“لا خيام، فقط دجاج”.. القصة الكاملة وراء منشور كنتاكي الذي أثار ضجة

عربي بوست
تم النشر: 2024/02/19 الساعة 09:09 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/02/19 الساعة 09:13 بتوقيت غرينتش
"لا خيام، فقط دجاج".. القصة الكاملة وراء منشور كنتاكي الذي أثار ضجة - مصدر الصورة: فيسبوك

أثار منشور لسلسة وجبات كنتاكي (KFC) الأمريكية، جدلاً بسبب شعاره الذي استخدمه لإحدى حملاته الإعلانية في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة. القصة وراء منشور كنتاكي الذي أثار ضجة "لا خيام، فقط دجاج"، جاءت في خضم الاهتمام العربي والعالمي بحملة المقاطعة للشركات والكيانات التي أظهرت تأييداً أو دعماً مباشراً لإسرائيل أو الشركات والكيانات الأمريكية والغربية التي تدعم اقتصادات دول داعمة بشكل غير مشروط لإسرائيل.

منشور كنتاكي الذي أثار ضجة

منشور كنتاكي الذي أثار ضجة جاء في خضم الحرب الإسرائيلية على غزة، المستمرة لشهرها الرابع على التوالي، ووسط تهجير أكثر من 90% من سكان القطاع جراء الحرب، حسب ما أكدته وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا)، في ديسمبر/كانون الأول 2023، وفي وقتها كانت 60% من البنية التحتية قد تضررت أو دُمرت بالفعل، بينما يستعيض الفلسطينيون عن منازلهم المدمرة بالخيام.

لذلك؛ فور نشر الصفحة الرسمية لسلسلة الوجبات السريعة الأمريكية إعلاناً حوى الشعار الرسمي به هاشتاغ "لا خيام، فقط دجاج" (No Tents, Just Chicken)، أثار غضباً وجدلاً حول المعنى المقصود من استخدام هذا الشعار.

في وصف الإعلان كتبت كنتاكي "عذراً، لا توجد خيام هنا، فقط دجاج جيد يجعلك تلعق أصابعك، تماماً بالطريقة التي تريدها لإضفاء نكهة مميزة على عطلة نهاية الأسبوع". وأعقبتها بهاشتاغ للشعار الأساسي، وآخر لأحد فروعها #KFCAntigua.

من أصل نحو 51 ألف رد فعل حازه المنشور عبر حساب كنتاكي الرسمي على فيسبوك، كان 49 ألفاً منها تحوي شعار "الغضب"، فيما حصرت كنتاكي قدرة الجمهور على التعليق على هذا المنشور حصراً رغم إتاحته في منشوراتها الأخرى المنشورة حديثاً.

شارك آلاف من جمهور منصات التواصل الاجتماعي منشور كنتاكي الذي أثار ضجة بتعليقات غاضبة من توقيت وطريقة الإعلان، وربطوه مباشرةً بالحرب المستمرة في غزة، خصوصاً أنه جاء بعد حملة شبيهة لشركة الأزياء "زارا". واعتبروا أن المنشور يسخر بشكلٍ أو بآخر من الأزمة الإنسانية التي يعيشها سكان أكثر من مليوني نسمة في غزة.

القصة وراء منشور كنتاكي الذي أثار ضجة

سلسلة المطاعم الأمريكية أشارت في المنشور إلى فرعها في جزيرة صغيرة تسمى أنتيجوا تقع في البحر الكاريبي، ما حفز بعض مستخدمي الشبكات الاجتماعية للبحث عن الربط، وقالوا إن الحملة مرتبطة بشكلٍ مباشر بالجزيرة.

إذ نشرت هيئة المرافق العامة بالجزيرة APUA إعلاناً سبق إعلان كنتاكي يطالب الناس بالمساعدة في إيجاد خيمة مسروقة تستخدمها الهيئة في فعالياتها. وفي الإعلان الذي نشرته عبر حسابي فيسبوك وإنستغرام المربوطين بموقع الهيئة، شرحت للجمهور أن الخيمة سرقت بشكل غير قانوني، ولكنها تؤدي دوراً حيوياً بأنشطتها التي تخدم المجتمع، مطالبةً من يملك معلومات عن حادث السرقة أو الخيمة المساعدة في حل المسألة.

لذلك، اعتبر البعض أن توقيت منشور كنتاكي الذي أثار ضجة هو مجرد حيلة دعائية فكاهية خاصةً لسكان الجزيرة، لكن أصر آخرون أن التوقيت والطريقة غير متناسبتين مع الحدث الذي يشغل الرأي العام العالمي، خصوصاً أن الإعلان جاء عبر الصفحة الرسمية لكنتاكي التي يتابعها أكثر من 59 مليوناً، وليس على حساب فرعي للشركة يخص الجزيرة المذكورة.   

يذكر أن الشركة الأمريكية لم ترد على الحملات الغاضبة من إعلانها وتوقيته بعد، فيما لم تصدر توضيحاً أو اعتذاراً، رغم الضجة التي أثارها على الصفحة الرسمية لسلسلة المطاعم ومنصات أخرى، حتى إنها اضطرتها لإغلاق التعليقات على المنشور المذكور.

شركة كنتاكي الأمريكية كانت قد شملتها حملات المقاطعة بسبب دعم حكومتها لإسرائيل، كما أشار موقع Yahoo الأمريكي نفسه. وقد تأثرت الشركة المذكورة بحملات المقاطعة، حتى إن فروعها في دول عربية مثل الكويت تضررت بشكلٍ كبير، وخلت من المستلهكين في الأسابيع الأولى من الحرب الإسرائيلية على غزة، وذلك حسب تقرير سابق للنسخة الإنجليزية لموقع هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية TRT.

ليست الشركة الأولى التي تثير الغضب بإعلاناتها

وفي حادثة قريبة؛ كانت شركة الأزياء الإسبانية "زارا" (Zara) نشرت حملة إعلانية تستعرض عارضة أزياء تحمل دمية بطول إنسان وملفوفة بقماش أبيض، وصوراً أخرى تظهر الأرضية مدمرة وقد رُش عليها مسحوق أبيض، والتي رأى الجمهور فيها سخرية من شهداء غزة الذين يلفون بقماش التكفين الأبيض بينما تحيط بهم المباني المدمرة. وقد أطلق الجمهور حملة غاضبة ضد العلامة التجارية الشهيرة إلى أن اضطرت للاعتذار، والتأكيد أنها لم تقصد أهل غزة بالحملة، وأنها صممتها قبل الحرب.

وبعد أيام من الحملات الغاضبة التي طالت شركة الأزياء في ديسمبر/كانون الأول 2023، اضطرت الشركة لحذف إعلانها من حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي وموقعها، ثم نشرت اعتذاراً عبرت عن أسفها لأن "بعض العملاء شعروا بالإهانة من هذه الصور"، وأن الناس "رأوا فيها شيئاً بعيداً عما كان مقصوداً منها"، وأضافت أنها "تأسف لهذا الفهم غير الصحيح". ورغم الاعتذار، أصر عدد من جمهورها على التأكيد على استمرار حملة مقاطعة منتجات الشركة واتهمتها بعدم المسؤولية في التساهل بنشر إعلان مشابه في توقيت فقد فيه عشرات الآلاف أرواحهم.

قد يهمك أيضاً: ما هي حركة مقاطعة إسرائيل "BDS"، ومن يدعمها؟ وهل تنجح حملاتها؟

تحميل المزيد