تاريخ صناعة الطائرات المسيرة الإسرائيلية، وهل هي الأقوى أم التركية والإيرانية؟

عربي بوست
تم النشر: 2024/06/02 الساعة 20:19 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/06/02 الساعة 20:36 بتوقيت غرينتش
طائرة مسيرة إسرائيلية الصنع من طراز Heron TP مملوكة للجيش الألماني تقوم بأول رحلة رسمية فوق مطار عسكري في جاجيل، بألمانيا في 15 مايو/آيار 2024 رويترز

جاء إسقاط حزب الله لطائرة هيرمس 900 تابعة لجيش الاحتلال والتي تعد من أكبر وأغلى الطائرات المسيرة الإسرائيلية ليلقي الضوء على صناعة المسيرات الإسرائيلية في ظل تصاعد التنافس في مجال المسيرات في منطقة الشرق الأوسط، وتقديم إسرائيل نفسها على أنها لاعب لا يبارى في هذا المجال، رغم سقوط عدد من مسيراتها أمام قوى غير نظامية.

وتصف إسرائيل نفسها بأنها من بين الدول الرائدة في العالم في تطوير الطائرات بدون طيار، حسب ما ورد في موقع قسم المركبات الجوية غير المأهولة بوزارة الدفاع الإسرائيلية، ولكن رصد تاريخ الطائرات المسيرة الإسرائيلية يظهر تكرار إخفاقاتها أمام فصائل المقاومة وخاصة حزب الله، رغم عدم امتلاك هذه الفصائل لأسلحة قوية مضادة للطائرات ، كما بدأت الطائرات المسيرة الإسرائيلية تواجه منافسة كبيرة في الأسواق خاصة أمام المسيرات التركية، التي اكتسبت شهرة أكبر من الإسرائيلية في السنوات الماضية، حتى عندما  شاركتا إلى جانب بعضهما البعض في الحرب الأذربيجانية الأرمينية.

في منتصف عام 2017، أشارت التقديرات إلى أن الطائرات المسيرة الإسرائيلية استحوذت على أكثر من 60% من الصادرات الدولية للطائرات بدون طيار على مدى العقود الثلاثة السابقة، وأنها سلمت 165 وحدة من الطائرات بدون طيار للمشترين الأجانب في ذلك الوقت، ولكن هناك مؤشرات على تراجع هذه النسبة بشكل كبير مع صعود مبيعات الطائرات المسيرة التركية والصينية والإيرانية.

تم توريد جميع صادرات الطائرات المسيرة الإسرائيلية المعروفة بدون أسلحة. كما أن الغالبية العظمى من الطائرات المسيرة الإسرائيلية التابعة لجيش الاحتلال غير مسلحة؛ لأن وظيفتها الأساسية في العقيدة العسكرية الإسرائيلية تظل توفير الوعي الظرفي للقوات البرية في الوقت الحقيقي، حسبما ورد في تقرير لمعهد الأبحاث روسي "Russi" بالمملكة المتحدة

 تاريخ الطائرات المسيرة الإسرائيلية

تعد إسرائيل من أقدم دول العالم استخداماً للطائرات المسيرة في الحروب، حيث  جرى أول استخدام إسرائيلي معروف للطائرات بدون طيار خلال حرب الاستنزاف.

فبعد أن استولت إسرائيل على شبه جزيرة سيناء المصرية خلال حرب الأيام الستة عام 1967، استخدمت مصر أنظمة عديدة مضادة للطائرات؛ مما أدى إلى مقتل عدد من الطيارين الإسرائيليين. 

بعد فترة وجيزة، بدأت إسرائيل في استكشاف خيارات مراقبة جديدة من شأنها أن تقضي على المخاطر التي تهدد قواتها، مما أدى إلى قيام إسرائيل بشراء اثنتي عشرة طائرة فايربيس (Firebee) سراً من الولايات المتحدة في عام 1970. وفي عام 1971، استخدمت إسرائيل طائرات فايربيز، التي تستخدم عادة للاستطلاع الليلي، وفقاً لما ورد في تقرير لمدونة World Peace Foundation.

إبراهام كارم، مهندس طيران سابق في شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية (IAI) الذي سينتقل لاحقاً إلى الولايات المتحدة لتطوير طائرة بريداتور الأمريكية المسيرة، قام بتعديل طائرات فايربيز إلى شراك خداعية، وتم استخدامها خلال حرب أكتوبر/تشرين الأول عام 1973. 

في عام 1981، طوّرت شركة IAI أول طائرة بدون طيار إسرائيلية الصنع، وهي طائرة IAI Scout، والتي تم استخدامها للمراقبة أثناء العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان في عام 1982. 

في عام 1983، ذكر الصحفي الأمريكي توماس فريدمان أن "إسرائيل كانت تستخدم طائرات بدون طيار لاختبار ترددات رادارات بطاريات صواريخ أرض-جو السورية وتوفير استطلاع جوي متلفز عن المواقع السورية. 

وفي عام 1992، تم استخدام طائرة استطلاع بدون طيار لتحديد موقع زعيم حزب الله الراحل، الشيخ عباس الموسوي، الذي قتلته مروحيات إسرائيلية. 

في عام 2004، على خطى الولايات المتحدة، التي بدأت في استخدام الطائرات المسلحة بدون طيار في أفغانستان، نفذت إسرائيل أول عملية اغتيالات مستهدفة باستخدام الطائرات المسيرة في قطاع غزة. 

وفي عام 2014، نفذت القوات الجوية الإسرائيلية غارتين ضد "حماس" على شاطئ في غزة، على الرغم من عدم وجود أعضاء من الحركة في المنطقة المجاورة.أدت الغارة إلى قتل أربعة أطفال كانوا يلعبون بالقرب من إحدى الحاويات، في انتهاك للقانون الإنساني الدولي وقانون النزاعات المسلحة.

أبرز أنواع الطائرات المسيرة الإسرائيلية

ينقسم أسطول الطائرات المسيرة الإسرائيلية إلى ثلاثة المستويات – العلوي والمتوسط ​​والسفلي – وذلك بناءً على قدراتهم الفنية، حسبما ورد في موقع إدارة قسم المركبات الجوية غير المأهولة بوزارة الدفاع الإسرائيلية.

الطبقة العليا

يصل سقف عمل هذه الفئة إلى ارتفاع 40.000 قدم وأكثر، وهي تضم بشكل أساسي الطائرة إيتان المعروفة أيضاً باسم Heron TP أو Heron 2.

وتم عرضها لأول مرة علناً في معرض باريس الجوي في يونيو/حزيران 2007 وتم دمجها في سلاح الجو الإسرائيلي في 2010.

مواصفات الطائرة إيتان أو (Heron TP)

يمكن للطائرة إيتان العمل على ارتفاعات فوق الحركة الجوية التجارية وتتميز بقدرتها على العمل في جميع الأحوال الجوية

طول الطائرة: 15 متراً.

باع الجناحين: 26 متراً.

السرعة القصوى: 407 كليومترات/الساعة

الرحلة العملياتية الأولى: عملية الرصاص المصبوب

الصانع: الصناعات الجوية الإسرائيلية

مدة التحليق للرحلة: أكثر من 30 ساعة

الحد الأقصى لوزن الإقلاع بالحمولة: 5.670 كغم

الحمولة: 2700 كغم

المدى: 1000 كم+

الطائرات المسيرة الإسرائيلية
الطائرة Heron TP في أول رحلة رسمية لها فوق مطار عسكري في جاجيل بألمانيا/رويترز

خيارات الاستشعار: كاميرات الأشعة تحت الحمراء و رادار مؤشر الهدف المتحرك (GMTI)؛ رادار الفتحة الاصطناعية (SAR) ؛ الذكاء الإلكتروني (ELINT)؛ الحرب الإلكترونية (EW) ومحدد الليزر.

 الأسلحة: يحتمل أن تكون قادرة على حمل صواريخ رافائيل سبايك الإسرائيلية المضادة للدبابات أو أسلحة أخرى.

المشغلون: ألمانيا، اليونان، الهند.

الطبقة المتوسطة

-أقصى ارتفاع هو 20.000 قدم لهذه الفئة التي تعمل كطائرات تكتيكية مصممة لفترات طويلة من الطيران.

الطائرة هيرون 1 (شوفال) الأكثر مبيعاً، ولكنها منزوعة الأنياب

الطول: 8.5 م

الحد الأقصى لوزن الإقلاع بالحمولة: 1150 كغم

الحمولة: 250 كغم (551 رطلاً)

السرعة القصوى: 207 كم/ساعة

مدة الطيران للرحلة: 52 ساعة (لكن مدة الرحلة التشغيلية القصوى الفعالة أقل)

سقف التحليق: 33000 قدم (10 كيلومترات)

الصانع: قسم Malat الذي يتولى تصنيع المركبات الجوية غير المأهولة في شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية.

الطائرات المسيرة الإسرائيلية
المسيرة الإسرائيلية هيرون 1/ ويكيميديا

المشغلون:

تعد هيرون أكثر الطائرات المسيرة الإسرائيلية تصديراً، ولكن كل النسخ المصدرة غير مسلحة، أي تعمل فقط في التجسس والاستطلاع.

من أبرز الدولة التي اشترتها أذربيجان، والبرازيل،  كندا والاتحاد الأوروبي عبر وكالة الحدود وخفر السواحل الأوروبية، وألمانيا واليونان، والهند وكوريا الجنوبية والمغرب، وتركيا والولايات المتحدة وفيتنام.

الطائرة المسيرة هيرميس 450 التي تعرض لخسائر كبيرة على يد حزب الله وروسيا

طائرة مسيرة طويلة التحمل للارتفاع المتوسط، مهمتها الأساسية تتمثل في الاستطلاع والمراقبة ومتابعة الاتصالات، ولقد تعرضت للإسقاط عدة مرات من قبل حزب الله وروسيا.

الطول: 6.1

أقصى سرعة: 176 كلم.

أقصى وزن بالحمولة: 450 كغم

الحمولة: 180 كغم

المدى: 300 كيلومتر (محدود بخط الرؤية إلى محطة التحكم الأرضية)

فترة الطيران للرحلة: 17-35 ساعة حسب الطراز والحمولة

الصانع: شركة أنظمة "إلبيت"

خيارات الاستشعار: كاميرات الأشعة تحت الحمراء ومحدد ليزر، ورادار إشارة الهدف المتحرك "GMTI".الأسلحة: خيار لأربعة صواريخ رافائيل سبايك الموجهة المضادة للدبابات.

الطائرات المسيرة الإسرائيلية
الطائرة المسيرة الإسرائيلية هيرمس 450/ويكيميديا

المشغلون والأداء العملياتي: من أبرز مشغليها بجانب إسرائيل، سنغافورة والمكسيك، والبرازيل، وجورجيا ومقدونيا الشمالية، والفلبين وتايلاند والولايات المتحدة التي تمتلك 450 طائرة منها.

في أبريل/نيسان 2008، أسقطت القوات الروسية ثلاث طائرات هيرميس 450 تابعة لجورجيا، واحدة بواسطة طائرة ميغ 29 واثنتين أخريين بنيران أرضية، وزعمت قوات إقليم أبخازيا المنشق عن جورجيا أن 7 طائرات بدون طيار أسقطت.

 وفقاً لرئيس جورجيا ورسائل نشرت على ويكليكس، أعطت تل أبيب رموز ربط بيانات هذه الطائرات المسيرة الإسرائيلية الصنع إلى روسيا مقابل رموز أنظمة الدفاع الصاروخي Tor-M1 التي باعتها موسكو لإيران.

في 18 نوفمبر/تشرين الأول 2023، أسقط حزب الله طائرة من طراز هيرميس 450 في جنوب لبنان بعد أن دخلت إلى الأجواء اللبنانية.

في 26 فبراير/شباط 2024، أسقط حزب الله طائرة من طراز هيرميس 450 في جنوب لبنان بعد دخولها إلى الأجواء اللبنانية.

في 1 أبريل/نيسان 2024، أفادت تقارير بأن الطائرة التي نفذت الضربات الصاروخية التي أسفرت عن مقتل سبعة من عمال الإغاثة في المطبخ المركزي العالمي في غزة كانت من طراز هيرمس 450.

الطائرة المسيرة هيرميس 900 التي أُسقطت من قبل حماس وحزب الله

هي من أكثر الطائرات المسيرة الإسرائيلية تطوراً، وهي طائرة بدون طيار مخصصة للارتفاعات المتوسطة ​​وطويلة التحمل (تطير لفترات طويلة)، وتعد هيرميس 900، تطويراً للطائرة هيرميس 450، ولقد دخلت الخدمة عام 2015.

الطول: 8.3 متر

الوزن الأقصى بالحمولة: 970  كغم

الحمولة: 300 كغم

المدى: 1000 كم+

فترة الطيران: 36 ساعة حسب الحمولة

السرعة: 220 كلم/ساعة

الصانع: شركة أنظمة "إلبيت"

خيارات الاستشعار: كاميرات بالأشعة تحت الحمراء وكاميرات EO؛ ورادار إشارة الهدف المتحرك " GMTI"  محدد الليزر.

الأسلحة: يمكنها حمل أسلحة في حاوية داخلية لتحقيق بعض الشبحية، الخيار الأساسي للتسليح أربعة صواريخ رافائيل سبايك الموجهة المضادة للدبابات.

الطائرات المسيرة الإسرائيلية
الطائرة المسيرة الإسرائيلية هيرمس 900/ويكيميديا

من أبرز مشغليها الهند، وآيسلندا، والبرازيل وكندا وتشيلي وكولومبيا، وأذربيجان.

خلال الحرب الأرمينية الأرمنية الأذربيجانية عام 2020، أفاد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأرمينية شوشان ستيبانيان أن القوات الأرمينية أسقطت طائرة أذربيجانية بدون طيار من طراز هيرميس 900، وشارك مقطع فيديو لعملية الإسقاط المزعومة على وسائل التواصل الاجتماعي. ونفى الجانب الأذربيجاني فقدان أي من طائراته المسيرة.

إضافة لإسقاط حزب الله للمسيرة هيرمس 900 في أول يونيو/حزيران 2024، فإنه في مطلع يناير/كانون الثاني 2024، أعلنت كتائب القسام عن تمكُّن مقاتليها في عملية مشتركة مع كتائب المجاهدين من إسقاط طائرة إسرائيلية من نوع هيرمس 900 بصاروخ مضاد للطائرات في قطاع غزة، ويمثل هذا إنجازاً كبيراً لفصائل المقاومة الفلسطينية لأن هذه الطائرة تعد من أقوى الطائرات المسيرة الإسرائيلية.

المستوى المنخفض

– أقصى ارتفاع لهذه الفئة 5000 قدم، حسب وزارة الدفاع الإسرائيلية.

وتضم هذه الفئة من الطائرات بدون طيار، المسيرة سكايلارك 1، من إنتاج شركة إلبيت سيستمز، والتي تستخدم في المقام الأول للاستطلاع، وهي طائرة مسيرة صغيرة دخلت النماذج الأولية منها في الخدمة في عام 2008.

وتستخدم هذه الطائرات المسيرة على ارتفاعات منخفضة من قبل القوات البرية للجيش الإسرائيلي، ويتم إطلاقها باليد من قبل الجنود.

المسيرة الصغيرة سكايلارك 1 التي أُسقطت ثلاث مرات في غزة

النوع: نظام جوي صغير بدون طيار

الطول: 2.2 م 

باع الجناحين: 2.4 متر

الوزن: 10 كغم

سقف الخدمة: 4,900 م (16,000 قدم)

السرعة: من 37 إلى 74 كم/ساعة.

نصف قطر المهمة: من 5 إلى 10 كم

مدة الطيران: 2 ساعة

المشغلون والأداء

تعمل Skylark مع القوات المسلحة لكرواتيا وجمهورية التشيك والمجر وإسرائيل ومقدونيا وميانمار وهولندا وبولندا وسلوفاكيا والسويد. وقد تم نشرها في أفغانستان والعراق. وتم أيضاً اختيارها من قبل القوات الخاصة الفرنسية في مارس/آذار 2008.

المشغلون السابقون الذين أوقفوا النظام الآن هم أستراليا وكندا، وفي المجمل، تم شراؤها من قبل أكثر من 20 مشغلاً حول العالم.

المسيرة الإسرائيلية الصغيرة سكايلارك 1/ويكيميديا

خلال بداية الحرب الإسرائيلية على غزة، أعلنت كل من حركتي حماس والجهاد الإسلامي أنهما استولتا على طائرتين بدون طيار من طراز Skylark على الأقل، وذلك في يومين متتالين.

كما سبق أن أعلنت كتائب عز الدين القسام أن وحدات القوات الخاصة التابعة لها أسرت واحدة في أغسطس/آب 2015.

لمن السبق.. الطائرات المسيرة الإسرائيلية أم التركية والإيرانية؟

يميل الإسرائيليون (ويدعمهم في ذلك كثير من المحللين الغربيين) إلى تقديم أنفسهم باعتبارهم قوة رائدة إن لم تكن عظمى في مجال الطائرات المسيرة، وبما أن معظم الدول الأوروبية المتقدمة متأخرة في مجال الطائرات المسيرة، وكذلك الروس، فإن الإسرائيليين يلمحون إلى أنهم القوة الثانية في هذا المجال، بعد الأمريكيين متفوقين على اللاعبين الكبار الآخرين في هذا المجال وهم الصينيون والأتراك وبطبيعة الحال الإيرانيون.

وقد تكون المفارقة أن تركيا أحد اللاعبين الأكثر صعوداً في مجال الطائرات المسيرة، قد بدأت في هذه الصناعة بسبب التلكؤ الإسرائيليين في تقديم هذه التكنولوجيا لهم هم والأمريكيين وقلق الأتراك من إمكانية أن تكون الطائرات المسيرة الإسرائيلية أداة للتجسس.

وخلال السنوات الماضية، فاقت شهرة الطائرات المسيرة التركية خاصة من طراز بيرقدار تي بي 2 منافستها الإسرائيلية، وخلال الحرب الأذربيجانية الأرمينية حاربت طائرات بيرقدار تي بي 2 بجانب الطائرات المسيرة الإسرائيلية ولكن لوحظ أن الحديث يدور بصورة أكبر عن دور بيرقدار، بينما كان العنصر الإسرائيلي الأكثر بروزاً في الحرب هو الذخيرة المتسكعة (الطائرات الانتحارية)، مثل المسيّرات الإسرائيلية من نوع "هاربي"، و"هاروب"، وطائرات "أوربيتر" Orbiter 1K.

وتتمتع تركيا بميزة فريدة في مجال الطائرات المسيرة، وهي أن طائراتها متقدمة نسبياً، بمستوى ليس ببعيد عن الأمريكية والإسرائيلية ولكن في الوقت ذاته سعرها ليس مرتفعاً.وهي بطبيعة الحال أكثر تقدماً من الإيرانية وحتى الصينية، إضافة إلى أن لديهم خدمة ما بعد البيع أفضل من الصينية، ويجعل هذا طائرات بيرقدار تي بي 2 بالمقابل تقدم قيمة مقابل سعر جيدة للغاية.

الطائرات المسيرة الإسرائيلية
المسيرة "بيرقدار تي بي 3" وهي النسخة القابلة للإطلاق من حاملات الطائرة من بيرقدار تي بي 2/الأناضول

ولكن مازال هناك جدل حول مدى تقدمها مقارنة بالـ"الطائرات المسيرة الإسرائيلية".

ولكن يقول المهندسون الأتراك الذين لديهم خبرة سابقة مع الطائرات المسيرة الإسرائيلية، إن طائرات أنقرة أفضل منها.

ويجب ملاحظة أنه بينما لدى إسرائيل سلسلة من الطائرات المتقدمة المدعومة بالتكنولوجيا الأمريكية، التي سبق الإشارة لها، فإن تركيا أيضاً لديها طائرات أكثر قوة من بيرقدار تي بي 2 مثل الطائرة "أنكا" التابعة لشركة الصناعات الجوية التركية بطول 8.6 متر، وحمولة 350 كلغم، وسرعة 217 كلم، وهي تبدة منافسة للمسيرة الإسرائيلية هيرميس 900.

كذلك هناك بيرقدار أقنجي التي يصل مداها إلى 7500 كلم وسرعة تصل إلى 360 كلم وحمولة 1500 كلغم، وسقف تحليق يصل إلى 30 ألف قدم، بما يجعلها تتفوق في معظم القدرات مقارنة بالمسيرة الإسرائيلية إيتان وهيرميس 900.

والأهم أن تركيا تطوّر مقاتلة مسيرة شبحية، وهي بيرقدار قزل ألما وقد تكون إحدى أوائل دول العالم التي قد تفعل ذلك، ولقد طارت هذه الطائرة في رحلات تجريبية، وأنقرة تطور محركاً محلياً من أجلها، وتسعى لأن تصل بسرعة هذه المقاتلة المسيرة لأعلى من سرعة الصوت.

كما تطور أنقرة مشروعاً للتعاون بين الطائرات المسيرة وطائراتها الشبحية الجاري تطويرها قآان.

وإذا دخلت بيرقدار قزل ألما للخدمة وأثبتت فاعليتها، فإنها قد تجعل أسطول الطائرات المسيرة التركية أقوى من نظيره الإسرائيلي، بشكل لا لبس فيه.

وبينما تفخر تل أبيب دوماً، بتقدمها في مجال الذخائر والرادارات وأجهزة الاستشعار وهي أمور تعزز قدرات الطائرات المسيرة الإسرائيلية، لكن تركيا بدورها قطعت شوطاً كبيراً في مجال الذخائر، وأنتجت رادارات من نوع أيسا المتقدمة لطائراتها المسيرة، إذا أضيف كل ذلك لحقيقة أن الجيش التركي يعد واحداً من أكثر جيوش العالم استخداماً للمسيرات بشكل يفوق الجيش الإسرائيلي كما ظهر في حرب إدلب 2020، ضد جيش النظام السوري والتي تعد أول حرب في التاريخ تفرض فيها الهيمنة الجوية عبر الطائرات المسيرة، بسبب عدم قدرة الجيش التركي لإدخال طائراته في المجال الجوي السوري في ذلك الوقت بسبب وجود القوات الجوية الروسية.  أما بالنسبة لإيران، فما زالت الفجوة بينها وبين إسرائيل كبيرة جداً، نظراً لتأخر طهران التكنولوجي، ولكن في المقابل، لدى طهران ميزات أخرى الأولى أنها تنتج الطائرات المسيرة بتكلفة منخفضة للغاية وبأعداد هائلة، كما أنها تعتمد على نفسها في إنتاجها بشكل كبير، في ظل قدرتها على التكيف مع الحصار الغربي، والعامل الثالث أيضاً خبرتها الكبيرة في استخدام الطائرات المسيرة في ظل ضعف دفاعها الجوي وامتلاكها لشبكة حلفاء قادرة على استخدامها من دول قريبة لإسرائيل أو للممرات الحيوية بالمنطقة.

تحميل المزيد