ثاني أكبر مورد أسلحة لتل أبيب ينسحب.. كيف ستتأثر إسرائيل بتوقف ألمانيا عن إمدادها بالسلاح؟ 

عربي بوست
تم النشر: 2025/08/09 الساعة 11:24 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2025/08/09 الساعة 11:29 بتوقيت غرينتش
دبابات إسرائيلية على حدود قطاع غزة - رويترز

أعلنت ألمانيا تعليق تزويد إسرائيل بالأسلحة التي يمكن استخدامها في قطاع غزة، عقب إقرار حكومة الاحتلال خطة لاحتلال مدينة غزة، في خطوة شكلت تحولاً كبيراً في مواقف الحكومة الألمانية تجاه تل أبيب.

ولطالما كانت ألمانيا حليفاً داعماً لتل أبيب منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، خاصة على الصعيد العسكري، حيث احتلت برلين المركز الثاني في قائمة أكثر الدول تصديراً للعتاد العسكري لإسرائيل.

وجاءت الخطوة المفاجئة من برلين تزامناً مع احتجاجات متجددة في ألمانيا، لكونها أكبر داعم أوروبي لتل أبيب في حرب الإبادة الجماعية على غزة، وفقاً لوكالة الأناضول.

ماذا حدث؟

  • قال المستشار الألماني، فريدريش ميرتس، الجمعة 8 أغسطس/آب 2025، إن "إسرائيل لديها الحق في الدفاع عن نفسها ضد حماس"، مضيفاً أن إطلاق سراح الأسرى والمفاوضات الجدية لوقف إطلاق النار تشكلان أولوية قصوى للحكومة الألمانية.
  • كما ذكر المستشار الألماني أن "نزع سلاح حركة حماس وعدم إعطائها أي دور في مستقبل غزة" يعتبر شرطاً بالنسبة لبلاده.
  • وأردف أن "القرار الذي اتخذه مجلس الوزراء الإسرائيلي الليلة الماضية بتكثيف العمليات العسكرية للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة يزيد من صعوبة تحقيق هذه الأهداف".
  • وتابع: "وسط هذه الظروف، لن توافق الحكومة الألمانية على تصدير الأسلحة التي يمكن استخدامها في قطاع غزة حتى إشعار آخر".
  • ورغم أن بلاده هي مصدر الأسلحة الأول لإسرائيل في أوروبا، قال ميرتس إن حكومته تشعر بقلق بالغ إزاء المعاناة المستمرة للمدنيين في قطاع غزة.
  • وأضاف أنه مع "الهجوم المخطط له، فإن الحكومة الإسرائيلية تتحمل الآن مسؤولية أكبر من أي وقت مضى لتلبية احتياجات السكان".
  • كما طالب ميرتس الحكومة الإسرائيلية بالامتناع عن اتخاذ أي خطوات إضافية نحو ضم الضفة الغربية.

كيف ردت إسرائيل؟

  • خلال مكالمة هاتفية أجراها مع المستشار ميرتس، أعرب نتنياهو عن "خيبة أمله" إزاء قرار ألمانيا فرض حظر على تزويد بلاده بالأسلحة التي قد تستخدم في قطاع غزة، وفق بيان لمكتبه.
  • وزعم نتنياهو أن "هدف إسرائيل ليس السيطرة على غزة، بل تحريرها من حماس، وتمكين إقامة حكومة سلمية هناك"، على حد تعبيره.

ماذا يعني قرار الحظر؟

  • تعد هذه خطوة جريئة من المستشار الألماني الذي قال بعد فوزه في الانتخابات في فبراير/شباط إنه سيدعو نتنياهو لزيارة ألمانيا، في تحد لمذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية، بحسب تقرير لوكالة رويترز.
  • ويعكس هذا التحول كيف أن دعماً بلا حدود لإسرائيل، بسبب مسؤولية ألمانيا التاريخية عن المحرقة النازية، يتعرض لاختبار لم يسبق له مثيل.
  • وبدأت سياسات ألمانيا القائمة منذ عقود تجاه إسرائيل تتأثر مع ارتفاع عدد القتلى المدنيين الفلسطينيين في غزة، والدمار الهائل الذي سببته الحرب، وانتشار صور الأطفال الجائعين.
  • وقالت موريل أسبورج، الباحثة في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، لرويترز: "من اللافت للنظر أنه أول إجراء ملموس تتخذه هذه الحكومة الألمانية، لكنني لا أراه تحولاً في السياسة الألمانية، بل 'طلقة تحذيرية'".
  • وتعكس هذه الخطوة شعوراً بالغضب في ألمانيا، حيث أصبح الرأي العام أكثر انتقاداً لإسرائيل.
  • ووفقًا لاستطلاع للرأي أجرته مؤسسة دويتشلاند تريند لصالح تلفزيون (إيه.آر.دي)، وصدرت نتائجه الخميس الماضي، فإن 66% من الألمان يريدون من حكومتهم ممارسة المزيد من الضغط على إسرائيل لتغيير سلوكها.

ما هو حجم الصادرات العسكرية الألمانية لإسرائيل؟

  • تعد ألمانيا ثاني أكبر مصدر للأسلحة إلى إسرائيل، حيث استحوذت على 30% من الواردات بين عامي 2019 و2023، وفقاً لمعهد ستوكهولم لأبحاث السلام.
  • وتتألف المعدات العسكرية التي تصدرها ألمانيا إلى إسرائيل في الغالب من غواصات، وسفن حربية، ومحركات للمركبات البرية والمركبات البحرية والطائرات التي يتم تجميعها في إسرائيل أو الولايات المتحدة، وطوربيدات للغواصات.
  • وفي عام 2022، وقّعت إسرائيل صفقة بقيمة 3.3 مليار دولار مع ألمانيا لشراء ثلاث غواصات ديزل متطورة من طراز داكار، ومن المتوقع تسليمها في عام 2031. وستحل هذه الغواصات محل غواصات دولفين الألمانية الصنع التي تشغلها البحرية الإسرائيلية حالياً.
  • وفي عام 2023، بلغت قيمة مبيعات الأسلحة التي قدمتها ألمانيا لإسرائيل 361 مليون دولار ــ وهو ما يمثل زيادة قدرها 10 أضعاف مقارنة بعام 2022 ــ حيث تم منح غالبية تراخيص التصدير هذه بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
  • ووفقاً لوكالة الأنباء الألمانية، شملت هذه الشحنة 3000 سلاح مضاد للدبابات محمول و500 ألف طلقة ذخيرة للأسلحة النارية الآلية أو شبه الآلية. وأضافت الوكالة أن معظم تراخيص التصدير مُنحت لمركبات برية وتقنيات لتطوير وتجميع وصيانة وإصلاح الأسلحة.
  • وفي عام 2023 أيضاً، صدّرت ألمانيا لإسرائيل محركات ديزل لدبابات ميركافا-4، التي تُعدّ جزءاً لا يتجزأ من الغزو البري الإسرائيلي لغزة. ومنذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، استُخدمت هذه الدبابات في هجمات على المدنيين والبنية التحتية في غزة.
  • وبحسب صحيفة فايننشيال تايمز البريطانية، أنشأت الحكومة الألمانية في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 " مجموعة عمل من وزارة الخارجية ووزارة الشؤون الاقتصادية ومكتب مراقبة الصادرات مكلفة بتسريع طلبات الأسلحة الإسرائيلية ". 
من يُسّلح إسرائيل
قوات من جيش الاحتلال الإسرائيلي/shutterstock

كيف ستتأثر إسرائيل بقرار الحظر؟

  • "ستفقد إسرائيل ثاني أكبر مورد أسلحة لها بعد الولايات المتحدة، في وقت تحتاج إليه أكثر من أي وقت مضى"، هكذا علق تقرير نشره موقع كالكاليست العبري على قرار الحكومة الألمانية تعليق إمداد إسرائيل بالأسلحة التي يمكن استخدامها في غزة.
  • ووفقًا للتقرير، فإن قرار المستشار الألماني بفرض حظر على تصدير الأسلحة لإسرائيل يُهدد توريد ثلاث غواصات جديدة بقيمة 3 مليارات يورو، وقذائف، ووحدات إنتاج صواريخ.
  • وقد يُلحق قرار الحظر الضرر بإنتاج محركات دبابات ميركافا وناقلات الجنود المدرعة كناقلتي نمر وإيتان. وطُوّرت هذه المحركات وصُمّمت من قِبل شركة MTU الألمانية.
  • بالإضافة إلى ذلك، تُزوّد ألمانيا إسرائيل بقذائف وأنظمة كهروضوئية تستخدمها الصناعات الدفاعية في إنتاج الصواريخ والقذائف الصاروخية وأنواع مختلفة من الذخائر.
  • وقال مصدر في الصناعات الدفاعية لموقع كالكاليست: "منذ اندلاع الحرب، شهدنا عددًا لا بأس به من القيود على الأسلحة من دول عديدة، لكن الحظر الألماني يُمثل ضربة موجعة".
احتجاجات أمام الكونغرس ؤقالة غالانت
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو/الأناضول

ما هي الدول الأخرى التي علّقت تصدير الأسلحة لإسرائيل؟

انضمت ألمانيا بهذا القرار إلى قائمة أخرى من الدول التي علّقت تصدير الأسلحة إلى إسرائيل بشكل كامل أو جزئي منذ بدء الحرب على غزة، ومن أبرزها:

إسبانيا:

  • في يونيو/حزيران الماضي، أعلنت وزارة الدفاع الإسبانية تعليق عقد مع شركة إسرائيلية لإنتاج نظام صواريخ "سبايك LR2" المضادة للدبابات لاستخدامه في قيادة القوات البرية.

سلوفينيا:

  • في نهاية يوليو/تموز الماضي، أعلنت حكومة سلوفينيا أنها أصبحت أول دولة أوروبية تحظر استيراد وتصدير ونقل الأسلحة والمعدات العسكرية من وإلى إسرائيل.
  • وبموجب القرار الجديد، تُحظر جميع الأسلحة والمعدات العسكرية المُرسلة من سلوفينيا إلى إسرائيل، أو المُستوردة منها، أو المنقولة عبر الأراضي السلوفينية.

إيطاليا:

  • في يناير/كانون الثاني 2024، أعلن وزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاجاني، أن بلاده قررت التوقف عن إرسال المزيد من الأسلحة إلى إسرائيل.
  • وتعد إيطاليا ثالث أكبر مورد للمعدات العسكرية لإسرائيل، لكنها تساهم بأقل من 1% من إجمالي واردات إسرائيل من الأسلحة، وفقاً لمنظمة "العمل ضد العنف المسلح" البحثية، ومقرها لندن.
لا تتوقف عن المقاطعة
مقاطعة المنتجات الإسرائيلية/ رويترز

كندا:

  • في مارس/آذار 2024، وافق البرلمان الكندي، بتصويت غير ملزم، على وقف المبيعات العسكرية المستقبلية لإسرائيل.
  • وصرحت وزيرة الخارجية، ميلاني جولي، لصحيفة تورنتو ستار آنذاك، بأن شحنات الأسلحة ستتوقف، قائلة: "إنه أمر واقع".

بلجيكا:

  • في مايو/أيار 2024، فرضت السلطات المحلية قيوداً على مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل، كما دعت الحكومة البلجيكية إلى حظر شامل على مستوى الاتحاد الأوروبي.

هولندا:

  • في فبراير/شباط 2024، أمرت محكمة هولندية الحكومة بوقف توريد قطع غيار طائرات إف-35 المقاتلة إلى إسرائيل، بسبب الخطر الواضح المتمثل في انتهاكات جسيمة للقانون الإنساني الدولي.

المملكة المتحدة:

  • علّقت حوالي 30 من أصل 350 ترخيصاً لتصدير الأسلحة إلى إسرائيل في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، بسبب المخاوف من إمكانية استخدام الأسلحة لانتهاك القانون الإنساني الدولي في غزة.

مجموعة لاهاي:

  • التزمت مجموعة من 12 دولة، تُعرف باسم مجموعة لاهاي، في قمة عُقدت في يوليو/تموز 2025 بوقف جميع عمليات نقل الأسلحة إلى إسرائيل. 
  • وهذه الدول هي: بوليفيا، كولومبيا، كوبا، إندونيسيا، العراق، ليبيا، ماليزيا، ناميبيا، نيكاراغوا، عُمان، سانت فنسنت وجزر غرينادين، وجنوب أفريقيا. وأعلنت تركيا لاحًقا أنها ستلتزم بهذه الإجراءات.
تحميل المزيد