الفصائل الأكثر إزعاجاً لواشنطن بالعراق.. “النجباء” تصر على استهداف القوات الأمريكية، وهذه أبرز هجماتها

عربي بوست
تم النشر: 2024/02/02 الساعة 11:03 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/02/28 الساعة 12:14 بتوقيت غرينتش
تنضوي حركة النجباء ضمن المقاومة الإسلامية في العراق - عربي بوست

ينضوي "حزب الله العراقي" ضمن "المقاومة الإسلامية في العراق"، التي تتضمن فصائل أخرى مسلحة بينها حركة النجباء، وفي حين أنه أعلن وقف هجماته على القوات الأمريكية، إلا أن الأخيرة أكدت في المقابل استمرار عملياتها، ما يثير تساؤلات عن تضارب المواقف فيما بينهما، وأسباب ذلك، وهل ينعكس ذلك على وحدتها.

رصد "عربي بوست" في هذا التقرير عدد الهجمات التي شنتها الفصائل المسلحة ضمن "المقاومة الإسلامية في العراق"، ونشأتها، والفصائل المنضوية ضمنها، في مقدمتها حركة النجباء التي تعد من أكثر الفصائل التي تبنت هجمات على القوات الأمريكية في البلاد.

بعد استهداف "المقاومة الإسلامية في العراق"، لـ"البرج 22" في قاعدة الركبان الأمريكية على الحدود الأردنية، أعلنت كتائب حزب الله العراقي وقف هجماتها على القوات الأمريكية في 31 يناير/كانون الثاني 2023، في حين أكدت حركة النجباء، في بيان 1 فبراير/شباط 2024، أنّها "ستواصل عملياتها العسكرية في المنطقة، رداً على العدوان الأمريكي الإسرائيلي على الآمنين في قطاع غزة".

جاء بيان حركة النجباء بعد وقت قصير من تبني "المقاومة الإسلامية في العراق" استهداف قاعدة "الشدادي" الأمريكية، في مدينة الحسكة السورية باستخدام الصواريخ، في هجوم جديد بعد استهداف "البرج 22".

علّلت كتائب حزب الله العراقي موقفها بوقف الهجمات، بأنه يأتي "دفعاً لإحراج الحكومة العراقية"، في موقف منفرد منها عن بقية الفصائل الشيعية المسلحة في العراق التي تشن هجمات ضد القوات الأمريكية.

الفصائل العراقية الناشطة ضد الوجود الأمريكي

تنشط "المقاومة الإسلامية في العراق" بشكل رئيسي في الهجمات ضد القوات الأمريكية، وتعد كذلك جزءاً من قوات الحشد الشعبي، إلا أنها غير منضوية تحت ما يسمى بـ"الإطار التنسيقي" الشيعي، وهو تحالف سياسي بين قوى شيعية مسلحة من الحشد، استطاعت إيصال مرشحها إلى الحكومة، وهو رئيس الوزراء العراقي الحالي محمد شياع السوداني.

باستثناء حزب الله العراقي الذي أعلن توقف هجماته ضد القوات الأمريكية، فإن الفصائل التالية لا تزال مستمرة في عملياتها، مؤكدة ذلك بحسب بيان رسمي لـ"المقاومة الإسلامية في العراق":

حركة النجباء"، وكتائب "سيد الشهداء"، وكتائب "أصحاب أهل الكهف"، ولواء "أنصار الله الأوفياء"، وكتائب "الإمام علي".

حركة النجباء وفصائل أخرى تنضوي تحت المقاومة الإسلامية في العراق - عربي بوست
حركة النجباء وفصائل أخرى تنضوي تحت المقاومة الإسلامية في العراق – عربي بوست

تم تأسيس "المقاومة الإسلامية في العراق"، في 12 أكتوبر/تشرين الأول 2020، بُعيد اغتيال قائد "فيلق القدس" الإيراني قاسم سليماني في بغداد بغارة أمريكية. 

عُقد حينها اجتماع في مدينة "قم" الإيرانية، ضم: الأمين العام لـ"عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي، والأمين العام لـ"حركة النجباء" أكرم الكعبي، وزعيم "التيار الصدري" مقتدى الصدر، و"كتائب حزب الله"، وتم الإعلان فيه عن "المقاومة الإسلامية" بقيادة مقتدى الصدر، الذي انسحب منها لاحقاً.

تبنت "المقاومة الإسلامية في العراق"، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، على إثر العدوان الإسرائيلي على غزة، أكثر من 170 عملية ضد القوات الأمريكية حتى الآن، على الأراضي العراقية والسورية المجاورة، بحسب معهد دراسات الحرب "understandingwar".

استهدافات حركة النجباء وحزب الله العراقي للقوات الأمريكية في العراق - عربي بوست
استهدافات حركة النجباء وحزب الله العراقي للقوات الأمريكية في العراق – عربي بوست

تعد كل من حركة النجباء وكتائب حزب الله العراقي، أكثر الفصائل المسلحة في العراق، التي استهدفت القوات الأمريكية منذ بداية معركة طوفان الأقصى في غزة ضد الاحتلال الإسرائيلي، وذلك وفق عشرات البيانات التي أعلنتها حتى الآن، كما أنهما تقودان تحالف "المقاومة الإسلامية في العراق".

حركة النجباء على وجه الخصوص، شهدت استهدافات من القوات الأمريكية ضدها، كان آخرها في 4 يناير/كانون الثاني 2024، حين تمكنت من اغتيال القيادي فيها، "أبو تقوى السعيدي" بقصف صاروخي وسط العاصمة بغداد، ردّاً على الهجمات المتكررة على قواتها في قاعدتي "عين الأسد" في الأنبار و"حرير" في أربيل، وقواعد أمريكية أخرى في سوريا، تبنتها الحركة المسلحة.

حركة النجباء.. "تكتيك متفق عليه"

الخبير الأمني والعسكري العراقي مخلد حازم رأى في حديثه مع "عربي بوست"، أن تعليق حزب الله العراقي هجماته ضد القوات الأمريكية "نوع من التكتيك بينه وبين فصائل المقاومة، بأوامر خارجية تتمثل بإيران، لاعتبارات مهمة، في مقدمتها أنه لأول مرة يتم استهداف موقع داخل الأراضي الأردنية، وهو يعد خارج قواعد الاشتباك الحاصل ما بين الفصائل والجانب الأمريكي".

وقال إن "تبني العملية ينذر بخطر كبير على فصائل المقاومة، بل يمكن أن يجعل إيران بحرج كبير، بسبب وصول التصعيد إلى بلد هو خارج الصراع، لذلك كانت هناك أوامر بتوقف العمليات لحزب الله العراقي في استهداف القوات الأمريكية".

عن استمرار حركة النجباء وسيد الشهداء في هجماتهما ضد القوات الأمريكية، اعتبر أنها "ستقوم بتخفيض كبير في التصعيد بعد التحذيرات الكثيرة التي أطلقتها الإدارة الأمريكية، ولكنها لن تتوقف".

أوضح حازم أن ما أعلنه حزب الله العراقي "تكتيك متفق عليه، بأن يعلن وقف الهجمات في حين يبقى هناك جزء يضمن استمرارية الضربات والمقاومة، يتمثل ببقية الفصائل ضمن المقاومة الإسلامية، وذلك لإعطاء رسالة إلى الجانب الأمريكي، بأن هناك إمكانية لتعليق العمليات من جميع الفصائل في حال تجاوبها مع مبادارتها بوقف الهجوم، أو استمرار الهجمات في حال التصعيد بشكل أكبر، وامتناع القوات الأمريكية من مغادرة البلاد".

لكنه أشار كذلك، إلى أن إدارة بايدن "تواجه ضغوطاً من الكونغرس والجمهوريين للرد على الهجمات الأخيرة في العراق وسوريا والأردن"، معتبراً أنه "لن يستطيع أن يفوّت الاستهداف الأخير لبرج 22، كما سابقاته، وسيكون هناك رد قوي بحيث يتعاطى مع حجم التأثير الذي حصل في الهجوم الذي قتل فيه 3 جنود أمريكيين".

سبق كذلك أن قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، يوم 31 يناير/كانون الثاني 2023، إنها "تنتظر أفعالاً وليس أقوالاً" من كتائب حزب الله العراقي، فيما يخص عدم الاعتداء على القواعد الأمريكية في المنطقة.

هل تشهد المقاومة الإسلامية في العراق خلافات؟

حول المواقف المتضاربة داخل "المقاومة الإسلامية في العراق"، قال الخبير الأمني العراقي، إن "المعطيات تقول إن كتائب حزب الله العراقي والفصائل الأخرى في المقاومة الإسلامية لا خلاف بينها على إثر مواقفها الأخيرة".

رأى في المواقف المختلفة أنها "تهدف لمحاولة تقليل التأثير عليها، كونها تبنت عملية استهداف الجنود الأمريكيين".

وقال إن موقف حركة النجباء "ليس مخالفاً لقرار حزب الله العراقي، ولكنه تكتيك متفق عليه بينهما، بأن يبقى هناك جزء ضمن استمرارية الضربات ضد القوات الأمريكية".

المتحدث باسم البنتاغون باتريك رايدر، علق على مواقف هذه القوات بالقول: "طالبنا بوضوح وكلاء إيران في المنطقة بوقف هجماتهم، لكنها لم تتوقف، وسنرد الآن في الوقت والطريقة التي نختارها".

على الصعيد ذاته، تناولت صحيفة "بوليتيكو"، اختلاف المواقف من الفصائل المسلحة في العراق بشأن وقف العمليات ضد واشنطن، ونقلت عن مسؤولين في المخابرات الأمريكية، أن "طهران لا تتمتع بالسيطرة الكاملة على مجموعاتها الوكيلة في الشرق الأوسط، بما في ذلك تلك المسؤولة عن مهاجمة وقتل القوات الأمريكية في الأسابيع الأخيرة".

وقالوا إن "الجماعات المسلحة لديها طموحات وأجندات مختلفة، تتداخل في بعض الأحيان، لكن لا يبدو أن طهران تتمتع بسلطة كاملة على اتخاذ القرارات العملياتية"، وفق تقديرهم الاستخباري.

وأشارت تقارير أمريكية، إلى أن واشنطن تدرس ضرب أهداف إيرانية في العراق وسوريا رداً على الهجوم الأردني، لكن مسؤولي بايدن لم يناقشوا خططهم علناً حتى الآن.

حركة النجباء وحزب الله العراقي قاما باستهداف قاعدة أمريكية في الأردن - رويترز
حركة النجباء وحزب الله العراقي قاما باستهداف قاعدة أمريكية في الأردن – رويترز

أفادت الصحيفة بأنه "رغم أن إيران تدعم الجماعات الوكيلة مالياً ومعدات عسكرية في العراق، إلا أن مسؤولي الاستخبارات لا يعتقدون أنها تقود الهجمات، إلا أنهم يحملونها المسؤولية بسبب دعمها لها".

يشار إلى أن القيادة المركزية الأمريكية، أعلنت في بيان، الأحد 28 يناير/كانون الثاني 2023، مقتل 3 جنود أمريكيين في هجوم بطائرة مسيرة ضرب قاعدة شمال شرق الأردن قرب الحدود مع سوريا.

ويُعدّ الهجوم على القوات الأمريكية في الأردن، الأول من نوعه منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والأول كذلك الذي يُسفر عن سقوط قتلى أمريكيين في هجمات القوات المسلحة في العراق.

تحميل المزيد