سبقت الاستهداف الإسرائيلي.. مصادر لـ”عربي بوست”: مساعٍ أمريكية لتوسيع جهود “المطبخ العالمي” على حساب الأونروا بغزة

عربي بوست
تم النشر: 2024/04/04 الساعة 09:59 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/04/04 الساعة 10:08 بتوقيت غرينتش
المطبخ العالمي بديل الأونروا بملف المساعدات بحراً وجواً وبراً - صفحته على الإنترنت

كشفت مصادر خاصة لـ"عربي بوست"، عن مساعٍ أمريكية للدفع بمؤسسة "المطبخ المركزي العالمي" لتكون بمثابة بديل عن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في غزة، بعد عرقلة جهودها وتجميد تمويلها، بما يتعلق بالمساعدات الإنسانية إلى القطاع وتوزيعها، إلا أن هناك "رفضاً إسرائيلياً" لاستبدال الوكالة بمنظمة غير أممية.

كان من اللافت، تمكن المطبخ العالمي في غزة منذ بداية الحرب، من إيصال المساعدات بحراً وجواً وبراً، والسماح بنشاطاتها في أكثر من 60 نقطة لتوزيع المساعدات في عموم القطاع، إلى جانب قيامها بمهمة إنشاء لسان بحري في منطقة البيدر في غزة، ورصيف بحري عائم في خان يونس، بحسب ما كشفه تقرير سابق لـ"عربي بوست"، ما يثير تكهنات بمحاولات أمريكية لجعل المطبخ العالمي بديل الأونروا في غزة.

اقرأ أيضا: شركة أمريكية تبدأ خطوات عملية لإنشاء لسان بحري بغزة.. تفاصيل 3 مراحل للتنفيذ (خرائط)

يأتي ذلك في وقت تواجه فيه المنظمات الأخرى مثل وكالة الأونروا وموظفيها، عراقيل أمام أداء مهامها في غزة منذ بداية الحرب، وتوزيع المساعدات.

قالت مصادر فلسطينية محلية متطوعة مع "المطبخ المركزي العالمي" world central kitchen (WCK)، طلبت عدم نشر اسمها لأنه غير مخوّل لها الحديث لوسائل الإعلام، إن المؤسسة الأمريكية (غير الحكومية) بات لديها انتشار واسع في كامل قطاع غزة، من شماله وحتى جنوبه، وأنها التي تشرف بشكل أساسي على وصول المساعدات إلى مناطق شمال غزة، الأكثر حاجة للإغاثات العاجلة، ولكن بالتنسيق مع بقية المؤسسات الدولية والأممية العاملة.

رفضت المصادر من المطبخ العالمي في حديثها لـ"عربي بوست"، القول إن المطبخ بديل عن الأونروا، أو أنه يحتكر إيصال المساعدات وإيصالها إلى الناس في غزة، لكنها شددت على أن هذا الدور لا بد من القيام به بمساعدة جميع الجهات الدولية والأممية والحقوقية العاملة في القطاع، وبالتنسيق مع جميع الجهات.

أكدت كذلك أن الدافع من جهودها هو "المساهمة بسد جوع المدنيين، وتوفير الطعام الساخن لهم في ظل الحرب المستمرة، وهو الهدف الأساسي لهذه المؤسسة بمتطوعيها الفلسطينيين، ومن الجنسيات الأخرى المختلفة". 

على الرغم مما سبق، فإن المطبخ العالمي في غزة، لديه انتشار واسع في القطاع في وقت يتم تضييق الخناق فيه على منظمات أخرى مثل الأونروا ومنظمة الغذاء العالمية وغيرها، فبحسب المصادر المحلية لـ"عربي بوست"، بات لهذه المؤسسة الأمريكية 68 مركزاً تابعاً لها في عموم قطاع غزة منذ بداية الحرب 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

كشفت أيضاً عن أن المطبخ العالمي (WCK) يقوم أيضاً بفتح مزيد من المراكز يبلغ عددها 32 مركزاً جديداً، بتمويل أمريكي، لتوزيع المساعدات القادمة بحراً وبراً، بعد افتتاح الممر البحري من قبرص إلى غزة، وأنباء عن فتح ممر بري من الأردن.

كما أنه يقوم ببناء لسان ورصيف بحري في غزة لاستقبال المساعدات، ولدى مؤسسه ومديره الشيف خوسيه أندريس، علاقات وثيقة بالإدارة الأمريكية، في وقت تجمّد فيه واشنطن مساعداتها لوكالة الأونروا.

المطبخ العالمي يشرف على غالبية المساعدات التي تصل غزة بحرا وجوا وبرا - WCK على الإنترنت
المطبخ العالمي يشرف على غالبية المساعدات التي تصل غزة بحرا وجوا وبرا – WCK على الإنترنت

حتى البديل الأمريكي مرفوض إسرائيلياً

الاستهداف الإسرائيلي للعاملين في المطبخ العالمي في غزة، كان الأول ضد هذه المؤسسة منذ بداية الحرب في غزة، في حين كانت تبدو سابقاً كأنها تحظى بتأمين دولي، من خلال تنسيق جهودها عبر الولايات المتحدة و"إسرائيل" نفسها، إذ كانت آمنة من الهجوم على مدار نحو ستة أشهر من الحرب.

قام الاحتلال باستهدافات عدة لطواقم الأونروا منذ بداية الحرب، ما تسبب باستشهاد 176 موظفاً منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وحتى الآن، من بين 195 مجموع ضحايا استهداف عمال الإغاثة في غزة، بحسب بيان رسمي للأمم المتحدة.

كذلك قام الاحتلال مراراً باستهداف عشرات المدارس التابعة للأونروا في غزة، التي يحتمي فيها المدنيون، مرتكباً مجازر عدة بحقهم، معيقاً حركة موظفيها، ومانعاً جهودهم في الإشراف على المساعدات، ومتسبباً بأزمة متعلقة بتمويل المنظمة دولياً.

اقرأ أيضا: معركة التحكم بالمساعدات في غزة، وتجويع الناس

لكن الاستهدافات طالت أيضاً طاقم المطبخ العالمي في 1 أبريل/نيسان 2024، ما أدى إلى مقتل 7 متطوعين فيها من 5 جنسيات أجنبية، الأمر الذي فسّرته مصادر فلسطينية محلية متطوعة مع المؤسسة ذاتها، أن هناك عدم رضا إسرائيلي ليس فقط على وكالة الأونروا، بل أي محاولة للقيام بالدور الإغاثي في غزة، المرتبط بتوزيع المساعدات ووقف جوع الناس، حتى لو كانت مؤسسة أمريكية.

تعليقاً على ذلك، قال الحقوقي الفلسطيني خليل أبو شمالة لـ"عربي بوست"، إن "هناك مؤشرات بالفعل على المحاولة الأمريكية للدفع بالمطبخ العالمي وجهوده في غزة، لكن هذا التوجه الأمريكي ليس جديداً ضد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين، وهذه الحرب يبدو أنها شكلت فرصة أمامها للتحريض أكثر على وكالة الغوث، ووضع شروط لتمويلها". 

لكنه رأى أن الاحتلال يرفض أي دور إغاثي مرتبط بالمساعدات وإيصالها إلى الناس في غزة، وأكد أن "إسرائيل تحاول طمس دور وكالة الأونروا، لأنها تشكل ارتباطاً بقضية اللاجئين، لذلك قامت بوضع العراقيل أمامها، باعتراف مفوض عام وكالة الأونروا الذي ناشد في أكثر من مرة أن يكون هناك تسهيل لمهمة إدخال المساعدات، وتعزيز دور الوكالة، من خلال تعيين طواقم لتصل إلى كل السكان في رفح، وفي دير البلح، وفي شمال غزة على وجه الخصوص".

عن الجهود الأمريكية لصالح المطبخ العالمي، أكد أبو شمالة أن "وكالة الغوث ربما هي الأكثر تأهيلاً لتقديم المساعدات منذ بداية الحرب، ولكن العراقيل وضعت أمامها على وجه الخصوص". 

"المطبخ العالمي بديل الأونروا"

لم يغفل المطبخ العالمي الأحاديث عن دفعه ليكون بديلاً عن وكالة الأونروا، فرغم عدم ذكرها بالاسم، إلا أنه قال على موقعه الإلكتروني: "لا ندعم أي أجندة سياسية، ولا نحل محل أيٍ من المنظمات الأخرى في غزة، على الرغم من التقارير والادعاءات التي تشير إلى خلاف ذلك".

أضاف أنه "سيأتي وقت لن تعود هناك حاجة إلينا، ومن المهم أن نكرم ونقدر مساهمات كل منظمة أخرى". 

من جانبه، أكد أبو شمالة أنه من الناحية الرسمية لا وجود لطرح بديل عن الأونروا حتى الآن، إلا أن "الولايات المتحدة وجدت فرصة لتقليص دور وكالة غوث وتشغيل اللاجئين، من خلال إعطاء دور أوسع لمؤسسات إغاثية أخرى، ربما ستشكل البديل في موضوع المساعدات الإنسانية من وجهة نظرها".

وقال: "لربما هذه أول مرة نسمع بالمطبخ الأمريكي، الذي بدأ دوره في غزة منذ الشهر الثاني من هذه الحرب، ووصل إلى أن يكون مشرفاً على الميناء الذي يتم بناؤه من خلال شركات مقاولات فلسطينية، وأوكلت إليه مهمة إيصال المساعدات، سواء للنازحين أو لشمال غزة". 

كذلك رأى أنه "من المنتظر أن تلعب أمريكا والمطبخ العالمي دوراً بعد وقف الحرب، من خلال الميناء الذي يتم تطويره، ولا نعلم من سيشرف عليه بعد إنجازه، إن كانت قوات أمريكية أو قوات من الناتو، أو غيرها، لكننا نعلم حتى الآن، أنه من الواضح أن المحاولات لإضعاف دور وكالة الأونروا قائمة ومستمرة". 

من جهته، أكد علي هويدي، منسق حملة "الأونروا حقي حتى العودة"، لـ"عربي بوست"، أن هناك "محاولة جارية لشطب وكالة الأونروا في المستقبل، على اعتبار أن بنيامين نتنياهو قال إنه لا وجود لها بعد انتهاء العدوان على قطاع غزة". 

حول دور المطبخ العالمي، قلل من إمكانية أن يمثل بديلاً عن الأونروا، قائلاً: "تسمية منظمات بعينها أن تحل محل وكالة الأونروا بشكل رسمي وصريح أمر غير موجود حتى الآن، ولكن هناك مؤشرات، على المحاولة هذه".

أوضح أن "المؤشرات على مستوى العالمي، تمثلت بطرح برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة ليكون بديلاً عن الأونروا، وكذلك منظمة "يو إس إيه" الأمريكية الحكومية، وجرى الحديث عن أكثر من مؤسسة، ولكن حتى هذه اللحظة لا توجد تسمية علنية لمؤسسة بديلة". 

لكنه أشار إلى أنه "نلاحظ بما يتعلق بموضوع المساعدات التي تصل إلى القطاع، فإنه يتم توكيل منظمات أممية ودولية أخرى، ولكن برأيي ليس على قاعدة استبدال عمل الوكالة، لأن الاحتلال نفسه قام باستهداف المطبخ العالمي، وهو نفسه من يمنع عمل الأونروا وموظفيها من ممارسة خدماتها كما يجب".

المطبخ العالمي المنظمة الوحيدة التي تعمل في غزة برا وجوا وبحرا - WCK على الإنترنت
المطبخ العالمي المنظمة الوحيدة التي تعمل في غزة برا وجوا وبحرا – WCK على الإنترنت

أقرّ هويدي بأنه "من الواضح تماماً إعطاء المطبخ العالمي دوراً أكبر بما يتعلق بالمساعدات إلى غزة، ولكن ليس بالضرورة أن هذه المؤسسة تمثل بديلاً عن الأونروا، فهي تعمل كما بقية المؤسسات". 

بالنسبة للجانب الإسرائيلي، قال هويدي إن المطبخ العالمي منظمة غير حكومية، في حين يضغط الاحتلال لاستبدال عمل وكالة الأونروا بمنظمة أممية أخرى، في حين أن منظمة غير حكومية غير قادرة إطلاقاً على تحمل المسؤولية كما وكالة الأونروا"، وفق تقديره.

بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإن "إسرائيل تدرس بدائل محتملة لوكالة "الأونروا" في غزة، من بينها برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة. 

أمريكا.. تمويل المطبخ العالمي وتجميده للأونروا

أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية 26 يناير/كانون الثاني 2024، أن واشنطن "ستعلّق مؤقتاً" التمويل الجديد لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) على خلفية مزاعم الاحتلال لبعض موظفيها بالضلوع في عملية "طوفان الأقصى"، وكذلك الأمر ذاته أعلنته العديد من الدول بعد قرار واشنطن.

الولايات المتحدة، هي أكبر المانحين للأونروا، بدعم يتراوح بين 300 و400 مليون دولار سنوياً، وقالت إنها تريد أن ترى نتائج تحقيق وإجراءات تصحيحية متخذة قبل أن تفكر في استئناف تمويل الأونروا، وأنه حتى لو تم رفع التعليق، فلن يتم تسليم سوى حوالي 300 ألف دولار متبقية من الأموال المخصصة. 

تبع ذلك، تعليق 9 دول من بينها بريطانيا وفرنسا وألمانيا وفنلندا وكندا وأستراليا، التمويل الحيوي لوكالة الأونروا.

على الجانب الآخر، فإنه بحسب وكالة "أسوشيتدبرس" الأمريكية، "سرعان ما أصبح المطبخ المركزي العالمي (تأسس عام 2010) الدعامة الأساسية للعمل الخيري الأمريكي"، لا سيما مع عمله في أوكرانيا منذ بداية الحرب مع روسيا.

أبلغ المطبخ العالمي في عام 2022 عن إجمالي المساهمات الأمريكية الحكومية بقيمة 518 مليون دولار، في حين تلقى مدير المؤسسة الشيف خوسيه أندريس 100 مليون دولار من مؤسس شركة أمازون، الأمريكي جيف بيزوس، في عام 2021.

طوّر رئيس المطبخ العالمي، خوسيه، علاقات وثيقة مع الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، في الوقت الذي كان فيه الرئيس الحالي جو بايدن يشغل منصب نائب الرئيس. 

كما قام أندريس بإعداد وجبات الطعام في البيت الأبيض، وكان أوباما والسيدة الأولى السابقة ميشيل أوباما، ضيفين متكررين في مطاعمه. 

يحظى رئيس المطبخ العالمي أندريس خوسيه بعلاقات قوية مع الإدارة الأمريكية - حسابه على X
يحظى رئيس المطبخ العالمي أندريس خوسيه بعلاقات قوية مع الإدارة الأمريكية – حسابه على X

أصبح أندريس الإسباني المولد، مواطناً أمريكياً خلال إدارة أوباما، في حفل أقيم في البيت الأبيض، وكذلك لديه صلات معروفة بالرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، الذي التقاه وتصور معه العديد من المناسبات، وفق ما نشره بنفسه على صفحته في موقع "X".

لا يزال كذلك خوسيه على اتصال بإدارة بايدن، حيث يعمل رئيساً مشاركاً للمجلس الرئاسي للرياضة واللياقة البدنية والتغذية، كما أنه في فبراير/شباط 2024، تحدث في مؤتمر حول الجوع استضافه "الرجل الثاني" في البيت الأبيض دوغ إيمهوف، باعتباره زوج نائبة الرئيس كاميلا هاريس.

يضاف إلى ذلك، أن الجيش الأمريكي يقوم بتأمين المساعدات البحرية التي يشرف عليها المطبخ العالمي من قبرص إلى غزة، كما أنه خصص فرقة هندسية عسكرية كاملة للعمل معه في بناء رصيف بحري عائم في القطاع.

رغم ذلك كله، كان الاستهداف الإسرائيلي للعاملين مع المطبخ العالمي، الذي أكد أنه نسّق تحركات قافلته حينها مع الجيش الإسرائيلي.

ويقول المطبخ العالمي إنه "يتعاون بشكل وثيق مع العديد من المنظمات الإنسانية على أرض الواقع، من بينها الأونروا نفسها، وبرنامج الغذاء العالمي، ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، ووزارة الشؤون الخارجية والتعاون الأمريكية". 

"لا بديل مناسباً"

أكد هويدي منسق حملة "الأونروا حقي حتى العودة"، أنه لا بديل عن الأونروا بالنسبة للفلسطينيين، موضحاً أنه "بالنسبة إلينا كلاجئين فلسطينيين، كانت الأونروا تعبّر عن المسؤولية السياسية الدولية تجاه قضية اللاجئين، بالتالي استهدافها يأتي من هذا المنطلق". 

أشار أيضاً إلى أن "وكالة الأونروا تذكير للعالم بوضع اللاجئ الفلسطيني، بعد مرور أكثر من 75 سنة على النكبة، كما أنها تمثل البعد الوطني بالنسبة للفلسطيني، على اعتبار أن كل لاجئ فلسطيني مسجل في سجلات الأونروا لديه بطاقة، مكتوب عليها القرية أو المدينة التي ينتمي إليها في فلسطين". 

كذلك فإن لدى الأونروا "سجلات اللاجئين كاملة، ولذلك يريد الاحتلال أن يتم شطب مسمى أي لاجئ، بشطب هذه المنظمة وإغلاق مكاتبها في غزة والضفة الغربية". 

شدد هويدي على أن "المطلوب الآن، بكل ما للكلمة من معنى، التفاف شعبي وإعلامي ودبلوماسي، سواء على المستوى الفلسطيني أو غير الفلسطيني، للحفاظ على هذه الوكالة، ودعمها، وحمايتها، حتى تتمكن من ممارسة دورها إلى حين تطبيق العودة".

وكان وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيثس، أكد أن وكالة الأونروا "العمود الفقري للعملية الإنسانية في غزة"، وأن "أي جهد لتوزيع المساعدات دون الأونروا محكوم عليه بالفشل".

وقال: "لا توجد وكالة أخرى تتمتع بالقدر ذاته من الوصول أو الخبرة أو ثقة المجتمع اللازمة للقيام بهذه المهمة".

(إنفوغرافيك)

استئناف عمليات المطبخ العالمي

أكدت المصادر العاملة في المطبخ العالمي في غزة لـ"عربي بوست"، أن هذه المؤسسة "ستستأنف عملها بوقت قريب"، لكن مديرها طالب بضمانات أمريكية بسلامة طواقمها والمتطوعين فيها، بعد أن أعلن تعليق عملياتها في القطاع، إثر الاستهداف الإسرائيلي الأخير لها.

أوضحت أن المطبخ العالمي سيستمر بإرسال القوافل الإغاثية، والدفع باتجاه فتح المزيد من الطرق البرية إلى غزة، وإرسال المزيد من السفن، وأنه يقوم بتجهيز سفينتين أخريين، كما فعل مع سفينة أوبن آرمز التي وصلت سابقاً إلى غزة، وعلى متنها المساعدات التي حملتها من قبرص إلى القطاع.

وقالت إن طواقم المطبخ يقومون بتجهيز سفينتي "جينيفر" و"أوبن آرمز"، محملة معاً بـ1.2 مليون وجبة جاهزة، لإطعام المدنيين في شمال غزة. 

أكدت كذلك دور المطبخ العالمي بافتتاح الطريق البحري لإيصال المساعدات، ونجاحه في إرسال ما يقرب من 435.000 وجبة عبر سفينة "أوبن آرمز".

أما عن دورها برياً، قالت إن طواقمها تتمكن من إرسال ما يقرب من 20 شاحنة إلى رفح يومياً، إلا أن هناك اصطفافاً لآلاف الشاحنات لدخول غزة، ومرت أيام عدة لم يُسمح فيها بدخول الشاحنات، ومؤخراً يتم السماح بدخول ما معدله 10 شاحنات فقط يومياً. 

أما جواً فقد قام المطبخ العالمي، بتسليم المواد الغذائية من الأردن عبر إسقاط المساعدات جواً، وكذلك عبر القوافل البرية، لتوصيل ما يزيد عن 230,000 وجبة إلى شمال غزة. 

قام المطبخ العالمي بالمشاركة في الإنزالات الجوية على غزة - WCK على الإنترنت
قام المطبخ العالمي بالمشاركة في الإنزالات الجوية على غزة – WCK على الإنترنت

عن ذلك، قالت المؤسسة إن هذه الوجبات وصلت إلى المناطق التي لا تستطيع القوافل البرية الوصول إليها، وأن المساعدات كانت الأولى بالنسبة للعائلات هناك، منذ أشهر، بسبب قطع طرق الإمداد عنها تماماً.

يشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي وجّه اتهامات لوكالة الأونروا بتورّط موظفين فيها في عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، في حين أكد هويدي أن ذلك "ثبت بطلانه، وكذبه، بدليل أن الكثير من الدول التي علقت مساهماتها المالية نتيجة هذه المزاعم، بدأت تعود تباعاً عن قرارها، وآخرها اليابان". 

وقال: "بالفترات السابقة، تعرضت الوكالة للاستهداف، ولكن لابد من الاعتراف بأن هذه الآن مرحلة هي الأخطر عليها، خاصة بعد منع الاحتلال الإسرائيلي من توجه قوافل الإغاثة الى شمال قطاع غزة". 

وقال إن وكالة الأونروا "لديها 13 ألف موظف يعمل في قطاع غزة، وتقدم خدماتها لما يقارب من 22 مركزاً صحياً في غزة، بنحو 3.4 مليون زيارة سنوياً لها". 

بالإضافة إلى 84 مدرسة للأونروا في قطاع غزة، تستقبل ما يقارب من 300 ألف طالب وطالبة، دمر منها الاحتلال 154 مدرسة، وهناك 9500 موظف في قطاع التعليم لوحده، و665 موظفاً في مجال الصحة، إلى جانب برامج القروض، والبنى التحتية في المخيمات.

لذلك، "هناك عدم إمكانية من المنظمات الأممية الأخرى أن تحل مكانها"، وفق ما أكده هويدي.

لكنه أكد أن "هناك رؤية استراتيجية للاحتلال بالتخلص من هذه الوكالة، لما لها من ارتباط عضوي بقضية اللاجئين وحق العودة، وفق القرار 302، بإنشاء وكالة الأونروا، الذي جاء في ديباجته، في الفقرة 5 والفقرة 20، الحديث بكل وضوح عن عمل الأونروا، إلى جانب الفقرة 11 من القرار 194، التي أكدت على حق العودة، والتعويض، واستعادة الممتلكات". 

أشار أيضاً إلى "التقصير من الدول العربية"، في دعم وكالة الأونروا، موضحاً، أنه "مطلوب منها أن تقدم ما نسبته 7.8% من الميزانية العامة لوكالة الأونروا، ولكن في عام 2023 دفعت فقط 2%، وفي عام 2020 دفعت 1.5% فقط، وفي الأعوام التي سبقتها نحو 3% فقط".

بموجب إرشادات موقع “عربي بوست”، نستخدم المصادر المجهولة للمعلومات التي تأكدنا من مصداقيتها من خلال مصدرين موثوقين على الأقل. يرجى تفهم أن المصادر غالباً تخشى على وظائفها أو سلامتها.

تحميل المزيد