للمرة الأولى يظهرون سوياً في العلن.. لماذا شعر الغرب بالقلق من الصورة التي جمعت شي وبوتين وكيم؟

عربي بوست
تم النشر: 2025/09/03 الساعة 15:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2025/09/03 الساعة 15:04 بتوقيت غرينتش
الرئيس الروسي فلاديمير بوتن والرئيس الصيني شي جين بينغ والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، في بكين، الصين، 3 سبتمبر 2025 - رويترز

صباح الأربعاء 3 أغسطس/آب 2025، خطا ثلاثة من أبرز قادة العالم – شي جينبينغ وفلاديمير بوتين وكيم جونغ أون – إلى المنصة في ساحة تيانانمن ببكين، يتقدّمون أكثر من عشرين زعيماً عالمياً لمتابعة عرض "يوم النصر" الذي أحيى الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية؛ حرب مهّدت لانقسام النظام الدولي وبداية الحرب الباردة الأولى.

غير أن الصحافة الغربية قرأت في هذا المشهد ما يتجاوز استدعاء الماضي، إذ رأت فيه إعلاناً صريحاً عن موقع الصين الجديد: قوة لم تعد تكتفي بدور الاقتصاد الصاعد، بل تسعى لتكريس حضورها كفاعل تكنولوجي وعسكري قادر على إعادة تشكيل موازين القوى العالمية.

إذ ترى أن عرض الأسلحة المتقدمة في بكين كشف عن انتقال الصين من موقع "الملتحق بالركب" إلى موقع المُبتكر والقائد في مجالات الروبوتات، والمركبات الكهربائية، والطاقة النووية والشمسية، والطائرات المسيّرة، والسكك الحديدية فائقة السرعة، وصولاً إلى الذكاء الاصطناعي. والأهم أن بكين كشفت – ولو جزئياً – عن تكنولوجيا عسكرية متقدمة، في رسالة قرأتها بعض التحليلات الغربية أن ميزان القوى الإقليمي الذي مال لعقود نحو الولايات المتحدة وشركائها لم يعد ثابتاً كما كان.

جاءت هذه الفعاليات بعد قمة منظمة شنغهاي للتعاون (SCO) في تيانجين، لتضاعف من قلق العواصم الغربية التي قرأت في المشهد بوادر تشكّل محورٍ مضادٍ للغرب. وفي خضم ذلك، لم يتأخر الرئيس الأميركي دونالد ترامب ليعلق على هذا التجمع في الشرق؛ ففي منشور ساخر على منصته "تروث سوشال"، ذكّر الرئيس الصيني بدور الولايات المتحدة في هزيمة اليابان قبل ثمانية عقود، قبل أن يوجّه تحية "ساخرة" لبوتين وكيم، متهماً إياهما بالتآمر ضد أميركا.

فهل ما جرى في بكين إشارات حقيقية إلى ولادة شيء جديد تقوده الصين، أم مجرد مبالغة غربية تقرأ في كل اصطفاف خارج معسكرها تهديداً وجودياً يجب مواجهته؟

كيف استعرضت الصين قوتها العسكرية؟

أمام أكثر من 50 ألف متفرج في ساحة تيانانمن، قال الرئيس الصيني شي جينبينغ: "اليوم، تواجه البشرية خياراً بين السلام والحرب، الحوار والمواجهة، المكاسب المتبادلة أو المعادلة الصفرية"، مؤكداً أن الشعب الصيني "يقف بحزم في الجانب الصحيح من التاريخ".

وبينما كان يستقل سيارة ليموزين مكشوفة، استعرض شي وحدات الجيش وأحدث المعدات العسكرية: من الصواريخ فرط الصوتية والطائرات المسيّرة تحت الماء، إلى سلاح جديد أطلق عليه "الذئب الآلي" المقاتل. وعلى مدى 70 دقيقة، حلّقت المروحيات وهي تجر لافتات ضخمة، واصطفت المقاتلات الجوية في تشكيلات دقيقة، قبل أن يُختتم العرض بإطلاق 80 ألف حمامة سلام.

للمرة الأولى يظهرون سوياً في العلن.. لماذا شعر الغرب بالقلق من الصورة التي جمعت شي وبوتين وكيم؟
الرئيس الصيني شي جين بينغ يتفقد قوات جيش التحرير الشعبي خلال عرض عسكري في 3 سبتمبر/أيلول 2025 في بكين، الصين – رويترز

قبل هذا العرض، ظهر شي مرتدياً سترة على طراز زي ماو تسي تونغ، مستقبلاً أكثر من 25 زعيماً على السجادة الحمراء، وفي المنصة الرئيسية جلس بين فلاديمير بوتين وكيم جونغ أون، منخرطاً معهما في أحاديث متكررة، بينما مرّت أمامهم آلاف الجنود ومئات القطع من العتاد. وقد شكّل ذلك أول ظهور علني يجمع القادة الثلاثة. وخلال لقاء ثنائي لاحق، شكر بوتين كيم على "شجاعة جنوده" في الحرب الأوكرانية، فيما أكد الزعيم الكوري الشمالي استعداده لـ"فعل كل ما بوسعه" لمساعدة موسكو.

وقد ركزت صحيفة الغارديان البريطانية على الصورة التي جمعت شي جينبينغ وفلاديمير بوتين وكيم جونغ أون في ساحة تيانانمن، وعبّرت أن هذه الصورة لم تكن ممكنة قبل سنوات قليلة، فهذه أول مرة يظهر فيها الثلاثي معاً في العلن. وبحسب الصحيفة البريطانية، يعكس هذا الاجتماع تحولات جذرية في ميزان القوى العالمي. فغزو روسيا لأوكرانيا، وإعادة انتخاب دونالد ترامب، سرّعا من تشكّل محور جديد يجمع بكين وموسكو وبيونغ يانغ.

للمرة الأولى يظهرون سوياً في العلن.. لماذا شعر الغرب بالقلق من الصورة التي جمعت شي وبوتين وكيم؟
الرئيس الروسي فلاديمير بوتن والرئيس الصيني شي جين بينغ والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون ورؤساء الوفود الأجنبية يصلون إلى عرض عسكري بمناسبة الذكرى الثمانين لنهاية الحرب العالمية الثانية، في بكين، الصين، 3 سبتمبر 2025 – رويترز

وفي منشور على منصة "تروث سوشال" بالتزامن مع بدء العرض، ذكّر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بدور الولايات المتحدة في مساعدة الصين على التحرر من اليابان إبان الحرب العالمية الثانية، مضيفاً بسخرية: "أرجو أن تنقلوا أحر تحياتي إلى فلاديمير بوتين وكيم جونغ أون، بينما تتآمرون ضد الولايات المتحدة الأميركية."

بينما رأت الكثير من التحليلات أن هذا العرض مثّل ذروة الاستعراض لقوة الصين الصاعدة. فبينما أُطلقت الحمائم البيضاء في السماء، حملت الرسالة الحقيقية التشكيلات الصاروخية والدبابات والمسيّرات التي اجتازت الساحة.

التوازنات العسكرية تغيرت بشكل لا رجعة فيه!

وقد رأت مجلة الفورين بوليسي الأميركية أن الرواية الغربية القديمة عن الصين باعتبارها مجرد "مقلّد للتكنولوجيا" أو "سارق للملكية الفكرية" لم تعد صالحة لتفسير ما يجري، فالصين اليوم "مبتكر وقائد تكنولوجي في مجالات الروبوتات، والمركبات الكهربائية، والطائرات المسيّرة، والطاقة الشمسية، والذكاء الاصطناعي"، وإلى هذه القائمة تضاف التكنولوجيا العسكرية.

فبحسب سام روجيفين، كاتب المقال ومدير برنامج الأمن الدولي في معهد "لوي"، كان العرض العسكري الصيني رسالة مباشرة: جيش التحرير الشعبي لم يعد يلحق بالركب بل صار في المقدمة. فقد كُشف عن مقاتلات مخصّصة لحاملات الطائرات، وأربعة طرازات جديدة من المسيّرات "المرافقة المخلصة"، وأنظمة صاروخية لم تُعرض من قبل، إضافة إلى غواصات غير مأهولة وطوربيدات متقدمة.

ويوضح سام في مقاله أن "ميزان القوى العسكري الذي ظل لعقود لصالح الولايات المتحدة وشركائها يشهد اليوم تحوّلاً لا رجعة فيه"، مشيراً إلى التقارير التي نُشرت عن بناء مركز قيادة عسكري ضخم خارج بكين بحجم عشرة أضعاف البنتاغون، وتجارب لمقاتلات شبحية جديدة، وتطوير سفن إنزال برمائية توحي باستعدادات محتملة تجاه تايوان.

لكنه أشار إلى أنه، بالرغم من أن بكين تعلن عن طموحها ببناء جيش عالمي المستوى بحلول منتصف القرن، إلا أن معظم المؤشرات تُظهر أن تركيزها الأساسي ما زال إقليمياً. وهذا ما يقلق تايوان على وجه الخصوص.

فبحسب ورقة بحثية حديثة نُشرت في مجلة "الأمن الدولي"، وهي المجلة الأكاديمية المرموقة في الدراسات الاستراتيجية، بعنوان "هل الوصول ممنوع؟ التنافس الصيني الأميركي على التفوق العسكري في آسيا"، يجادل نيكولاس أندرسون وداريل بريس بأن ركيزة القوة العسكرية الأميركية في آسيا – طائراتها المقاتلة المتمركزة في اليابان وغوام – ستتكبد خسائر فادحة في حال غزو صيني لتايوان.

وقد حذّرت من أن الولايات المتحدة قد تخسر في أحسن الأحوال 45% من قوتها الجوية في غضون أول شهر من أي مواجهة مع الصين، نتيجة وابل من الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى.

وتخلص الدراسة إلى أن واشنطن قد تحتاج إلى إعادة صياغة استراتيجيتها من عقلية الهيمنة المطلقة إلى دور "الشريك الداعم".

بينما يوضح تقرير لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) أن الجيش الصيني قد حقق قفزات نوعية في مجالات متعددة، وإن ظل أداؤه القتالي غير مختبَر منذ أكثر من أربعة عقود. فقد ارتفع الإنفاق الدفاعي الرسمي إلى نحو 247 مليار دولار عام 2025، ما سمح بتوسيع الاستثمار في المعدات والتدريب والأفراد، وقلّص الفجوة مع الولايات المتحدة، على الرغم من بقاء الأخيرة في الصدارة. وفي منطقة آسيا-المحيط الهادئ، تنفق بكين أضعاف ما تنفقه اليابان أو كوريا الجنوبية مجتمعتين، ما يعزز ميزان القوى لصالحها.

أفراد من جيش التحرير الشعبي بينما تعرض مجموعة العمليات غير المأهولة طائرة بدون طيار خلال عرض عسكري بمناسبة الذكرى الثمانين لنهاية الحرب العالمية الثانية، في بكين، الصين، 3 سبتمبر 2025. رويترز

هذا التوسع انعكس بوضوح في القدرات البحرية، حيث تحولت الصين إلى "قوة مياه زرقاء" تتجاوز نظيرتها الأميركية من حيث عدد السفن منذ عام 2014، وكذلك في القوات الجوية التي استبدلت طائراتها القديمة بمقاتلات حديثة مثل J-20. أما في مضيق تايوان، فقد أحدثت هذه التطورات تحوّلاً جذرياً في موازين القوى، خاصة بعد أن أمر شي جينبينغ الجيش بالاستعداد لإمكانية غزو الجزيرة بحلول 2027.

كذلك، نما المخزون النووي الصيني إلى 600 رأس نووي، مع توقّع وصوله إلى 1500 بحلول 2035، ما يقربها من مستوى الولايات المتحدة وروسيا، فيما يملك سلاح الصواريخ الصيني اليوم أكبر ترسانة في العالم من الصواريخ التقليدية وذات الاستخدام المزدوج. وعلى المستوى الفضائي، كثّفت بكين من إطلاق الأقمار الصناعية العسكرية وذات الاستخدام المزدوج لدعم أنظمة الاتصالات والاستخبارات والملاحة. وفي الوقت نفسه، جرى تخفيض حجم القوات البرية لصالح تعزيز القدرات الجوية والبحرية، فيما يظل الفساد تحدياً بنيوياً داخل الجيش رغم حملات شي جينبينغ المكثفة لمكافحته.

ويخلص CSIS إلى أن الصين، وإن كانت لم تختبر جيشها في حرب منذ أكثر من أربعة عقود، إلا أنها ماضية بخطى سريعة نحو إعادة صياغة مكانتها العسكرية، وهو ما يعزز القناعة بأن بكين عازمة على لعب دور قوة عظمى قادرة على إعادة تشكيل النظام الدولي.

مشاهد غير مسبوقة في الصين

بجانب اجتماع شي، وبوتين، وكيم، رأت مجلة الإيكونوميست أن اجتماع قادة أكثر من عشرين دولة في بكين برعاية الرئيس الصيني شي جينبينغ لم يكن مجرد مناسبة بروتوكولية لقمة منظمة شنغهاي للتعاون أو احتفالاً بذكرى الحرب العالمية الثانية، بل تجلّياً لواقع جيوسياسي جديد آخذ في التشكل.

وبحسب المجلة، تعتبر بكين هذا التجمع دليلاً على أن الصين باتت "قوة عالمية ومصدراً للاستقرار"، فيما يُصوَّر مصدر الاضطراب اليوم في الولايات المتحدة التي تخوض حروباً تجارية مع الجميع وتضعف شبكات تحالفاتها الأمنية. حضور شخصيات مثل فلاديمير بوتين، رئيس إيران مسعود بزشكيان، ورئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، إضافة إلى كيم جونغ أون، ربما لا يبدو مستغرباً، لكن الأكثر إثارة كان وجود قادة دول تميل تقليدياً إلى الغرب مثل تركيا ومصر وفيتنام، والأهم مشاركة ناريندرا مودي، وركزت صحيفة الغارديان على المصافحة الدافئة بين الرئيس الهندي ونظيره الصيني.

فحتى قبل عام واحد فقط، كما تقول الصحيفة، "كان من الصعب تخيّل مشهد يجمع مودي وشي على هذا النحو"، بعد سنوات من الاشتباكات الحدودية الدامية والتوتر العسكري على طول الهيمالايا.

رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي يتحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن والرئيس الصيني شي جين بينج قبل قمة منظمة شنغهاي للتعاون 2025 – رويترز

ما الذي جمع هؤلاء القادة في بكين في هذا التوقيت؟

ترى أغلب التحليلات أن جزءاً من الفضل – أو اللوم من المنظور الغربي – يعود إلى السياسات الأميركية الأخيرة. فالرئيس الصيني يعتبر أن الولايات المتحدة باتت اليوم مصدراً رئيسياً لعدم الاستقرار العالمي، من خلال إشعال الحروب التجارية مع مختلف الأطراف وتقويض منظومات التحالفات الأمنية. ويُعدّ دونالد ترامب أبرز من جسّد هذا النهج؛ إذ تشير مجلة الإيكونوميست إلى أن "بلطجة" ترامب في فرض رسوم جمركية قياسية حتى على أقرب الحلفاء، وتودده في الوقت نفسه إلى خصومهم، دفعت كثيراً من القادة إلى إعادة النظر في وجهتهم، متجهين شرقاً نحو بكين.

فعلى سبيل المثال، فرض ترامب رسوماً عقابية على الهند، بينما امتدح خصمها التقليدي باكستان، ما دفع رئيس الوزراء ناريندرا مودي في حينه إلى إعادة تموضع جزئي نحو الصين. ويوضح المحلل والأكاديمي كريستوفر كلاري: "هذا الاجتماع كان ردّاً جزئياً على نوبة الغضب الجمركية لترامب. فالهند تدرك أنها لا تمتلك من القدرات العسكرية ما يكفي لمواجهة الصين بثقة. وفي عالمٍ ترامبي، قد لا تجد نيودلهي حليفاً خارجياً يعتمد عليه، لذلك تسعى إلى ضمان علاقة أكثر هدوءاً مع بكين."

ورغم إدراك الهند لمخاطر إغضاب الحلفاء الغربيين، يرى المحللون أن الهند لديها الكثير لتكسبه من تحسين علاقتها مع الصين. فجزء كبير من خطط مودي لتعزيز التصنيع يعتمد على مواد خام وعناصر نادرة مصدرها الصين، في حين أن بكين قد تستفيد اقتصادياً من استعادة وصولها إلى السوق الهندية.

ومع ذلك، أشار تحليل للغارديان إلى أن العلاقة بين البلدين محفوفة بقيود تتجاوز قضية الحدود. فالصين ما تزال داعماً رئيسياً ومورّداً للأسلحة إلى باكستان، في خطوة يُنظر إليها على نطاق واسع كوسيلة لكبح نفوذ الهند الإقليمي، بل إن الطائرات والمعدات الصينية استُخدمت بالفعل ضد الهند خلال المواجهات الهندية–الباكستانية الأخيرة في مايو/أيار 2025.

وهذا ما أكّد عليه تقرير لمركز ستراتفور، الذي أشار إلى أن العلاقات الصينية–الهندية، رغم تحسّنها النسبي، ما تزال تعاني من تحديات متجذّرة. فنيودلهي، وإن أرسلت مبعوثيها إلى بكين في إطار قمم إقليمية مثل منظمة شنغهاي، لا تثق تماماً بجارتها الشمالية بسبب النزاعات الحدودية والتنافس الجيوستراتيجي المستمر.

وهذا يعكس أن "جبهة" العالم غير الغربي ليست صفاً موحّداً خلف الصين، بل تجمعها مصالح ظرفية تهدف أساساً إلى تقليل الاعتماد على الغرب، دون أن تتحول إلى تحالف متماسك على شاكلة حلف الناتو.

تحالف ضد الهيمنة أم تنوّع مصالح؟

فحتى الشريكين الأوثق، روسيا والصين، لا تربطهما معاهدة دفاعية رسمية، والعلاقة بينهما أقرب إلى شراكة مصالح منها إلى تحالف عسكري صلب. بكين، على سبيل المثال، حريصة على عدم الانخراط المباشر في حرب أوكرانيا رغم دعمها السياسي والاقتصادي لموسكو.

أما كوريا الشمالية، فعلى الرغم من اعتمادها شبه الكامل على الصين اقتصادياً، احتفظت دائماً بهامش مستقل – وأحياناً محرج لبكين – عبر تجاربها النووية والصاروخية المتكررة. فبحسب تقرير لمعهد "جمعية آسيا" تناول العلاقة بين الصين وروسيا وكوريا الشمالية، يرى أن هذه العلاقة ليست تحالفاً أحادياً، بل شراكة ديناميكية ومتطورة مدفوعة بمصالح مشتركة وحسابات استراتيجية.

في حين تشترك الدول الثلاث في رغبة مشتركة في مواجهة النفوذ الأميركي وإعادة تشكيل النظام الدولي، إلا أن دوافعها وأولوياتها الفردية قد تختلف. هذا التحليل يشير إلى أن التكتلات الجديدة التي تتشكل في النظام الدولي ليست بالضرورة متجانسة، وأن هناك تعقيدات داخلية ودوافع مختلفة تحرّك هذه العلاقات.

وحتى الدول الكبيرة التي حضرت العرض العسكري في بكين، مثل الهند وتركيا، فهي ترتبط بعلاقات وثيقة بالغرب لا يمكن تجاوزها بسهولة. فالهند عضو في حوار "كواد" الأمني مع الولايات المتحدة واليابان وأستراليا لموازنة النفوذ الصيني في آسيا، وتركيا عضو في حلف الناتو رغم محاولاتها المناورة بين موسكو وواشنطن.

تحميل المزيد