ترامب بدأ خطة الانتقام من الطلاب الداعمين لغزة.. أمر بترحيلهم من أمريكا وجماعات يهودية “تلاحقهم” في الجامعات

عربي بوست
تم النشر: 2025/02/15 الساعة 09:43 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2025/02/15 الساعة 09:46 بتوقيت غرينتش
اعتصام طلبة جامعة كولومبيا الأمريكية تضامناً مع فلسطين/ رويترز

بينما لم يمضِ على تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مهام منصبه في البيت الأبيض سوى 40 يوماً، إلا أنها كانت كافية للرئيس الجمهوري المناهض للحركة الطلابية المؤيدة لفلسطين، حتى يتبنى إجراءات تستهدف معاقبة الطلاب الداعمين لغزة والمعارضين للحرب الإسرائيلية في القطاع المحاصر.

ولم يكن ترامب وحده هو الذي يستهدف الطلاب والجامعات الأمريكية بدعوى مكافحة السامية، حيث انضمت إلى هذه الجهود جماعات يهودية ويمينية عكفت على الإبلاغ عن الطلاب والأساتذة المعارضين للاحتلال، وتقديم قائمة بأسماء من وصفتهم هذه الجماعات بمؤيدي "الإرهاب" في المؤسسات التعليمية الأمريكية.

وكانت شرارة هذه التظاهرات الطلابية قد اندلعت في أبريل/نيسان الماضي حين بدأ طلاب مؤيدون للفلسطينيين في جامعة كولومبيا الأمريكية اعتصاماً في حديقة الحرم الجامعي احتجاجاً على دعم الجامعة للشركات المتواطئة مع الاحتلال.

التظاهرات المؤيدة لغزة
عناصر من الشرطة أمام جامعة كولومبيا/رويترز

وامتدت هذه التظاهرات لتشمل جامعات ومؤسسات تعليمية أخرى أمريكية، واحتجزت الشرطة أكثر من 3100 شخص، معظمهم من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، بل وشهدت جامعات أوروبية وآسيوية اعتصامات طلابية مماثلة. 

وكان ترامب حتى قبل توليه رئاسته الثانية قد توعد الطلاب المؤيدين لفلسطين بالترحيل وإلغاء التأشيرات والمنح الدراسية.

ووصف ترامب خلال اجتماع عقده في مايو/أيار الماضي مع مجموعة من المتبرعين الأثرياء وغالبيتهم من اليهود، المظاهرات التي اندلعت ضد الحرب الإسرائيلية في غزة بأنها جزء من "ثورة جذرية"، ووعد المانحين بأنه سيعيد الحركة 25 أو 30 عاماً إلى الوراء إذا ساعدوه على الفوز بالبيت الأبيض في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وأضاف ترامب أيضاً أن إدارته ستطرد الطلاب الأجانب الذين سيتبين أنهم يشاركون في الاحتجاجات. 

مكافحة "معاداة السامية" وترحيل الطلاب الداعمين لغزة

وفي 29 يناير/كانون الثاني 2025، وقع ترامب أمراً تنفيذياً للتصدي لـ"معاداة السامية"، وتعهد بترحيل طلاب الجامعات غير الأمريكيين وغيرهم من الأجانب المقيمين الذين شاركوا في احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين، وفق تقرير لوكالة رويترز.

وتوعدت لائحة تتضمن أهم بنود الأمر بأن تتخذ وزارة العدل "إجراءً فورياً" للملاحقة فيما يخص "التهديدات الإرهابية والحرق والتخريب والعنف بحق اليهود الأمريكيين".

كما توعدت بحشد كل الموارد الاتحادية لمكافحة ما أسمته "انفجار معاداة السامية في جامعاتنا وشوارعنا" منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023.

وقال ترامب في اللائحة: "إلى جميع الأجانب المقيمين الذين انضموا إلى الاحتجاجات المؤيدة للجهاديين، نحذركم: في 2025.. سنعثر عليكم وسنرحلكم".

وألزم الأمر التنفيذي مسؤولي الوكالات والوزارة تقديم توصيات إلى البيت الأبيض في غضون 60 يوماً بشأن جميع السلطات الجنائية والمدنية التي يمكن استخدامها للتصدي لمعاداة السامية، وسيطالب "بإبعاد الأجانب المقيمين الذين ينتهكون قوانيننا".

وقالت اللائحة إن المحتجين شاركوا في أعمال تخريب وترهيب مؤيدة لحماس، ومنعوا الطلاب اليهود من حضور الفصول الدراسية واعتدوا على المصلين في المعابد اليهودية، فضلا عن تخريب آثار وتماثيل أمريكية.

ترامب
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب/رويترز

التحقيق مع جامعات أمريكية بدعوى "معاداة السامية"

وبعد يوم واحد من الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب، خضعت 5 جامعات أمريكية للتحقيق بدعوى "معاداة السامية"، على خلفية مظاهرات شهدتها بالعام 2024 للتضامن مع الفلسطينيين بمواجهة الإبادة التي ترتكبها إسرائيل بقطاع غزة.

وذكرت وزارة التعليم الأمريكية في بيان نشرته وكالة الأناضول أن تحقيقاً بدأ بحق 5 جامعات على أساس "ملاحظة مواقف معادية للسامية" في إطار الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب.

وأشارت الوزارة إلى أن الجامعات "منحت امتيازاً" للمخيمات التي أقيمت في الجامعات بهدف التضامن مع الفلسطينيين بقطاع غزة.

وكانت جامعات كولومبيا، ونورث وسترن، وبورتلاند الحكومية، وتوين سيتيز في مينيسوتا، وحرم بيركلي بجامعة كاليفورنيا من بين الجامعات التي نظمت مظاهرات دعما لفلسطين بدأت في أبريل/نيسان 2024 وانتشرت في جميع أنحاء العالم.

فرق حكومية مناهضة للطلاب

وفي الثالث من فبراير/شباط 2025، شكلت وزارة العدل الأمريكية فريق عمل من عدة وكالات لمكافحة معاداة السامية، مع إعطاء الأولوية الأولى "لاستئصال" المضايقات المعادية للسامية في المدارس والجامعات.

وحذر إدوارد أحمد ميتشل، نائب مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير)، وهي منظمة كبيرة للدفاع عن حقوق المسلمين، من أنه إذا "استخدم الفريق سلطة الحكومة الاتحادية لقمع خطاب طلاب الجامعات الذين دافعوا عن حقوق الفلسطينيين، فإن هذا سيصطدم بجدار يسمى الدستور الأمريكي".

وسينسق الفريق، الذي يضم ممثلين من وزارت التعليم والصحة والخدمات الإنسانية في الولايات المتحدة، جهودها من خلال إدارة الحقوق المدنية بوزارة العدل. 

وصرحت كير أنها ستراقب تصرفات فريق العمل قبل اتخاذ قرار بشأن أي تحديات قانونية محتملة.

اعتصام طلبة جامعة كولومبيا الأمريكية تضامناً مع فلسطين/ رويترز
اعتصام طلبة جامعة كولومبيا الأمريكية تضامناً مع فلسطين/ رويترز

ردود الفعل على إجراءات ترامب

قالت جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان وباحثون في القانون إن الأمر التنفيذي الخاص بـ"معاداة السامية" من شأنه أن ينتهك حقوق حرية التعبير الدستورية ومن المرجح أن يثير طعوناً قانونية.

ونقلت وكالة رويترز عن كاري ديسيل، المحاضرة بكلية القانون بجامعة كولومبيا، قولها: "يحمي التعديل الأول (للدستور) الجميع في الولايات المتحدة، بما في ذلك الأجانب الذين يدرسون في الجامعات الأمريكية. ترحيل غير المواطنين على أساس خطابهم السياسي سيكون غير دستوري".

وقالت كير إنها ستدرس الطعن على الأمر التنفيذي المتوقع في المحكمة إذا حاول ترامب تنفيذه.

ونفى الكثير من المحتجين المؤيدين للفلسطينيين الانخراط في أعمال لمعاداة السامية، وقالوا إنهم كانوا يتظاهرون ضد الحرب الإسرائيلية على غزة.

وقالت مايا بيري، المديرة التنفيذية للمعهد العربي الأمريكي، وهو منظمة غير حزبية معنية بالحقوق المدنية، إن المنظمة منزعجة بشدة من الخلط الواضح بين انتقاد إسرائيل ومعاداة السامية المزعومة في الأمر المتوقع.

وأضافت أن الأمر سيكون له تأثير مخيف على حرية التعبير في جميع أنحاء الولايات المتحدة.

جماعات يهودية ويمينية مناهضة للطلاب الداعمين لغزة

وبجانب ما قام به ترامب، برزت جماعات يهودية ويمينية مناهضة للطلاب وأعضاء هيئة التدريس الداعمين لغزة، ومن بينها جماعات حثت أعضائها على الإبلاغ عن الطلاب المشاركين في الاحتجاجات الداعمة لفلسطين من بينها:

"أمهات ضد معاداة السامية في الكليات"

  • تم تأسيس المجموعة من قِبل إليزابيث راند، إحدى أمهات الطلاب اليهود في جامعة نيويورك الأمريكية بعد وقت قصير من بدء الحرب الإسرائيلية على غزة
  • تضم مجموعة فيسبوك التابعة لـ"أمهات ضد معاداة السامية في الكليات" 62 ألف عضو
  • تطالب المجموعة أعضائها بتقديم شكاوى ضد طلاب الجامعات وأعضاء هيئة التدريس الأجانب الذين "يدعمون حماس"، والدفع نحو اتخاذ إجراءات صارمة ضد طلاب الجامعات الداعمين لفلسطين. 
  • تنسب المجموعة لنفسها الفضل في القرار الذي اتخذته جامعة نيويورك الأمريكية بإيقاف 13 طالباً شاركوا في تظاهرة احتجاجية في ديسمبر/كانون الأول 2024 في مكتبة الحرم الجامعي، حيث نظم المتظاهرون اعتصاماً ودعوا الجامعة إلى قطع علاقاتها المالية مع إسرائيل، وفق تقرير لموقع ذا انترسبت
  • شاركت مؤسسة المجموعة، إليزابيث راند، لقطات شاشة تُظهر رسائل البريد الإلكتروني التي تواصلت من خلالها مع رئيسة جامعة نيويورك، ليندا ميلز، والتي طالبت من خلالها باتخاذ مواقف صارمة ضد الطلاب المحتجين.
  • وقالت ريبيكا كارل، الرئيسة السابقة لاتحاد أساتذة الجامعات الأمريكية في جامعة نيويورك والعضو الحالي في الاتحاد، إن رسائل راند إلى ميلز توضح مشكلة أساسية على صعيد مستويات قيادة جامعة نيويورك. 
  • وقالت كارل، أستاذة التاريخ في جامعة نيويورك: "لقد تجاوزت إدارة جامعة نيويورك بشكل واضح معايير الحرية الأكاديمية وحوكمة هيئة التدريس والإجراءات القانونية الواجبة، وبالتالي قوضت هذه المعايير. إن تدخلات ميلز تظهر تحيزاً واضحاً". 
  • ونقل موقع ذا انترسبت عن أساتذة جامعة نيويورك أنه في حين تصور راند نفسها على أنها تحارب معاداة السامية في الحرم الجامعي، فإن منشوراتها على الإنترنت تحمل في بعض الأحيان معاداة للإسلام.
  • وفي مقطع فيديو نُشر على إنستغرام في سبتمبر/أيلول الماضي، تسائلت راند: "ما هي معاداة الإسلام؟ هل هي الخوف من اصطدام الطائرات بالمباني؟ هل هي الخوف من القتل في مهرجان موسيقي؟ هل هي الخوف من العنف والإرهاب؟ لأنه إذا كان هذا هو معاداة الإسلام، فأنا أعاني منه".
  • وشاركت المجموعة روابط لخط المساعدة السريع التابع لهيئة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك، ودعت الناس إلى الإبلاغ عن "الطلاب وأعضاء هيئة التدريس الأجانب الذين يدعمون حماس" و"الطلاب الحاصلين على تأشيرات ويشتبه في انخراطهم في أنشطة مؤيدة للإرهاب".
حماية طلبة مسلمين
اعتصام طلاب محتجين على الحرب ضد غزة في جامعة كولومبيا/رويترز

"منظمة بيتار الأمريكية"

  • منظمة بيتار الأمريكية هي  الفرع الأمريكي لمنظمة دولية أسسها الكاتب الصهيوني والمستوطن المستعمر زئيف جابوتنسكي في عام 192.
  • قبل تولي ترامب منصبه، أعلنت منظمة بيتار أنها تقوم بتجميع قائمة بمعارضي إسرائيل لترحيلهم من قبل إدارة ترامب، ومنذ ذلك الحين قالت إنها شاركت قائمة بـ "أسماء المئات من مؤيدي الإرهاب". 
  • وفي الأيام التي تلت تنصيب ترامب، كانت المنظمة غير الربحية في نيويورك تكثف دعواتها للترحيل.
  • وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، انتقدت منظمة بيتار تحقيقاً منفصلاً أجراه موقع ذا إنترسبت عن منظمة "أمهات ضد معاداة السامية في الكليات" من خلال وصف مراسليها بأنهم "جهاديون متنكرون في هيئة صحفيين". 
  • وقال روس جليك، المدير التنفيذي السابق لبيتار، إن بيتار تستهدف الأفراد الذين "يحرضون على الكراهية ضد إسرائيل". وقال إنها تركز على المدارس وخاصة أعضاء هيئة التدريس. 
  • وخلال احتجاج طلابي داعم لفلسطين في أكتوبر/تشرين الأول الماضي في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، هددت جماعة بيتار بحشد مجموعات من اليهود" لطرد من وصفتهم بالـ "بلطجية" إذا لم تقم الشرطة باعتقالهم. 
  • وفي نوفمبر/تشرين الثاني، هدد أعضاء منظمة بيتار بتسليم المتظاهرين الطلاب أجهزة استدعاء في جامعة بيتسبرغ، في إشارة إلى الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف أجهزة النداء الآلي في لبنان في سبتمبر/أيلول الماضي.
تحميل المزيد