الجيش يتسوّل جنوده.. فشل عملية “عربات جدعون” الأولى يتفاقم بنسختها الثانية في غزة

عربي بوست
تم النشر: 2025/09/03 الساعة 09:31 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2025/09/03 الساعة 09:43 بتوقيت غرينتش
عملية "عربات جدعون" العسكرية في غزة - IDF

مع استعداد الجيش الإسرائيلي لاحتلال مدينة غزة، وبعد أشهر من القتل والتجويع للمدنيين ومسح أحياء بأكملها في مختلف مناطق القطاع بواسطة الروبوتات المتفجرة والصواريخ "الغبية"، ورفع شعارات تدمير المقاومة الفلسطينية وتفكيكها، أقرت وثيقة داخلية جديدة أعدها الجيش الإسرائيلي بفشل ما يسمى عملية "عربات جدعون" البرية التي أطلقت بعد استئناف حرب الإبادة على قطاع غزة في مايو/أيار الماضي، مؤكدة أن العملية العسكرية التي تم الترويج لنجاحها كثيراً من قبل حكومة نتنياهو، لم تحقق أي إنجاز، بل كانت "خرقاء ومرتبكة بشكل كبير"، بحسب ما نشرت القناة 12 العبرية. 

ووفقاً للتقارير الإسرائيلية، نصت الوثيقة على أن "إسرائيل ارتكبت كل الأخطاء الممكنة في هذه العملية، وشنت حرباً تتعارض مع عقيدة الحرب والجيش". كما أشارت إلى أن "حركة حماس كانت تمتلك جميع الظروف للبقاء والانتصار"، وأن أهداف الحرب لم تتحقق: لم تُهزم حماس ولم يُعاد الرهائن الإسرائيليون، لا بالوسائل العسكرية ولا من خلال صفقات دبلوماسية. وتزعم الوثيقة أن إسرائيل "زودت حماس بالموارد، وأضعفت قواتها، وخسرت مصداقيتها الدولية".

وفي الوقت الذي يستعد جيش الاحتلال لعملية "عربات جدعون 2" لاحتلال مدينة غزة وتهجير سكانها الذي لا يتوقف عن قتلهم بشكل يومي بشتى الطرق والوسائل، لا يزال القادة العسكريون يتسولون البحث عن الجنود المقاتلين مثل جروبات "الواتساب" وغيرها من الأماكن، وذلك في ظل إحجام غير مسبوق عن الخدمة بين الإسرائيليين مع طول أمد الحرب وفشل أهدافها واستغلالها من قبل بنيامين نتنياهو، والتحذيرات من وقوع خسائر كبيرة في صفوف الجنود والأسرى الإسرائيليين في حال تعمقت العملية في قلب غزة.

كيف فشلت عملية "عربات جدعون" في غزة؟

  • عرضت الوثيقة الداخلية التي أثارت الجدل داخل إسرائيل وأغضبت نتنياهو نفسه، الأسباب الرئيسية لفشل العملية التي شنها جيش الاحتلال في مايو/أيار الماضي، حيث ذكرت أن المناورة الأولى التي نفذها الجيش الإسرائيلي جرت في نفس المناطق التي سبق أن ناور فيها وقال إنها تحت سيطرته، كما تحرك الجيش بشكل بطيء ومتردد وتخبط في تنفيذ العمليات.
  • ذكرت الوثيقة أن إسرائيل قاتلت في غزة دون إطار زمني أو إدارة للموارد، مما أدى إلى تآكل القوات وخسارة المصداقية الدولية. وجاء في الوثيقة أن أسلوب القتال الذي اتبعه جيش الدفاع الإسرائيلي لم يكن مناسباً للتعامل مع حرب العصابات التي شنتها حماس وأدت لوقوع عشرات الجنود بين قتيل وجريح، خالصة إلى أن "إسرائيل ارتكبت كل خطأ ممكن مخالفةً بذلك عقيدة الحرب".
  • النقطة الأخرى التي أشارت لها الوثيقة هي أن "توزيع المساعدات الإنسانية بواسطة شركة أمريكية خُطط له ونُفِّذ بطريقة فاشلة، مما أدى إلى وقوع مجاعة في قطاع غزة استغلتها حماس جيداً، وهو ما أثر على صورة إسرائيل دولياً وأفقدها الكثير من الأصدقاء".
  • أقرت الوثيقة أن "أهداف الحرب لم تتحقق: لم تُهزم حماس عسكريًا وسياسيًا، ولم يُعاد المخطوفون (في صفقة أو عملية)". في الوقت نفسه، نصّ قسم "الإنجازات" على: "تدمير كامل للبنية التحتية لحماس في مناطق العمليات وما وراءها؛ إلحاق أضرار جسيمة بعناصر حماس وبنيتهم التحتية".
  • من جهته، قال متحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي لصحيفة يديعوت أحرنوت: "هذا محتوى نُشر دون إذن أو موافقة الجهات المختصة. يجري التحقيق في الأمر. لقد حقق جيش الدفاع الإسرائيلي الأهداف المحددة في عملية "عربات جدعون" وحقق إنجازات عديدة. حاليًا، يمرّ جيش الدفاع الإسرائيلي بالمرحلة الثانية من العملية، ويواصل العمل لتحقيق أهداف الحرب"، على حد تعبيره.
جنود إسرائيليون يطلون على مبانٍ مدمرة شمال قطاع غزة الشهر الماضي - جيتي
جنود إسرائيليون يطلون على مبانٍ مدمرة شمال قطاع غزة الشهر الماضي – جيتي

الجيش الإسرائيلي كان يراوح مكانه في غزة

  • وكانت صحيفة يديعوت أحرونوت قد كشفت في تحقيق نشر في يوليو/تموز الماضي، أن مناورة "عربات جدعون" لم تكن ضمن خطط الجيش لعام 2025. مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي شغل أربع أو خمس مقرات فرق خلال العملية البرية، مما خلق انطباعًا بأن عشرات الآلاف من المقاتلين كانوا يهرعون ويناورون للقتال مجددًا في قطاع غزة، لكن على الأرض، كانت هذه الخطوة أكثر محدودية مما ذُكر وتم تضخيم تحركات الجيش، حيث لم يُشغل الجيش الإسرائيلي خمس فرق، تضم عشرات الآلاف من المقاتلين، بل أرسل عددًا صغيرًا نسبيًا من فرق قتالية تابعة للألوية تحت قيادة الفرق – على عكس العمليات العسكرية الكبرى بين نوفمبر 2023 ومنتصف 2024.
  • وتحدث ضباط إلى موقع Ynet أن "هناك مناطق في شمال القطاع، طالبنا بإخلاء سكانها قبل أكثر منذ أسابيع، لكن معظمها لا يزال على نفس الوضع (لا يخرجون)، ولن يخرج السكان إلا بمناورة واسعة وحقيقية، وليس بضع قذائف سقطت قرب ملاجئهم"، على حد وصفهم.
  • تقول الصحيفة الإسرائيلية أن هناك غموض في الأهداف والرسائل: ففي بداية عملية "عربات جدعون"، كان هناك حديثٌ في الجيش الإسرائيلي وعلى المستوى السياسي عن مواصلة العمل لهزيمة حماس كهدفٍ للعملية، ولكن في الأسابيع الأخيرة، حُدِّدت أهداف العملية إلى "الضغط على حماس لإعادة الرهائن في الصفقة". ويُضاف إلى ذلك دعواتٌ متضاربة من الميدان مقارنةً بكبار مسؤولي هيئة الأركان العامة، الذين يعتقدون أن الوقت قد حان لعقد صفقة تبادل للأسرى مع حماس.
  • وتشير "يديعوت أن إلى الخطاب القتالي المتجدد للجيش الإسرائيلي في غزة يستخدم مصطلحات سخيفة وغريبة، مثل الإعلانات المتكررة عن سيطرة الجيش على 60% أو 75% من قطاع غزة، من دون التحقق من المعنى الحقيقي لمفهوم السيطرة، وهذا يذكرنا بالإعلانات الفارغة المخادعة قبل نحو عقدين، حول مهاجمة العشرات من "أهداف الإرهاب" في غزة، والتي تبين أن بعضها كثبان رملية ولم تصب حماس بأذى"، بحسب وصف الصحيفة.

ما هي عملية "عربات جدعون"؟

  • عملية "عربات جدعون" هي خطة عسكرية وضعها رئيس هيئة الأركان إيال زامير وأقرّها المجلس الوزاري المصغّر في 4 أيار/مايو 2025، بعد انهيار اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ في كانون الثاني 2025، حيث جرى استئناف القتال من جانب الجيش الإسرائيلي بشكل مباغت في مارس/آذار 2025 عقب انتهاء تبادل الأسرى.
  • قال الجيش الإسرائيلي إن العملية تهدف إلى فرض سيطرة عسكرية ميدانية على الأرض، بحيث تتمكن قوات الاحتلال من إدارة حركة السكان عبر إقامة مناطق عازلة (تشبه الغيتوهات)، يتم فيها تجميع المدنيين الفلسطينيين، مما يتيح للجيش حرية العمل العسكري في بقية أنحاء القطاع. ومن أهداف العملية: تفكيك سلطة حركة حماس عبر ضرب بنيتها التحتية ونزع سلاحها، واستعادة الرهائن الإسرائيليين، وإعادة رسم الخارطة الأمنية والديمغرافية للقطاع، بما يخدم مصالح "إسرائيل" الاستراتيجية.
  • بحسب جيش الاحتلال، كانت الخطة تتطلب تعزيزاً عسكرياً واسعاً داخل غزة، واستخدام معدات ثقيلة لتدمير الأنفاق والمواقع العسكرية، إلى جانب تنسيق عسكري ثلاثي بين القوات البرية والجوية والبحرية. كما تتضمن الخطة تنفيذ عملية تهجير منظمة لسكان شمال القطاع نحو الجنوب، خصوصاً إلى ما بعد محور موراغ، حيث تخطط إسرائيل لإنشاء "منطقة إنسانية" مبدئية تستوعب 100,000 شخص كمرحلة أولى، على أن يتم توسيعها تدريجياً، وهو ما فشلت إسرائيل به، بحسب الوثيقة المشار لها في هذا التقرير.
  • وحول دلالات التسمية، يحمل اسم العملية "عربات جدعون" دلالات دينية واستعمارية في آنٍ واحد. فجدعون هو قائد توراتي من "سبط منشي"، وردت قصته في سفر القضاة، حيث قاد 300 مقاتل لهزيمة جيش المديانيين الضخم بأمر إلهي وخطة عسكرية ذكية كما تقول الأساطير التوراتية.
  • وسبق أن استخدمت إسرائيل هذه الرمزية في نكبة عام 1948، حين أطلقت "عملية جدعون" للاستيلاء على منطقة بيسان وتهجير سكانها الفلسطينيين. هكذا يتكرر توظيف الأساطير التوراتية لتأطير مشاريع الطرد والاستيطان، في إطار سردية استعمارية مقدّسة.

عملية "عربات جدعون 2".. الجيش الإسرائيلي يكرر الفشل

  • في 21 أغسطس/ آب الجاري، وافق وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس على عملية "عربات جدعون 2" الرامية لاحتلال مدينة غزة ومهاجمتها، بعد أكثر من أسبوعين من انطلاق عملية عسكرية موسعة في حي الزيتون جنوب شرقي المدينة امتدت إلى حي الصبرة المتاخم. وبالتزامن، أطلق الجيش عملية شمال مدينة غزة بما يشمل منطقتي جباليا البلد والنزلة جنوب محافظة الشمال، والملاصقة لشمال مدينة غزة من منطقة الصفطاوي وحي الشيخ رضوان.
  • وكما حصل في عملية "عربات جدعون" الأولى، ففي عملية "عربات جدعون 2″، يخطط الجيش الإسرائيلي للتعامل مع مدينة غزة ويهدد باحتلالها، ولكن ما يحدث أن الجيش يتقدم في بعض المناطق مثل حي الزيتون الذي تعرض فيه لكمائن مختلفة، ثم ينسحب ويعيد تدوير القوات في مناطق أخرى، وبالتالي فإن المناطق التي ينسحب منها الجيش يعود لها الفلسطينيون مجدداً، دون جدوى بتهجيرهم.
  • ويحاول الجيش الإسرائيلي بالكاد حشد قواته مدعوماً بغطاء من البر والجو والبحر ومستخدما سياسة "الأرض المحروقة" لاحتلال مدينة غزة، التي يسكنها نحو مليون فلسطيني على مساحة لا تزيد عن 56 كيلومترا مربعا، حيث يكثف الجيش قصفه لأحياء مدينة غزة خاصة في المناطق الشرقية من المحورين الشمالي والجنوبي للضغط على ما تبقى من الفلسطينيين لتهجيرهم، في إطار عملية "عربات جدعون 2" لإعادة احتلال المدينة، والتي أطلقها بإبادة حي الزيتون (جنوب شرق).
  • ومنذ عدة أيام، وسع الجيش الإسرائيلي هجماته الجوية في المحور الشمالي للمدينة ليشمل بشكل مكثف مناطق شرق الشيخ رضوان التي استهدفها بنيران مسيراته التي تلقي قنابلها على الشقق السكنية ومنازل المواطنين، بينما تلاحق الفلسطينيين والنازحين لقنصهم بالرصاص.
  • كما ينفذ الجيش الإسرائيلي عمليات نسف للمنشآت والبنى التحتية باستخدام الروبوتات المُفخخة، وهي ناقلات جند تالفة محملة بأطنان المتفجرات يضعها الجيش في محيط مبان سكنية، ويفجرها موقعا دمارا واسعا يصل مداه إلى مئات الأمتار، فيما يُسمع دوي انفجار على بعد عدة كيلومترات.
إنهاء حرب غزة
قوات من جيش الاحتلال الإسرائيلي/shutterstock

على حافة الانهيار.. الجيش يفشل في إقناع جنود الاحتياط بالانضمام للقتال

  • وكشف تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن القادة العسكريين في الجيش الإسرائيلي يواجهون صعوبة في العثور على عدد كاف من جنود الاحتياط الراغبين في الذهاب إلى الخدمة والقتال في غزة، مشيرة إلى أن القوات الإسرائيلية منهكة بعد قرابة عامين من القتال على جبهات متعددة، ويتساءل المزيد من الإسرائيليين عن هدف الحرب التي لا تنتهي. وبينما يستدعي الجيش الآن نحو 60 ألف جندي احتياطي من وظائفهم ودراساتهم وعائلاتهم لدعم المهمة الجديدة، يقول كثيرون إنهم على حافة الانهيار، وفقًا لأكثر من 30 ضابطًا وجنديًا أجرت صحيفة وول ستريت جورنال مقابلات معهم.
  • وقد لجأ بعض القادة إلى أساليب غير عادية للعثور على عدد كاف من الرجال، حيث قال قائد في مجموعة واتساب لطلاب الجامعات الإسرائيلية: "أبحث عن جنود مقاتلين، معظمهم مسعفين وقناصة، لعملية مدتها 70 يومًا تبدأ في 11 سبتمبر، إذا كان هناك جنود احتياط مهتمون، يُرجى مراسلتي على انفراد".
  • هذا النقص في المقاتلين يتفاقم منذ أشهر، ويواكب تنامي الاستياء الإسرائيلي من الحرب. وتشير العديد من استطلاعات الرأي إلى أن ما يصل إلى 80% من الجمهور الإسرائيلي يرغب في أن يتوصل نتنياهو إلى اتفاق يُنهي الحرب ويُعيد الرهائن إلى ديارهم. وقد وقّع آلاف المحاربين القدامى وجنود الاحتياط الإسرائيليين عرائض لوقف القتال وإعادة الرهائن.
  • يُمثل هذا تحولًا جذريًا عن شعور معظم جنود الاحتياط بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي أشعل فتيل الحرب. في الأيام التي تلت الهجوم، تطوع العديد من جنود الاحتياط للقتال، معتقدين أن المعركة لإنقاذ وطنهم. لكن هذا الاعتقاد انهار تدريجياً مع استمرار الحرب، حيث يجد جنود الاحتياط أنفسهم يُستدعون مراراً وتكراراً ويقتل ويصاب عدد منهم دون جدوى.
  • وقال رقيب أول في فرقة الكوماندوز 98، والذي قاتل لمدة 400 يوم منذ بدء الحرب، بما في ذلك فترات طويلة في غزة ولبنان، إنه "بات يعتقد أن الجنود يموتون هباءً منثورًا"، وأن "نتنياهو يُطيل أمد الحرب من أجل بقائه السياسي"، وهي وجهة نظر شائعة في قطاعات واسعة من المجتمع الإسرائيلي.
  • وتقول الصحيفة الأمريكية إن هذا الرقيب أول تلقى اتصالاً من الجيش مؤخرًا للاستفسار عن استعداده للعودة للخدمة في عملية احتلال مدينة غزة. وبعد أن أمضى أشهراً في القتال في خان يونس في بداية الحرب، يقول إنه لا يمكن القضاء على حماس بسبب أسلوبها في حرب العصابات.
  • يُجنّد معظم اليهود الإسرائيليين للخدمة العسكرية الإلزامية في إسرائيل عند بلوغهم سن الثامنة عشرة. تحتفظ إسرائيل بجيش نظامي صغير نسبيًا، تُكمله بجنود الاحتياط، خاصةً في أوقات الحرب. يخدم معظم جنود الاحتياط بضعة أسابيع سنويًا حتى سن الأربعين أو الخامسة والأربعين، حسب مناصبهم. ولكن غالبًا ما يُمكن الحصول على إعفاءات من خدمة الاحتياط، رغم أنها إلزامية.
  • ويشعر العديد من جنود الاحتياط بالإحباط أيضًا بسبب سعي حكومة نتنياهو إلى إعفاء الأقلية المتشددة في إسرائيل من الخدمة العسكرية. حرب غزة هي الآن الأطول في إسرائيل. إنها تُرهق العائلات، إذ يضطر الرجال إلى ترك زوجاتهم وأطفالهم وأعمالهم لفترات طويلة. كما تُلقي بظلالها النفسية على كثير من الرجال. 
  • وقالت الإسرائيلية داليت كيسليف سبيكتور إن زوجها، وهو قائد في قوات الاحتياط، كان منهكًا بسبب خدمته المتراكمة التي بلغت 580 يوماً. وتذكرت كيف عاد إلى المنزل الشهر الماضي في حالة صدمة بعد أن تعرف على جثة زميل له في قوات الاحتياط انتحر.
  • قالت سبيكتور إن العديد من الرجال في وحدة زوجها اللوجستية، المؤلفة من 150 فردًا، فقدوا وظائفهم، أو انفصلوا عن زوجاتهم، أو واجهوا دماراً مالياً بسبب خدمتهم الطويلة، أو انتحروا، ويتزايد تساؤل الأحياء الآن عن هدف القتال في غزة، وتخشى سبيكتور من استدعاء زوجها مرة أخرى.
  • قالت سبيكتور، التي تقود مجموعة تُدعى "إيما إيرا" تدعو إلى إدارة مسؤولة للحرب: "قلتُ له: هذه الحرب سياسية، لأن لا أحد منا يؤمن بقيادتنا. لو كان الأمر بيدي، لطلبتُ منك عدم الذهاب". وصرح العديد من جنود الاحتياط، وخاصةً آباء الأطفال الصغار، للصحيفة بأنهم توقفوا عن المشاركة لأن زوجاتهم لم يعدن يتحملن الأمر.
  • وتقول مجموعة من جنود الاحتياط لصحيفة "وول ستريت جورنال" إنهم توقفوا عن العودة للخدمة العسكرية بسبب ما وصفوه بأسباب "أيديولوجية"، بما في ذلك "السلوك غير الأخلاقي الذي شهدوه ضد الفلسطينيين". وقال أحد جنود الاحتياط إنه امتنع عن الخدمة عندما أبلغه قائد بأن قواته أطلقت النار على ثلاث نساء غزيات، مما أسفر عن مقتل إحداهن، وطلب الإذن برمي الجريحات في "منطقة إنسانية"، ووافق قائد كبير على الطلب. قال الجندي الاحتياطي إنه صُدم من الطريقة غير المبالية التي تمت بها مناقشة الأمر. وأخبرهم أنه لا يستطيع الاستمرار في الخدمة.
  • وتقول إيديت جيتلمان الباحثة في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، إن مستوى التعاطف مع المهمة العسكرية ودعم الجنود انخفض بشكل كبير، وأضافت: "كلما زادت علامات الاستفهام حول مبررات القتال، زاد تردد الناس في المشاركة". وأضافت: "نحن قريبون جدًا من الخط الأحمر".
تحميل المزيد