إسرائيل في البحر الأحمر.. ماذا يريد نتنياهو من إقليم “أرض الصومال”؟

عربي بوست
تم النشر: 2025/12/30 الساعة 13:17 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2025/12/30 الساعة 13:17 بتوقيت غرينتش
قاعدة أمامية محتملة ومكاسب أخرى.. «أرض الصومال» في الحسابات العسكرية الإسرائيلية (عربي بوست)

أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين الاعتراف الرسمي بـ"جمهورية أرض الصومال" الانفصالية كدولة مستقلة ذات سيادة، وهي التي لا يتعرف بها أحد حول العالم، مقابل تطبيعها في إطار ما يعرف بـ"اتفاقيات أبراهام"، وشروع الجانبين في تطوير مجالات الزراعة والصحة والتكنولوجيا والاقتصاد والأمن.

وأحدث الاعتراف الإسرائيلي بـ"أرض الصومال" عاصفة سياسية ودبلوماسية إقليمية ودولية احتجاجاً على هذه الخطوة، التي تأتي في سياق تعزيز انفصال هذا الإقليم عن دولة عربية هي الصومال، ولتحقيق تطلعات أمنية واستراتيجية إسرائيلية تتعلق بتهجير فلسطينيي غزة إلى مناطق مختلفة منها "أرض الصومال"، ومحاصرة الحوثيين في اليمن، وتأثير وجود موطئ قدم إسرائيلي هناك على الأمن القومي العربي.

خلفية الاعتراف.. كيف طوّر الموساد العلاقة بين "أرض الصومال" و"إسرائيل"؟

قال مكتب رئيس الحكومة إن نتنياهو وقع هذا الإعلان مع وزير خارجيته جدعون ساعر، ورئيس جمهورية أرض الصومال عبد الرحمن محمد عبد الله، الذي تلقى دعوة لزيارة رسمية إلى "إسرائيل"، شاكراً نتنياهو على "جهوده في مكافحة الإرهاب، وتحقيق السلام الإقليمي".

ويقول آشر لوبوتسكي، الباحث في العلاقات الإسرائيلية الأفريقية بمعهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، والمحاضر بجامعة هيوستن، في ورقة بحثية، أن الاعتراف الاسرائيلي بـ"أرض الصومال" تزامن مع ترسيخ مكانتها كدولة مستقلة موالية للغرب، بهدف الحصول على اعتراف دولي، وإقامة تحالفات مع دول تدعمها في مواجهة حكومة الصومال المناوئة لها في مقديشو، ولذلك أقامت "أرض الصومال" في السنوات الأخيرة علاقات وثيقة مع الإمارات العربية المتحدة وتايوان، والآن إسرائيل.

وبالنظر للموقع الجيوسياسي لـ"أرض الصومال" قبالة سواحل اليمن، ومضيق باب المندب، فإن إسرائيل تُعلن فعليًا عن نيتها الحفاظ على مصالح استراتيجية على الجانب الآخر من البحر الأحمر ووضع موطئ قدم لها في المنطقة ذات الاستراتيجية الكبيرة.

ووفقاً لما ذكره إيتمار آيخنر، محرر الشؤون السياسية بصحيفة يديعوت أحرونوت، فإن رئيس "أرض الصومال" زار إسرائيل سرًا الصيف الماضي، خلال حرب الإبادة على غزة، والتقى بكل من "نتنياهو، وساعر، وبارنياع، ووزير الحرب يسرائيل كاتس، فيما يقول داني دانون، السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، أننا "سنواصل التعاون مع أي جهة تُسهم في استقرار المنطقة".

ومما يعد لافتاً في هذا الإعلان، هو شكر رئيس الموساد ديفيد بارنياع، رئيس "أرض الصومال" عبد الرحمن محمد عبد الله، على مساهمته في الوصول إلى هذه الاتفاق، الأمر الذي يسلط الضوء على تزايد نفوذ الموساد الإسرائيلي في منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر، وهي منطقة برزت أهميتها الأمنية والاستراتيجية لإسرائيل مجددًا خلال العامين الماضيين.

يقول ليئور بن آري، محرر القضايا الدولية في صحيفة يديعوت أحرونوت، أن جهاز الموساد حافظ على علاقات سرية قوية مع إقليم "أرض الصومال"، والدول التي لا تربطها بإسرائيل علاقات دبلوماسية، حيث عمل هناك منذ سنوات عديدة، وشملت أنشطته اتصالات شخصية بين قادة إسرائيل وكبار المسؤولين في "أرض الصومال"، حيث جاء الاعتراف المتبادل بعد أشهر من اتصالات مكثفة وسرية بينهما، تخلتلها زيارات متبادلة بين كبار مسؤولي الجانبين.

وشمل الاعتراف المتبادل بين "أرض الصومال" و"إسرائيل" إقامة علاقات دبلوماسية كاملة، وتعيين سفراء، وافتتاح سفارات، ووجهت وزارة الخارجية الإسرائيلية بالتحرك الفوري لإضفاء الطابع المؤسسي على العلاقات الثنائية في مختلف المجالات.

محاصرة الحوثيين وفتح طريق جوي لإيران: المكاسب الخفية للاعتراف الإسرائيلي بأرض الصومال (عربي بوست)
محاصرة الحوثيين وفتح طريق جوي لإيران: المكاسب الخفية للاعتراف الإسرائيلي بأرض الصومال (عربي بوست)

محاصرة الحوثيين في اليمن وفتح طريق جوي ضد إيران من أهم المكاسب لـ"إسرائيل" 

ويرى يهوناثان ليس، الكاتب في صحيفة هآرتس، أن "أهمية أرض الصومال لإسرائيل تكمن في موقعها الجيوسياسي، واستعدادها للتعاون معها بشكل شامل وواسع في القضايا الأمنية، حيث يمنح موقعها عند مدخل خليج عدن مقابل جنوب اليمن الذي يربط البحر الأحمر بالمحيط الهندي، ميزة جيوسياسية فريدة، كما تبلغ المسافة بين مياهها وأراضيها، والمناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، بين 300-500 كيلومتر. 

ونظرًا لأن إسرائيل خاضت، وما زالت تخوض، معارك ضد الحوثيين بدعم أمريكي ودون حسم، فإن موقع "أرض الصومال"، وإمكانية انطلاق العمليات الإسرائيلية من أراضيها يمنحها أهمية كبيرة كعامل حاسم محتمل، وتحتاج إسرائيل لحلفاء في منطقة البحر الأحمر ربما للتحضير للحملة المقبلة ضد الحوثيين، وتُعد "أرض الصومال" مرشحًا لهذا التعاون، الذي قد يُوفر لها مساحة للتعاون قرب مسرح العمليات، كما يقول ليس.

ونقل المحللون الأمنيون والعسكريون الإسرائيليون أن "أرض الصومال" تمتلك القدرة على أن تكون قاعدة أمامية لإسرائيل، من خلال مجموعة متنوعة من المهام: 

  • المراقبة الاستخباراتية ضد الحوثيين، وجهودهم لتعزيز مواقعهم.
  • تقديم الدعم اللوجستي للأطراف اليمنية الأخرى في حربهم ضد الحوثيين. 
  • اعتبار "أرض الصومال" قاعدة للعمليات الاسرائيلية الهجومية المباشرة ضد الحوثيين. 
  • مراكز إنذار مبكرة لإحباط هجمات الحوثيين في البحر، أو عبر الطائرات المُسيّرة، وهو ما أكده يوسي ناختيغال، مراسل موقع كيكار العبري.

ويقول إيلي ليئون مراسل صحيفة معاريف، أن "إسرائيل تهدف من العلاقة مع "أرض الصومال" لمحاصرة الحوثيين، وهو ما يتشابه بصورة كبيرة مع تحالفها القوي مع أذربيجان، الذي عزّز بشكل كبير قدرتها الاستراتيجية والعملياتية على مواجهة إيران، وبذلك قد تكون أرض الصومال بمثابة حجر الأساس الإسرائيلي لمواجهة الحوثيين"، على حد وصفه.

وعلى هذه الخلفية، أنشأ الموساد محطة له في إثيوبيا التي شكلت نقطة انطلاق لإدخال العملاء للدول العربية، وأنشأت وحدة 8200 التابعة لجهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، محطة تنصت هناك، وستكون القوات الجوية الاسرائيلية قادرة على الاستفادة من قربها من اليمن، وسيكون لها طريق جوي إضافي لردع إيران، وستساعد هذه الخطوة على تحسين جمع المعلومات الاستخبارية عن الحوثيين، وعلاقاتهم بإيران، وفقا لما ذكره ياغيل هانكين، باحث مشارك بمعهد القدس للدراسات الاستراتيجية.

داون كلايمان مراسل صحيفة إسرائيل اليوم، ذكر أن "المحادثات الجارية بين إسرائيل وأرض الصومال لتسهيل التوصل لاتفاق يتم بموجبه إنشاء قاعدة عسكرية على أراضيها مقابل الاعتراف الرسمي بها، تقع في نقطة استراتيجية رئيسية بالنسبة لإسرائيل، جنوب اليمن مباشرة قرب مضيق باب المندب، وهو ما سيكون له عواقب جيوسياسية كبيرة، فمن ناحية، قد يؤدي ذلك لتعزيز أمن الملاحة من خلال تحسين القدرات الدفاعية، ومن ناحية أخرى، سيتم منح إسرائيل موطئ قدم في القرن الأفريقي".

تهجير الغزيين إلى "أرض الصومال" على رأس الأهداف الاسرائيلية

في الوقت نفسه، يزعم يارون أبراهام المراسل السياسي للقناة 12، أن حرص "أرض الصومال" على الاعتراف الرسمي الإسرائيلي، بلغ حدّاً جعلها لا ترفض علناً النقاش الذي دار قبل أشهر حول خطط تشجيع ترحيل وهجرة سكان قطاع غزة إلى أراضيها، رغم الاستياء الشعبي الكبير الذي أثارته هذه الفكرة بين سكانها. 

تعتبر الخطوة الإسرائيلية تجاه أرض الصومال واحدة من التحركات السياسية غير المألوفة التي اتخذتها في السنوات الأخيرة، ليس بسبب نطاق العلاقات مع هذه المنطقة الأفريقية الصغيرة، بل بسبب مكانتها على خريطة المصالح العالمية، وتربط ثلاثة محاور حساسة: القرن الأفريقي والبحر الأحمر، والعلاقة مع إدارة ترامب، والجدل المحتدم الواسع حول "اليوم التالي" في غزة، كما ذكرت آنا بارسكي المراسلة السياسية لصحيفة معاريف.

ووفقا لما أكده تومار ألماغور الكاتب في القناة 12، فقد تزامن الاعتراف الإسرائيلي بـ"أرض الصومال" مع تكرار الخطاب الأمريكي حول "اليوم التالي" في القطاع، بما فيها سيناريوهات استيعاب الفلسطينيين خارجه، وقد تم بحث خيارات في شرق أفريقيا، بما فيها أرض الصومال، لتوسيع نطاق المناورة خارج الشرق الأوسط التقليدي.

ويقول البروفيسور عوزي رابي، أحد كبار الباحثين في مركز ديان لدراسة الشرق الأوسط، في مقابلة مع صحيفة معاريف، أنه لا ينبغي الاستهانة بـ"حليف" إسرائيل الجديد في القرن الأفريقي، معتبرا ما حصل بأنها خطوة بموافقة أمريكية، مع العلم أن علاقاتهما تطورت عندما بحثت إسرائيل عن دول توافق على قبول سكان غزة الذين تريد تهجيرهم منها خلال الحرب، وهو مسعى يبدو أنه فشل بسبب ردود الفعل الدولية ضد الفكرة، لكن الاعتراف الجديد ربما يعيد البحث مجددا عن مكان إقامة محتمل لهم.

تطلع إسرائيلي للحدّ من التأثير التركي على الصومال والقرن الإفريقي

في الوقت نفسه، يقول هاي إيتان كوهين يانروجاك، خبير الشؤون التركية بمركز دايان بجامعة تل أبيب، في مقال نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم"، إن "الاعتراف الإسرائيلي بأرض الصومال، يصبّ مزيدا من التوتر مع تركيا التي سجلت مستويات قياسية جديدة خلال العامين الأخيرين بسبب الحرب على غزة، وفي ظل النفوذ التركي المتزايد في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وخاصة بعد سقوط نظام الأسد في سوريا، حيث بدأت إسرائيل أخيرًا باتخاذ خطوات هامة، بل وضرورية، لكبح هذا التوجه".

ومن خلال تعزيز التحالف الاستراتيجي الذي أثبت جدارته خلال حربها ضد إيران، عززت إسرائيل علاقاتها مع اليونان وقبرص، الخصمان التاريخيان لتركيا، وبعد أيام قليلة من القمة الثلاثية مع اليونانيين، اتخذ نتنياهو قرارًا هامًا آخر بكبح جماح التوغل التركي في القرن الأفريقي من خلال الاعتراف بأرض الصومال، في إطار استراتيجيتها الكبرى للتغلغل في القارة الأفريقية، حيث بدأت تركيا نفوذها الأفريقي في الصومال عام 2011، ولتعزيز موقعها، استثمرت أكثر من مليار دولار في البنية التحتية في البلاد، بحسب الكاتب الإسرائيلي.

أما ليئور بن آري الكاتب الإسرائيلي في القضايا الدولية بصحيفة يديعوت أحرنوت، يقول إنه حين فرّت الدول الغربية من الصومال بفعل الواقع الأمني، افتتحت تركيا سفارة لها في العاصمة مقديشو، وبنت مستشفيات ومدارس، وجددت الميناء والمطار، وفي عام 2017 أنشأت أكبر قاعدة عسكرية لها خارج حدودها، وهي قاعدة "توركسوم" (TURKSOM)، وتحت مظلّتها حمّلت تركيا الدبابات والطائرات المسيّرة والجنود لتدريب الجيش الصومالي في حربه ضد حركة "الشباب المجاهدين"، ولتبرير وجودها العسكري في البلد، وقّعت في فبراير 2024 اتفاقية تعاون دفاعي واقتصادي مع مقديشو، واتفاقية أخرى للتنقيب عن الغاز والنفط في المحيط الهندي.

ذكرت تقارير غربية عديدة أن تل أبيب تخطط لتأسيس قاعدة عسكرية في صوماليلاند بالتنسيق مع الإمارات – رويترز

وفي ديسمبر 2024، أعلنت تركيا أنها تُنشئ قاعدة لإطلاق صواريخ باليستية بعيدة المدى في الصومال، وبفضل إنشاء قاعدة إطلاق الصواريخ، ستكتسب قواتها المسلحة القدرة على إجراء تجارب صواريخ باليستية دون إثارة قلق جيران تركيا، ومع تعميق قبضتها العسكرية على الصومال، فإنها تُعنى بتعزيز مكانة مقديشو على الساحة الدولية، وفقا لما ذكره سليمان مسودة، المراسل السياسي لهيئة البث الإذاعي والتلفزيوني- كان، ولذلك كان مفهوما أن يعقب اعتراف إسرائيل بأرض الصومال مباشرةً إدانة شديدة من أنقرة، وإجراء مكالمة طارئة بين وزراء خارجية تركيا والصومال ومصر وجيبوتي، الواقعة أيضًا في منطقة باب المندب. 

صحيفة يديعوت أحرونوت ذكرت أن الاعتراف الاسرائيلي بأرض الصومال، سبقه توقيع الأخيرة مع أثيوبيا في يناير 2024 مذكرة تفاهم تنص على أنه مقابل منحها حق استخدام ميناء "بربرة في خليج عدن، قد تعترف بها، لكن تركيا عرقلت الخطوة، وبقي اعتراف إثيوبيا على المستوى الفعلي فقط، ولم يُترجم إلى اعتراف قانوني، لكن الاعتراف الإسرائيلي الحالي بها قد يمهد الطريق أمام أديس أبابا للاعتراف بها مجددًا، وسيعزز الشراكة بين تل أبيب وأديس أبابا بشكل أكبر.

هل تعترف أمريكا بـ"أرض الصومال" بتشجيع إسرائيلي؟

يقول غاي أليستر، مراسل موقع ويللا للشئون الدولية، إن الرئيس دونالد ترامب بأنه لا يفكر حالياً بالاعتراف بـ"أرض الصومال" بعد اعتراف "إسرائيل" بها، لكن الآونة الأخيرة شهدت قيام وفود أمريكية بزيارة الاقليم الانفصالي، بينها وفود من البنتاغون، وسط حديث عن سعي أمريكي لبناء قاعدة عسكرية محتملة للولايات المتحدة في المنطقة، فيما يُوجّه الكونغرس وزارة الخارجية لإعادة النظر في العلاقات معها، بهدف تحسينها، وتطويرها.

ويُطالب مشرّعون أمريكيون بفصل الصومال عن "أرض الصومال" في سياق تحذيرات السفر إليها، وأعرب كبار الجمهوريين، مثل السيناتور تيد كروز، مرارًا عن دعمهم للاعتراف باستقلال الاقليم الانفصالي.

ورغم علاقاتها الودية مع واشنطن، وموقع "أرض الصومال" الاستراتيجي، فلا تزال الولايات المتحدة مترددة بشأن مسألة الاعتراف الرسمي بها، بحسب غاي عزريئيل، مراسل قناة i24news العبرية، للأسباب التالية:

  1. السياسة الأمريكية تجاه القضية الصومالية ثابتة في العقود الأخيرة، وهي الاعتراف بفكرة "صومال واحد"، وقد سعت الولايات المتحدة لتعزيز حكومة مقديشو، في ضوء حربها الشاقة ضد حركة الشباب المجاهدين على مدى العقدين الماضيين، وتعتبرها الولايات المتحدة حليفًا، وإن كان ضعيفًا ومتعثرًا، بل إن الولايات المتحدة تُقدم لها مساعدات عسكرية بين حين وآخر في هجماتها ضد المنظمات المسلحة.
  2. الخشية الأمريكية من أن يؤدي الاعتراف بـ"أرض الصومال" على أنه خيانة لمقديشو، مما قد يُؤدي لموجة من الاضطرابات في هذا البلد الهش.
  3. الموقف الدولي المتمثل بعدم الاعتراف بتغييرات الحدود من جانب واحد، أو الدول المنفصلة، ​​لأن هذا سيُؤدي لتقويض الحدود القائمة في بقية أنحاء العالم، خاصة في الشرق الأوسط وأفريقيا.
  1. ويقول مراسل صحيفة هآرتس، جونثان ليس أن واشنطن تنظر بكثير من الأهمية لمواقف معظم الدول العربية، بما فيها السعودية وقطر ومصر، وتركيا، الرافضة لفكرة الانفصال، ففيما تؤيد جامعة الدول العربية، باستثناء الإمارات العربية المتحدة، علنًا وعملًا، الحفاظ على وحدة الصومال، وتعارض بشدة الاعتراف بأرض الصومال.
  2. كما تعتبر تركيا، مقديشو حليفًا رئيسيًا لها في منطقة البحر الأحمر، وتقترب من كونها محمية لها، وقد يعيق الاعتراف الإسرائيلي بأرض الصومال جهود اتفاقيات التطبيع لتشمل دولًا عربية وإسلامية أخرى. 

لكن عيدان كيفلر، الكاتب في موقع ويللا، أكد أن الولايات المتحدة، كإسرائيل، لها مصلحة كبيرة في "أرض الصومال"، بفضل ساحلها الطويل، وموقعها الاستراتيجي في القرن الأفريقي، ويشمل ذلك الحاجة لميناء بربرة، الواقع على بعد 250 كيلومترًا جنوب اليمن، ويُعدّ مهمًا للتجارة في المنطقة، كما تقع قرب مضيق باب المندب، الممر الملاحي الهام للاقتصاد العالمي، ويُقدّر أن 12% من التجارة العالمية تمر عبره، كما أن قاعدة كامب ليمونير الأمريكية في جيبوتي تعدُّ موقعًا استراتيجيًا، وتخشى الولايات المتحدة من تنامي النفوذ الصيني في المنطقة نتيجةً لتوطيد علاقاتها مع أفريقيا.

باروخ شابيرا، الكاتب في وكالة الأنباء اليهودية، ذكر أن "أرض الصومال" تسعى لترسيخ مكانتها كقوة معادية للصين المستعدة لبذل كل ما بوسعها لتحقيق المصالح الأمريكية في المنطقة الاستراتيجية للبحر الأحمر والمحيط الهندي، وفي تعاملها مع الأمريكيين، تؤكد على عدائها للأيديولوجيات الإسلامية، وفي محادثاتها مع المسؤولين الأمريكيين تُبدي استعدادها التام للانضمام إلى "اتفاقيات إبراهيم".

تحميل المزيد