كيف يمكن لسباق التسلح النووي بين روسيا وأمريكا أن يجعل الفضاء ساحة المعركة الجديدة؟

عربي بوست
تم النشر: 2024/02/17 الساعة 09:34 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/02/18 الساعة 07:05 بتوقيت غرينتش
ماذا يعني وضع أجهزة نووية في المدار الفضائي؟ (تعبيرية)

لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اهتمام عميق بالأسلحة الخارقة، وهو ما يتجلى في حماسه العام للصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، فضلاً عن صواريخ كروز المسلحة نووياً والطوربيدات التي يُقال إنها ذات مدى غير محدود. ومع ذلك، فإن وضع الأجهزة النووية في المدار، والتي من المحتمل أن تستهدف أنظمة الأقمار الصناعية الأمريكية، سيكون بمثابة حدود جديدة لقدرات روسيا المتنامية، ويمكن أن يحول الفضاء إلى ساحة معركة القرن الحادي والعشرين، كما يقول تقرير لصحيفة The Times البريطانية.

ماذا يعني وضع أجهزة نووية في المدار الفضائي؟

تقول الصحيفة البريطانية إن من شأن ذلك أن يجبر الولايات المتحدة على تطوير ونشر تدابير مضادة جديدة متمركزة في الفضاء، ما يضيف عنصراً خطيراً آخر إلى سباق التسلح الناشئ في الأعلى.

وتستثمر روسيا والصين وكوريا الشمالية وإيران بكثافة في القدرات المتعلقة بالفضاء، وخاصة الأسلحة المضادة للأقمار الصناعية، ما يشكل تهديداً خطيراً لشبكة الاتصالات الفضائية الأمريكية العالمية، والتي تعتمد عليها جميع فروع الجيش الأمريكي للملاحة والضربات الدقيقة والهجمات والقيادة والسيطرة. 

تمتلك روسيا بالفعل قدرةً "عدوانية" مضادة للأقمار الصناعية. وقد أجرت اختباراً واحداً مؤكداً على الأقل لسلاح مضاد للأقمار الصناعية يتمركز في الفضاء. وقد أطلقت من قبل قمراً صناعياً صغيراً من "السفينة الأم" مسلحاً بقذيفة اختُبِرَ إطلاقها آنذاك.

وجرت مناورة الأقمار الصناعية الروسية بالقرب من الأقمار الصناعية الأمريكية بطريقة تهديدية. وفي عام 2021، اختبرت روسيا إطلاق سلاح مضاد للصواريخ من الأرض على قمر صناعي قديم يعود إلى الحقبة السوفييتية، كوزموس 1408، ما أدى إلى تحطيمه إلى مئات القطع.

أنظمة أرضية قادرة على إلحاق الضرر بالأقمار الاصطناعية

في العام الماضي، حذرت الولايات المتحدة من أن الكرملين يستخدم التشويش واسع النطاق على إشارات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) في الفضاء للتدخل في عمليات الطائرات بدون طيار في أوكرانيا. وقال كاري بينجن، مسؤول الاستخبارات الكبير السابق في البنتاغون، والذي يعمل الآن في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن: "تستخدم روسيا بعض الأسلحة المضادة للفضاء في ساحة المعركة".

ويُقال أيضاً إن روسيا طورت نظام ليزر أرضياً، يسمى كالينا، والذي يعتقد المسؤولون الأمريكيون أنه قد يكون "قادراً على تعمية الأقمار الصناعية". 

لماذا إذاً تتخذ روسيا الخطوة التالية وتقوم بتسليح أنظمة الفضاء بأجهزة نووية؟ إن الإشعاع الناتج عن انفجار نووي في الفضاء من شأنه أن يدمر جميع الأقمار الصناعية الموجودة في نطاق التفجير، ويمكن أن يكون له تأثير مدمر على الاتصالات الأمريكية وأنظمة الإنذار المبكر.

في الفضاء، يعني نقص الهواء أن التأثير المدمر الرئيسي للانفجار النووي سيأتي من الإشعاع الذي ينتقل عبر الفضاء بسرعة الضوء. إن الأقمار الصناعية الأمريكية معززة بحيث يمكنها تحمل الهجمات الحركية والتشويش الإلكتروني، لكنها ستكون بلا دفاع ضد أي ضربة نووية موجهة.

إن إطلاق أسلحة نووية إلى المدار سيكون بمثابة انتهاك صارخ لمعاهدة الفضاء الخارجي لعام 1967، التي وقعت روسيا عليها. ومن بين المبادئ الأخرى، تحظر المعاهدة وضع الأسلحة النووية "أو غيرها من أسلحة الدمار الشامل في المدار أو على الأجرام السماوية أو وضعها في الفضاء الخارجي".

الصين لديها أيضاً ما تهدد به الفضاء 

لقد أظهر الصينيون القدرة المحتملة على وضع أسلحة نووية في المدار بشكل كبير في عام 2021. فقد أطلقت بكين صاروخاً طويل المدى طار حول العالم وأسقط مركبةً انزلاقية تفوق سرعتها سرعة الصوت، والتي سافرت في مدار منخفض على طول طريق العودة إلى الصين وضُرِبَت على بعد حوالي 24 ميلاً من الهدف المحدد لها. 

وقال الجيش الأمريكي إنه يبدو وكأنه سلاح يُستخدَم لأول مرة" وقادر على حمل رأس حربي نووي، ونفت بكين ذلك.

ولم تكن التكنولوجيا جديدة، إذ كان الاتحاد السوفييتي رائداً في هذا النظام في ستينيات القرن العشرين، وكان يُعرف آنذاك باسم نظام القصف المداري الجزئي.

ومع ذلك، فإن الاختبار الصيني الناجح في عام 2021، والآن إمكانية وجود خطة روسية لإطلاق نظام مضاد للأقمار الصناعية مسلح نووياً في الفضاء، يسلط الضوء على التحديات الأمنية الكابوسية المستقبلية التي تواجه الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين. 

تحميل المزيد