تل أبيب تناقش خطتين إحداهما احتلال غزة.. إليك مناطق العمليات المحتملة في القطاع

عربي بوست
تم النشر: 2025/08/07 الساعة 13:23 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2025/08/07 الساعة 13:24 بتوقيت غرينتش
زيارة سابقة لرئيس الوزراء الإسرائيلي لقطاع غزة/ جيش الاحتلال

تعرض على طاولة الحكومة الإسرائيلية خطتان تتعلقان بمناطق العمليات المحتملة في قطاع غزة، إحداهما يدعمها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزراء متطرفون، تشمل احتلال القطاع، وأخرى يدعمها رئيس الأركان إيال زامير، ووزراء آخرون، وسط مخاوفهم من انعكاس الخطة الأولى سلباً على إسرائيل.

وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإن أي اقتراح يقدمه نتنياهو سيحظى بأغلبية كبيرة، على الرغم من التحفظات المتوقعة من الوزير جدعون ساعر، ورئيس حزب شاس أرييه درعي، الذي لا يملك حق التصويت إطلاقاً.

ورغم أن هناك خلافاً إسرائيلياً بشأن الخطتين، فإن كليهما سيشمل مناطق لم ينفذ فيها الجيش الإسرائيلي عمليات برية.

أولاً: ما هي خطتا نتنياهو وزامير في قطاع غزة؟

تتضمن الخطة التي يدعمها رئيس الأركان ويدفع نحو تنفيذها، ويؤيده فيها وزير الخارجية جدعون ساعر، والوزير أرييه درعي، خمس نقاط رئيسية، بحسب القناة 12 العبرية:

  • حصار وعزل مدينة غزة والمخيمات المركزية في وسط قطاع غزة.
  • استخدام قوة نارية كبيرة لتقويض قدرات المقاومة، وإعداد المنطقة لدخول المشاة.
  • عمليات برية مدروسة وخاضعة للرقابة، مع تقليل المخاطر على حياة الأسرى الإسرائيليين، وتقليل الضرر الذي قد يلحق بالجيش الإسرائيلي.
  • الاستخدام السليم لبنية قوة الجيش في ضوء الاستنزاف في صفوف المقاتلين.
  • تجنب الفخاخ، وتجنب القيام بعمليات عميقة في قلب مدينة غزة التي قد تكون شوارعها مفخخة ومحملة بالعبوات الناسفة، مع منع أي ضرر محتمل للأسرى.

أما الخطة الأخرى التي يتبناها نتنياهو، فتتمثل في:

  • احتلال مدينة غزة بالكامل، وليس القطاع بأكمله دفعة واحدة.
  • توجيه إشعار بالإخلاء للفلسطينيين الذين يُقدَّر عددهم بنحو 900 ألف إلى 1 مليون نسمة، قبل بدء العملية.
  • توفير دعم أمريكي لنقل السكان إلى مناطق في وسط القطاع.
  • دخول فرق وألوية مكثفة إلى ما يقارب 20% من الأراضي التي لا يسيطر عليها الجيش.
  • تستمر العملية نحو خمسة أشهر.

وتزعم القناة العبرية، أنه خلال الأسابيع اللازمة للتنظيم اللوجستي على الأرض، بما في ذلك إنشاء بنية تحتية مدنية مؤقتة لاستيعاب النازحين من غزة، لن تشن إسرائيل عملية برية، وبعد ذلك ستبدأ القوات بالدخول إلى مدينة غزة بشكل منظم.

وبالتوازي مع التحرك العسكري، سيتم طرح فكرة ضم "المحيط"، وهو الشريط الأمني الذي سيطرت عليه إسرائيل منذ بداية الحرب والمتاخم للسياج الحدودي، للنقاش في مجلس الوزراء.

جنود من جيش الاحتلال في قطاع غزة / الأناضول
جنود من جيش الاحتلال في قطاع غزة / الأناضول

ويدرس الإسرائيليون، بحسب المخطط، إمكانية جعل السيطرة على الشريط الأمني دائمة.

وتقول صحيفة "معاريف"، إنه إذا كان وزراء اليمين المتطرف وراء هذه الخطة، فإن احتلال قطاع غزة يهدف إلى تهجير سكانه، وبناء مستوطنات إسرائيلية.

ويبدي رئيس الأركان إيال زامير مخاوفه من أن احتلال قطاع غزة قد يدخل إسرائيل "نموذج فيتنام"، في إشارة إلى انزلاق بطيء نحو عملية مطولة ومكلفة دون هدف نهائي واضح.

ولا يقتصر الخلاف بشأن احتلال قطاع غزة على خطر احتجاز الأسرى، بل أيضاً توقيت العمليات في ظل جيش منهك يحتاج إلى عام على الأقل من التعزيز والتحديث بعد قرابة عامين من القتال المتواصل.

وتشير التقديرات إلى أن التقدم نحو احتلال المنطقة قد يستغرق شهرين إلى ثلاثة أشهر على الأقل، لكن عملية تطهير الأنفاق في المناطق الجديدة قد تستغرق عامين آخرين، وفي النهاية سيلزم الجيش بإقامة نظام عسكري وتلبية جميع احتياجات سكان قطاع غزة.

وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن معظم الأسرى الأحياء، إن لم يكن جميعهم، سيموتون في هذه العملية، إما نتيجة قتلهم من قِبل المقاومين، أو نتيجة نيران خاطئة من الجيش الإسرائيلي.

أما الثمن الإضافي الذي قد يتسبب به احتلال غزة، فهو عدد ضحايا الجيش الإسرائيلي، والذي يُقدَّر بعشرات ومئات الجرحى، بحسب "معاريف".

وبحسب الجيش، فإن العبء على المجتمع الإسرائيلي سينعكس في التعبئة الفورية والواسعة النطاق لعشرات الآلاف من جنود الاحتياط، وإعادة نشر جميع الألوية النظامية للقتال في قطاع غزة في الأيام المقبلة.

ما هي مناطق العمليات المحتملة في القطاع؟

تشير وسائل الإعلام العبرية إلى أن هناك إجماعاً بين قيادة الجيش على أن الأوضاع تستلزم استئناف القتال، لا سيما في المناطق التي لم يدخلها الجيش نهائياً منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وهي:

  • غرب مدينة غزة
  • مخيمات المحافظة الوسطى التي لم يتم الدخول إليها منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023
  • المواصي

وتشير صحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى أن الأهداف المنتظرة في مدينة غزة ستكون أحياء كبيرة مثل حي الصبرة وسط المدينة، وكذلك حي الشاطئ المزدحم بالقرب من الساحل، وبين أبراج الرمال والشيخ عجلين.

الاحتلال يحشر المدنيين في 3 قطاعات في غزة/ عربي بوست
الاحتلال يحشر المدنيين في 3 قطاعات في غزة/ عربي بوست

وبحسب تقديرات الجيش الإسرائيلي، فإن حماس لا تزال تمتلك كيلومترات عدة من الأنفاق فيها، ووفقاً لتقديرات استخبارات الجيش، فإن الحركة أعادت ترسيخ وجودها في شمال غزة مع عشرة آلاف من عناصرها الذين تمكنوا من العودة عبر نتساريم.

وتذكر الصحيفة أن الجيش لا يستبعد احتمالية انسحاب العديد من عناصر المقاومة مجدداً مع بدء العملية العسكرية الجديدة مع السكان، حفاظاً على قوة التنظيم مستقبلاً.

ووفقاً لذلك، فإن حماس اعتادت وأدركت فوائد العودة إلى "حرب العصابات"، التي حققت لها إنجازات في الأشهر الماضية، والتي كادت أن تنتهي مؤخراً باختطاف جنود إسرائيليين.

وإلى جانب أحياء مدينة غزة، فإن العملية العسكرية المحتملة ستشمل مدينة دير البلح ومخيم النصيرات وسط قطاع غزة، حيث لا تزال حركة حماس تمتلك كتيبتين تتمتعان بكفاءة عالية نسبياً، لأن الجيش لم يدخلهما بسبب احتمالية وجود الأسرى الإسرائيليين هناك، بحسب "يديعوت أحرونوت".

ومن المتوقع أن يُقدِم الاحتلال على إغلاق محور نتساريم مجدداً، والذي يفصل مدينة غزة عن المخيمات الوسطى.

وتشير صحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى المنطقة الثالثة التي لم تصل إليها عمليات الجيش الإسرائيلي، وهي "مدينة النازحين" في المواصي غرب خان يونس جنوبي قطاع غزة.

ويمتد هذا الشريط الواسع من أطراف مدينة دير البلح حتى أطراف مدينة رفح، ويعج بمئات الآلاف من النازحين.

تحميل المزيد