اغتيال العقل العسكري لحزب الله.. هل يفتح استهداف طبطبائي باب مواجهة جديدة بين “إسرائيل” ولبنان؟

عربي بوست
تم النشر: 2025/11/24 الساعة 14:10 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2025/11/24 الساعة 14:10 بتوقيت غرينتش
القائد العسكري في حزب الله علي طبطبائي - تعبيرية (عربي بوست)

مساء الأحد 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2025، كسر المشهد الأمني في لبنان هدوءه الهشّ. طائرة مسيّرة إسرائيلية نفّذت ضربة دقيقة داخل حارة حريك في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت، مستهدفة هيثم علي الطبطبائي، المعروف بـ" أبو علي"، أحد أبرز العقول العسكرية داخل حزب الله٬ الرجل الثاني في حزب الله والذي لم يكن الأمريكيون والإسرائيليون يمتلكون صورة واضحة له لسنوات طويلة بل رسم تقريبي نشرته وزارة الخارجية الأمريكية.

وتعد هذه الحادثة واحدة من أكثر الضربات حساسية منذ اتفاق وقف إطلاق النار بين تل أبيب وبيروت، حيث قدمت دولة الاحتلال غارة اغتيال الطبطبائي بوصفها "محاولة جديدة لإسقاط أحد أهم أعمدة الجهاز العسكري" لحزب الله الذي يحاولون تعظيم قوة الحزب وترميمها.

من هو هيثم طبطبائي؟ 

تقول وسائل الإعلام العبرية إن هذه هي المحاولة الثالثة لاغتيال الطبطبائي، إذ ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن "إسرائيل حاولت تصفية الطبطبائي مرتين خلال الحرب، وهذه هي المرة الثالثة". وقال مكتب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو إن "الجيش الإسرائيلي نفذ هجوماً في قلب بيروت استهدف رئيس أركان حزب الله، الذي كان يقود جهود تعاظم القوة والتسلح داخل التنظيم".

وبحسب ما تذكر المصادر الأمريكية والإسرائيلية وما هو متاح من معلومات قليلة عن الرجل٬ فقد وُلد طبطبائي عام 1968، ونشأ في بيئة دينية من أب إيراني، وأم لبنانية من جنوب لبنان، قبل أن ينخرط في "حزب الله" منذ سنواتها الأولى. وتدرّج الطبطبائي داخل الوحدات الهجومية المرتبطة بالعمل الخاص، ثم برز دوره في تشكيل النواة الأولى للقوة التي عرفت لاحقاً باسم "قوة الرضوان"، الذراع الأكثر نخبوية داخل حزب الله والمسؤولة عن العمليات خلف خطوط المواجهة.

وفي سياق ملاحقة الطبطبائي، أعلن برنامج "مكافآت من أجل العدالة" التابع لوزارة الخارجية الأمريكية في عام 2016 عن مكافأة تصل إلى 5 ملايين دولار مقابل أي معلومات يمكن أن تقود إلى العثور عليه أو توقيفه. حيث صنّفته الخارجية الأمريكية على لائحة "الإرهابيين العالميين المخصصين".

وبحسب البيانات الأمريكية، يتمتع الطبطبائي بخبرة عملياتية واسعة في "قوات الرضوان" ودوائر التخطيط، وبشبكة تنسيق وثيقة مع الحرس الثوري الإيراني، إضافة إلى خبرة عابرة لميادين سوريا واليمن. وتضعه التقديرات الأمريكية في موقع محتمل لإعادة بناء المنظومة الهجومية للحزب بعد عام 2024.

وتُشير وزارة الخارجية الأمريكية إلى ضلوعه في نقل خبرات الحزب إلى الحوثيين من تدريب وتسليح ودعم لوجستي، في إطار استراتيجية إيرانية لتوسيع شبكات الوكلاء في الإقليم.

ما الأدوار التي لعبها طبطبائي داخل وخارج لبنان؟

وفق مصادر "عربي بوست"٬ تحوّل حضور الطبطبائي إلى عنصر محوري مع دخول الحزب الحرب السورية. أشرف على وحدات قتالية في القصير والقلمون، وشارك في إدارة عمليات على محاور حلب وطريق خناصر–حلب، قبل أن يتولى محاولة تثبيت نفوذ للحزب في جنوب سوريا عبر تشكيل خلايا في محافظة القنيطرة. اصطدمت محاولته بضغط روسي مباشر بعد دخول موسكو على خط الحرب وتفاهماتها مع تل أبيب، قبل أن يتعرض لمحاولة اغتيال إسرائيلية عام 2015 نجا منها، فيما قُتل العميد الإيراني محمد علي الله دادي وجهاد مغنية (ابن القيادي عماد مغنية) وعدد من عناصر الحزب.

عام 2017، ووفق مصادر أمنية سورية لـ"عربي بوست"، فقد أدت خلافات حادة مع القيادي في حزب الله فؤاد شكر وإبراهيم عقيل (اغتالتهما إسرائيل في حرب 2024) حول إدارة الجبهات السورية إلى إبعاده من الملف السوري وابتعاثه إلى اليمن، حيث أشرف على تدريب مجموعات من جماعة أنصار الله "الحوثيين" على القتال وتشغيل الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى. 

ومع سقوط نظام بشار الأسد لاحقاً، تولى ملف تهريب السلاح من سوريا عبر شبكات جديدة، لكن الجزء الأكبر من هذه المسارات أُحبط بفعل المتابعة الأمنية السورية، وفق اعترافات عناصر من الحزب في التحقيقات مع أجهزة الأمن السورية.

وبعد اغتيال فؤاد شكر، صعد طبطبائي إلى الموقع التنفيذي الأول في العمل العسكري داخل الحزب، وقاد حملة تطهير داخلية بحق عناصر مشتبه بتسريب معلومات أو إحداث خروقات، بالتشارك مع القياديين في حزب الله محمد حيدر وطلال حمية، وذلك في إدارة المجلس الجهادي للحزب.

اغتيال طبطبائي في الضاحية الجنوبية لبيروت – رويترز

اغتيال طبطبائي.. لماذا الآن؟

جاء الاغتيال في لحظة دقيقة سياسياً وأمنياً بالنسبة للبنان٬ حيث أعلن نتنياهو قبل أيام صراحة أن إسرائيل لن تسمح لحزب الله بإعادة بناء ترسانته العسكرية مع اقتراب مرور عام على وقف النار. وفي توقيت يتقدم فيه لبنان بمقترح تفاوضي عبر لجنة وقف إطلاق النار، من خلال مبادرة أعلن عنها رئيس الجمهورية في مناسبة الذكرى 82 لاستقلال لبنان.

وتستعد القاهرة لطرح مبادرة مكتملة خلال زيارة وزير خارجيتها إلى بيروت، جاءت الضربة بمثابة قطع للطريق أمام أي مسار تفاوضي يمكن أن يمنح الحزب وقتًا لترميم قدراته.

بالمقابل يؤكد مصدر حكومي لبناني رفيع لـ"عربي بوست"، أن الحكومة ترى أن العملية تمت بغطاء أميركي وتنسيق استخباراتي مشترك بين واشنطن وتل أبيب، في إطار ضغط مزدوج على الحكومة اللبنانية لتنفيذ قرارات مجلس الوزراء المتعلقة بسحب سلاح حزب الله شمال الليطاني. كما اعتُبر الاغتيال رداً مباشراً على طرح رئيس الجمهورية جوزيف عون، الذي دعا إلى مسار يعيد ضبط دور السلاح ضمن الدولة اللبنانية، بالتزامن مع مفاوضات مباشرة مع إسرائيل.

بالنسبة لإسرائيل، يمثل طبطبائي أحد الرجال القادرين على إعادة بناء القوة الصاروخية والبنية اللوجستية للحزب، خصوصاً وأنه وفق المصدر، كان يمسك بثلاثة ملفات حساسة، وهي قيادة العمل العسكري، وتنشيط خط الإمداد عبر سوريا، والبنية الأمنية الداخلية. وضربه في هذا التوقيت يعني ضرب القدرة على التعويض، وليس فقط تصفية شخص.

سيناريوهات ما بعد الاغتيال.. هل تنفجر الحرب مجدداً؟

مصادر قريبة من حزب الله أشارت لـ"عربي بوست" إلى أن النقاش هذه المرة كان محسوماً منذ اللحظة الأولى، لا رد عسكري على إسرائيل. وأن الحزب يدرك أن أي صاروخ أو عملية انتقامية ستضعه أمام المجتمع الدولي كجهة خرقت اتفاق وقف النار، وتمنح إسرائيل ذريعة لشن حرب واسعة قد تمتد أياماً أو أسابيع، في ظرف إقليمي لا يمنحه أي هامش دعم من سوريا أو إيران، وسط ضغوط عربية وداخلية متصاعدة.

ووفق المصدر فإن الصمت ليس خياراً بلا ثمن، وامتناع الحزب عن الرد يضرب معادلة الردع التي بنى عليها خطابه طوال عقدين، ويطرح سؤالًا داخل بيئته حول جدوى استمرار السلاح إذا كان عاجزاً عن منع اختراقات داخل عمقه الجغرافي. 

في المقابل، يحاول الحزب الاستثمار في فكرة "التحصّن خلف الدولة"، عبر دعم دور الجيش ورئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس النواب، في قيادة المسار التفاوضي، وترك باب الحوار مفتوحاً حول وقف الضربات وترسيم الحدود من دون التطرق إلى ملف السلاح، الذي يصر على اعتباره شأناً داخلياً.

ووفق المصدر، فإن رئاسة الجمهورية وبعد حادثة الاغتيال تواصلت مع حزب الله عبر مستشار رئاسي لفهم موقف الحزب من العملية والرد عليها، فأكد الحزب أنه لا ينوي القيام بأية ردود فعل تستجلب حرباً يكون الضحية الأولى فيها بيئته الشعبية وعموم المناطق اللبنانية، وأنه يعول على مبادرات الرئاسة أولاً، ومبادرات دول عربية ثانياً لوقف الخروقات والاغتيالات الإسرائيلية.

وبحسب المعلومات فإن القيادة الإيرانية أبلغت لبنان الرسمي، عبر الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي علي لاريجاني، أن التفاوض الجدي مع إسرائيل لم يبدأ بعد، وأن الاستعجال في تقديم تنازلات قد يعزز شهية إسرائيل للمزيد من الشروط. كما تبدي طهران مخاوف من احتمالات تصعيد واسع يشمل لبنان وغزة من جديد، بما قد يفضي في النهاية إلى استهدافها بشكل مباشر.

أما في إسرائيل٬ فإن "السؤال الرئيس الذي يشغل صناع السياسات الآن هو كيف سيرد حزب الله؟"٬ وفقاً للخبير بشؤون الشرق الأوسط في جامعة حيفا أماتزيا بارام، في حديث لصحيفة "معاريف". وأضاف بارام: "السؤال هو إذا ما كان نعيم قاسم سيتمكن من الاستمرار في سياسة ضبط النفس، فالقادة الشباب يريدون الرد علينا بالنار. لذلك، من المستحيل معرفة كيف سيردون".

ورأى بارام أن "حزب الله لديه ثلاثة خيارات: عدم الرد ومواصلة إعادة بناء نفسه عسكريا، أو مهاجمة المواقع العسكرية الإسرائيلية (بجنوب لبنان)، أو مهاجمة البلدات الإسرائيلية الحدودية". واعتبر أن "الأقل احتمالا هو هجوم واسع النطاق على مدن نهاريا وعكا وحيفا، ومهاجمة أهداف خارج إسرائيل ممكنة أيضا، لكنها ستستغرق وقتا".

كيف علق الإعلام العبري على اغتيال الطبطبائي؟

من جهتها٬ تترقب إسرائيل رد حزب الله المحتمل على اغتيالها "قائد أركانه" الطبطبائي، وتستعد في الوقت نفسه لشن مزيد من الهجمات على لبنان. حيث جاءت عملية الاغتيال في وقت كان يتحدث فيه مسؤولون إسرائيليون منذ أسابيع عن حرب طويلة محتملة أو قتال لأيام.

ومنذ وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، لم تتوقف هجمات إسرائيل اليومية على جنوب لبنان، وأحيانا على البقاع والضاحية الجنوبية. لكن هذه الهجمات مرت دون رد من "حزب الله"، إلا أن اغتيال قيادي بوزن الطبطبائي استدعى استعدادات إسرائيلية تحسبا لرد. وقال نائب رئيس المجلس السياسي بـ"حزب الله" محمود قماطي، الأحد، إن الطبطبائي "شخصية جهادية أساسية"، وقيادة الحزب ستدرس كيفية الرد.

ويقول المراسل العسكري بإذاعة الجيش الإسرائيلي دورون كادوش الاثنين إنه "بعد تقييم الوضع في الجيش، يقدر الخبراء أن هناك خيارات عدة أمام حزب الله للرد". وأوضح أن هذه الخيارات هي: "أولا، إطلاق وابل من الصواريخ على الجبهة الداخلية (إسرائيل)، ولذلك تم رفع مستوى تأهب منظومة الدفاع الجوي في الشمال. ثانيا، محاولة تسلل إلى داخل الأراضي الإسرائيلية أو إلى مواقع الجيش الإسرائيلي في لبنان. وثالثا، تحريض الحوثيين (في اليمن) لشن هجوم على إسرائيل، خاصة أن الطبطبائي كان مقربا جدا منهم، ويعتقد الجيش الإسرائيلي أن الحوثيين سيحاولون الرد"، بحسب كادوش. ورابعاً، ربما يختار حزب الله عدم الرد".

وأردف كادوش أنه "في الوقت نفسه يواصل الجيش الإسرائيلي الاستعداد لـ"جولة إضعاف حزب الله"، وسيواصل هجماته في لبنان لمنع الحزب من استعادة قوته". حيث تدعي تل أبيب أن "حزب الله" واصل في الأشهر الماضية تعزيز صفوفه وإعادة بناء قوته، رغم هجمات إسرائيل اليومية.

من جهته٬ قال المحلل العسكري بصحيفة "يديعوت أحرونوت" يوآف زيتون: "يقول كبار الضباط إن الهجوم الإسرائيلي شبه اليومي لم يوقف التعزيز العسكري لحزب الله، خاصة بالقرى البعيدة عن الحدود. كما لم توقفه التوغلات البرية التي نفذتها قوات فرقة الجليل، وبلغ عددها نحو 1200 توغل خلال العام الماضي". وأوضح زيتون أن "التوغلات نُفذت في 21 قرية، معظمها شيعية، على خط المواجهة في جنوبي لبنان". حيث "نفذت قوات الجيش في هذه التوغلات دوريات علنية وسرية وكمائن ودمرت مباني وبنى تحتية معادية لم تُكتشف" خلال الحرب الأخيرة، بحسب زيتون.

ويقول المحلل العسكري ليديعوت إن "وتيرة العمليات كانت غير مسبوقة على طول الحدود، وراوحت بين ثلاث إلى خمس غارات يوميا، وامتدت من ثلاثة إلى خمسة كيلومترات داخل لبنان. حيث "تمكن الجيش من تنفيذ هذه المهام البرية قرب الحدود دون أي احتكاك يُذكر، وهي عمليات تُشبه في نطاقها العمليات الليلية في الضفة الغربية".

واعتبر زيتون أن الجيش الإسرائيلي أبقى هذه الأرقام سرية طوال العام الماضي، لتجنب استفزاز "حزب الله"، رغم أنه "على دراية كاملة بكل عملية". وأضاف أن الجيش الإسرائيلي قد يواجه معضلة في حال قرر تنفيذ عملية استباقية في لبنان.

وأرجع ذلك إلى أن "حزب الله" قد يرد بإطلاق صواريخ على حيفا وتل أبيب، وطائرات مسيرة متفجرة على الجليل وأخرى تستهدف مواقع استراتيجية في الشمال. وأشار زيتون إلى أن "حزب الله لا يزال يمتلك ما يكفي من هذه الأنظمة، حتى بعد فقدانه العديد من كبار قادته".

تحذيرات لحزب الله من توسيع موجة الاغتيالات

بحسب مصدر حكومي لبناني، فإنه قبل أيام من الضربة التي اغتيل فيها طبطبائي، تلقى حزب الله تحذيرات من جهات وصفها بـ"الموثوقة"، تفيد بأن إسرائيل تستعد لتوسيع بنك الأهداف ليشمل قيادات سياسية ومدنية مرتبطة بالحزب، وقد تشمل نواب في كتلة الحزب يشغلون مناصب في صناعة القرار الاستراتيجي في حزب الله، وأن الضاحية الجنوبية لبيروت، إضافة لمناطق في العمق اللبناني قد تكون مقبلة على سلسلة ضربات متتالية. 

يشير المصدر أن الربط بين هذه التحذيرات وبين زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إلى بيروت، ثم زيارة وزير الدولة القطري محمد بن عبد العزيز الخليفي لاحقاً، أثار قناعة داخل الحزب بأن إسرائيل تسعى إلى "اغتيال المبادرات" قبل أن تدخل حيّز التنفيذ، على غرار ما حدث قبيل حرب خريف 2024، والتي انتهت باغتيال كل الصف القيادي للحزب.

ووفق المصدر فإن تقديرات أمنية لبنانية، بناء على تقاطع معلومات مع جهات إقليمية، تشير إلى أن إسرائيل تستعد لـ"جولة تصعيد قصيرة" قد لا تتجاوز أسبوع، تعتمد على ضربات مركزة بالطائرات المسيرة والطيران الحربي، بهدف فرض وقائع تفاوضية جديدة ودفع الدولة اللبنانية إلى خطوات ملموسة باتجاه سحب سلاح الحزب في مناطق شمال الليطاني.

من هنا فاغتيال هيثم طبطبائي ليس فصلًا أخيراً في حياة قيادي عسكري، بل قد يكون بداية فصل جديد في المواجهة الإسرائيلية – اللبنانية. حيث استهدفت الضربة حلقة تمسك بمفاتيح إعادة بناء القوة العسكرية لحزب الله، وجاءت في لحظة سياسية حساسة تتقاطع فيها مسارات لبنانية وإقليمية. وبين الرد وابتلاع الضربات، يجد حزب الله نفسه أمام معادلة صعبة، كيف يحافظ على وجوده ودوره في بيئة فقد فيها الغطاء الإقليمي والدعم الداخلي، فيما العدو يطرق باب الضاحية من دون خطوط حمراء؟

تحميل المزيد