- كيف شاركت بريطانيا في دعم الاحتلال الإسرائيلي في إبادة غزة؟
- 1- حملة لجمع التبرعات لدعم الجنود الإسرائيليين الذين قاتلوا في غزة
- 2- استبعاد عشرات الاقتراحات المتعلقة بفلسطين من العرض في مؤتمر الحزب الحاكم
- 3- حظر منظمة بريطانية داعمة لفلسطين
- 4- تزويد جيش الاحتلال الإسرائيلي بالمعدات
- 5- تدريب جنوداً إسرائيليين قاتلوا في غزة
- 6- رفض إصدار مذكرة اعتقال بحق الرئيس الإسرائيلي
بينما أعلنت بريطانيا أخيراً اعترافها الرسمي بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وصف مراقبون الاعتراف بأنه غير كافٍ، مطالبين حكومة رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، باتخاذ خطوات أخرى أكثر فعالية لوقف الإبادة الجماعية في غزة، التي يمارسها جيش الاحتلال في القطاع الفلسطيني منذ ما يقرب من عامين.
وتأتي هذه المطالبات في الوقت الذي لطالما أظهرت فيه تقارير عدة كيف دعمت بريطانيا، بشكل علني وغير علني، إسرائيل، وخاصة على الصعيد العسكري والقانوني.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2025، برزت انتقادات عدة لبريطانيا لعدم اتخاذها مواقف حاسمة تجاه الحرب الإسرائيلية على غزة، بل ومشاركتها في دعم الاحتلال عبر تسيير رحلات جوية للمراقبة فوق غزة بزعم جمع البيانات المتعلقة بالرهائن المحتجزين لدى حركة حماس.

ورأى مراقبون أنه حتى الاعتراف البريطاني بدولة فلسطين، والذي أُعلن عنه ستارمر، قبل عدة أيام، لم يخدم سوى "المتعاونين مع إسرائيل من السلطة الفلسطينية"، وهو ما عبر عنه الكاتب الأردني، جوزيف مسعد، أستاذ السياسة العربية الحديثة وتاريخ الفكر في جامعة كولومبيا الأمريكية، في مقال نشره موقع ميدل إيست آي البريطاني، جاء تحت عنوان: "لماذا يُعد الاعتراف بفلسطين مكافأةً للمتعاونين مع إسرائيل من السلطة الفلسطينية، وليس للشعب الفلسطيني؟".
وفي ذات السياق، قال كريس دويل، مدير مجلس التفاهم العربي البريطاني، في مقال نشره أيضاً موقع ميدل إيست آي: "كان من الممكن أن يكون للاعتراف تأثير لو كان مصحوباً بعقوبات فعالة ومؤثرة على إسرائيل. بدايةً، قد تتخذ هذه الدول إجراءات إضافية لتنفيذ مذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنياهو. لكن هذه الدول تخشى اتخاذ مثل هذه الخطوات، وتترقب بلا شك رد فعل البيت الأبيض".
كيف شاركت بريطانيا في دعم الاحتلال الإسرائيلي في إبادة غزة؟
1- حملة لجمع التبرعات لدعم الجنود الإسرائيليين الذين قاتلوا في غزة
استضاف متحف القوات الجوية الملكية في لندن الأسبوع الماضي فعالية لدعم تعليم الجنود الإسرائيليين الذين قاتلوا في غزة، وفق تقرير لموقع ديكلاسيفايد البريطاني.
وأُقيم الحدث تحت عنوان: "مستقبل القوات الجوية الإسرائيلية"، وشارك فيه الطيار الإسرائيلي العقيد يوآف شاني، الذي شارك "وجهات نظر من الخطوط الأمامية العملياتية".
وقال شاني، الملحق العسكري في السفارة الإسرائيلية في لندن: "لدينا الكثير من التعاون فيما يتعلق بالاستخبارات، وفيما يتعلق بالقضايا الاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط".
وقد أُقيمت الفعالية في 17 سبتمبر/أيلول الماضي، بعد يوم واحد من صدور تقرير لجنة مستقلة تابعة للأمم المتحدة، والذي خلص إلى أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.
وتقوم المؤسسة الخيرية المنظمة لهذا الحدث، وهي مؤسسة "تخنيون بريطانيا"، بجمع التبرعات في بريطانيا لصالح معهد "تخنيون" للتكنولوجيا الإسرائيلي، الذي يعمل بشكل وثيق مع شركات الأسلحة الإسرائيلية ويدعم مالياً جنود الاحتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وقال معهد "تخنيون" على موقعه الإلكتروني إن الأموال سوف تُستخدم لدعم تعليم الطلاب الذين خدموا في الجيش الإسرائيلي.
وتُستخدم الأموال لدفع تكاليف "خدمات الدعم النفسي" للجنود الذين عادوا مؤخراً من غزة، فضلاً عن دفع رسوم دراستهم.
ووصف معهد "تخنيون" في المملكة المتحدة هذا الحدث بأنه "أمسية لا ينبغي أن يفوتها أي شخص مهتم بالفضاء الجوي أو الدفاع أو مستقبل أمن إسرائيل".
وكُتب في الحفل الخيري الذي أُقيم في متحف سلاح الجو الملكي البريطاني، في إشارة إلى الجنود الإسرائيليين، ما يلي: "لقد دعموا إسرائيل. فلندعمهم الآن… نجمع الآن تبرعاتٍ لتوفير منحٍ دراسية لهؤلاء الطلاب".
2- استبعاد عشرات الاقتراحات المتعلقة بفلسطين من العرض في مؤتمر الحزب الحاكم
استبعد حزب العمال البريطاني مناقشة أي اقتراحات بشأن فلسطين في مؤتمر الحزب الذي سيُعقد في وقت لاحق من هذا الشهر، الأمر الذي أثار اتهامات بمحاولة قمع النقاش حول فلسطين.
وقررت اللجنة المشرفة على المؤتمر، التي تتكون من ممثلين منتخبين ومسؤولين من حزب العمال، عدم إدراج نحو 30 اقتراحاً بشأن فلسطين تقدمت بها مجموعات محلية، بحسب تقرير لصحيفة الغارديان.
وقالت صحيفة الغارديان إن اللجنة المشرفة على المؤتمر بررت القرار بأن القضية تمت معالجتها في تقرير السياسة الوطنية للحزب الصادر في أغسطس/آب الماضي، بينما اعتبرت حملة التضامن مع فلسطين، المدعومة من بعض نواب الحزب، أن الاستبعاد يستهدف منع طرح مطالب تتعلق بفرض عقوبات شاملة وحظر التجارة التي تساند انتهاكات إسرائيل للقانون الدولي.
وشهدت أعداد الاقتراحات المقدمة زيادة هائلة مقارنة بالعام السابق، مما يعكس الأولوية التي أعطاها أعضاء حزب العمال والأحزاب المحلية لهذه القضية.
⭕️ حزب العمال البريطاني يمنع مناقشة اقتراحات حول #فلسطين في مؤتمره السنوي
— عربي بوست (@arabic_post) September 20, 2025
◾️ استبعد حزب العمال البريطاني إدراج نحو 30 اقتراحًا تتعلق بفلسطين في مؤتمره المقرر عقده أواخر الشهر الجاري، وهو ما أثار انتقادات واتهامات للحزب بمحاولة قمع النقاش حول القضية الفلسطينية.
◾️ وقالت صحيفة… pic.twitter.com/nt6wOVpgFF
وقال جون ماكدونيل، وزير المالية السابق في حكومة الظل ومؤيد حملة التضامن مع فلسطين: "مع تقديم أكثر من 30 اقتراحاً بشأن فلسطين إلى مؤتمر حزب العمال هذا العام، من الواضح أن أعضاء الحزب يرون أن الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني قضية رئيسية يجب طرحها على طاولة المؤتمر".
وأضاف: "يتعين على الحكومة أن تنضم إلى أولئك الذين تحدثوا هذا الأسبوع، بمن فيهم صادق خان، لتوضيح أن ما نشهده في غزة هو إبادة جماعية، وأن تطبق عقوبات عاجلة، بما في ذلك حظر شامل على الأسلحة وحظر جميع أشكال التجارة التي تدعم أو تساند جرائم إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني. ويجب عدم منع الوفود من مناقشة هذه القضايا في المؤتمر".
3- حظر منظمة بريطانية داعمة لفلسطين
وفي يوليو/تموز الماضي، أعلنت الحكومة البريطانية عن حظر منظمة "فلسطين أكشن" المناصرة لفلسطين وتصنيفها جماعة إرهابية، وذلك بعدما اقتحم اثنان من نشطاء الحركة قاعدةً للقوات الجوية الملكية البريطانية في وسط إنجلترا، وألحقا أضراراً بطائرتين تُستخدمان في التزود بالوقود والنقل.
و"فلسطين أكشن" هي حركة داعمة لفلسطين في بريطانيا، تأسست عام 2020 على يد هدى عموري، وهي ابنة فلسطيني، وريتشارد برنارد، وهو ناشط يساري. وتلتزم الحركة بإنهاء المشاركة العالمية في نظام الإبادة الجماعية والفصل العنصري الإسرائيلي، وفق موقعها الإلكتروني.
وتستهدف الحركة، باستخدام أساليب تخريبية، الشركات الداعمة للمجمع الصناعي العسكري الإسرائيلي، وتسعى إلى منعها من الاستفادة من قمع الفلسطينيين. ودأبت الحركة على استهداف شركات الدفاع وغيرها من الشركات البريطانية المرتبطة بإسرائيل منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة.
وفي 9 أغسطس/آب الماضي، اعتقلت شرطة لندن أكثر من 500 متظاهر خلال احتجاج على حظر الحركة.
بدورها، تقدمت حركة "فلسطين أكشن" بطلب إلى المحكمة العليا لوقف تنفيذ الحكم، إلا أن المحكمة رفضت الطلب في الرابع من يوليو/تموز الماضي.

وبموجب ذلك، تم إدراج مجموعة "فلسطين أكشن" ضمن المنظمات المحظورة في بريطانيا اعتباراً من 5 يوليو/تموز، ما جعل الانتساب إلى المجموعة أو دعمها جريمة يُعاقب عليها بالسجن لمدة تصل إلى 14 عاماً، وفق وكالة الأناضول.
4- تزويد جيش الاحتلال الإسرائيلي بالمعدات
وعلى الصعيد العسكري، كشفت تقارير أن شركة طائرات بريطانية زوّدت جيش الاحتلال الإسرائيلي بمعدات عسكرية.
وقال موقع ديكلاسيفايد إن شركة "موغ" زوّدت وزارة الدفاع الإسرائيلية بشكل مباشر بمكونات تُستخدم لتدريب الطيارين الإسرائيليين على قيادة طائرات مقاتلة متقدمة.
وكشفت وثائق الشحن أن شركة الطيران والفضاء البريطانية أرسلت شحنتين لبرنامج طائرات M-346 Lavi في يوليو/تموز 2025، وكان العنوان يتوافق مع وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب.
وطائرة M-346 لافي هي طائرة عالية الأداء مُصممة لتدريب الطيارين الإسرائيليين على قيادة الطائرات النفاثة بما في ذلك F-16 وF-35.

وتشير التقديرات إلى أن قيمة الشحنتين قد تتجاوز 200 ألف جنيه إسترليني (حوالي 270 ألف دولار). ومن المرجّح أن تتجاوز القيمة الإجمالية لصادرات شركة موغ إلى إسرائيل منذ ديسمبر/كانون الأول 2024 مليون جنيه إسترليني (حوالي 1.35 مليون دولار).
وأظهرت الوثائق أيضاً أن الحكومة البريطانية، من خلال نظامها لتصدير الأسلحة، قامت بتسهيل تدريب الطيارين الإسرائيليين على قيادة الطائرات التي تُسقط قنابل تزن 2000 رطل على المدنيين في غزة.
ويأتي ذلك على الرغم من أن الحكومة البريطانية زعمت أنها أوقفت تراخيص تصدير المعدات التي يمكن أن يستخدمها جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة.
5- تدريب جنوداً إسرائيليين قاتلوا في غزة
كشف موقع ديكلاسيفايد البريطاني أن ضباطاً في جيش الاحتلال الإسرائيلي سُمح لهم بالدراسة في أكاديمية عسكرية بريطانية في وسط لندن طوال فترة الإبادة الجماعية في غزة.
والتحق على الأقل عقيدان إسرائيليان بالكلية الملكية للدراسات الدفاعية المرموقة (RCDS) منذ عام 2023.
ويأتي الكشف عن مكان تدريب الجنود الإسرائيليين في المملكة المتحدة بعد أشهر من المماطلة من قبل الوزراء والمسؤولين في كل من إدارتي حزب العمال والمحافظين.
ولم يُبلَّغ أعضاء البرلمان إلا مؤخراً بأن "أقل من خمسة" جنود إسرائيليين يدرسون في المملكة المتحدة في "دورات أكاديمية" في أماكن غير معلنة.
وكشفت وزارة الدفاع الإسرائيلية أن جنود جيش الاحتلال يدرسون في الكلية الملكية لضباط الدفاع، واعترفت بأن أقل من خمسة ضباط تدربوا هناك بين عامي 2023 و2024.
ولم تكشف وزارة الدفاع عن أسماء الضباط أو رتبهم، كما لم تقدم أرقاماً لعام 2025.

6- رفض إصدار مذكرة اعتقال بحق الرئيس الإسرائيلي
وفي سبتمبر/أيلول الجاري، رفض المدعي العام البريطاني، اللورد ريتشارد هيرمر، ومدير النيابة العامة، ستيفن باركنسون، طلباً لإصدار مذكرة اعتقال بحق الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، خلال زيارته للبلاد.
وكانت منظمة أصدقاء الأقصى المؤيدة لفلسطين قد تقدمت بطلب إصدار مذكرة الاعتقال بتهمة "المساعدة أو التحريض أو الترتيب لهجمات مباشرة وعشوائية على المدنيين والأهداف المدنية".
وعلم موقع ميدل إيست آي أن طلب المنظمة كان يشير إلى تصريحات أدلى بها الرئيس الإسرائيلي في أكتوبر/تشرين الأول 2023، عندما قال إن جميع الفلسطينيين في غزة مسؤولون "بشكل لا لبس فيه" عن الهجمات التي وقعت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأعرب إسماعيل باتيل، رئيس منظمة أصدقاء الأقصى، عن أسفه لقرار المدعي العام برفض الطلب، وقال إن المدعي العام "فشل" في الحصول على جميع المعلومات ذات الصلة للمضي قدماً في إصدار مذكرة التوقيف.