبيراً من الأذى عند الاصطدام. وطوال فترة الحرب العالمية على الإرهاب، استخدمت الولايات المتحدة هذه المدافع للتفوق على الأعداء في العتاد والمناورات. ويجري استخدامها حالياً في صراع نظير لنظير بعد أن أرسلت الولايات المتحدة مدرعات إم2 إلى أوكرانيا.

ويُمكن القول إن رشاشات الذخيرة المتسلسلة هي أسلحة فريدة من نوعها تقدم قوةً نيرانية مهولةً في ساحة المعركة. وتوفر هذه المدافع إلكترونية التشغيل أفضلية فريدة في المواقف التي تستحق استخدام سلاح بمحركٍ له وزن إضافي.

علامات:
تحميل المزيد