هذا ما نعرفه عن خسائر إسرائيل الاقتصادية من سقوط صاروخ الحوثي في مطار بن غوريون

عربي بوست
تم النشر: 2025/05/06 الساعة 12:01 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2025/05/06 الساعة 12:09 بتوقيت غرينتش
مطار بن غوريون الإسرائيلي/الأناضول

لا تزال التداعيات التي خلّفها صاروخ الحوثيين الذي أُطلق من اليمن وسقط في مطار بن غوريون تُلقي بظلالها على الاقتصاد الإسرائيلي بشكل عام وقطاع الطيران بشكل خاص، مع تمديد شركات طيران أجنبية تعليق رحلاتها إلى تل أبيب، وبقاء الآلاف من الإسرائيليين عالقين خارج البلاد، وتعذّر وصول شحنة من العملات الأجنبية اللازمة للقطاع المصرفي.

والسبت الماضي، أعلن الحوثيون عن عملية عسكرية بصاروخ باليستي فرط صوتي من نوع "فلسطين 2" استهدفت هدفاً عسكرياً وسط إسرائيل، وقالت الجماعة إن الصاروخ "وصل إلى هدفه فيما فشلت المنظومة الاعتراضية في إسرائيل من التصدي له".

ورغم استئناف الهجمات الأمريكية ضد اليمن عقب أوامر أصدرها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في منتصف مارس/آذار الماضي بشن "هجوم كبير" ضد الحوثيين، لا تزال الجماعة تنفذ عمليات عسكرية تصيب أهدافاً في إسرائيل وأهدافاً أمريكية في البحر الأحمر.

وفي وقت سابق من مساء الإثنين، شنت نحو 20 طائرة إسرائيلية هجمات على أهداف في منطقة الساحل اليمني، مستخدمة أكثر من 50 قذيفة وصاروخاً، بحسب بيان صادر عن جيش الاحتلال الإسرائيلي. 

ويمكن رصد الكلفة الاقتصادية التي تكبدتها إسرائيل جراء سقوط الصاروخ اليمني في محيط مطار بن غوريون على النحو التالي:

أولاً: تعليق الرحلات الجوية في مطار بن غوريون

    أعلنت شركات طيران دولية، الإثنين 5 مايو/أيار 2025، تمديد تعليق رحلاتها إلى إسرائيل، بعد يومين من سقوط الصاروخ الذي أدى إلى توقف حركة الملاحة الجوية في مطار بن غوريون.

    وألغت عشرات شركات الطيران الأجنبية رحلاتها إلى إسرائيل خلال الساعات الـ24 الماضية.

    وتعدّ هذه المرة الأولى التي تقر فيها إسرائيل بسقوط صاروخ يمني في محيط المطار وتأثيره بشكل مباشر على حركة الملاحة.

    ووفق موقع كالكاليست الإسرائيلي، أعلنت شركات مجموعة لوفتهانزا – الخطوط الجوية السويسرية، والخطوط الجوية النمساوية، وخطوط بروكسل الجوية، ويورو وينجز، والخطوط الجوية السويسرية، والخطوط الجوية الإيطالية (ITA) – عن تمديد تجميد الرحلات الجوية حتى 11 مايو/أيار الجاري.

    وأعلنت الخطوط الجوية المتحدة (يونايتد إيرلاينز) ‏الأمريكية عن تمديد إلغاء الرحلات حتى 9 مايو/أيار، وشركة الطيران المجرية منخفضة التكلفة (ويز إير) حتى 8 مايو/أيار.

    ومددت شركات الخطوط الجوية اليونانية "إيجه"، والخطوط الجوية البريطانية (بريتيش إيرويز)، وخطوط دلتا الجوية (أمريكية)، وشركة الطيران الإيرلندية منخفضة التكلفة رايان إير رحلاتها إلى إسرائيل حتى 6 مايو/أيار، وفقاً للذات المصدر.

    ومن بين شركات الطيران التي ألغت رحلاتها الإثنين إلى إسرائيل، الخطوط الجوية الإيجية (4 رحلات)، ويورو مكسيكو (4 رحلات)، وطيران كندا (رحلة واحدة)، وطيران أوروبا (رحلة واحدة)، والخطوط الجوية الفرنسية (رحلة واحدة)، والخطوط الجوية الهندية (رحلتان)، والخطوط الجوية النمساوية (3 رحلات)، ودلتا (4 رحلات)، ولوفتهانزا (4 رحلات)، والخطوط الجوية المتحدة (5 رحلات).

    والأحد، أعلنت جماعة الحوثي اليمنية فرض حصار جوي شمالي على إسرائيل، رداً على توسيع العمليات العدوانية على غزة، حسب بيان للمتحدث العسكري باسم قوات الحوثيين، يحيى سريع.

    وقالت الجماعة في بيان: "نُهيب بكافة شركات الطيران العالمية أخذ ما ورد في هذا البيان بعين الاعتبار منذ ساعة إعلانه ونشره، وإلغاء كافة رحلاتها إلى مطارات العدو المجرم، حفاظاً على سلامة طائراتها وعملائها".

    ثانياً: ارتفاع أسعار تذاكر الرحلات الجوية

      يأتي ذلك بينما حذرت وزارة المواصلات في حكومة الاحتلال الشركات الإسرائيلية التي تواصل الطيران كالمعتاد "من استغلال الوضع لرفع الأسعار"، وفق موقع كالكاليست الذي أشار إلى أن هذه الظاهرة حدثت في الماضي عندما توقفت الشركات الأجنبية عن الطيران إلى مطار بن غوريون.

      ونشر الموقع العبري الاقتصادي تقريراً جاء تحت عنوان: "تأثير اليمن: رحلة طيران مدتها 45 دقيقة من لارنكا إلى تل أبيب مقابل 430 دولاراً على شركة أركيا"، تناول الزيادات التي شهدتها تذاكر الرحلات الجوية في إسرائيل بعد عدة أيام من سقوط الصاروخ اليمني في محيط مطار بن غوريون.

      وقال التقرير إنه في أعقاب الهجوم الصاروخي الحوثي على مطار بن غوريون، تعمل شركات الطيران المحلية على زيادة رحلاتها، لكن أسعار التذاكر أغلى من المتوسط الموسمي لشركات الطيران الأجنبية.

      وفي الوقت الذي توقفت فيه 27 شركة طيران أجنبية عن الطيران إلى إسرائيل، ارتفعت أسهم شركة "العال" بنسبة 10% منذ بداية الأسبوع، كما ارتفعت أسهم شركة "يسرائير" بنسبة 5.5%.

      مطار بن غوريون
      مطار بن غوريون صيف 2024/ رويترز

      ثالثاً: بقاء الآلاف عالقين خارج البلاد

        وفي سياق متصل، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، إن آلاف الإسرائيليين وجدوا أنفسهم عالقين في الخارج بعد تعليق شركات الطيران رحلاتها إلى إسرائيل.

        رابعاً: نقص النقد الأجنبي

          ولم تقتصر التداعيات السلبية لصاروخ الحوثيين على بقاء آلاف الإسرائيليين عالقين خارج البلاد فقط، بل شمل ذلك أيضاً شحنات من النقد الأجنبي اللازم للنظام المصرفي في البلاد.

          وأفادت وسائل إعلام عبرية أن شحنة كبيرة من أموال النقد الأجنبي تزيد عن 100 مليون دولار، كان من المفترض أن تصل إلى إسرائيل خلال الأيام المقبلة من سويسرا عبر شركة برينكس، عالقة حالياً في الخارج بسبب إلغاء الرحلات الجوية إلى مطار بن غوريون.

          وقالت القناة 12 العبرية إن الشحنة، التي كانت ستصل عبر شركة "برينكس"، توقفت في الدولة الأوروبية التي انطلقت منها، وتعمل الشركة حالياً على إيجاد طرق بديلة لنقل الأموال إلى إسرائيل.

          ويقوم النظام المصرفي في تل أبيب حالياً بدراسة البدائل، بما في ذلك إمكانية نقل الأموال على متن طائرة تابعة لشركة طيران إسرائيلية.

          وفي الأوقات العادية، يتم نقل كميات من العملات الأجنبية إلى إسرائيل على متن رحلة أو اثنتين أسبوعياً.

          وقالت شركة برينكس: "تعمل برينكس منذ أكثر من 165 عاماً حول العالم، و60 عاماً في إسرائيل. وتتولى الشركة، من بين أمور أخرى، مسؤولية توزيع ونقل العملات الأجنبية. وكغيرنا من الشركات في القطاع الاقتصادي، نواجه أيضاً صعوبات في نقل البضائع إلى إسرائيل لأسباب أمنية".

          وتابعت الشركة في بيان: "وقد أدى سقوط الصاروخ هذا الأسبوع بالقرب من المطار إلى تأخير شحنة من العملات الأجنبية إلى إسرائيل، والتي كان من المقرر وصولها في الأيام المقبلة".وبسبب إلغاء رحلة شركة برينكس من سويسرا، تخشى البنوك الكبرى من حدوث نقص مؤقت في العملات الأجنبية في النظام المصرفي، وفق موقع كالكاليست.

          استهداف سفينة شحن
          يحيى سريع الناطق باسم القوات التابعة لجماعة الحوثي اليمنية/ رويترز

          فشل المنظومة الدفاعية الإسرائيلية

          وأقر جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأحد الماضي، بفشل منظوماته الدفاعية في اعتراض صاروخ الحوثيين الباليستي، مرجحاً أن يكون الخلل ناجماً عن عطل تقني في الصاروخ الاعتراضي.

          وقال جيش الاحتلال في بيان: "في وقت سابق اليوم (الأحد)، انتهى تحقيق أولي برئاسة قائد سلاح الجو (تومر بار)، وذلك عقب سقوط الصاروخ الذي أُطلق من اليمن صباحاً في منطقة مفتوحة بالقرب من مطار بن غوريون".

          وادعى جيش الاحتلال في البيان أنّ "النتائج الأولية تشير إلى عدم وجود خلل في عملية الكشف، أو تشغيل أنظمة الاعتراض والإنذار للجبهة الداخلية".

          وزعم أنّ الفشل في اعتراض الصاروخ "على الأرجح ناتج عن خلل تقني محدد في الصاروخ الاعتراضي الذي أُطلق باتجاه الصاروخ المهاجم".

          وادعى بيان الجيش "أنه ومنذ بداية الحرب، اعترض سلاح الجو عشرات الصواريخ التي أُطلقت من اليمن بنسبة نجاح تجاوزت 95%".

          ويعد هذا أول اعتراف رسمي من إسرائيل بفشل دفاعاتها في اعتراض صاروخ يمني، رغم امتلاكها لمنظومتين دفاعيتين تُعدان من بين الأكثر تطوراً في العالم، وهما "حيتس" (السهم) الإسرائيلية، و"ثاد" الأمريكية.

          تحميل المزيد