“إسرائيل قتلت مواطنيها في 7 أكتوبر”.. كم مرة قالتها مصادر من تل أبيب نفسها؟

عربي بوست
تم النشر: 2024/02/08 الساعة 12:12 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/02/08 الساعة 12:13 بتوقيت غرينتش
هل قتلت إسرائيل مواطنيها؟ على الأقل 5 مناسبات مختلفة أكدت مصادر من تل أبيب قتل أبنائها - عربي بوست

منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى، تخرج تصريحات من الجانب الإسرائيلي نفسه تتحدث عن أن إسرائيل قتلت مواطنيها في 7 أكتوبر/تشرين الأول، بدأت التصريحات من إسرائيليين سكنوا منطقة غلاف غزة، وامتدت إلى قيادات بالجيش الإسرائيلي، بالإضافة لتقارير وتحقيقات صحف إسرائيلية، ما دفع الجيش في النهاية إلى الإعلان عن التحقيق في بعض الحوادث.

إسرائيل قتلت مواطنيها في 7 أكتوبر؟ الجيش يحقق

أعلن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء 6 فبراير/شباط 2024، بدء التحقيق "في الانتهاكات المحتملة للقانون من قِبل قواته في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، في أعقاب تقارير تفيد بأن بعض المدنيين الإسرائيليين ربما قُتلوا بنيران قواتهم في ذلك اليوم".

وقال الجيش إنه "يقوم بتشغيل آلية تقصي الحقائق والتقييم (FFAM) لفحص التقارير والشكاوى المتعلقة بانتهاك القانون الإسرائيلي والدولي أثناء القتال"، في بيان نقلته النسخة الإنجليزية لشبكة "رويترز" بين وسائل إعلام أخرى.

وقد أكدت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية اليسارية أن التحقيق يركز على حادث وقع في كيبوتس "بئيري"، حيث قصفت دبابة منزلاً، مما أسفر عن مقتل 12 إسرائيلياً ومقاتلاً فلسطينياً من أفراد حركة المقاومة الإسلامية حماس. 

كانت "هآرتس" طالبت في تقرير سابق نشر في مطلع يناير/كانون الثاني 2024 بالتحقيق في هذا الحادث ملقية باللوم في مقتل هؤلاء الإسرائيليين على عاتق الجيش الإسرائيلي.

إذ إن اتهام إسرائيل بأنها قتلت مواطنينها بدأ وتكرر مراراً من مصادر إسرائيلية، ولهذا؛ بحثنا في هذا التقرير عن عدد المرات والمواقف المختلفة التي اتهمت فيها جهات إسرائيلية جيشهم بقتل مواطنيه.

كم مرة قالت مصادر من تل أبيب إن إسرائيل قتلت مواطنيها في 7 أكتوبر؟

1- رهينة إسرائيلية: دبابة إسرائيلية قتلت رهائن رغم معرفة مكانهم

بدأت اتهامات أن إسرائيل قتلت مواطنيها في 7 أكتوبر/تشرين الأول بعد عملية طوفان الأقصى بأيام، ففي 15 أكتوبر/تشرين الأول 2023، قالت المواطنة الإسرائيلية ياسمين بورات، التي كانت ضمن الرهائن المحتجزين بيد حماس يومها في كيبوتس بيري بغلاف قطاع غزة، إن "سبب موت بعض الرهائن بهذه المنطقة هو نيران الدبابات الإسرائيلية". 

السيدة الإسرائيلية قالت إن الجيش الإسرائيلي كان على علم بوجود مدنيين داخل المنزل، إذ استجوبها لـ 3 ساعات عقب نجاتها من الاحتجاز يومها لمعرفة معلومات عن المتواجدين داخل المنزل وخريطته الداخلية، لكنها سمعت دبابة الجيش تقصف المنزل مرتين أثناء ذلك.

بورات قالت لبرنامج "هابوكر هزيه" (هذا الصباح) على إذاعة " كان" الحكومية إنها سمعت أصوات استهداف المنزل من قِبَل دبابة للجيش الإسرائيلي مرتين خلال تحقيق الجيش الإسرائيلي معها. كما أكدت أن روايتها وما سمعته ورأته يتوافق مع شهادة صاحبة المنزل أيضاً.

ثم قالت في مقابلة مع القناة 12 الإسرائيلية إنه على الرغم من أن المقاتلين كانوا يحملون أسلحة، إلا أنها لم ترَهم يطلقون النار على أي أسير أو يهددونهم بالسلاح، وقالت السيدة البالغة من العمر 44 عاماً، وهي أم لثلاثة أطفال، إن عناصر حماس الذين احتجزوهم لعدة ساعات عاملوهم "بإنسانية" و"قدموا لهم الماء".

2- هآرتس: تحقيق عن طائرة حربية قتلت إسرائيليين في مهرجان "نوفا"

في 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، نشرت صحيفة "هآرتس" معلومات استندت إلى التحقيقات التي تجريها الشرطة الإسرائيلية للتقييم الأمني لحادث 7 أكتوبر/تشرين الأول، وأشارت إلى اتهامات بأن إسرائيل قتلت مواطنيها في مهرجان نوفا الفني.

إذ بين التقرير "أن مروحية حربية إسرائيلية أطلقت النار على إسرائيليين من المشاركين في المهرجان أثناء ملاحقة أفراد حماس، وأن حماس لم يكن لديها علم مسبق بالمهرجان بل هاجمته بشكل عفوي".

ووفقاً لتصريحات مصادر في الشرطة: "يظهر التحقيق أن مروحية حربية تابعة للجيش الإسرائيلي وصلت إلى مكان المهرجان، وفتحت النار على ما يبدو على أفراد حماس وبعض الحاضرين في المهرجان".

الصحيفة ذكرت أن تحريات الشرطة التي بُنيت على محاضر التحقيق مع أعضاء من حماس وتحقيقات الشرطة، كشفت أن معظم الحاضرين في المهرجان تمكنوا من الفرار؛ لأنه تقرر إيقاف الحفل قبل نصف ساعة من سماع أول طلقة نارية، لكن بحسب الشرطة الإسرائيلية فقد قُتل 364 شخصاً في المهرجان.

وفي 13 ديسمبر/كانون الأول 2023، نشرت صحيفة "هآرتس" تقريراً آخر أشارت فيه إلى قتل الجيش الإسرائيلي "عدداً محدوداً من القوات الإسرائيلية عن طريق الخطأ بعد تحديدهم على أنهم أعضاء معادون". لكن الصحيفة لم تذكر العدد في تقريرها التي ترجمت منه وكالة "الأناضول" في نسختها الإنجليزية.

3- شهادة صاحبة منزل احتجز فيه رهائن: كنا جداراً بشرياً

في 11 ديسمبر/كانون الأول 2023، انتشرت شهادة صاحبة المنزل الذي كان يُحتجز فيه الرهائن في كيبوتس بيري، والتي تتهم أيضاً بأن إسرائيل قتلت مواطنيها.

إذ قالت هداس دغان لقناة 12 الإسرائيلية، إن "الجيش الإسرائيلي استهدف بنيران الدبابات والأسلحة الثقيلة، منزلها الذي احتجز فيه عناصر حماس رهائن إسرائيليين".

السيدة الإسرائيلية التي أصيبت بنيران الأسلحة الثقيلة التي أطلقها الجنود الإسرائيليون قالت إن 14 شخصاً من الرهائن بينهم زوجها وطفلان توأم من أطفالها قتلوا في منزلها.

وقالت عن لحظة وصول الجنود الإسرائيليين أمام المنزل: "حينها أيقنت بوضوح أن دورنا كان يتمثل في تشكيل جدار بشري بين قواتنا والطرف الآخر (تقصد حماس)"، وذلك وفق ما نقله تقرير النسخة الإنجليزية لوكالة "الأناضول".

4- رهينة خرجت في صفقة التبادل: جيشنا قتل أمي وأصابني وشقيقي

في 19 ديسمبر/كانون الأول 2023، قالت سيدة إسرائيلية تم إطلاق سراحها في صفقة تبادل الأسرى الأخيرة بين إسرائيل وحماس، إن والدتها قُتلت بينما أصيبت هي وشقيقها عندما فتحت القوات الإسرائيلية النار على الجرار الذي كان يتم نقلهم فيه. 

وفي مقابلة بثتها القناة 12 الإسرائيلية، قالت السيدة: "لقد قُتلت والدتي التي أحببتها كثيراً. لقد أصيبت في ظهري وأصيب أخي في ساقه". واعتبرت أن جيش الاحتلال "فتح النار لمنع الجرار من التوجه إلى غزة"، حسب التصريحات التي نقلتها صحيفة Middle East Monitor البريطانية.

5- يديعوت أحرونوت: الجيش أصدر أوامر بمنع العودة لغزة بأي ثمن 

في 12 يناير/كانون الثاني 2024، نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية تقريراً تتحدث فيه عن إصدار الجيش الإسرائيلي أوامر بـ "منع المتسللين الفلسطينيين من العودة إلى غزة بأي ثمن حتى لو كان ذلك يعني المخاطرة بحياة الرهائن الإسرائيليين". 

التقرير تحدث عن إصدار الجيش "أوامر مشوشة"، فيما وصف نظام القيادة بـ "شبه الفاشل"، وأنه "أصبح أعمى بسبب نقص الاتصالات"، وأنه أجبر الجنود على تنسيق التواصل من الجو بالهواتف المحمولة ومجموعات واتساب، مع عدم تحديد واضح للأهداف من على الأرض. 

تقرير الصحيفة الإسرائيلية الذي نقلته وكالة "الأناضول" في نسختها الإنجليزية، أشار أيضاً إلى أمر الجيش الإسرائيلي فعلياً جميع وحداته القتالية بالنظر في تنفيذ "بروتوكول هانيبال"، على الرغم من عدم ذكر هذا الاسم صراحة. 

إذ قال التقرير: "الأمر جاء بوقف أي محاولة لعناصر حماس بالعودة  لغزة بأي ثمن، وإطلاق النار على جميع المركبات العائدة، على الرغم من الخوف من احتمال وجود رهائن بينهم"، مع تقديرات الجيش حينها بوجود نحو 70 مركبة ونحو ألف من عناصر حماس. 

الصحيفة العبرية التي استعانت بمعلومات ضباط كبار في الجيش أكدت أن "مركبات لحماس لم تصل لغزة؛ لأنها أصيبت بنيران مروحية قتالية أو صاروخ مضاد للدبابات أو دبابة، وفي بعض الحالات قُتل جميع من كان في السيارة". وهي معلومات قالت إن الجيش رد على الصحيفة بأنه سيحقق بها.

قبلها؛ نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أخباراً عن لحظات تدخل مروحيات سلاح الجو الإسرائيلي، وقالت إن أفراد حماس اندمجوا ببطء بين الحشود لخداع القوات الجوية التي قد تراهم من الأعلى على أنهم إسرائيليون وأنه نجح بالفعل لبعض الوقت، وأن بعض الطيارين اختاروا القصف العشوائي لصعوبة التمييز. 

إذ قالت الصحيفة: "عندما أدرك الطيارون أنه من الصعب التمييز بين عناصر حماس والإسرائيليين، قرر بعضهم قصفهم بشكل مستقل دون الحصول على إذن من رؤسائهم، حوالي الساعة 09:00 من يوم الهجوم". وأعقب هذه التقارير تحذير من الشرطة الإسرائيلية لوسائل الإعلام، وطالبتهم بإسناد معلوماتها إلى المصادر الرسمية فقط.

"بروتوكول هانيبال" الذي ينص على قتل الأسرى 

أشار الطيار الإسرائيلي المقدم إيريز وكذلك تقارير صحيفة "يديعوت أحرونوت" و"هآرتس" إلى احتمالية استخدام الجيش في "يوم 7 أكتوبر" لـ "بروتوكول هانيبال" الذي يسمح بقتل الأسرى، ويتم استخدامه في الجيش الإسرائيلي منذ العام 2006. إذ ينص هذا البروتوكول على "السماح للوحدات الميدانية بضرب الآسرين بالأسلحة الثقيلة حتى لو أدى ذلك لمقتل الأسرى الإسرائيليين، لمنعهم من مغادرة موقع الحدث أسرى". 

الطيار الإسرائيلي قال إن "هانيبال الذي كنا نطبقه منذ 20 عاماً، كان يتعلق بمركبة واحدة بها رهينة واحدة، لكن ما نراه هنا هو هانيبال جماعي"، وأشار إلى وجود فتحات كثيرة في الأسوار، وكان هناك آلاف الأشخاص في العديد من المركبات المختلفة، مع الرهائن وبدونهم، وذلك في تصريحاته التعقيبية لصحيفة "هآرتس" على شهادات الرهائن عن قتل جيش بلادهم لمواطنيه. 

تعود أول صياغة للبروتوكول لعام 1986، لكن "هآرتس" أشارت إلى أن رئيس أركان الجيش السابق غادي أيزنكوت ألغاه عام 2016.

تحميل المزيد