- ما هو اليورانيوم، وكيف يعمل؟
- ما هي عملية تخصيب اليورانيوم؟
- هل تزيد إيران من تخصيب اليورانيوم؟
- ما هو موقف إيران من تخصيب اليورانيوم خلال المفاوضات الجارية؟
- ما هو موقف أمريكا من تخصيب اليورانيوم؟
- ما هو قرار مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية؟
- كيف ردت إيران على قرار مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية؟
باتت قضية تخصيب اليورانيوم العنوان الأبرز في المفاوضات الأمريكية الإيرانية بعدما عقد الجانبان خمس جولات من المباحثات بوساطة عُمانية بهدف التوصل إلى اتفاق نووي جديد يشمل نسخة ثانية من خطة العمل الشاملة المشتركة التي تم التوصل إليها في عام 2015، فيما تم الإعلان عن عقد جولة سادسة الأحد المقبل في مسقط.
يأتي ذلك بينما أعلن مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الخميس 12 يونيو/حزيران، أن إيران تنتهك التزاماتها المتعلقة بمنع الانتشار النووي، لترد طهران بالإعلان عن إجراءات مضادة.
وتواجه المفاوضات بين الجانبين تعقيدات وعقبات عدة ترتبط بعدد من القضايا في مقدمتها "تخصيب اليورانيوم" والصواريخ الباليستية الإيرانية والمدى الزمني للاتفاق، فما هي قصة تخصيب اليورانيوم، ومتى بدأت، وكيف تطورت الأوضاع حتى وصلت إلى ما عليه الآن؟.
اقرأ أيضاً
ما هو اليورانيوم، وكيف يعمل؟
وفقاً لما ذكرته الرابطة النووية العالمية World Nuclear Association، فإن اليورانيوم هو معدن ثقيل يستخرج من الأرض، لاسيما دول أستراليا وكندا وكازاخستان وناميبيا وروسيا، ويتم استخدامه كمصدر وفير للطاقة المركزة، منذ أكثر من 60 عاماً.
ويوجد اليورانيوم في معظم الصخور بتركيزات من 2 إلى 4 أجزاء في المليون، وهو شائع في قشرة الأرض مثل القصدير والتنغستن والموليبدينوم، كما يوجد اليورانيوم في مياه البحر، ويمكن استعادته من المحيطات.
وتم اكتشاف اليورانيوم في عام 1789 بواسطة مارتن كلابروث، الكيميائي الألماني، في المعدن المسمى بيتشبلند، وقد سمي "يورانيوم" نسبة إلى كوكب يورانوس الذي كان قد اكتشف قبل 8 سنوات حينها، ويبدو أن اليورانيوم قد تشكل في المستعرات الأعظمية منذ نحو 6.6 مليار سنة.
ويتكون اليورانيوم من خليط من نظيرين أساسيين هما: يورانيوم 235 بنسبة 0.71% وهو عنصر مشع قابل للانشطار، ويورانيوم 238 بنسبة 99.28% وهو عنصر خامل.
وفضلاً عن استخدامه لإنتاج قنابل نووية، فإنّ لليورانيوم استخدامات أخرى مثل صُلب اليخوت وكأثقال موازنة لأسطح التحكم في الطائرات، وكذلك للوقاية من الإشعاع.
اقرأ أيضاً
ما هي عملية تخصيب اليورانيوم؟
عملية تخصيب اليورانيوم مكلفة ومعقدة تكنولوجيّاً إلى حد كبير، وهي ضرورية من أجل الوصول لنسبة التركيز أو النقاء المطلوبة من يورانيوم 235، وهو اليورانيوم الوحيد القابل للانشطار، ويصلح للاستخدام سواء في إنتاج الطاقة أو صنع أسلحة فتاكة.
ويمكن تشبيه هذه العملية بتنقية خام أي معدن من الشوائب أو المعادن الأخرى من أجل الوصول إلى نسبة نقاء معينة.
وعندما يتم استخراج اليورانيوم، فإنه يتكون من نحو 99.3% يورانيوم -238، و0.7% من يورانيوم -235، و0.01% يورانيوم -234.
وتحتوي نظائر اليورانيوم على 92 بروتوناً في مركز الذرة أو نواتها، بينما تحتوي ذرات اليورانيوم 238 على 146 نيوتروناً، وتحتوي ذرات اليورانيوم 235 على 143 نيوتروناً، 7بينما تحتوي ذرات اليورانيوم 234 على 142 نيوتروناً فقط، فيما يعطي العدد الإجمالي للبروتونات والنيوترونات الكتلة الذرية من كل نظير.
وعلى المستوى الذري، يختلف حجم ووزن هذه النظائر قليلاً، هذا يعني أنه مع المعدات المناسبة وفي ظل الظروف المناسبة، يمكن فصل النظائر.
ويحتاج الوقود النووي المستخدم في المفاعل النووي إلى تركيز أعلى من نظير اليورانيوم 235 من نظير اليورانيوم الطبيعي.
وعند تركيز اليورانيوم 235 يكون قابلاً للانشطار في مفاعلات الماء الخفيف، وأثناء الانشطار، تنقسم نواة الذرة لإنتاج كل من الحرارة والنيوترونات الزائدة.
وفي ظل ظروف خاضعة للرقابة، يمكن أن تسبب هذه النيوترونات الزائدة انشطار ذرات إضافية قريبة ويمكن أن يستمر التفاعل النووي.
فيما يتم تحويل أكسيد اليورانيوم إلى الشكل الكيميائي لسداسي فلوريد اليورانيوم (UF 6) لاستخدامه في منشأة التخصيب.
هل تزيد إيران من تخصيب اليورانيوم؟
بدأت إيران منذ عام 2018 الذي شهد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي التوسع في برنامج تخصيب اليورانيوم، مما قلص ما يسمى "وقت الاختراق" الذي تحتاجه لإنتاج ما يكفي من اليورانيوم الذي يستخدم في صنع قنبلة نووية إلى أسابيع وليس عاماً على الأقل بموجب اتفاق عام 2015، وفق وكالة رويترز.
وفي واقع الأمر، فإن صنع قنبلة بهذه المادة سيستغرق وقتاً أطول. ولكن المدة ليست واضحة تماماً ومحل جدل.
وتخصب إيران اليورانيوم حالياً بنسبة نقاء تصل إلى 60%، وهو ما يقارب المستويات اللازمة لصنع أسلحة نووية والبالغة 90% في موقعين. ولدى طهران نظرياً ما يكفي من المواد المخصبة إلى هذا المستوى لصنع قرابة أربع قنابل إذا زاد مستوى تخصيبها، وفقاً لمقياس وكالة الطاقة الذرية.
ما هو موقف إيران من تخصيب اليورانيوم خلال المفاوضات الجارية؟
نقلت وكالة رويترز، الخميس 12 يونيو/حزيران 2025، عن مسؤول إيراني كبير أن بلاده لن تتخلى عن حقها في تخصيب اليورانيوم بسبب تصاعد التوتر في الشرق الأوسط، مضيفاً أن دولة "صديقة" في المنطقة حذرت طهران من ضربة عسكرية إسرائيلية محتملة.
وأضاف المسؤول أن التوتر المتصاعد يهدف إلى "التأثير على طهران لتغيير موقفها بشأن حقوقها النووية" خلال المحادثات المقررة مع الولايات المتحدة يوم الأحد في سلطنة عُمان بين وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، ومبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف.
وقال المسؤول الإيراني: "لا نريد توتراً ونفضل الدبلوماسية لحل القضية (النووية)، لكن قواتنا المسلحة على أهبة الاستعداد للرد على أي هجوم عسكري".
وقبل يومين، قال بيان لنواب إيرانيين إن تخصيب طهران لليورانيوم غير قابل للتفاوض ويجب رفض أي طلب أمريكي من هذا القبيل.
من جانبه، أكد المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، أن البرنامج النووي بلا قيمة بدون تخصيب اليورانيوم.
وكانت تقارير سابقة لرويترز نقلت عن ثلاثة مسؤولين إيرانيين أن حجم مخزون اليورانيوم وشحنه خارج البلاد وعدد أجهزة الطرد المركزي هي أمور قيد النقاش.
وأكد المسؤولون الإيرانيون أنه وبموجب المقترحات التي جرى بحثها في جولات المحادثات في أبريل/نيسان الماضي، ستضع إيران سقفاً لمستوى التخصيب عند 3.67%، بما يتماشى مع خطة العمل الشاملة المشتركة.
وأضافت المصادر الإيرانية أن طهران منفتحة أيضاً على منح الوكالة الدولية للطاقة الذرية حق وصول موسع إلى مواقعها النووية.
وأوضحت المصادر أن المقترحات تهدف إلى فرض قيود دائمة على تخصيب اليورانيوم تمنع أي تجاوز للحدود.
ما هو موقف أمريكا من تخصيب اليورانيوم؟
تعكس تصريحات المسؤولين الأمريكيين، وفي مقدمتهم الرئيس ترامب، دائماً موقفاً متشدداً من قضية تخصيب اليورانيوم من جانب إيران.
وقال ترامب، في مقابلة مع بودكاست "بود فورس وان" أُذيعت الأربعاء 11 يونيو/حزيران، إن ثقته قلت في أن إيران ستوافق على وقف تخصيب اليورانيوم ضمن اتفاق نووي مع الولايات المتحدة.
ومع ذلك، نقلت وسائل إعلام أمريكية خلال الأيام الماضية نقلاً عن مسؤولين إيرانيين وأوروبيين لم تذكرهم بالاسم أن إدارة ترامب اقترحت خطة مؤقتة تسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم بمستويات منخفضة ريثما تعمل على وضع خطة أكثر تفصيلاً مع دول أخرى تهدف إلى منع طهران من صنع سلاح نووي.
وبموجب هذا الاقتراح، يمكن لإيران إنتاج اليورانيوم المخصب مؤقتاً بينما تُسهّل الولايات المتحدة بناء محطات الطاقة النووية لإيران. وسيتولى ائتلاف من دول المنطقة إدارة منشآت تخصيب اليورانيوم لتوفير الوقود النووي للمحطات، وفق صحيفة نيويورك تايمز.
وسيتعين على إيران بعد ذلك وقف كل أنشطة التخصيب داخل حدودها بمجرد أن تبدأ في الحصول على فوائد من تلك المرافق.
وأضاف تقرير نشره موقع أكسيوس بشأن المقترح الأمريكي، فإن الجوانب الأولية للمقترح الأمريكي تشمل النقاط التالية:
- لن يُسمح لإيران ببناء أي منشآت جديدة لتخصيب اليورانيوم، ويجب عليها "تفكيك البنية التحتية الحيوية لتحويل ومعالجة اليورانيوم".
- وقف الأبحاث وعمليات التطوير الإيرانية الجديدة المتعلقة بأجهزة الطرد المركزي.
- لن يُسمح لإيران بتطوير قدراتها المحلية لتخصيب اليورانيوم بما يتجاوز ما هو ضروري للأغراض المدنية.
- بعد توقيع الاتفاق، سيتعين على إيران خفض تركيز تخصيبها مؤقتاً إلى 3%. وسيتم الاتفاق على هذه المدة في المفاوضات.
- سيتم تقييد نشاط التخصيب في المنشآت الإيرانية فوق الأرض مؤقتاً إلى المستوى اللازم لوقود المفاعل النووي وفقاً لإرشادات الوكالة الدولية للطاقة الذرية..
ما هو قرار مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية؟
أعلن مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الخميس، انتهاك إيران لالتزاماتها في مجال منع انتشار الأسلحة النووية، وذلك للمرة الأولى منذ ما يقرب من 20 عاماً.
وقال دبلوماسيون شاركوا في الاجتماع المغلق إن مجلس المحافظين أقر القرار الذي قدمته الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا بأغلبية 19 دولة، مع امتناع 11 عن التصويت ورفض ثلاث هي روسيا والصين وبوركينا فاسو.
وجاء في نص القرار الذي اطلعت عليه رويترز أن إيران مخالفة لالتزاماتها، وذلك في ضوء تقرير أرسلته الوكالة إلى الدول الأعضاء في 31 مايو/أيار.
وأضاف النص: "(المجلس) خلص إلى أن إخفاقات إيران العديدة منذ عام 2019 في الوفاء بالتزاماتها بالتعاون الكامل وفي الوقت المناسب مع الوكالة في ما يتعلق بالمواد والأنشطة النووية غير المعلنة في مواقع متعددة غير معلنة في إيران… يشكل عدم امتثال لالتزاماتها بموجب اتفاق الضمانات مع الوكالة".
وفي مشروع القرار الذي اطلعت عليه وكالة أسوشيتد برس، جدد مجلس المحافظين دعوته لإيران لتقديم إجابات "دون تأخير" بشأن تحقيق يتعلق بآثار اليورانيوم التي تم العثور عليها في عدة مواقع فشلت طهران في الإعلان عنها كمواقع نووية.
ويشتبه مسؤولون غربيون في أن آثار اليورانيوم قد تقدم دليلاً على أن إيران كان لديها برنامج سري للأسلحة النووية حتى عام 2003.
ويأتي ذلك في أعقاب تقرير أصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبوع الماضي، والذي أشار إلى غياب عام "للتعاون" من جانب إيران، وأثار المخاوف بشأن الأنشطة السرية والمواد النووية غير المعلنة في مناطق كانت قيد التحقيق لفترة طويلة.
كيف ردت إيران على قرار مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية؟
أعلنت إيران أنها ستنشئ مركزاً جديداً لتخصيب اليورانيوم في "مكان آمن"، وستقوم باستبدال أجهزة الطرد المركزي القديمة في منشأة فوردو بأخرى من الجيل السادس الأسرع في التخصيب.
ووفقاً للتلفزيون الرسمي الإيراني، أدانت وزارة الخارجية وهيئة الطاقة الذرية الإيرانيتين في بيان مشترك، القرار الذي اتخذه مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضد إيران.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الخارجية الإيرانية إن طهران تنتقد رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ماريانو غروسي، بسبب "نهجه المتحيز" تجاه البرنامج النووي الإيراني.