مهندس التقارب مع السعودية، وسعى للتحاور مع أمريكا!.. من هو أمير عبد اللهيان وزير خارجية إيران الراحل؟

عربي بوست
تم النشر: 2024/05/20 الساعة 09:57 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/05/20 الساعة 10:12 بتوقيت غرينتش
وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان

أعلن التلفزيون الرسمي الإيراني، الإثنين 20 مايو/أيار 2024، وفاة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان بتحطم المروحية التي كانت تقله مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، في محافظة أذربيجان الشرقية شمال غربي إيران.

وجاء إعلان نبأ الوفاة بعد نحو 15 ساعة من إعلان التلفزيون الرسمي الإيراني، تعرض مروحية تقل الرئيس رئيسي، وعدداً من المسؤولين لحادث، مساء الأحد، بعد مشاركته مع نظيره الأذربيجاني إلهام علييف، في افتتاح سد على حدود البلدين.

لوزير الخارجية الإيراني الراحل العديد من المحطات السياسية والدبلوماسية التي كانت تتشابك مع الدول العربية والخليجية، كما كان لديه رؤية في التعامل مع الملفات الحساسة وخاصة تلك التي تخص المملكة العربية السعودية ودول الجوار.

من هو وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان؟

وُلد حسين أمير عبد اللهيان المعروف بهويته المحافظة عام 1964 في مدينة دامغان بمحافظة سمنان الإيرانية ويتحدث العربية والإنجليزية.

ودرس الابتدائية في مسقط رأسه ثم انتقل إلى العاصمة طهران، وفي عام 1988 التحق عبد اللهيان بكلية العلاقات الدولية التابعة للخارجية الإيرانية بجامعة طهران، وتخرج فيها عام 1991.

وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان (رويترز)

في عام 1996 حصل على شهادة الماجستير من كلية العلاقات الدولية بجامعة طهران، وفي عام 2000 حصل على رسالة الدكتوراه في العلاقات الدولية من ذات الجامعة، ونالها بدرجة امتياز.

كما تم تعيينه في السلك الدبلوماسي، قبل أن ينتقل إلى سفارة طهران لدى بغداد متقلدا منصب نائب السفير في الفترة من 1997 وحتى 2001.

أما في عام 2001، تولى عبد اللهيان منصب نائب الدائرة الأولى للشؤون الخليجية بوزارة الخارجية واستمر في المنصب طيلة 3 أعوام.

في عام 2003 وعقب الغزو الأمريكي للعراق، تم تعيينه وكيلاً للمساعد الخاص لوزير الخارجية في الشؤون العراقية حتى عام 2006.

وخلال العام الأخير من مهمته عين عضواً في اللجنة الأمنية السياسية للمفاوضات النووية مع الترويكا الأوروبية (بريطانيا وألمانيا وفرنسا).

وفي عام 2006 شغل منصب مساعد المدير العام لدائرة الشؤون الخليجية والشرق الأوسط، قبل أن يترقى في العام ذاته إلى رئاسة اللجنة الخاصة بالشؤون العراقية حتى عام 2007.

في عام 2007، عمل عبد اللهيان سفيراً للبحرين في عهد الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد واستمر في المنصب حتى 2010، حيث تولى من جديد منصب نائب وزير الخارجية للشؤون الخليجية والشرق الأوسط.

في عام 2011 شغل منصب نائب وزير الخارجية للشؤون العربية والأفريقية واستمر حتى عام 2016.

عيِّن وزيرا للخارجية في أغسطس/آب 2021 بعد أن شغل منصب نائب وزير الخارجية السابق جواد ظريف 3 سنوات.

وقبل تعيينه في منصب وزارة الخارجية تولى عبد اللهيان مؤخراً منصب المساعد الخاص للعلاقات الدولية لرئيس البرلمان محمد باقر قاليباف.

دوره في مفاوضات الملف النووي

واصل عبد اللهيان المفاوضات التي كانت بدأت في الحكومة السابقة مع مجموعة "4+1" (فرنسا وألمانيا وبريطانيا والصين وروسيا) بغية إحياء الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، إلا أن مساعي المفاوضات باءت بالفشل رغم أنها أوشكت على أن تحسم أكثر من مرة.

ولم يمنعه ذلك من المضي قدما في المفاوضات غير المباشرة مع الجانب الأمريكي، التي انتهت يوم العاشر من أغسطس/آب 2023 بالتوصل إلى صفقة أسفرت عن الإفراج عن 5 سجناء أمريكيين لدى إيران، مقابل الإفراج عن 6 مليارات دولار من الأصول الإيرانية المجمدة في كوريا الجنوبية

النووي غزة حرب غزة الاحتلال
وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان مع جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في مقر وزارة الخارجية بالعاصمة الإيرانية طهران عام 2022 في محادثات بشأن جهود إحياء الاتفاق النووي الإيراني/ Getty Images

كانت أمامه مهمة صعبة تتمثّل بشغل هذا المنصب خلفاً لمحمد جواد ظريف الذي تولاه بين عامَي 2013 و2021، وكان دبلوماسيا بارزاً ونشطاً يتحدث الإنجليزية بطلاقة ووجهاً معروفاً لدى الأوساط الدولية، واسماً محنّكاً أدار السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية.

علاقته بـ"محور المقاومة"

حين تم تعيين عبد اللهيان في منصبه عام 2021 قدّمه التلفزيون الإيراني على أنه "دبلوماسي مرموق من محور المقاومة" الذي تقوده طهران ويضم فصائل مناهضة لإسرائيل، العدو اللدود للجمهورية الإسلامية، مثل حزب الله اللبناني وحركتي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين، ومجموعات عراقية مسلحة.

وقال أمير عبداللهيان حينها إن هذه المجموعات هي "حليفة إيران" و"تعزيزها على جدول أعمال الحكومة".

ومنذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة في تشرين الأول/أكتوبر، كثّف رحلاته إلى المنطقة. ولم تخف طهران دعمها لحركة المقاومة الإسلامية ضد إسرائيل، وتأييدها لعملية "طوفان الأقصى" التي أدت الى اندلاع الحرب، لكنها شددت في الوقت عينه على عدم ضلوعها فيها.

في أبريل/نيسان، دافع عن الهجوم الإيراني غير المسبوق على إسرائيل والذي نفّذ بأكثر من 300 طائرة مسيّرة وصاروخ، رداً على غارة جوية دمرت مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق ونسبتها طهران إلى الدولة العبرية.

وقال إن الرد الإيراني نفّذ "في إطار الدفاع المشروع والقانون الدولي".

وبعد ذلك، قلّل أمير عبداللهيان من أهمية التقارير التي أفادت بأن إسرائيل نفّذت ضربة انتقامية على محافظة أصفهان في وسط إيران، قائلاً إنها تبدو كأنها "لعبة أطفال".

خلال مسيرته المهنية، كان أمير عبداللهيان معروفا بعلاقاته الوطيدة مع الحرس الثوري، وكان قريباً من اللواء قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الموكل العمليات الخارجية في الحرس، والذي قُتل في العاصمة العراقية عام 2020 بضربة أميركية.

منذ ثلاث سنوات، عمل أمير عبد اللهيان لمحاولة تقليل عزلة إيران على الساحة الدولية والحد من تأثير العقوبات الأميركية على الاقتصاد الإيراني.

وفي هذا السياق، شارك في تحسين العلاقات مع الدول العربية المجاورة لإيران ولو أنه لم يكن من الشخصيات الأساسية للعملية التي أدت إلى المصالحة مع السعودية في آذار/مارس 2023، في إطار اتفاق برعاية الصين.

علاقته مع الدول العربية

عمل عبد اللهيان في العراق بين عامَي 1997 و2001 وفي البحرين بين عامَي 2007 و2010.

ومنذ 2011، تولى منصب مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية والإفريقية، وبقي فيه مع وزيرين مختلفين هما علي أكبر صالحي (في الحكومة الثانية للرئيس محمود أحمدي نجاد)، وظريف (في حكومة الرئيس حسن روحاني الأولى).

مباراة اتحاد جدة وسباهان
وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود ووزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان خلال اجتماع في بكين (أرشيف)/رويترز

لكن ظريف استبعده من المنصب في 2016، في خطوة لقيت انتقادات واسعة من التيار المحافظ حيال روحاني ووزيره.

بعد ذلك، رفض تولي منصب سفير في سلطنة عمان، وفق وكالة "إسنا"، وانتقل للعمل كمعاون خاص لرئيس مجلس الشورى (البرلمان) للشؤون الدولية، قبل أن يعود إلى الخارجية في 2021.

وخلال فترة توليه منصب وزير الخارجية، تم التوصل إلى اتفاق مع المملكة العربية السعودية على استئناف العلاقات الدبلوماسية وفتح السفارات في مارس/آذار 2023 بعد 7 سنوات من التوتر بين طهران والرياض.

تحميل المزيد