8 أسئلة تشرح تفاصيل الانتخابات البرلمانية في العراق وحظوظ المرشحين

عربي بوست
تم النشر: 2025/11/08 الساعة 12:48 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2025/11/08 الساعة 12:51 بتوقيت غرينتش
الانتخابات البرلمانية في العراق/عربي بوست

يترقّب الناخبون التصويت في الانتخابات البرلمانية في العراق المقرّر عقدها الثلاثاء 11 نوفمبر/تشرين الثاني، بمشاركة العديد من القوى السياسية، وسط دعوات رسمية بالمشاركة في التصويت.

ودخل العراق، السبت 8 نوفمبر/تشرين الثاني، مرحلة الصمت الانتخابي قبل يوم من انطلاق التصويت الخاص، وهو يوم تصويت مخصّص لفئات لا تتمكّن من المشاركة في الموعد العام بسبب طبيعة عملها أو ظروفها، مثل أفراد القوات المسلحة أو المرضى أو النزلاء.

وبدأت دورة مجلس النواب الحالية في 9 يناير/كانون الثاني 2022، لمدة 4 سنوات تنتهي في 8 يناير/كانون الثاني 2026.

ووفق القانون العراقي، يجب إجراء الانتخابات التشريعية قبل 45 يوماً من انتهاء الدورة البرلمانية.

وتملك الأحزاب والتيارات الشيعية الغالبية في البرلمان الحالي، فيما تتقاسم السلطات الثلاث مكوّنات مختلفة، إذ تعود رئاسة الجمهورية تقليدياً إلى الأكراد، ورئاسة الوزراء إلى الشيعة، بينما يتولى السنّة رئاسة البرلمان.

1- كم عدد المرشحين وعدد المصوّتين؟

يتنافس في الانتخابات البرلمانية العراقية 7 آلاف و768 مرشحاً، بينهم 5 آلاف و520 رجلاً، وألفان و248 امرأة. وتقل أعمار ما يقرب من 40% من المرشحين المسجّلين عن 40 عاماً، ما يُسلّط الضوء على محاولات الجيل الجديد لتحدّي الهيمنة السياسية لشبكات السلطة القديمة، وفق تقرير لوكالة رويترز.

وبموجب القانون، يجب أن تُخصّص 25% من مقاعد البرلمان، البالغ عددها 329 مقعداً، للنساء، وتُخصّص تسعة مقاعد للأقليات الدينية.

ويحق لنحو 21 مليون ناخب الإدلاء بأصواتهم لاختيار 329 عضواً في مجلس النواب، الذي يتولى انتخاب رئيس الجمهورية ومنح الثقة للحكومة.

السوداني
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني/الأناضول

2- ما هي أبرز القوى التي ستخوض الانتخابات؟

تتمثل أبرز القوى السياسية المشاركة في الانتخابات فيما يلي:

ائتلاف الإعمار والتنمية: 

  • يضم عدّة أحزاب شيعية بقيادة السوداني، ويركّز في حملته الانتخابية على تحسين الخدمات، ومحاربة الفساد، وتوطيد سلطة الدولة.
  • وثمة توقعات بأن يحصل ائتلاف السوداني على حوالي 60 مقعداً برلمانياً، رهناً بمدى إقناعه للناخبين بكفاءة حكومته في تقديم الخدمات العامة خلال فترة ولايته، بحسب تقرير للمجلس الأطلسي.

ائتلاف دولة القانون: 

  • يقوده رئيس الوزراء الأسبق، نوري المالكي، ولا يزال يتمتّع بنفوذ ويتنافس مع ائتلاف السوداني على الهيمنة داخل الأوساط الشيعية.
  • ويقول منتقدو المالكي إن سياساته الطائفية ساهمت في صعود تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) عام 2014.

حزب تقدم: 

  • من القوى السياسية السنّية الرئيسية، بقيادة رئيس البرلمان السابق، محمد الحلبوسي. وتتركز شعبيته في غرب وشمال العراق، حيث الغالبية السنّية.
  • ويدعو الحزب إلى إعادة بناء مؤسسات الدولة، وتمكين المجتمعات السنّية بعد صراع وتهميش دام لسنوات.

الحزب الديمقراطي الكردستاني: 

  • يهيمن عليه الزعيم المخضرم، مسعود بارزاني، ويقود الحكومة شبه المستقلة في إقليم كردستان العراق.
  • يسعى الحزب إلى الحصول على حصة أكبر من عوائد النفط التي تدعم الميزانية العامة.

الاتحاد الوطني الكردستاني: 

  • بقيادة بافل طالباني، وينافس الحزب الديمقراطي الكردستاني.
  • ويدعو إلى توثيق العلاقات مع بغداد، وكثيراً ما تحالف مع الفصائل الشيعية، ويهدف إلى الدفاع عن معاقله التقليدية.

فصائل مرتبطة بإيران: 

  • تخوض الانتخابات على قوائم منفصلة، ولديها جماعات مسلّحة خاصة بها، ومن أبرزها: كتائب حزب الله بكتلتها "حركة حقوق" وكتلة "صادقون" بقيادة قيس الخزعلي، زعيم ميليشيا عصائب أهل الحق

فيما يقاطع تيار رجل الدين الشيعي، مقتدى الصدر، الانتخابات بسبب الفساد بصورة رئيسية، تاركاً المجال مفتوحاً أمام الآخرين.

وتعد مدينة الصدر، معقل الصدريين على مشارف بغداد، موطناً لنحو 40% من سكان بغداد، ولا يزال تيار الصدر يسيطر على أجزاء كبيرة من الدولة من خلال التعيينات الرئيسية في المناصب الحكومية.

3- ماذا عن المستقلين؟

من غير المرجّح أن يُؤدّي "المستقلون" في العراق أداءً جيداً مقارنة بما فعلوه في عام 2021، وفق تقرير المجلس الأطلسي.

ورجّح التقرير أن يكون مستوى المقاطعة بين الناخبين المحتملين الذين يدعمون المستقلين أعلى في هذه الدورة الانتخابية. ومع ذلك، فمن المرجّح أيضاً أن يظلّ هناك تمثيل واضح، وإن كان صغيراً، للمستقلين في مجلس النواب في هذه الانتخابات.

اتفاق أمريكي عراقي بشأن انسحاب قوات التحالف
قوات تابعة للجيش الأمريكي في العراق/ رويترز

4- ما هو المزاج السائد بين العراقيين؟

يشعر عدد كبير من الناخبين بخيبة أمل من التجربة الديمقراطية العراقية التي مضى عليها 20 عاماً، قائلين إنها لم تجلب سوى الفساد والبطالة وسوء الخدمات العامة، بينما يتقاسم السياسيون والأحزاب والجماعات المسلحة غنائم الثروة النفطية الهائلة وتوزّع الوظائف على الموالين، بحسب رويترز.

وبدأ العراق إجراء أول انتخابات برلمانية في عام 2005، بعد الغزو الأمريكي عام 2003، الذي أطاح بالرئيس صدام حسين.

وشابت التجارب الانتخابية الأولى أعمال عنف طائفية، وقاطعها المسلمون السنّة بعد أن سمحت الإطاحة بصدام بالهيمنة السياسية للأغلبية الشيعية التي كان قد قمعها خلال فترة حكمه الطويلة.

وانحسرت الطائفية إلى حدّ كبير، لا سيّما بين العراقيين الأصغر سناً، لكنها لا تزال متجذّرة في النظام السياسي، الذي يقسّم المناصب الحكومية بين الشيعة، والسنّة، والأكراد، والمسيحيين، ومجموعات عرقية ودينية أخرى.

5- كيف سيؤثّر التصويت على العراق؟

ستكون نسبة الإقبال مقياساً رئيسياً لثقة العراقيين في نظامهم السياسي، وسط إحباط شعبي من الفساد المستشري وسوء الخدمات.

ومن شأن انخفاض نسبة المشاركة أن يُشير إلى استمرار خيبة الأمل، في حين أن الإقبال القوي قد يمنح المرشّحين الإصلاحيين والمرشّحين الأصغر سناً نفوذاً محدوداً في البرلمان.

ومن غير المتوقّع أن تُغيّر الانتخابات المشهد السياسي العراقي بشكل جذري؛ فغالباً ما تطول المفاوضات لاختيار رئيس للوزراء، وتنتهي بتسوية بين الأحزاب الأكثر ثراء وتسليحاً ونفوذاً.

لكن الحكومة العراقية المقبلة ستواجه ضغوطاً شديدة لتحقيق تحسينات ملموسة في الحياة اليومية، ومنع تحوّل السخط الشعبي على الفساد إلى اضطرابات.

6- كيف سيؤثّر ذلك على المنطقة؟

سيتعيّن على رئيس الوزراء العراقي المقبل أن يتعامل مع التوازن الدقيق بين النفوذ الأمريكي والإيراني، وإدارة عشرات الجماعات المسلحة التي ترتبط بعلاقات أوثق مع طهران، وتكون مسؤولة أمام قادتها أكثر من مسؤوليتها أمام الدولة، كلّ ذلك في وقتٍ تواجه فيه البلاد ضغوطاً متزايدة من واشنطن لتفكيك تلك الجماعات، بحسب تقرير لوكالة أسوشيتد برس الأمريكية.

وتجنّب العراق حتى الآن أسوأ الاضطرابات الإقليمية الناجمة عن حرب غزة، لكنه سيواجه غضب الولايات المتحدة وإسرائيل إذا فشل في احتواء المسلّحين المتحالفين مع إيران.

7- ما هي أبرز المخاوف؟

هناك مزاعم واسعة النطاق بالفساد وشراء الأصوات قبل الانتخابات، وتم استبعاد 848 مرشّحاً من قبل مسؤولي الانتخابات، وأحياناً لأسباب غامضة مثل "إهانة الطقوس الدينية" أو "أفراد القوات المسلحة".

ووفقاً لأسوشيتد برس، كثيراً ما شابت الانتخابات السابقة في العراق أعمال عنف سياسي، بما في ذلك اغتيال المرشّحين، والهجمات على مراكز الاقتراع، والاشتباكات بين أنصار الكتل المختلفة.

ورغم تراجع مستويات العنف بشكل عام، فقد اُغتيل مرشّح أيضاً في الفترة التي سبقت الانتخابات هذا العام.

ففي 15 أكتوبر/تشرين الأول، قُتل عضو مجلس محافظة بغداد، صفاء المشهداني، المرشّح السني عن قضاء الطارمية شمال العاصمة، بانفجار سيارة مفخخة.

وأُلقي القبض على خمسة مشتبه بهم على خلفية جريمة القتل، التي تُحاكَم كعمل إرهابي.

8- ما التالي؟

من المتوقّع أن تظهر النتائج الأولية في غضون أيام من التصويت، لكن المحادثات لتشكيل الحكومة قد تستغرق شهوراً.

وبعد التصديق على النتائج من قبل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات والمحكمة الاتحادية العليا، سيجتمع البرلمان الجديد، المكوّن من 329 عضواً، لانتخاب رئيس له ونوّابه، ثم رئيس الدولة، الذي يكلّف الكتلة الأكبر بتشكيل الحكومة.

وسيكون أمام المرشّح 30 يوماً للحصول على الموافقة على تشكيل الحكومة، وهو إنجاز غير مضمون في العراق.

تحميل المزيد