العيش في إسطنبول لا يعني بالضرورة الحياة التي تظهر في المسلسلات التركية بألوانها الزاهية ومناظرها الخلابة، كما يقول مقيمون في هذه المدينة الذين يتحدثون عن جانب آخر من العيش فيها، مثل الازدحام الشديد وخطر وقوع زلزال كبير، الأمر الذي يدفع المرشحين للانتخابات المحلية إلى الاهتمام بها في وعودهم الانتخابية.
احتمالية التعرض لخطر زلزال كبير تعد من أبرز مشاكل مدينة إسطنبول، يتحدث عنها باستمرار الخبراء، الأمر الذي يثير اهتمام الناخبين ببرامج التطوير الحضري.
أما عن الازدحام الشديد، فبحسب آخر الدراسات المحلية، فإن المقيم في إسطنبول يقضي 15 يوماً سنوياً في حركة المرور.
مع اقتراب انتخابات الإدارة المحلية للمدينة يتردد السؤال لدى سكان إسطنبول، مَن المرشح القادر على حل المشكلات التي تعاني منها المدينة؛ التي تفاقمت بصورة كبيرة خلال السنوات الماضية؟
في الانتخابات المحلية التركية الحالية يكاد يقتصر السباق الانتخابي بين مرشح حزب العدالة والتنمية الحاكم وزير البيئة والتنمية العمرانية السابق مراد كوروم في مواجهة رئيس البلدية الحالي ومرشح حزب الشعب الجمهوري لرئاسة المدينة أكرم إمام أوغلو.
فما هي مشاكل مدينة إسطنبول الحاسمة، التي تنتظر الحل، على بعد أيام من الانتخابات المحلية في تركيا، بحسب البرنامج الانتخابي لكل منهما، ووعودهما الانتخابية للناخبين، ومدى واقعية الحلول المطروحة؟
زلزال إسطنبول الكبير
إحدى مشاكل مدينة إسطنبول الرئيسية التي تنتظر الحل، هي المباني المحفوفة بالمخاطر وغير الآمنة ضد الزلازل.
في حين يتوقع حدوث زلزال بقوة 7 إلى 7.5 درجة في بحر مرمرة، فإن عدد المساكن عالية الخطورة في المدينة يصل إلى ما يقرب من 1.3 مليون.
إضافة لمشكلة الإسكان المحفوفة بالمخاطر لم يتم حل المشاكل المتعلقة بالمباني العامة، أو مناطق تجمع الزلازل، أو طرق النقل في حالات الطوارئ، أو البنية التحتية.
بحسب الدراسات، فمن المتوقع أن تصبح منازل ما يقرب من 4 ملايين من سكان إسطنبول غير صالحة للاستخدام بعد الزلزال، وستحتاج إلى مأوى مؤقت بشكل عاجل.
بحسب آخر استطلاع للرأي، فإن من أهم مشاكل مدينة إسطنبول التي يخشاها أهالي المدينة هي الزلزال.
من بين 408 آلاف و79 شخصاً شاركوا في الاستطلاع، قال 83.7% منهم إن المدينة حالياً غير مستعدة لمواجهة الزلزال المتوقع في بحر مرمرة.
بماذا يعد مراد كوروم؟
للقضاء على هذه المشكلة، وعد مرشح حزب العدالة والتنمية مراد كوروم بطرح مناقصة عامة لبناء 300 ألف منزل مقاوم للزلازل بعد 15 يوماً من فوزه بالانتخابات، والبدء في إجراء قرعة بين المواطنين لتوزيع هذه المساكن التي سيُبنى منها -بحسب كوروم- 60 ألف منزل كل عام.
أضاف مرشح تحالف الشعب لرئاسة بلدية إسطنبول أنهم كبلدية كبرى سيتكفلون بنصف تكلفة هذه المباني مع إعطاء المواطنين الراغبين في التحول نحو المباني المقاومة للزلازل منحة بقيمة 100 ألف ليرة تركية، وبذلك يمكن الاستعداد لمواجهة زلزال إسطنبول، بحسب كوروم.
كما وعد مرشح حزب العدالة والتنمية لرئاسة إسطنبول ببناء 100 ألف منزل اجتماعي داخل مناطق المدينة الـ 39، وتأجيرها بأسعار مخفضة جداً للمحتاجين ولأصحاب المنازل الراغبين في التحول الحضري، وهدم منازلهم، وبنائها من جديد.
بماذا يعد إمام أوغلو؟
من جانبه، وعد مرشح حزب الشعب الجمهوري لرئاسة بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، بالبدء مباشرة عقب فوزه بالانتخابات القادمة في تحويل 125 ألف منزل في 10 مناطق خطرة بالمدينة إلى مساكن مقاومة للزلازل.
أضاف إمام أوغلو أن 500 ألف من سكان المدينة سيحصلون على مساكن مقاومة للزلازل في المرحلة الأولى، على أن يتم العمل على بناء 60 ألف منزل كل عام في المدينة لمواجهة الكارثة المحتملة.
أشار كذلك في تصريحاته إلى أنهم يعملون منذ سنوات على وضع الخطط اللازمة لمواجهة الزلزال المنتظر، والمساهمة في تقليل أسعار إيجارات وبيع المنازل في المدينة، من أجل دعمهم في مواجهة موجة التضخم الحالية.
واقعية الوعود المقترحة بشأن الزلزال
بحسب أستاذ الجيولوجيا حسين أوزتورك، فإن التخطيط العمراني لإسطنبول حالياً ينطوي على مخاطر كبيرة، بسبب التكدس السكاني على مناطق الساحل في بحر مرمرة، خاصة في منطقة أفجيلار.
شدد أوزتورك في تصريحاته لـ"عربي بوست"، على أن الخطة الأمثل لمواجهة الزلزال، تقضي ضرورة نقل سكان المناطق القريبة من ساحل مرمرة خاصة أصحاب المنازل غير المعدة لمواجهة الزلزال إلى مناطق أخرى.
أوضح أيضاً أستاذ الجيولوجيا أن توفير مواد البناء في المدينة سيكون العامل المهم الثاني لمواجهة الكارثة، خاصة أن المخزونات حالياً من هذه المواد يكاد يكون ضعيفاً في إسطنبول.
عن زلزال كهرمان مرعش 2023، أكد أنه كان أكبر بخمس مرات من توقعات الخبراء، لذلك فإن الزلزال المنتظر في إسطنبول لا يستطيع أحد توقع قوته، ولا تداعياته، ليس على إسطنبول وحسب، ولكن على مستوى المنطقة المحيطة بالمدينة ككل.
من مشاكل مدينة إسطنبول: أزمة المياه
تكرر طرح مشكلة نقص المياه في كواحدة من أهم مشاكل مدينة إسطنبول على جدول الأعمال، بسبب مستوى إشغال السدود، وتبلغ الحاجة اليومية للمياه في المدينة 3 ملايين متر مكعب؛ لكن كمية المياه في السدود بعيدة كل البعد عن تلبية احتياجات المدينة السنوية من المياه.
وشهدت المدينة العام الماضي أكبر موجهة من التخوفات حول المياه بسبب قلة كميات المياه خلف سدود المدينة التي عزاها إمام أوغلو رئيس بلدية إسطنبول الكبرى بسبب استهلاك اللاجئين الكبير للمياه في المدينة.
من جانبه، قال أكرم إمام أوغلو مرشح حزب الشعب الجمهوري لرئاسة بلدية إسطنبول إن إدارته استثمرت أكثر 59 مليار ليرة تركية في شركة مياه المدينة من أجل حل مشكلة المياه، في حين أنه لم يتطرق إلى آليات أو خطط جديدة لحل هذه المشكلة، إنما استعرض ما قام خلال فترة ولايته السابقة.
لكن مواقع صحفية رصدت بعد ذلك بالأرقام عدم تمكن شركة المياه من تلبية احتياجات سكان المدينة خلال فترة ولاية إمام أوغلو، وتحولها من شركة ناجحة بلا ديون عام 2019 إلى شركة تراكمت عليها الديون الكثيرة خلال السنوات الأخيرة.
إذ كشفت الصحف التركية أن شركة المياه في إسطنبول والمعروفة باسم "İSKİ" لم يتم ضخ أي استثمارات فيها منذ سيطرة المعارضة عليها قبل 5 سنوات.
وعود مراد كوروم لمشكلة مياه الشرب
من جانبه، وعد مراد كوروم مرشح تحالف الشعب لرئاسة إسطنبول بتوفير المياه لسكان المدينة، عبر بناء سدود جديدة، ووصل خطوط المياه الرئيسية في البلاد بخطوط المياه في المدينة.
كما أنه وعد بزيادة وتيرة العمل في الشبكات الخاصة بنقل المياه إلى المدينة، من منطقة ميلين إلى إسطنبول.
عند سؤاله عن إمكانية أن يشرب سكان المدينة المياه من صنابير المياه خلال الفترة القادمة، وعد كوروم بجعل مياه الصنابير في إسطنبول صالحة للشرب خلال السنوات الأولى من رئاسته المدينة، وذلك حال فوزه بانتخابات 31 مارس/آذار 2023.
من جانبه، قال وزير الزراعة والغابات السابق والنائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية لولاية قارا حصار فيسيل أروأوغلو، إن انتخاب أردوغان رئيساً لبلدية إسطنبول الكبرى في عام 1994 كان "بمثابة علامة فارقة بالنسبة لإسطنبول، التي شهدت حينها سنواتها الذهبية في استثمارات المياه والبيئة والبنية التحتية".
تابع النائب عن الحزب الحاكم بأنه تولى قيادة شركة مياه إسطنبول ISKI عام 1994، وأصبحت إسطنبول أول بلدية تقوم ببناء سد في تركيا.
وقام أردوغان وإدارته بنقل المياه من 7 جداول عبر 7 تلال إلى أنحاء المدينة.
أضاف أروأوغلو أنهم قاموا باستثمارات هائلة في مياه الشرب بإسطنبول خلال 25 عاماً، من عام 1994 إلى عام 2019، ووضعوا خلالها 600 منشأة في الخدمة من خطوط النقل العملاقة إلى محطات معالجة مياه الشرب، ومراكز التوزيع، وخزانات المياه، وبناء خطوط شبكة قوية للمياه في المدينة.
حل مشكلة مياه إسطنبول
حول كيفية حل مشكلة المياه في المستقبل، قال وزير الغابات السابق والنائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية لولاية قارا حصار فيسيل أروأوغلو، إن الحزب الحاكم وضع خططاً مفصلة للسنوات العشر والعشرين وحتى الخمسين القادمة لمدينة بحجم إسطنبول.
أضاف أنهم قاموا بتنفيذ مشروع ميلين لنقل المياه إلى إسطنبول، الذي سيكون حلاً جذرياً لمشاكل مدينة إسطنبول مع المياه.
يضمن المشروع احتياجات إسطنبول من مياه الشرب حتى عام 2071. وبحسب أروأوغلو سيكون أكبر مشروع لتوفير مياه الشرب في تاريخ الجمهورية التركية.
يتكون مشروع ميلين من 4 مراحل، وعند اكتمال المرحلة النهائية، سيتم توفير ما يقرب من مليار متر مكعب من المياه الإضافية إلى إسطنبول سنوياً.
3.5 من عمر سكان إسطنبول في المواصلات
وفقاً للتقرير الذي أعدته مجموعة من الأكاديميين في جامعة الشرق الأوسط التقنية وجامعة بهتشه شهير وجامعة دوكوز أيلول وجامعة يديتيبه، وخلال تحليل حركة المرور في إسطنبول لمدة 9 سنوات، فإن سكان إسطنبول يقضون ما معدله 15 يوماً سنوياً في حركة المرور.
بحسب تقرير "هيئة مرور إسطنبول"، فقد تم الكشف عن أن ما يقرب من 250 يوماً من العام كانت متشابهة تقريباً، حتى بعد استبعاد الأيام الخاصة بالعطلات نهاية الأسبوع والعطلات والقيود، ما يمثل واحدة من أهم مشاكل مدينة إسطنبول.
وفقاً لبيانات المجموعة، توقفت حركة المرور المسائية تقريباً لمدة 85 يوماً تقريباً في السنة، فيما كان عدد الأيام التي شهدت حركة مرور خفيفة ومزدحمة قليلاً، 17 يوماً.
ذكر التقرير أن متوسط العمر المتوقع في إسطنبول يُحسب بـ81 عاماً، وقال: "بينما تقضي ما يقرب من 3.5 سنة من حياتك في حركة المرور، فإن الوقت الضائع بسبب الازدحام يقترب من مستوى 2.5 سنة في المتوسط؛ وبناء على ذلك، يقضي سكان إسطنبول ما معدله 15 يوماً في السنة في حركة المرور"، بحسب الدراسة.
وعود كوروم حول ازدحام إسطنبول
في هذه النقطة، وعد مرشح تحالف الحزب الحاكم، مراد كوروم، بأنهم سيعملون على إنهاء خطوط المترو المعطلة من قبل بلدية إسطنبول الكبرى حالياً، مع العمل على إنشاء طرق جديدة، يمكنها أن تسهم في تخفيف حدة الزحام في المدينة.
كما وعد كوروم بتحويل تاكسي المدينة إلى علامة تجارية عالمية خلال 6 أشهر، في حال فوزه في الانتخابات المحلية التركية 2024.
إضافة إلى ذلك، وعد مرشح تحالف الشعب بدعم كبار السن والطلاب خلال تنقلهم بوسائل المواصلات التابعة لبلدية إسطنبول الكبرى، وتقديم دعم لهم يتجاوز 40% من التسعيرة الحالية.
قال كوروم إن هدفه هو تقليل وقت السفر في المدينة من 64 دقيقة في الوقت الحالي إلى 39 دقيقة، وزيادة حافلات البلديات بمقدار 60% بعد الانتخابات، سعياً لحل مشاكل مدينة إسطنبول مع الازدحام.
أوضح مرشح تحالف الشعب أنه سيزيد خطوط السكك الحديدية بمقدار 37% خلال السنوات الخمس القادمة، وإضافة 100 حافلة جديدة بعد الانتخابات مباشرة، إضافة إلى 250 حافلة جديدة بشكل سنوي.
وعود إمام أوغلو في النقل
في المقابل، كشف مرشح حزب الشعب الجمهوري أكرم إمام أوغلو أنه سيقوم بإنشاء طرق جديدة لحل مشكلة المواصلات، والزحام في مدينة إسطنبول.
بحسب إمام أوغلو، ستقوم إدارته في حال فوزها بولاية ثانية، بإنشاء خط مترو جديد تحت مياه البوسفور، للربط بين الجهة الآسيوية والأوروبية من إسطنبول، وسيتكون من نحو 13 محطة بطول 74 كيلومتراً، ويصل سرعته إلى نحو 140 كيلومتراً وستستغرق الرحلة 53 دقيقة لنقل مليون ونصف المليون مسافر يومياً.
كما أن رئيس البلدية الحالي وعد بإنشاء خط مترو جديد في المدينة، لنقل ما يقرب من 3.5 مليون راكب يومياً، لربط منطقة سفاكوي بمنطقة بيلكدوزو، ودمجه مع بقية خطوط المترو في المدينة.
النمو السكاني واللاجئون
تجاوزت إسطنبول، المدينة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في تركيا، عتباتها السكانية، ما تسبب في نشاط بناء مكثف في المدينة، لا سيما أن من مشاكل مدينة إسطنبول أنها كانت الولاية التي استقبلت أكبر عدد من المهاجرين من بين المحافظات التركية الأخرى.
حددت الخطة البيئية لمقاطعة إسطنبول بتاريخ 2009، عدد سكان المدينة بـ 16 مليوناً في عام 2030، لكن عدد سكان إسطنبول يبلغ حالياً 21 مليوناً، بحسب إحصاءات غير رسمية؛ ما يعني أن 18.34% من سكان تركيا يعيشون في المدينة.
بحسب بيانات معهد الإحصاء التركي، انخفض عدد سكان إسطنبول بمقدار 252 ألفاً و27 نسمة مقارنة بالعام السابق وبلغ عدد سكان المدينة 15 مليوناً و655 ألفاً و924 نسمة عام 2023.
لكن الانتخابات المحلية التركية الحالية لم تشهد جعل المهاجرين والأجانب مادة انتخابية، إذ كان حديث إمام أوغلو نفسه عن هذا الملف في الانتخابات الرئاسية والعامة 2023 مكثف وباستمرار، في حين أنه لم يجعل منهم مادته الانتخابية في الانتخابات المحلية.
كان المرشح الرئاسي لحزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو، جعل من السوريين والأجانب وعداً انتخابياً بإخراجهم من تركيا، وفق قوله، وذلك في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، لاستقطاب الأصوات اليمينية على ما يبدو.
حل أزمة النمو السكاني في المدن
لم يتحدث حزب الشعب الجمهوري عن خطة واضحة للتعامل مع مشاكل مدينة إسطنبول من حيث زيادة عدد السكان، كما أن وعود إمام أوغلو الانتخابية لم تهتم بهذا الملف.
في حين أن الحكومة التركية بقيادة العدالة والتنمية قامت بالعديد من الإجراءات التي كان لها تأثير في تقليل عدد سكان مدينة إسطنبول.
عند تقييم التغير السكاني على أساس المقاطعات، يتبين أن انخفاض عدد سكان إسطنبول يرجع لانخفاض عدد السكان الأجانب، وجزئياً إلى الهجرة الداخلية.
بحسب بيانات معهد الإحصاء التركي، انخفض عدد السكان الأجانب المقيمين في تركيا بمقدار 253 ألفاً و293 شخصاً مقارنة بالعام السابق 2023، ليصل إلى مليون و570 ألفاً و543 شخصاً في 2024.
بينما كان عدد السكان الأجانب يميل إلى الزيادة لفترة طويلة، يظهر أن هناك انخفاضاً هذا العام.
عن التغيرات في عدد السكان الأجانب بحسب بلد الجنسية، فيبرز إلى الواجهة انخفاض عدد الأجانب من المواطنين العراقيين والروس.
بحسب بيانات مديرية إدارة الهجرة، فإن عدد السوريين الذي كان 3.7 مليون عام 2021، انخفض هو الآخر إلى 3.18 مليون.
كانت كذلك وزارة الداخلية التركية، قد أعلنت تقييد نسب وجود الأجانب داخل مناطق المدن الكبرى بـ25% من سكان هذه المناطق، كما أنها منعت منح تراخيص الإقامة لهم في البلديات المتكدسة داخل إسطنبول، مثل منطقة الفاتح وإسنيورت.
تشجيع العودة إلى القرية
كما أعلن معهد الإحصاء التركي عن إحصاءات الهجرة الداخلية بشكل منفصل، التي تظهر انخفاض عدد سكان مراكز المقاطعات والمناطق بمقدار 214 ألف نسمة، مقابل ارتفاع عدد سكان القرى بمقدار 307 آلاف نسمة، ما أدى إلى واحدة من أهم مشاكل مدينة إسطنبول، الولاية صاحبة أكثر كثافة سكانية في البلاد..
من الناحية النسبية، انخفض عدد سكان مراكز المقاطعات والمناطق من 93.36% في عام 2022 إلى 93.00%، ولذلك كان هناك انخفاض في عدد سكان الحضر، وزيادة في عدد سكان الريف.
زادت كذلك حدة العودة إلى القرية، استجابة للنداء الذي رفعته الحكومة التركية "دعونا نعُد إلى قرانا"، مع تسهيلات كبيرة للعائدين إلى القرى، سواء عن طريق توفير المنازل لهم، وتخفيض فواتير الطاقة، وتوفير القروض لبدء حياة جديدة في مناطقهم البعيدة عن مراكز المدن الكبرى.
يذكر أن الانتخابات المحلية التركية تجري في 31 مارس/آذار 2024، لاختيار رؤساء بلديات 30 بلدية كبرى في تركيا، و51 بلدية صغرى.