“ترامب الجديد”.. ماذا نعرف عن رئيس الأرجنتين الذي اعترف بالقدس عاصمةً لإسرائيل وحقيقة تحوله لليهودية؟

عربي بوست
تم النشر: 2024/02/06 الساعة 18:47 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/02/08 الساعة 07:59 بتوقيت غرينتش
الرئيس الأرجنتيني خافيير مايلي عند خائط البراق الذي تسميه إسرائيل خائط المبكى أو الحائط الغربي خلال جولته في البلدة القديمة بالقدس في 6 فبراير/شباط 2024-رويترز

فور وصوله إلى إسرائيل، أعلن رئيس الأرجنتين خافيير ميلي اليوم الثلاثاء، عن "خطة" لنقل سفارة بلاده لدى إسرائيل إلى القدس، في تحول خطير عن سياسة بلاده وعن التيار السائد في أمريكا اللاتينية بتأييد حقوق الشعب الفلسطيني، فما قصة رئيس الأرجنتين وما طبيعة علاقته باليهود والديانة اليهودية المثيرة للجدل؟

وقال رئيس الأرجنتين لوزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس الذي استقبله على مدرج مطار بن غوريون قرب تل أبيب: "خطتي هي نقل السفارة إلى القدس الغربية"، ويعد هذا القرار بمثابة اعتراف أن القدس عاصمة لإسرائيل في مخالفة واضحة لقرارات الشرعية الدولية.

سياسة رئيس الأرجنتين خافيير تواجه احتجاجات داخلية 

وتولى خافيير ميلي منصبه في العاشر من ديسمبر/كانون الأول 2023، وتشهد بلاده احتجاجات على خططه الاقتصادية، الرامية لخصخصة الكيانات المملوكة للحكومة وخفض الدعم الحكومي السخي، من بين أهداف اقتصادية وسياسية أخرى.

وحتى قبل توليه السلطة وعندما كان مرشحاً، كان شخصية مثيرة للجدل في قضايا عدة، منها موقفه من إسرائيل والصراع العربي الإسرائيلي.

إذ يعتبر ميلي نفسه قريباً جداً من إسرائيل والولايات المتحدة كما تعتبره وسائل الإعلام في الدولة العبرية شخصية مؤيدة لليهود ولإسرائيل.   

يفكر في اعتناق اليهودية ويدرس مع حاخام

ولكن الأمر تجاوز ذلك، فلقد سبق أن أعلن خافيير ميلي أنه قد يتحول إلى اليهودية، وهو يدرس مع الحاخام شمعون أكسل وحنيش من الجالية اليهودية المغربية في الأرجنتين.

وقال قبيل انتخابه خلال مقابلةٍ مع صحيفة El Pais الإسبانية إنه "يفكر" في اعتناق اليهودية. لكنه أوضح أن ممارسة هذه العقيدة قد تكون صعبةً أثناء إدارة البلاد، وذلك في حال انتخابه رئيساً.

وفي علامة أخرى على صداقته الوثيقة مع إسرائيل، قام ميلي بتعيين حاخامه، أكسل واهنيش، الذي يرافقه في الزيارة لإسرائيل، سفيراً للأرجنتين لدى تل أبيب. 

رئيس الأرجنتين خافيير ميلي
الرئيس الأرجنتيني خافيير مايلي يشارك في احتفال حانوكا في بوينس آيرس في يناير/كانون الثاني 2024-رويترز، أرشيفية

وسبق أن برّر ميلي نيته نقل السفارة لإسرائيل باقتباسٍ غير مألوف من الكتاب المقدس: "عندما أمر الله موسى بكسر ألواح القوانين، كانت أول كلمةٍ يكتبها هي القدس، وهناك بنى داوود العاصمة. وقال "لهذا يجب نقل سفارتنا من تل أبيب إلى القدس".

كما أعرب ميلي عن رغبته في "السفر إلى القدس من أجل التعمق في دراساته للتوراة، والتلمود، وغيرها من النصوص المقدسة اليهودية".

زار ضريح حاخام متشدد

كان ميلي قد زار ضريح الحاخام الأرثوذكسي المتشدّد مناحيم مندل شنيرسون في نيويورك بنهاية نوفمبر/تشرين الثاني العام الماضي. وظهر حينها في مقطع فيديو نشرته مؤسسة "كول-لايف" وهو يصل إلى مقبرة في حي كوينز في نيويورك يرقد فيها الحاخام الأوكراني المولد وقد اعتمر القلنسوة اليهودية.

ومن المقرر أن يلتقي ميلي، مع حاخامات في إسرائيل ويزور مواقع يهودية بارزة في القدس، بالإضافة إلى إحياء ذكرى هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 على جنوب إسرائيل، في سلسلة من الأحداث المخطط لها حتى يوم الخميس.

كما سيجري محادثات غداً الأربعاء 7 فبراير/شباط 2024 مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي دعمه ميلي بقوة حربه على قطاع غزة.

وقال ميلي إنه سيعمل على جعل الأرجنتين تصنف حماس منظمة إرهابية.

تحول كبير عن سياسة بلاده ومجمل أمريكا اللاتينية

وتعبر رحلة التضامن التي تستمر ثلاثة أيام، وهي واحدة من أولى جولات ميلي إلى الخارج منذ توليه منصبه قبل شهرين، عن تحول كبير في سياسة الأرجنتين الخارجية تجاه الولايات المتحدة وإسرائيل بعد عقود من دعم الدول العربية.

فدعمه القوي لإسرائيل بمثابة تخلٍّ عن عقود من الدعم للدول العربية من قبل الأرجنتين، الدولة ذات الأغلبية الكاثوليكية، والتي يعد العرب ثالث أكبر جالية بها (كما أنها تضم أكبر جالية يهودية في أمريكا الجنوبية).

 كما أنه يخالف التيار السائد في أمريكا اللاتينية في ظل حكومات يسارية ويمينية أيدت بدرجات متفاوتة الحقوق الفلسطينية، ولكن بعضها مثل فنزويلا وكولومبيا اللذين سحبا سفراءهما من إسرائيل، ويتناقض تحديداً مع البرازيل المجاورة أكبر دول القارة، والتي انتقد زعيمها اليساري، الرئيس لولا دا سيلفا، بشدة العدوان الإسرائيلي على غزة، حسبما ورد في تقرير لموقع Jewish News Syndicate.

سيذهب لحائط المبكى

وستتضمن رحلة رئيس الأرجنتين خافيير ميلي، زيارة إلى كيبوتس نير عوز على الحدود مع غزة، برفقة الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتزوغ، إلى جانب زيارة متحف ياد فاشيم للمحرقة في القدس والتوقف للصلاة عند حائط البراق (تسميه إسرائيل حائط المبكى أو الحائط الغربي).

وقد تعهد ميلي، مراراً بنقل سفارة الأرجنتين من تل أبيب إلى القدس، على الرغم من أن المشاكل الاقتصادية في الداخل، حيث تجاوز التضخم في البلاد 140% العام الماضي.

وتحدثت وسائل الإعلام الإسرائيلية بكل دفء عن "ارتباط ميلي العميق باليهودية"، واصفين أسلوبه في القيادة بأنه يشبه أسلوب النبي موسى، الذي يحظى بأهمية كبيرة في عقائد المسلمين والمسيحيين واليهود.

على خطى ترامب في كل شيء

ويعتقد أن انتخاب رئيس الأرجنتين خافيير رغم كونه شخصية مثيرة للجدل جاء بسبب الأزمة الاقتصادية المتفاقمة والتضخم المرتفع الذي لطالما حاصر الدولة الكبيرة الواقعة في أمريكا الجنوبية، وأفقد الناخبين الثقة في النخبة التقليدية للبلاد.

ويُعَدُّ ميلي من المعجبين بالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي قام بخطوة مماثلة عبر نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل للقدس عام، ويجرى تشبيهه بترامب على نطاقٍ واسع، بحسب موقع Middle East Eye البريطاني.

وعلى غرار ترامب، اشتهر ميلي بانتقاده للنخب السياسية في البلاد، وتتضمن أجندته المتطرفة للبلاد إلغاء المصرف المركزي، وتصنيف تغيّر المناخ باعتباره كذبة، والتحذير من أن اليسار يدمر هيكل الأسرة، مع السعي لإطلاق ملكية السلاح في الأرجنتين.

أنصاره ومؤيدوه، بعضهم  يرتدون قبعات تحمل شعار "لنجعل الأرجنتين عظيمة مرةً أخرى"، وهو يشبه شعار ترامب لنجعل أمريكا عظيمة مجدداً.

بينما يرفع البعض الآخر من أنصاره أعلام غادسدن الصفراء -التي تحمل صورة الأفعى الجرسية الخشبية مع شعار "لا تطأني"، وقد اكتسب هذا العلم شهرةً في أوساط اليمين المتطرف داخل الولايات المتحدة.

تحميل المزيد