بعد استهداف إحداها شمال شرقي المملكة.. ماذا نعرف عن القواعد الأمريكية في الأردن؟

عربي بوست
تم النشر: 2024/01/29 الساعة 13:25 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/01/29 الساعة 13:42 بتوقيت غرينتش
قاعدة تدريب مشتركة بين القوات الأردنية والأمريكية شرق عمان٬ 2018/ Us Army 

أثار إعلان الولايات المتحدة، الأحد، عن مقتل وإصابة عدد من قواتها في هجوم نفذته جماعات مدعومة إيرانيا كما تقول واشنطن، واستهدف قاعدة شمال شرقي الأردن، تساؤلات عن طبيعة الوجود الأمريكي بالمملكة وحجمه في ظل شح المعلومات حوله.

وقالت الحكومة الأردنية في تعليقها على الهجوم، إنه استهدف قاعدة "التنف" والتي تبعد عن أراضي المملكة نحو 24 كيلو متراً، فيما قالت الولايات المتحدة إن الهجمات استهدفت قاعدة البرج T22، الواقعة في الشمال الشرقي للمملكة وداخل حدودها.

القواعد الأمريكية في الأردن - البرج 22 الأردن
البرج 22 مسرح الهجوم على قوات أمريكية بالأردن/ رويترز

ماذا نعرف عن القواعد الأمريكية في الأردن؟

المتحدث باسم الحكومة الأردنية مهند المبيضين، قال بعيد الهجوم غير المسبوق والذي أدى لمقتل 3 جنود أمريكيين وإصابة 34 إن "القوات الأمريكية تتواجد على الحدود الأردنية في سياق اتفاقية التعاون بين البلدين والتي تتضمن تعزيز مجالات التدريب وزيادة منظومة أمن الحدود الفنية والتدريبية".

وتزامن الحديث عن ظهور القوات الأمريكية على الأراضي الأردنية مع بداية الأزمة السورية عام 2011، وذلك من خلال إقامة الجانبين مناورة سنوية تعرف باسم "الأسد المتأهب"، لنحو 10 آلاف من قوات البلدين، وبحضور دولي واسع.

وهدفت هذه المناورات، وفق بيانات رسمية، إلى "العمل المشترك في مجال مكافحة الإرهاب وتطوير القدرات الأمنية والتعاون بين أجهزة ومؤسسات الدول المختلفة للاستجابة للتهديدات الأمنية والأزمات الداخلية".

وفي عام 2014، انضم الأردن إلى التحالف الإقليمي والدولي، بقيادة الولايات المتحدة، ضد "التنظيمات الإرهابية في العراق وسوريا"، جاري المملكة الشرقي والشمالي، "من منطلق حماية حدوده وضمان توفير الأمن والاستقرار لمواطنيه".

وقد كانت المشاركة الأردنية فعلية، حيث نفذت قوات المملكة العديد من الطلعات الجوية التي استهدفت مواقعلتنظيم "داعش"، خاصة بعد تعرض المملكة لعدد من الأحداث الأمنية على الحدود.

وبعد ذلك، كثر الحديث عن وجود أعداد من القواعد الأمريكية داخل الأراضي الأردنية، دون تأكيد رسمي من جانب المملكة، فيما تحدثت بعض التقارير الأمريكية أنها تتوزع في بعض المحافظات؛ لغايات التدريب وتبادل الخبرات، فيما قالت بعضها إنها لحماية مصالح واشنطن بالمنطقة وحلفائها مثل إسرائيل.

اتفاقية التعاون الدفاعي المثيرة للجدل

في يناير/كانون الثاني عام 2021، أثار الإعلان عن اتفاقية تعاون دفاعية أردنية مع الولايات المتحدة، ردود فعل واسعة وغاضبة بالأردن؛ لما اعتبره منتقدون أنه "تعدٍ وتجاوز على القوانين وسيادة بلادهم".

  • ويوفر الأردن، وفق الاتفاقية، "أماكن حصرية للقوات الأمريكية تشمل 15 موقعاً (غير معلنة)، وتعطيها صلاحيات وامتيازات واسعة في مختلف الأمور العملياتية والعسكرية، ويجوز لها حيازة وحمل الأسلحة في الأراضي الأردنية أثناء تأديتها مهامها الرسمية".
  • وتسمح الاتفاقية لقوات الولايات المتحدة وأفراد الولايات المتحدة بالدخول إلى الأراضي الأردنية والخروج منها والتنقل بحرية فيها. ولن يطلب الأردن جوازات سفر أو تأشيرات للدخول والخروج للأردن بالنسبة للأفراد العسكريين والمدنيين الذين يحملون بطاقات تعريف بالهوية صادرة من وزارة الدفاع الأمريكية.
  • كما يتم إعفاء أفراد الولايات المتحدة من جميع ضوابط الهجرة والنزوح الأخرى داخل الأراضي الأردنية، بما في ذلك دفع أي ضرائب، أو جمارك، أو رسوم يتم تقاضيها عند نقاط الدخول إلى الأراضي الأردنية أو الخروج منها، بموجب الاتفاقية.
  • بالإضافة لذلك، للطائرات والمركبات والسفن التي يتم تشغيلها بواسطة قوات الولايات المتحدة أو بالنيابة عنها الدخول إلى الأراضي الأردنية والمياه الإقليمية الأردنية والخروج منها والتنقل بحرية فيها.
  • وتنص الاتفاقية المثيرة للجدل أيضاً على "السماح لقوات وأفراد الولايات المتحدة ومتعاقديها باستيراد أي ممتلكات شخصية ومواد ومعدات وإمدادات وخدمات وهياكل قابلة للنقل وغيرها من الممتلكات إلى الأراضي الأردنية أو تصديرها وتكون عمليات الاستيراد والتصدير معفاة من أي تفتيش، أو ترخيص، أو رسوم جمركية، أو ضرائب".

وتعد الولايات المتحدة داعماً أساسياً للأردن؛ ووقع البلدان في سبتمبر/أيلول 2022 مذكرة تفاهم، تقدم بموجبها واشنطن مساعدات مالية سنوية للمملكة بقيمة 1.45 مليار دولار للفترة بين 2023 و2029.

وفي 12 ديسمبر/كانون الأول 2023، وقّع الأردن والولايات المتحدة، اتفاقية منحة مالية قيمتها الإجمالية 845.1 مليون دولار؛ لدعم موازنة المملكة.

تفاصيل قليلة وسرية حول القواعد الأمريكية في الأردن

انطلاقاً من ذلك، فإن الإعلان عن وجود قوات أمريكية بالأردن ليس بالأمر المستغرب، لكن تقل التفاصيل المعلنة عن طبيعة القوات وعددها ومواقعها.

فمثلاً إعلان واشنطن عن أن الهجوم استهدف قاعدة برج يسمى T22 على الحدود، كان مفاجئاً، لأنه لم يسبق بأن تم الحديث عن وجود أمريكي في موقع كهذا. إلا أن المعلومات التي رشحت للأناضول، تشير لأن البرج 22 قاعدة يستخدمها الجيش الأمريكي لتقديم الدعم اللوجستي بالمنطقة.

وتحتوي القاعدة على مئات الجنود الأمريكيين، إضافة لمروحيات هجومية، وأخرى للنقل والتدريب، ومركبات عسكرية مدرعة.

بينما تصفها وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية بأنها "موقع ذو أهمية استراتيجية في الأردن، عند أقصى نقطة شمال شرق البلاد؛ حيث تلتقي حدود البلاد مع سوريا والعراق". وأوضحت أن قاعدة البرج 22 "تضم 350 جندياً من الجيش الأمريكي والقوات الجوية، وتقدم دعماً لوجستياً، بالقرب من التنف".

أما "التنف"، فهي قاعدة تقع داخل الأراضي السورية عند المثلث الحدودي بين سوريا والعراق والأردن، وتضم مئات من الجنود الأمريكيين، وأنشأتها قوات التحالف بقيادة واشنطن عام 2016 "لمكافحة تنظيم داعش".

القواعد الأمريكية في الأردن
تدريب مشترك لقوات أمريكية أردنية في العاصمة عمان، 2019/ Us Army 

وسبق أن تعرضت القاعدة في الرابع من يناير/كانون الثاني الجاري لهجوم بمُسيرتين مجهولتي المصدر، تمكنت القوات الأمريكية من إسقاطهما قبل وصولهما للقاعدة.

ويعد الهجوم على قوات أمريكية في الأردن الأول من نوعه منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، والأول الذي يُسفر عن سقوط قتلى أمريكيين.

في السياق، ادّعت جماعة تسمى "المقاومة الإسلامية العراقية"، في بيان عبر تليغرام أن مقاتليها "هاجموا بواسطة طائرات مسيّرة، 4 قواعد للأعداء، 3 منها في سوريا، وهي قاعدة الشدادي، وقاعدة الركبان، وقاعدة التنف، والرابعة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة وهي منشأة زفولون البحرية". وتعلن الجماعة التي تضم ميليشيات شيعية موالية لإيران، أنها تهاجم بشكل متكرر القواعد التي تتمركز فيها القوات الأمريكية، وقوات التحالف "رداً على الهجمات في غزة".

تحميل المزيد