- ما هي البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية؟
- ما هي أسباب انتشارها؟
- من هم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالعدوى المقاومة للمضادات الحيوية؟
- كيف تتفشى البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية في غزة؟
- ما هي الأثار المترتبة على انتشار البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية في غزة؟
- ما هي أبرز الأمراض المعدية المنتشرة في قطاع غزة؟
تواجه غزة تهديداً جديداً مع انتشار البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية وسط الحرب الإسرائيلية والحصار المفروض على القطاع الفلسطيني المحاصر، وانهيار القطاع الصحي، وفقاً لما كشفته أحدث دراسة طبية.
ونشرت مجلة لانسيت الطبية البريطانية الرائدة، الثلاثاء 12 أغسطس/آب 2025، دراسة بحثية جديدة قامت بتحليل 1300 عينة تم جمعها في مستشفى الأهلي في مدينة غزة بين نوفمبر/تشرين الثاني 2023 وأغسطس/آب 2024، حيث كشفت أن نسبة 66% من العينات شهدت وجود بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية أو "بكتيريا مقاومة للأدوية المتعددة".
وعرفت الدراسة مقاومة الأدوية المتعددة بأنها البكتيريا التي لا يمكن القضاء عليها بدواء واحد على الأقل من ثلاث فئات أو أكثر من فئات المضادات الحيوية.
وتمثل هذه الدراسة أول دراسة منذ بدء الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل في غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشير إلى انتشار البكتيريا المقاومة للأدوية المتعددة في القطاع.
يأتي ذلك بينما يشهد قطاع غزة انتشار عدد من الأمراض المعدية والأوبئة التي تتفاقم وتيرتها يوماً بعد يوم، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، وتردي الأوضاع البيئية والصحية، وتكدس النازحين في ظل القصف الإسرائيلي المتواصل.
اقرأ أيضاً
ما هي البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية؟
المقاومة الميكروبية للمضادات الحيوية تمثّل قدرة الجراثيم على تكوين آليات تمكنها من البقاء والتكاثر رغم وجود أدوية مصممة لقتلها.
وتهدد هذه المقاومة فعالية الطب الحديث، وتجعل من العلاجات البسيطة معقدة أو مستحيلة.
ويمكن تعريف البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية بأنها تلك البكتيريا التي تقوم بإحداث تغييرات داخلية فيها، بحيث لا تتمكن المضادات الحيوية من قتل تلك البكتيريا، وبالتالي ينتج عن هذه البكتيريا عدوى أشد وأقوى يصعب علاجها بسهولة.
وأظهرت تقديرات أن المقاومة البكتيرية ستتسبب في وفاة حوالي 39 مليون شخص بين عامي 2025 و2050، مع نحو 1.9 مليون وفاة سنوياً بحلول 2050.
وتسببت المقاومة الميكروبية بـ1.27 مليون وفاة مباشرة، وقرابة 5 ملايين وفاة ذات علاقة في عام 2019.
ومقاومة المضادات الحيوية خطيرة، لأنها تُقلل من خيارات العلاجات المتاحة للمرضى، كما أنها قد تُؤخر العلاج الفعال. ونتيجةً لذلك، قد نواجه:
- زيادة خطر الإصابة بمرض شديد وممتد أو الوفاة.
- الآثار الجانبية الشديدة للأدوية.
- إقامة أطول في المستشفى.
- زيادة التكاليف الطبية.
اقرأ أيضاً
ما هي أسباب انتشارها؟
1. الإفراط وسوء استخدام المضادات الحيوية: الاستخدام غير المبرر والإفراط في وصف المضادات.
2. ضعف أنظمة الصحة والمراقبة: يصعّب غياب المختبرات، وعدم وجود برامج مراقبة مقاومة منظمة، خاصة في الدول التي تعاني نزاعات أو أزمات إنسانية، يصعّب التحكم في انتشار العدوى.
3. الدمار البيئي وتلف البنية التحتية: تسهم الحروب والكوارث الطبيعية في تدهور مصادر المياه والصرف الصحي، ما يخلق بيئة مثالية لتطور المقاومة.
من هم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالعدوى المقاومة للمضادات الحيوية؟
يمكن أن تُصيب العدوى المقاومة للمضادات الحيوية أي شخص، لكن بعض الفئات أكثر عُرضةً للخطر بسبب حالتها الصحية أو بيئتها المعيشية. من بين الأشخاص الأكثر عُرضةً لهذه الأنواع الخطيرة من العدوى:
- الأطفال، وخاصة الذين وُلدوا في وقت مبكر.
- البالغون فوق سن 65 عاماً.
- الأشخاص الذين يعانون من التشرد أو يعيشون في ظروف مزدحمة.
- الأشخاص الذين لديهم ضعف في جهاز المناعة.
- الأشخاص الذين يتناولون المضادات الحيوية لفترة طويلة.
كيف تتفشى البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية في غزة؟
كشفت الدراسة أن 66.9% من العينات التي تم تقييمها كانت مقاومة للأدوية المتعددة.
وشملت المضادات الحيوية التي كانت البكتيريا مقاومة لها: أموكسيسيلين-كلافولانات، سيفوروكسيم، وسيفوتاكسيم.
ووجدت الدراسة أيضاً أن المقاومة لمضادين حيويين معينين، سيفترياكسون وسيفتازيديم، كانت عالية في البكتيريا التي تنمو في الجروح المصابة.
وتم الكشف عن وجود المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين، والتي تقاوم العديد من المضادات الحيوية، في بعض العينات.
ووصف بلال عرفان، أحد مؤلفي الدراسة، النتائج بأنها "مثيرة للقلق بشكل خاص".
وقال عرفان، وهو متخصص في الأخلاقيات الحيوية ويجري أبحاثاً في مستشفى بريغهام والنساء في جامعة هارفارد وجامعة ميشيغان: "نحن لا نعرف حتى النطاق الحقيقي بسبب تدمير جميع المختبرات تقريباً، ومقتل عدد كبير من الطاقم الطبي، لذلك فإن الحصول على فكرة ولو بسيطة عما يحدث في غزة أمر في غاية الأهمية".
وتعاني غزة منذ عقود من مستويات عالية من البكتيريا المقاومة للأدوية المتعددة، نتيجة للصراعات المتكررة والحصار الإسرائيلي منذ عام 2007.
لكن الوضع الحالي غير مسبوق، كما قال الخبراء. فلم يقتصر الأمر على تدهور نظام الرعاية الصحية في غزة، بل دُمّرت أنظمة الصرف الصحي، وتوقف التخلص من القمامة والنفايات الصلبة تقريباً، وانتشر الجوع بين سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، ما يجعل الكثيرين أكثر عرضة للإصابة.
ما هي الأثار المترتبة على انتشار البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية في غزة؟
وفقاً لما نقلته صحيفة الغارديان البريطانية عن كريستل موصلي، مستشارة علم الأوبئة في منظمة أطباء بلا حدود، فإن انتشار البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية في غزة يعني:
- أمراضاً أطول وأكثر خطورة.
- ارتفاعاً في خطر انتقال العدوى إلى الآخرين.
- زيادة خطر الوفاة من أمراض شائعة جداً.
- زيادة في عمليات بتر الأطراف.
يأتي ذلك بينما فرضت إسرائيل حصاراً شبه كامل على دخول الغذاء والمساعدات الإنسانية إلى غزة منذ شهر مارس/آذار، بما في ذلك دخول الإمدادات الطبية.
ودعت منظمة الصحة العالمية، الثلاثاء 12 أغسطس/آب، إسرائيل إلى السماح لها بتجديد مخزون الإمدادات الطبية المطلوبة بشكل عاجل، قبل أن تؤدي خطة إسرائيلية "للسيطرة" على مدينة غزة إلى تفاقم الوضع "الكارثي" بالفعل.
وأفاد ريك بيبركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في فلسطين المحتلة، بأن أكثر من نصف أدوية النظام الصحي في غزة نفدت تماماً.
وأضاف أن "الإجراءات الإسرائيلية المُعقّدة" حالت دون دخول الأدوية الحيوية إلى غزة.
وقال إن نصف المستشفيات فقط، و38% من مراكز الرعاية الصحية الأولية، تعمل جزئياً، ولا يعمل أي مرفق بكامل طاقته.
وأضاف بيبركورن أن نسبة إشغال الأسرة وصلت إلى 240% في مستشفى الشفاء، أكبر منشأة طبية في غزة، و300% في مستشفى الأهلي.
وقال القائمون على دراسة مجلة لانسيت إن المجتمع الطبي الدولي لديه "واجب التحرك" للاستجابة للأزمة.
وقالت الدراسة: "أولاً وقبل كل شيء، يجب على العاملين في مجال الرعاية الصحية والحكومات في جميع أنحاء العالم الدعوة إلى وقف الغزو العسكري الإسرائيلي الذي أدى إلى زيادة في الإصابات والاستهداف المتعمد على نطاق واسع للمستشفيات والمختبرات ومحطات تحلية المياه"، كما كتبوا.
ما هي أبرز الأمراض المعدية المنتشرة في قطاع غزة؟
- التهاب السحايا
- القمل
- الجرب
- الجدري المائي
- التهاب الكبد الوبائي (أ)
- الكوليرا
- أمراض الإسهال المُعدية
- شلل الأطفال
- الالتهابات الصدرية المعدية
- متلازمة غيلان باريه