انتقلت أعمال الإبادة الجماعية التي مارسها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، إلى شمال الضفة الغربية التي شهدت حركة نزوح كبيرة من المواطنين الفلسطينيين، بالتزامن مع حراك إسرائيلي سافر لضم الضفة الغربية المحتلة.
وقالت منظمة "بتسيلم" الحقوقية الإسرائيلية، إن "تل أبيب تشن حرباً شاملة على الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، منذ بدء وقف إطلاق النار في قطاع غزة".
وأصبحت حياة الفلسطينيين في مدن ومخيمات شمال الضفة الغربية كابوساً نتيجة العمليات العسكرية التي يشنها الجيش الإسرائيلي هناك.
وفي 21 يناير/كانون الثاني 2025، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته العسكرية في مدينة جنين ومخيمها، ثم قام بتوسيعها لتصل إلى مدن أخرى في شمال الضفة الغربية.
حيث وسع الاحتلال في 27 يناير/كانون الثاني 2024، عدوانه إلى مدينة طولكرم، وفي 2 فبراير/شباط 2025 بدأ عملية أخرى في بلدة طمون ومخيم الفارعة بمحافظة طوباس، لينسحب بعد 7 أيام من طمون، وبعد 11 يوماً من مخيم الفارعة.
والأحد الماضي، وسع الجيش الإسرائيلي عدوانه ليشمل مخيم نور شمس شرق طولكرم.
ما هي مزاعم الاحتلال من عدوانه شمال الضفة الغربية؟
ويزعم الاحتلال الإسرائيلي أن الهدف من عملياته ضد المخيمات في شمال الضفة هو:
- تفكيك المنظمات الفلسطينية في مخيمات شمال الضفة.
- منع العمليات ضد المستوطنات والتجمعات على خط التماس.
- البقاء طويلاً داخل المخيمات لإحباط أي محاولات لإعادة البنية التحتية للمقاومة.
أكبر نزوح منذ عقود
وقالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، إن النزوح القسري للفلسطينيين في شمال الضفة الغربية، يتصاعد بمعدل مثير للقلق، حيث وصل عدد الأشخاص الذين تم إجلاؤهم إلى 40 ألف شخص منذ يناير/كانون الثاني الماضي.

وأشارت المنظمة الأممية إلى أن العمليات المدمرة التي نفذتها قوات الاحتلال "جعلت مخيمات اللاجئين الشمالية غير صالحة للسكن، مما أدى إلى حصار السكان في حالة نزوح دوري". ووصف النزوح هذه المرة في شمال الضفة الغربية، بأنه الأشد عنفاً وقسوة منذ عقود من الإرهاب الإسرائيلي هناك.
ماذا يحدث في مدينة جنين ومخيمها؟
وتشير المعطيات التي نشرتها وسائل إعلام فلسطينية إلى أن الاحتلال الإسرائيلي استنسخ تجربة قطاع غزة، وخلق واقعاً معقداً في جنين، وكانت الاعتداءات كالتالي:
- خلّف العدوان على مدينة جنين ومخيمها لليوم الـ24 على التوالي، 25 شهيداً وعشرات الإصابات.
- دمر الاحتلال نحو 120 منزلاً بشكل كامل في مخيم جنين، وحرق ونسف عدداً كبيراً من المنازل وممتلكات الفلسطينيين في حارات الدمج والألوب والبشر والحواشين وجورة الذهب.
- أجبر الاحتلال الإسرائيلي نحو 20 ألف مواطن على النزوح من مخيم جنين الذي أفرغه بالكامل.
- واصل الاحتلال شق شوارع وطرق جديدة في عمق مخيم جنين، حيث نشر صوراً من حارة الدمج ليافطات وضعها الجيش على امتداد الشوارع وكتب عليها باللغة العبرية، ويقال إنها أسماء لشوارع تم توسيعها أو فتحها.
- دمر شبكات المياه المؤدية لمستشفى جنين الحكومي، وتجرف الشارع الواصل إليه، مع تواجد آليات للاحتلال في محيطه.
- طواقم الإسعاف تحاول نقل الإصابات من الأحياء المدمرة بعربات صغيرة، لعدم تمكنها من الوصول إليهم بسبب تدمير الشوارع.
- بلغ عدد المعتقلين والمحتجزين في جنين أكثر من 110 مواطنين.

ماذا يحدث في طولكرم ومخيماتها؟
- الاحتلال يواصل لليوم الـ18 على التوالي عدوانه على مدينة طولكرم ومخيمها.
- الاحتلال يواصل عدوانه لليوم الخامس على التوالي على مخيم نور شمس.
- تدمير واسع للبنية التحتية والممتلكات، وإجبار آلاف المواطنين على النزوح من منازلهم في مخيمي طولكرم ونور شمس.
- أعمال تمشيط واعتقالات واسعة تركزت في الأحياء الشرقية والشمالية لمدينة طولكرم، إضافة إلى حارات المخيمين.
- تحويل مباني سكنية إلى ثكنات عسكرية في الحي الشرقي لمدينة طولكرم، ومنع المواطنين من الخروج والتنقل.
- انقطاع كافة الخدمات الأساسية من كهرباء ومياه واتصالات بعد تدمير الاحتلال للبنية التحتية لمخيم طولكرم.
- أما في مخيم نور شمس، فإن جرافات الاحتلال واصلت هدم المنازل وتدمير البنية التحتية داخل حاراتها وتحديداً المنشية.
- فرض حصار شديد على مخيم نور شمس وأطرافه، وتحويله لثكنة عسكرية، وإجبار السكان على المغادرة.

ماذا فعل الاحتلال بمخيم الفارعة وبلدة طمون في طوباس؟
- انسحبت آليات الاحتلال أمس الأربعاء بعد عملية عسكرية كبيرة استمرت لـ10 أيام في مخيم الفارعة الذي حوصر بالآليات.
- تسبب العدوان الإسرائيلي على المخيم بنزوح 250 عائلة فلسطينية.
- تسبب العدوان من جعل مئات العائلات دون ماء ولا مواد تموينية، فضلاً عن نقص الأدوية.
- كما تسبب بدمار واسع بالبنية التحتية والطريق الرئيسي للمخيم، وقال محافظ طوباس والأغوار الشمالية لوكالة "وفا"، أن كل البنية التحتية تم تدميرها.
- فجّر الاحتلال في المخيم ثلاثة منازل ومنشأة تجارية، وقطع المياه والكهرباء عن منازل المواطنين.
- انسحبت آليات الاحتلال السبت الماضي، من بلدة طمون بعد سبعة أيام من العدوان والحصار المشدد.
- شهدت البلدة دمار كبير في ممتلكات المواطنين ومنازلهم التي كان يتخذها الاحتلال ثكنات عسكرية.
- قام الاحتلال بتجريف الشوارع الرئيسية وتقطيع خطوط المياه.
ما الذي يخطط له الجيش الإسرائيلي في شمال الضفة؟
ووفقاً لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإن ثلاثة فرق قتالية تابعة للجيش الإسرائيلي تعمل في ثلاثة مواقع مختلفة، وهي جنين وطولكرم وطوباس ومخيماتها، كما يشارك جهاز "الشاباك" إلى جانب الجيش في عملياته.
كما نشر الاحتلال الإسرائيلي عدد من ناقلات الجند في عدد من مستوطنات شمالي الضفة الغربية للمرة الأولى منذ سنوات.
وكشفت وسائل إعلام عبرية، أن الجيش الإسرائيلي يدرس نشر كتيبة دائمة، داخل ومحيط مدينة طولكرم، وإنشاء مواقع انتشار سريع في مواقع محددة داخل المخيمات.

وتقول صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إنه في الماضي كان نشاط الجيش الإسرائيلي في المنطقة يعتمد بالمقام الأول على المعلومات الاستخباراتية، وكانت التحضيرات للعمليات تتطلب مستويات متفاوتة من التنسيق على مستوى اللواء.
ولكن إنشاء لواء جديد فسوف يسمح باستجابة أسرع وأكثر اتساقاً للتهديدات الاستخباراتية الناشئة داخل المخيمات، بحسب الصحيفة.
وتعتقد المحافل الأمنية الإسرائيلية، أن الوجود المستمر طوال الوقت قد يعطل قدرة المنظمات الفلسطينية على إعادة تجميع صفوفها وإعادة بناء بنيتها التحتية.