في وقت تتصاعد فيه التوترات على جبهات متعددة، من الشرق الأوسط إلى أوروبا وصولاً إلى المحيط الهادئ، تواجه الولايات المتحدة أزمة غير معلنة لكنها خطيرة: نقص حاد في الصواريخ الاعتراضية وتحديداً "باتريوت"٬ وهو ما يهدد بشكل مباشر قدرة الجيش الأميركي على الرد السريع والحاسم في حال اندلاع أي مواجهة كبرى٬ ناهيك عن قدرة واشنطن على الإيفاء بالتزاماتها وتسليم شحنات المطلوبة من هذه الصواريخ لحلفائها.
ومع كل صاروخ روسي يُطلق في أوكرانيا، وكل طائرة مسيّرة تُسقط في سماء "إسرائيل"، يتآكل المخزون الأميركي بصمت، وهذا النقص بات أكثر حدة بعد الهجوم الإسرائيلي الأخير على إيران، إذ احتاجت إسرائيل إلى آلاف الصواريخ الدفاعية من طراز باتريوت وغيرها٬ لاعتراض آلاف الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية التي أطلقتها طهران خلال 12 يوماً على "إسرائيل" وقواعد أمريكية بالمنطقة.
وكان مسؤولون أميركيون قد حذروا نهاية العام الماضي من أن تبادل الضربات بين إيران و"إسرائيل"٬ واستمرار الحرب في أوكرانيا سيؤديان إلى استنزاف مخزون أمريكا من صواريخ الباتريوت. وترفض وزارة الدفاع الأميركية الإفصاح عن حجم المخزون، معتبرةً أن هذه المعلومات سرية وقد تُستخدم من قبل خصومها.
تعززت هذه المخاوف بعد قرار البنتاغون الأخير الصادم لأوروبا٬ بتقييد شحنات الأسلحة المتجهة إلى أوكرانيا، خاصة صواريخ باتريوت الدفاعية، ما يعكس قلقاً حقيقياً من استنزاف المخزون الاستراتيجي الأميركي في ظل الطلب المتزايد٬ وعدم قدرة المصانع الأمريكية على مواكبة هذا الارتفاع في الطلب٬ بسبب الاختناقات في سلاسل التوريد.
صواريخ دفاع بمليارات الدولارات.. ما هي منظومة باتريوت؟
- منظومة باتريوت الدفاعية هي أكثر منظومات الجيش الأمريكي تقدماً، ويبلغ مداها قرابة 20 (32 كم) إلى 100 ميل (حوالي 169 كم)، حسب التهديد. وهي في الأصل منظومة مضادة للطائرات، لكن الطرازات الأحدث منها يمكنها أيضاً التصدي للصواريخ البالستية وصواريخ كروز والطائرات المسيرة. وتشتمل منظومة باتريوت، إلى جانب الصواريخ، على رادارات ومحطات تحكم لتحديد وتعقب واستهداف أسلحة العدو.
- دخل نظام الدفاع الجوي MIM-104 باتريوت الخدمة لأول مرة في أوائل الثمانينيات كبديل لكل من أنظمة الدفاع الجوي التكتيكية المتوسطة، من طراز Nike Hercules و MIM-23 Hawk. واليوم، يتم تشغيل باتريوت من قبل 18 دولة، مع تشغيل الولايات المتحدة لأكبر أسطول من الأنظمة، مع 16 كتيبة باتريوت تعمل بما يزيد عن 50 بطارية باتريوت تضم أكثر من 1200 صاروخ اعتراض في الميدان.
- تحمي منظومة باتريوت (Patriot) التي طورتها شركة "رايثيون" للصناعات الدفاعية، المنشآت العسكرية والقواعد الجوية من الهجمات الجوية، وأساس عملها الدفاع على المدى البعيد، وتستطيع إصابة أهداف جوية على نطاق يتجاوز 160 كيلومتراً، والصواريخ الباليستية على مدى 75 كيلومتراً.

- ويشتمل هذا النظام عادة على رادار قوي هو ELFAR من نوع phased‑array (مصفوفة طوَّفية) قادر على التتبع متعدد الأهداف، ومنصات السيطرة والتحكم، إضافة إلى صواريخ اعتراض من عدة أنواع (PAC‑2 GEM‑T وPAC‑3 MSE) ومحطة تحكم ومولد طاقة ومحطات إطلاق ومركبات دعم أخرى. وقال حلف "الناتو" في عام 2015 إن نطاق رادار النظام يصل إلى أكثر من 150 كيلومتراً.
- تتكون كل بطارية باتريوت من نظام إطلاق مثبت على شاحنة مع ثماني قاذفات يمكنها استيعاب ما يصل إلى أربعة صواريخ اعتراضية لكل منها، ورادار أرضي ومحطة تحكم ومولد. ويتسلح نظام باتريوت بصواريخ PAC-3 التي تصنعها شركة "لوكهيد مارتن"٬ والتي تستخدم رأساً حربياً متفجراً دقيق الإصابة٬ وتبلغ التكلفة التقريبية للصاروخ الواحد 4 ملايين دولار.
- فيما يتعلق بالتكلفة المحلية الأمريكية٬ تبلغ قيمة مجموعة باتريوت الحديثة الإنتاج أكثر من مليار دولار للبطارية الواحدة، وفقاً لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بما يشمل تكلفة الصواريخ الاعتراضية. فيما تبلغ تكلفة التصدير حوالي 2.37-2.5 مليار دولار أمريكي للبطارية الواحدة؛ و 6-10 ملايين دولار أمريكي للصاروخ الاعتراضي الواحد.
لماذا دق البنتاغون جرس الإنذار بشأن مخزون صواريخ باتريوت؟
- في 2 يوليو/حزيران 2025 أوقف البنتاغون شحنات صواريخ الدفاع الجوي الأساسية "باتريوت" والذخائر الموجهة بدقة إلى أوكرانيا، مشيراً إلى مخاوف بشأن تضاؤل مخزونات الولايات المتحدة، وهو قرار أحدث موجات من الجدل في دوائر الدفاع العالمية.
- وأعلن وزير الدفاع بيت هيجسيث عن هذا القرار، الذي يؤثر على أنظمة الأسلحة الحيوية، بما في ذلك صواريخ اعتراضية لأنظمة الدفاع الجوي باتريوت وقذائف مدفعية دقيقة وصواريخ لطائرات إف-16 المقاتلة، والتي كانت جميعها أساسية في دفاع أوكرانيا ضد الهجمات الروسية المتصاعدة. وصف البيت الأبيض هذه الخطوة بأنها "تعطي الأولوية لمصالح أمريكا أولاً"، حيث صرحت المتحدثة باسم البيت الأبيض آنا كيلي: "اتخذ هذا القرار لوضع مصالح أمريكا أولاً بعد مراجعة وزارة الدفاع للدعم العسكري الذي تقدمه بلادنا للدول الأخرى في جميع أنحاء العالم".
- جاء هذا القرار عقب مراجعة أجراها البنتاغون بقيادة كبير مسؤولي السياسات، إلبريدج كولبي، والتي كشفت عن أن احتياطيات الولايات المتحدة من قذائف المدفعية وصواريخ الدفاع الجوي "باتريوت" والذخائر الدقيقة قد وصلت إلى مستويات منخفضة للغاية. وتتزامن هذه الخطوة، التي خُطط لها في أوائل يونيو/حزيران، مع أكبر هجوم جوي روسي على أوكرانيا منذ بدء الصراع، والذي شمل 477 طائرة بدون طيار و60 صاروخًا استهدف مناطق مدنية في كييف وخارجها٬ وهو ما دفع كييف لاستخدام غير مسبوق للصواريخ الاعتراضية الأمريكية.

- تستخدم صواريخ باتريوت الاعتراضية من طراز PAC-3 تقنية "الإصابة القاتلة"، معتمدةً على طاقة حركية دقيقة لتدمير الصواريخ القادمة. وقد لعبت هذه الصواريخ الاعتراضية دوراً محورياً في حماية المدن الأوكرانية من صواريخ إسكندر وكينجال الفرط صوتية الروسية، حيث تشير تقارير مفتوحة المصدر إلى اشتباكات ناجحة في كييف وأوديسا. وقد يؤدي تعليق واشنطن عمل هذه الصواريخ الاعتراضية، انكشاف المدن الأوكرانية وتعريضها لخطر استهدافها بالصواريخ الروسية شديدة التدمير.
- كانت الولايات المتحدة أكبر مانح للمساعدات العسكرية لأوكرانيا منذ أن شنت روسيا غزوها الكامل في عام 2022، حيث قدمت الولايات المتحدة حوالي 67 مليار دولار كمساعدات عسكرية لأوكرانيا منذ أن شنت روسيا غزوها الشامل لجارتها في فبراير 2022، وفقًا لوزارة الخارجية الأمريكية. شملت أنظمة الدفاع الجوي والطائرات بدون طيار وقاذفات الصواريخ والرادارات والدبابات والأسلحة المضادة للدروع، مما أدى إلى مخاوف بشأن تضاؤل المخزونات الأمريكية.
- ويتمحور المبرر الرسمي الأمريكي حول ضرورة الاحتفاظ بمخزونات كافية تحسباً للصراعات المحتملة في مناطق مثل المحيطين الهندي والهادئ، حيث تُشكّل التوترات مع الصين بشأن تايوان مصدر قلق متزايد. كما خصصت الولايات المتحدة موارد كبيرة لإسرائيل وشركاء آخرين، مما زاد من استنزاف احتياطياتها.
الحرب الإسرائيلية الإيرانية زادت من المخاوف الأمريكية
- في الوقت نفسه٬ استنزفت 12 يوماً من الحرب بين إيران وإسرائيل مخزون الصواريخ الدفاعية الإسرائيلية٬ حيث شنت طهران هجمات واسعة النطاق بآلاف الطائرات المسيرة الانتحارية والصواريخ الباليستية على "إسرائيل" وقواعد أمريكية بالشرق الأوسط٬ كرد على الهجمات الإسرائيلية والأمريكية على المفاعلات النووية الإيرانية والقواعد العسكرية وغيرها من الأهداف الاستراتيجية.
- ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" في 18 يونيو/حزيران عن مسؤول أميركي قوله إن إسرائيل تعاني من نقص في الصواريخ الدفاعية الاعتراضية، الأمر الذي يثير القلق بشأن قدرتها على مواجهة الصواريخ الباليستية بعيدة المدى من إيران. وأضاف المسؤول أن واشنطن كانت على دراية بمشاكل القدرات الدفاعية الإسرائيلية منذ أشهر، وأنها تعمل على تعزيز دفاعات "إسرائيل" بأنظمة برية وبحرية وجوية. ومنذ بدء الهجوم الإسرائيلي على إيران في 13 يونيو/حزيران، أرسل البنتاغون المزيد من أصول الدفاع الصاروخي إلى المنطقة، رغم القلق من تراجع مخزون الولايات المتحدة من الصواريخ الاعتراضية.
- وقال توم كاراكو، مدير مشروع الدفاع الصاروخي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية لصحيفة "وول ستريت جورنال": "لا تستطيع الولايات المتحدة ولا إسرائيل الاستمرار في اعتراض الصواريخ طوال اليوم.. على الإسرائيليين وأصدقائهم التحرك بسرعة ووعي للقيام بكل ما يلزم"٬ وهو ما قد كان حيث توقفت الحرب بعد 12 يوماً.
- وفي 23 يونيو 2025 قصفت إيران قواعد أمريكية عدة منها قاعدة العديد الجوية في قطر، وقواعد أمريكية في العراق، وجاء الهجوم كجزء من الحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل وردا على الهجوم الأمريكي الذي استهدف ثلاث منشآت نووية. ويقول البنتاغون إن القوات الأميركية استخدمت صواريخ باتريوت للدفاع عن قاعدتها في قطر ضد الهجوم الإيراني، واصفاً ذلك التصدي بأنه "أكبر استخدام لصواريخ باتريوت في تاريخ الولايات المتحدة".

- تشير بعض التقييمات إلى أن "إسرائيل" كان يمكنها الحفاظ على دفاعها الصاروخي لمدة 10 أو 12 يوماً إضافياً إذا حافظت إيران على وتيرة ثابتة من الهجمات، بدون إعادة إمداد من الولايات المتحدة أو مشاركة أكبر من القوات الأميركية. وبسبب نفاد المخزون٬ قد لا تتمكن أنظمة "إسرائيل" إلا من اعتراض نسبة أصغر من الصواريخ بسبب الحاجة إلى ترشيد الذخائر الدفاعية٬ وهنا ستحتاج إسرائيل إلى اختيار ما تريد اعتراضه.
- وتستخدم دولة الاحتلال نظام دفاع جوي متعدد الطبقات، يتكون من "القبة الحديدية"، التي تعترض الصواريخ منخفضة الارتفاع، ومنظومتي "مقلاع داود"، و"السهم" و"حيتس"، ومنظومتي الدفاع الصاروخي Patriot، وTHAAD اللتين يتم تسليمهما من الولايات المتحدة.
هل تمر صناعة الدفاع الأمريكية بأزمة في الإنتاج وسلاسل التوريد؟
- كان مسؤولون أميركيون وشركات صناعات عسكرية قد أثاروا في وقت سابق مخاوف بشأن مدى توفر صواريخ باتريوت الاعتراضية، نظراً للطلب الكبير عليها. وصرح تيم كاهيل، مدير قسم الصواريخ في شركة لوكهيد مارتن، بأن الشركة ستتمكن قريبًا من إنتاج 600 صاروخ اعتراضي سنوياً من طراز "باك-3". كما تتطلع الشركة إلى إنشاء خطوط إنتاج في أوروبا. ويستغرق إنتاج صواريخ لبطاريات باتريوت عادةً أكثر من عام، وقال كاهيل "إن أوقات الانتظار أطول مما نرغب فيها".
- وتقول مجلة bulgarianmilitary العسكرية التي تعتمد على معلومات استخباراتية رسمية ومفتوحة المصدر٬ إن القاعدة الصناعية الدفاعية الأمريكية، تواجه تحدياتٍ جسيمة في تلبية متطلبات الحرب الحديثة. ويُسلّط توقف شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا الضوء على مشكلةٍ حرجة: إذ إن قدرة الصناعة على إنتاج ذخائر رئيسية، مثل صواريخ باتريوت الاعتراضية، وقذائف عيار 155 ملم، والصواريخ المتوافقة مع طائرات إف-16، لم تُواكب الاحتياجات العالمية.
- تواجه شركات تصنيع كبرى، مثل "رايثيون" و"لوكهيد مارتن"، اختناقات في سلاسل التوريد، لا سيما فيما يتعلق بالعناصر الأرضية النادرة الضرورية للإلكترونيات المتقدمة في صناعة الصواريخ. ويزيد نقص العمالة وتقادم مرافق الإنتاج من تعقيد جهود زيادة الإنتاج، حيث تعتمد بعض المصانع على آلات قديمة.
- تُبذل جهودٌ لمعالجة هذه المشكلات منذ سنوات. وقد استثمر البنتاغون بكثافة في توسيع الإنتاج الدفاعي، ويهدف الجيش الأمريكي إلى زيادة إنتاج قذائف عيار 155 ملم إلى 100,000 قذيفة شهريًا بحلول أواخر عام 2025، مقارنةً بـ 14,000 قذيفة قبل بضع سنوات.

- وتُعدّ منشأة ميسكيت، تكساس، التي افتُتحت عام 2024 خطوةً نحو هذا الهدف، إلا أنها لا تزال قيد التطوير، حيث لا يعمل سوى خط إنتاج واحد من بين ثلاثة خطوط إنتاج مُخطط لها. وبالمثل، من المُستهدف زيادة إنتاج أنظمة الصواريخ المُوجّهة متعددة الإطلاق (GMLRS)، وهي ذخيرة حيوية أخرى، من 6000 إلى 15000 وحدة سنويًا بحلول العام 2025. ومع ذلك، تواجه هذه الجهود عوائق، منها الاعتماد على المُورّدين الأجانب للمكونات، والمنافسة على الموارد مع برامج الجيل التالي، مثل الأسلحة الأسرع من الصوت (الفرط صوتية) والتي تتفوق فيها روسيا والصين على الولايات المتحدة.
- بالمقارنة، أعطى خصومٌ مثل روسيا والصين الأولوية لإنتاج الذخائر. يتفوق إنتاج المدفعية الروسي، المدعوم بالإمدادات المحلية والكورية الشمالية، على الجهود الغربية، بينما توسعت صناعة الدفاع الصينية بسرعة، منتجةً أنظمةً متطورةً مثل صاروخ DF-21D المضاد للسفن.
- وأولت صناعة الدفاع الصينية الأولوية للتوسع السريع، حيث أنتجت أنظمة مثل صاروخ الدفاع الجوي HQ-9، الذي ينافس باتريوت في المدى والقدرة. أما روسيا، فرغم العقوبات الغربية، حافظت على إنتاج قوي للمدفعية من خلال سلاسل التوريد المحلية والكورية الشمالية. وتحاول واشنطن معالجة هذه الفجوات للحفاظ على قدرتها التنافسية، لا سيما مع تزايد التهديدات العالمية. إن عدم القيام بذلك يُهدد بالتخلي عن مزايا استراتيجية للخصوم، وخاصة في مناطق مثل منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
- ويعكس طلب ميزانية البنتاغون لعام 2025، الذي خفض تمويل الذخائر الدقيقة بمقدار 1.2 مليار دولار، تضارب الأولويات، حيث تُعطى الأولوية للاستثمارات في أسلحة الضربات البحرية لمواجهة التعزيزات البحرية الصينية. وتقول مجلة bulgarianmilitary إن خطط البنتاغون لتعزيز إنتاج الذخائر طموحة، لكنها تواجه عقبات كبيرة. تُعطي ميزانية الدفاع لعام 2026 الأولوية لتوسيع القدرة الإنتاجية لقذائف 155 ملم، وأنظمة إطلاق الصواريخ الموجهة (GMLRS)، وصواريخ الدفاع الجوي، مع عقود توريد متعددة السنوات تهدف إلى استقرار سلاسل التوريد.
- في النهاية٬ يشير الاتجاه الأوسع إلى ضرورة إصلاح شامل في صناعة الدفاع الأمريكية. فقد أدت عقود من نقص الاستثمار وعمليات الدمج إلى جعلها غير مجهزة جيدًا للصراعات الشديدة٬ وهو درسٌ يُجسّده استهلاك أوكرانيا للذخائر الأمريكية في حربها مع روسيا٬ تليها إسرائيل بسبب حروبها في الشرق الأوسط٬ وهو ما يثير قلقاً أمريكياً كبيراً ويفتح سباقاً مع الزمن لتعويض التناقص المستمر.