“درع السماء” ودعم استخباراتي.. كل ما تريد معرفته عن التحركات الأوروبية لدعم أوكرانيا بعد انسحاب أمريكا 

عربي بوست
تم النشر: 2025/03/06 الساعة 12:07 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2025/03/06 الساعة 12:14 بتوقيت غرينتش
أوكرانيا تنسحب من أفدييفكا / الأناضول

تكافح الدول الأوروبية لدعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا، خاصة بعدما علقت الولايات المتحدة إرسال الأسلحة العسكرية لكييف وأوقفت تبادل المعلومات الاستخباراتية معها بعد أيام من السجال الذي وقع بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والأوكراني فولوديمير زيلينسكي في المكتب البيضاوي الجمعة الماضية.

وشملت البدائل التي تسعى الدول الأوروبية إلى توفيرها للقوات الأوكرانية خططاً عسكرية لنشر طائرات مقاتلة لحماية أجواء العاصمة كييف وتبادل المعلومات الاستخباراتية مع أوكرانيا عوضاً عن الجهود الأمريكية في هذا الصدد.

وكان الرئيس الأمريكي قد أمر، قبل يومين، بوقف إرسال المساعدات العسكرية لكييف،  وذكرت وكالة بلومبرغ الأمريكية أن التوقف سيستمر حتى يقرر ترامب أن قادة أوكرانيا يُظهرون التزاماً بالسلام.

فيما أكد مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه)، جون راتكليف، في حديث لقناة فوكس بيزنس الأمريكية، الأربعاء، أن بلاده علقت مؤقتاً الدعم الاستخباراتي والشحنات العسكرية إلى أوكرانيا.

وأمام هذا الموقف الأمريكي المتصلب تجاه أوكرانيا، سعت الدول الأوروبية إلى اتخاذ عدد من الإجراءات لدعم حليفتها أوكرانيا من بينها:

ترامب
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا/عربي بوست

1- عرض فرنسي لتبادل المعلومات الاستخباراتية مع أوكرانيا 

قال وزير الدفاع الفرنسي، سيباستيان لوكورنو، الخميس، إن بلاده تعرض تزويد أوكرانيا بمعلومات استخباراتية، وذلك بعد يوم من إعلان الولايات المتحدة تعليق تقديم تلك المعلومات لأوكرانيا.

وقال ليكورنو لإذاعة فرانس إنتر: "لدينا مصادر استخباراتية نستفيد منها في مساعدة الأوكرانيين".

وذكر في إشارة إلى المعلومات الاستخباراتية التي تقدمها واشنطن لأوكرانيا "تم تعليقها منذ ظهر أمس… أعتقد أن الأمر أكثر تعقيداً بالنسبة لأصدقائنا البريطانيين الذين يعملون في منظومة مخابراتية مع الولايات المتحدة".

وذكر أيضاً أن مخزون فرنسا من الأسلحة النووية كاف. وطورت فرنسا هذا المخزون في بداية الحرب الباردة وصممته ليكون مستقلاً عن القوى التي كانت مهيمنة في ذلك الوقت، وهي الولايات المتحدة وروسيا.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس الأربعاء، إن باريس منفتحة على مناقشة توسيع الحماية التي توفرها ترسانتها النووية لشركائها الأوروبيين في مواجهة التهديد الروسي لأوروبا.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون/ رويترز

وأدلى ماكرون بهذه التصريحات عشية قمة لزعماء أوروبيين من المتوقع أن تركز على قضيتي أوكرانيا والدفاع.

فيما علق وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، الخميس، على تصريحات ماكرون بقوله إن خطط الرئيس الفرنسي بشأن استخدام القدرة النووية لبلاده من أجل الأمن الأوروبي تشكل "تهديداً" بالنسبة لروسيا.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن لافروف قوله: "إذا كان يعتبرنا تهديداً ويعقد اجتماعاً لرؤساء هيئات الأركان لدول أوروبية وبريطانيا ويقول إن من الضروري استخدام أسلحة نووية ويستعد لاستخدام أسلحة نووية ضد روسيا فهذا بالطبع تهديد".

وأضاف لافروف في تصريحات أوردتها وكالة الأناضول أن نشر قوات أوروبية في أوكرانيا لا يعني حرباً هجينة مع روسيا بل مشاركة مباشرة لدول حلف شمال الأطلسي (الناتو).

2- خطة بريطانية من أربع نقاط لضمان أمن أوكرانيا

أعلن رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، الأحد الماضي عن خطة من أربع نقاط تهدف إلى تحقيق السلام في أوكرانيا وضمان أمنها في مواجهة روسيا، ووفقاً لما نشرته هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، تشمل الخطة:

  • استمرار تدفق المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا طوال فترة الحرب، إلى جانب تصعيد الضغط الاقتصادي على موسكو.
  • ضمان سيادة وأمن أوكرانيا في أي اتفاق سلام مستقبلي، مع تأكيد ضرورة مشاركة كييف في أي محادثات لإنهاء الحرب.
  • اتخاذ تدابير أوروبية لمنع أي غزو روسي مستقبلي، في حال التوصل إلى تسوية سلمية.
  • تشكيل "تحالف من الراغبين" للدفاع عن أوكرانيا وضمان الاستقرار في البلاد.

يذكر أن الإعلان عن هذه الخطة جاء خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده ستارمر بعد عقد قمة أوروبية طارئة في بريطانيا بعد يومين فقط من المشادة التي شهدها المكتب البيضاوي بين ترامب وزيلينسكي.

وقد عقدت القمة الأوروبية في مقر وزارة الخارجية البريطانية التاريخي "لانكستر هاوس"، بمشاركة قادة ووزراء من أوكرانيا، فرنسا، ألمانيا، الدنمارك، إيطاليا، هولندا، النرويج، بولندا، إسبانيا، تركيا، فنلندا، السويد، جمهورية التشيك ورومانيا، إلى جانب الأمين العام لحلف الناتو، مارك روته، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا.

3- "درع السماء" خطة أوروبية لحماية الأجواء الأوكرانية 

اقترح خبراء عسكريون أوروبيون خطة تشمل نشر قوة جوية مكونة من 120 طائرة مقاتلة لتأمين الأجواء الأوكرانية من الهجمات الروسية على كييف وغرب أوكرانيا دون إثارة صراع أوسع مع موسكو بالضرورة.

وقال داعمو خطة "درع السماء" أنها ستكون بمثابة منطقة حماية جوية بقيادة أوروبية يتم تشغيلها بشكل منفصل عن حلف الناتو لوقف هجمات الصواريخ المجنحة والطائرات بدون طيار الروسية على المدن والبنية التحتية، وفق تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية.

وستشمل هذه الخطة حماية محطات الطاقة النووية الثلاث العاملة في أوكرانيا ومدينتي أوديسا ولفيف، ولكنها لن تشمل خطوط المواجهة أو شرق البلاد.

ووفقاً لدراسة نشرت حديثاً، فإنها قد "تحقق تأثيراً عسكرياً وسياسياً واجتماعياً واقتصادياً أكبر من عشرة آلاف جندي بري أوروبي".

ومن بين داعمي الخطة، فيليب بريدلوف، الجنرال السابق في القوات الجوية الأمريكية والقائد الأعلى لحلف الناتو في أوروبا، والسير ريتشارد شيريف، الجنرال السابق في الجيش البريطاني ونائب القائد الأعلى لحلف الناتو في بداية العقد الماضي، فضلاً عن الرئيس البولندي السابق ألكسندر كواشنيفسكي.

وقال أحد الداعمين، وهو وزير خارجية ليتوانيا السابق جابرييليوس لاندسبيرجيس، في بيان: "إن تنفيذ درع السماء سيكون عنصراً مهماً في تكثيف أوروبا جهودها لضمان أمن أوكرانيا بشكل فعال وكفء".

أوكرانيا
خسائر كبيرة تكبدتها أوكرانيا في الجبهة الشرقية/رويترز

يذكر أن مقترح خطة "درع السماء" قد تمت مناقشته منذ بداية الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، إلا أنه اكتسب زخماً كبيراً هذا الأسبوع في أعقاب الخلاف الأمريكي الأوكراني في البيت الأبيض.

وأعد خطة "درع السماء" مخططون سابقون في سلاح الجو الملكي البريطاني يعملون بالتعاون مع القوات المسلحة الأوكرانية، وتم طرحها على وزارات الدفاع الأوروبية. ومع ذلك، لم تكن هناك رغبة حقيقية من جانب الزعماء الأوروبيين في الموافقة على تسيير دوريات في سماء أوكرانيا أثناء الحرب، وفق صحيفة الغارديان.

وثمة مخاوف في الدوائر السياسية الغربية من أن تنفيذ الخطة من شأنه أن يعرض طائرات مقاتلة من الدول الأعضاء في حلف الناتو لخطر وضع نفسها في صراع مباشر مع روسيا، وقد يؤدي إلى تصعيد خطير للأعمال العدائية إذا تعرضت طائرة من أي من الجانبين للهجوم أو إسقاطها.

ومع ذلك، يزعم داعموا الخطة أن "الخطر الذي يهدد طياري درع السماء منخفض" لأن موسكو لم تجرؤ على تحليق طائراتها المقاتلة خارج خطوط المواجهة الحالية منذ أوائل عام 2022.

وتشن روسيا هجمات روتينية على أوكرانيا بالصواريخ والطائرات بدون طيار بعيدة المدى، ويعتقد البعض أن نشر الطائرات المقاتلة قد يساعد كييف في القضاء عليها. ويشكل القضاء على الصواريخ والطائرات بدون طيار الروسية عبئاً على الدفاع الجوي حالياً في كييف، خاصة بعد تعليق المساعدات الأمريكية التي يشمل البعض منها صواريخ باتريوت الاعتراضية.

تحميل المزيد