محاطة بسرية شديدة.. قصة الطائرة الخفية الأمريكية التي يصعب رؤيتها بالعين المجردة

عربي بوست
تم النشر: 2024/04/04 الساعة 14:47 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/04/04 الساعة 14:48 بتوقيت غرينتش
الطائرة الأمريكية الشبخية إف 35/ويكيميديا

تُوصف أحياناً بأنها أول طائرة شبح خفية بالمعنى الحرفي، فهي ليست خفية أمام الرادارات فقط، بل يعتقد أنه يصعب رؤيتها بالعين المجردة إنها طائرة الشبح الأمريكية التجريبية بوينغ (YF-118G)، المعروفة باسم الطائر الجارح.

وتقبع أول طائرة شبح حالياً في المتحف الأمريكي للطيران العسكري المشهور بامتلاكه أكبر مجموعة من الطائرات العسكرية في العالم، حسبما ورد في تقرير مجلة The National Interest  الأمريكية.

بوينغ "الطائر الجارح".. قصة أول طائرة شبح حقيقية

تقول مجلة The National Interest الأمريكية إنه بدأ تطوير أول طائرة شبح هذه في التسعينيات، بقيادة ماكدونيل دوغلاس وشركة بوينغ الأمريكية. وقد حصلت على لقب "الطائر الجارح"، بسبب تشابهها مع المركبة الفضائية كلينغون من الفيلم "Star Trek III: The Search for Spock -ستار تريك الثالث: البحث عن سبوك".

طائرة بوينغ (YF-118G)،في المتحف الوطني للقوات الجوية الأمريكية/ويكيميديا

وكان تطوير بوينغ (YF-118G) كـ"أول طائرة شبح" برنامجاً منخفض التكلفة مقارنة بالعديد من البرامج الأخرى ذات الحجم المماثل. لقد طورت التكنولوجيا والمواد التي سيتم استخدامها لاحقاً في مركبة جوية قتالية بدون طيار من طراز Boeing X-45. كمشروع داخلي.

واستمر المشروع السري لتطوير بوينغ "أول طائرة شبح حقيقية من عام 1992 إلى عام 1999، وكانت الطائرة ذات المقعد الواحد عبارة عن نموذج تجريبي يُستخدَم لاختبار تقنيات التخفي "منخفضة الملاحظة"، بالإضافة إلى أساليب جديدة لتصميم وبناء الطائرات.

ولم يتم الإعلان عن برنامج الطائرة إلا في عام 2002.

حديث عن أنها تستخدم درع لإخفاء معالمها

وطارت طائرة الشبح YF-118G، واختُبِرَت في "المنطقة 51" العسكرية شديدة السرية، لأول مرة عام 1996، وأجرت ما مجموعه 38 رحلة، حيث استُخدِمَت لتحديد طرق جعل الطائرات أقل وضوحاً على الرادار. والأمر اللافت للنظر في الطائرة هو أنها كانت أيضاً أول ما استخدم درع إخفاء يجعلها غير مرئية للعين المجردة، حسب تقرير المجلة الأمريكية.

وتُستخدَم هذه التقنية ذاتها الآن في طائرة "إف-35 لايتنينغ الثانية" من تصنيع شركة لوكهيد مارتن.

واستخدمت لاختبار تقنية التمويه النشط التي تجعلها تتخفى في محيطها

ويعتقد أن الطائرة استخدمت لاختبار التمويه النشط، والذي يتضمن تغيير لون الأسطح أو لمعانها لتتناسب مع البيئة المحيطة.

والتمويه النشط (أو التمويه التكيفي) هو مجموعة من تقنيات التمويه التي تسمح لجسم ما (عادةً ما يكون ذا طبيعة عسكرية) بالاندماج في محيطه عن طريق استخدام الألواح أو الطلاءات القادرة على تغيير اللون أو السطوع. 

وعلى الأرجح هذا ما جعلها تحمل لقب أول طائرة شبح حقيقية.

بوينغ (YF-118G) تم بناؤها عبر طرق جديدة لتصنيع الطائرات

إضافة لكونها أول أول طائرة شبح يصعب رصدها بالعين المجردة، فلقد صادق برنامج "الطائر الجارح" على طرق جديدة لتصميم وبناء الطائرات باستخدام هياكل مُركَّبة كبيرة من قطعة واحدة، بالإضافة إلى التصميم والتجميع المُحوسب "للواقع الافتراضي" والأدوات وحيدة الاستعمال. 

وكانت طائرة الشبح بوينغ (YF-118G) مدعومة بمحرك توربيني واحد من طراز Pratt & Whitney JT15D-5C يوفر قوة دفع تبلغ 3190 رطلاً (1446,9 كيلوغرام) وتبلغ سرعته القصوى 300 ميل (482,8 كيلومتر) في الساعة، وسقفها يمتد إلى 20000 قدم (6096 متراً).

كان الإرث الدائم للطائر الجارح هي قدرتها على إظهار التقدم في مفاهيم التخفي، ولا سيما أسطح التحكم "الخالية من الفجوات" التي طُوِّرَت لتندمج بسلاسة مع الأجنحة لتقليل رؤية الرادار، بينما مدخل المحرك محميّ بالكامل من الأمام. ويُشار أيضاً إلى أنها أول طائرة تستخدم نوافذ الألومنيوم الشفافة، التي توفر قوة أكبر من الزجاج بوزن أقل بكثير.

أول طائرة شبح
طائرة بوينغ (YF-118G)-flickr

ولكنها اعتمدت على بعض التقنيات المستخدمة من قبل لتوفير النفقات

على الرغم من ميزاتها المبتكرة، استخدم مطورو YF-118G بعض التقنيات "الجاهزة للاستخدام" لتقليل التكاليف، وفي الوقت نفسه تسريع الإنتاج. وشمل ذلك معدات الهبوط المأخوذة من طائرات Beach King Air (طائرة خفيفة للاستخدامات العامة بمحرك تربو مزدوج) وQueen Air (طائرة خفيفة بمحركين)، في حين كان الحاسوب الموجود على متن الطائرة عبارة عن جهاز Commodore 64 مستعمل، يعمل بنظام لعبة محاكاة الطيران التي طورتها مايكروسوفت "Flight Simulator II".

وتم التبرع بالطائرة الوحيدة من طراز "الطائر الجارح YF-118G" للمتحف الأمريكي للطيران العسكري في عام 2002، الذي يعرضها منذ عام 2003. 

ويزعم تقرير المجلة الأمريكية أنه، نظراً لتفعيل درع الإخفاء الخاص بها، يجب على الزوار ارتداء نظارات خاصة لرؤيتها.

تحميل المزيد