- ما هي أبرز ملامح المقاطعة الرياضية لإسرائيل؟
- أولاً: نادٍ ألماني يتراجع عن التعاقد مع لاعب إسرائيلي
- ثانياً: بوما تنهي عقدها مع اتحاد كرة القدم الإسرائيلي
- ثالثاً: نادي كويتي ينسحب من مواجهة فريق إسرائيلي في بطولة عالمية دعماً لغزة
- رابعاً: لاعب نرويجي يرفض اللعب لفريق إسرائيلي دعماً لفلسطين
- خامساً: الاتحاد الأردني لكرة السلة ينسحب من مباراته ضد المنتخب الإسرائيلي في نهائيات عالمية
- ما هي تداعيات المقاطعة الرياضية على مؤسسات الاحتلال؟
- أولاً: عروض احتراف في أسواق أقل تنافسية
- ثانياً: صعوبة استقطاب المواهب الأجنبية
- ثالثاً: عقبات مالية ولوجستية
- رابعاً: عدم القدرة على استضافة المباريات الدولية
تتصاعد حركة المقاطعة العالمية لإسرائيل على كافة الأصعدة رداً على حرب الإبادة الجماعية في غزة، ومن بينها المقاطعة الرياضية التي طالت عدداً من اللاعبين الإسرائيليين والاتحادات الرياضية، ما يعكس التحول العالمي تجاه الاحتلال منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقبل عدة أيام، تراجع نادي فورتونا دوسلدورف، الناشط في دوري الدرجة الثانية الألمانية لكرة القدم، عن التعاقد مع اللاعب الإسرائيلي شون فايسمان، على خلفية تصريحات له تدعو إلى إبادة الفلسطينيين.
وتضاف واقعة فايسمان إلى عديد الوقائع والمشاهد التي تبرز مقاطعة الأندية والاتحادات الرياضية العربية والدولية لإسرائيل، وهي المقاطعة التي تلقي بظلالها القاتمة حتى على الواقع الاقتصادي للمؤسسات والاتحادات الرياضية الإسرائيلية.
ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، تزايدت الدعوات المطالبة باستبعاد وحظر مشاركة الرياضيين الإسرائيليين في الفعاليات الدولية، أسوة بما حدث مع الاتحادات الرياضية الروسية في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/شباط 2020.
Can you tell us how he died, where, and why? https://t.co/W7HCyVVtBE
— Mohamed Salah (@MoSalah) August 9, 2025
يأتي ذلك بينما استهدف القصف الإسرائيلي المتواصل على القطاع الفلسطيني المحاصر عدداً من الرياضيين الفلسطينيين، وكان آخرهم سليمان العبيد، لاعب المنتخب الفلسطيني لكرة القدم، الذي استشهد برصاص جيش الاحتلال، الأربعاء 6 أغسطس/آب، إثر استهداف قوات الاحتلال منتظري المساعدات الإنسانية جنوب قطاع غزة.
في هذا التقرير نستعرض أبرز مشاهد المقاطعة الرياضية لإسرائيل وتأثيرات هذه المقاطعة على الأندية والاتحادات الرياضية.
ما هي أبرز ملامح المقاطعة الرياضية لإسرائيل؟
أولاً: نادٍ ألماني يتراجع عن التعاقد مع لاعب إسرائيلي
تراجع نادي فورتونا دوسلدورف، الناشط في دوري الدرجة الثانية الألمانية لكرة القدم، الثلاثاء 5 أغسطس/آب 2025، عن التعاقد مع اللاعب الإسرائيلي شون فايسمان، على خلفية تصريحات له تدعو إلى إبادة الفلسطينيين.
وقال النادي الألماني في بيان عبر منصة إكس: "لقد تابعنا شون فايسمان عن كثب، لكننا قررنا في النهاية الامتناع عن التعاقد معه".
وأثير الكثير من الجدل بين الجماهير على مواقع التواصل عندما وردت أخبار عن قرب التعاقد مع فايسمان من الانضمام إلى دوسلدورف قادماً من غرناطة الإسباني.
وأفادت صحيفة بيلد الألمانية بأن النادي رضخ لغضب جمهوره من تصريحات فايسمان على مواقع التواصل الاجتماعي وقرر عدم المضي قدماً في الصفقة رغم وصول اللاعب إلى دوسلدورف.
وكان فايسمان (29 عاماً) على وشك دخول الملعب لأول تدريب له عندما تم استدعاؤه جانباً وإبلاغه بإلغاء فكرة التعاقد معه رسمياً.
"Can anyone give me a logical reason why 200 tons of bombs haven't been dropped on Gaza yet?"
— Antifa_Ultras (@ultras_antifaa) August 5, 2025
Social media post of Shon Weissman, the Israeli national team striker whose transfer was cancelled by Fortuna Düsseldorf due to his support for genocide. pic.twitter.com/qZCN6YEeYK
ودعا المهاجم، الذي خاض 33 مباراة دولية مع منتخب إسرائيل، في منشورات على مواقع التواصل إلى "محو غزة من على الخريطة" و"إلقاء 200 طن من القنابل عليها".
كما وضع إشارة إعجاب على خلفية صور لغزاويين، وتساءل: "لماذا لا يطلقون النار على رؤوسهم؟"، وقال فايسمان، الذي حذف المنشورات بعد وقت قصير من نشرها، لاحقاً إنه ارتكب خطأ وكان يتصرف في حالة انفعال لحظي.
وأطلق مشجعو دوسلدورف عريضة إلكترونية قائلين إن تعليقات فايسمان "غير المحترمة والتمييزية تتناقض بشكل صارخ مع المبادئ التي يدافع عنها فورتونا ويسعى إلى تعزيزها".
ثانياً: بوما تنهي عقدها مع اتحاد كرة القدم الإسرائيلي
أعلنت حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS) في نوفمبر/تشرين الثاني 2024 أن شركة بوما الألمانية ستنهي عقد رعايتها مع اتحاد كرة القدم الإسرائيلي (IFA) بحلول 31 ديسمبر/كانون الأول 2024، وذلك بعد حملة مقاطعة استمرت 5 سنوات.
وتعرضت "بوما" لحملة مقاطعة عالمية فعّالة منذ عام 2018، بدأت بنداء وجهه أكثر من 200 نادٍ رياضي فلسطيني يطالب الشركة الألمانية بإنهاء تواطؤها مع الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم، الذي يضم أندية في مستعمرات إسرائيلية مبنية على أراضٍ فلسطينية مسلوبة ويساهم في دعمها واحتضانها.
وقالت حركة المقاطعة: "ومنذ العام 2018، شاركت العديد من المجموعات والنشطاء والرياضيين/ات في أيام التحرّك العالمية للضغط على شركة بوما، بما يشمل اقتحام مكاتب ومعارض الشركة، وتصدر العناوين على مواقع التواصل الاجتماعي، ونشر الحقائق التي تفضح أكاذيب الشركة الألمانية ونفاقها".
وتابعت: "كما أدت الحملة إلى إنهاء العديد من الأندية واللاعبين والفنانين عقودهم مع بوما، بالإضافة إلى إزالة منتجاتها من بعض المحال التجارية الرياضية. على سبيل المثال، في المنطقة العربية، تعهد فريق نادي قطر بعدم تجديده للعقد مع شركة بوما (Puma)، وذلك استجابة لدعوات شباب قطر ضدّ التطبيع".
ولم تتمكن "بوما" من احتواء ضغط حملة المقاطعة العالمية ضدها، حيث أخبر محامي الشركة أحد ناشطي حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) عن طريق الخطأ أن جهود المقاطعة جعلت حياة الشركة "بائسة".
كما كشفت مذكرة داخلية عن كذب شركة "بوما"، أثناء محاولتها طمأنة شركاء الأعمال وسفراء العلامة التجارية القلقين بشأن تواطؤها في نظام الاستعمار الاستيطاني والاحتلال العسكري الإسرائيلي.
ثالثاً: نادي كويتي ينسحب من مواجهة فريق إسرائيلي في بطولة عالمية دعماً لغزة
وفي سبتمبر/أيلول 2024، انسحب نادي القادسية الكويتي من مواجهة فريق إسرائيلي في بطولة كأس العالم للأندية بكرة القدم الشاطئية التي أقيمت في إيطاليا دعماً لغزة.
وأبرزت حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات خبر انسحاب النادي الكويتي أمام فريق يمثل إسرائيل التي تمارس إبادة جماعية في حربها على غزة.
رابعاً: لاعب نرويجي يرفض اللعب لفريق إسرائيلي دعماً لفلسطين
رفض لاعب كرة القدم النرويجي، أولي ساتر، في سبتمبر/أيلول الماضي عرض احتراف في نادي مكابي حيفا الإسرائيلي، مشيراً إلى اعتراضات أخلاقية قوية.
وقال ساتر، البالغ من العمر 28 عاماً، لقناة "تي في 2" النرويجية إنه لا يستطيع قبول العرض، على الرغم من الأمان المالي الذي كان سيوفره.
وتابع: "لا أريد أي أموال تأتي من معاناة الآخرين، الناس في تلك المنطقة يعيشون في خوف بمنازلهم، ولا يمكنني بضمير مرتاح أن أقبل مثل هذه الأموال مهما كان المبلغ كبيراً".
وقال إن العرض كان من الممكن أن يجعله "مستقلاً مالياً"، لكنه أصر على أنه لا يستطيع تمثيل بلد يعارض قيمه وأفعاله.
وأضاف: "إنها دولة لا أملك الأخلاق ولا القيم اللازمة لتمثيلها".
28 year old Norwegian 🇳🇴 football player Ole Saeter rejected an offer from Israeli 🇮🇱 club Maccabi Haifa.
— F I R A S 🍉 (@firasshams1) October 10, 2024
"I don't want any blood money coming into my account. It is out of bounds to play in a country that behaves like this", said Saeter. pic.twitter.com/zM4rICcPg4
خامساً: الاتحاد الأردني لكرة السلة ينسحب من مباراته ضد المنتخب الإسرائيلي في نهائيات عالمية
وفي نهاية يونيو/حزيران 2025، أعلن الاتحاد الأردني لكرة السلة أن منتخب الشباب لن يلعب مباراته أمام إسرائيل في كأس العالم لكرة السلة، بعد أن أرسل الاتحاد الأردني كتاباً للاتحاد الدولي لكرة السلة "فيبا" يعتذر فيه عن خوض اللقاء.
وقال الاتحاد الأردني لكرة السلة في بيان، إنه طلب من نظيره الدولي "عدم خوض المباراة"، مشيراً إلى أن الاتحاد الدولي المعروف اختصاراً بـ"فيبا" قرر "عدم إقامة المباراة بين الطرفين" مع "قرار باحتساب النتيجة لصالح الفريق الخصم".
ولاقى انسحاب المملكة، الموقعة على اتفاقية سلام مع إسرائيل في عام 1994، تأييداً محلياً واسعاً، بحسب تقرير لموقع بي بي سي.
وعبّرت العضو في مجلس النواب الأردني، نور أبو غوش، عن "فخرها" بالقرار، وكتبت عبر منصة إكس: "فوزكم بالثبات على المبادئ خيرٌ من ألف كأس ولعبة".
ما هي تداعيات المقاطعة الرياضية على مؤسسات الاحتلال؟
أبرزت تقارير نشرتها وسائل إعلام عبرية التداعيات التي خلفتها المقاطعة الرياضية الدولية للمؤسسات الرياضية الإسرائيلية.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، فإن أبرز هذه التأثيرات هي:
أولاً: عروض احتراف في أسواق أقل تنافسية
يوجه وكلاء اللاعبين الإسرائيليين لاعبيهم إلى أسواق أقل تنافسية في دول صديقة نسبياً. وينضم العديد من اللاعبين الآن إلى أندية في الولايات المتحدة أو إلى دوريات في المجر وبلغاريا ورومانيا.
ثانياً: صعوبة استقطاب المواهب الأجنبية
تعاني أندية الاحتلال أيضاً من صعوبة استقطاب المواهب الأجنبية، على الرغم من زيادة الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم لعدد اللاعبين الأجانب المسموح لهم.
ونتيجة لذلك، اتجهت الأندية إلى أسواق أقل شهرة، مثل دوري الدرجة الثانية في البرازيل أو دوريات الدرجة الأدنى في البرتغال. حتى أن الأندية الكبرى ذات الميزانيات الضخمة باتت تجد صعوبة في التعاقد مع لاعبين مؤثرين، بينما امتنعت فرق أخرى، مثل هبوعيل بئر السبع، عن التعاقد مع لاعبين نهائياً.

ثالثاً: عقبات مالية ولوجستية
تتجلى الصعوبات المالية بشكل خاص في كرة السلة. فعلى سبيل المثال، يعتمد فريق مكابي تل أبيب لكرة السلة على مبيعات التذاكر الموسمية لتغطية 60% من ميزانيته، وقد أدى عدم القدرة على استضافة المباريات إلى أزمة مالية في العديد من الرياضات.
كما استُبعدت إسرائيل من استضافة الفعاليات الدولية لمدة عامين، بما في ذلك بطولة الجودو الكبرى، ومنافسات الدراجات، وبطولات الجمباز الإيقاعي.
رابعاً: عدم القدرة على استضافة المباريات الدولية
من المشكلات الرئيسية الأخرى عدم القدرة على استضافة المباريات الدولية. فقد اعتادت الأندية والمنتخبات الوطنية الإسرائيلية اللعب في الخارج، مما أدى إلى خسائر فادحة في الإيرادات وزيادة في نفقات السفر.