مع تقدم فصائل المعارضة السورية التي تقودها هيئة تحرير الشام ميدانياً، وإحكام سيطرتها على مناطق عدة في البلاد ضمن عملية "ردع العدوان" التي انطلقت يوم 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، بدأت بعض أسماء الفصائل في الظهور من جديد في المشهد السوري.
وتواصل فصائل المعارضة كسب مزيد من المساحات في سوريا على حساب قوات نظام بشار الأسد، الذي أصبح الآن في أضعف وضع له منذ بداية الثورة التي اندلعت في سوريا عام 2011.
وقد سبقت هذه العملية، تهديدات متكررة من فصائل المعارضة السورية بتنفيذ عملية موسّعة في حلب وإدلب، لاستعادة المناطق التي خسرتها عام 2020، وللرد على المجازر التي ارتكبها النظام السوري مؤخراً، وكان آخرها استهدافه معهداً لتحفيظ القرآن في إدلب، راح ضحيته 3 أطفال والعديد من المصابين.
نسرد لكم في هذا التقرير، تفاصيل عن الأطراف المتقاتلة في سوريا الآن، بدءاً من فصائل المعارضة التي تخوض القتال ضد الأسد على الجبهات المختلفة من شمال البلاد إلى جنوبها، وصولاً إلى قوات النظام، وقوات "سوريا الديمقراطية" (قسد)، إضافة إلى التواجد المحدود لتنظيم داعش.
⭕️ #عاجل | مسؤولون غربيون: الأحداث في #سوريا فاجأت العواصم العربية وأثارت قلقًا من موجة عدم استقرار إقليمي، وجيش النظام السوري في وضع صعب وغير قادر على إيقاف مكاسب المتمردين، مما أجبره على التراجع (رويترز) pic.twitter.com/5Lwex8D275
— عربي بوست (@arabic_post) December 7, 2024
أولاً: فصائل المعارضة السورية:
تشارك العديد من فصائل المعارضة الآن في معركة "ردع العدوان" ضد نظام الأسد، وهذه الفصائل أصبحت تقاتل في وقت متزامن ضد النظام، وهو ما كان غائباً في أداء فصائل المعارضة طوال الأعوام الـ14 الماضية.
وتدار عملية "ردع العدوان" من قبل غرفة عمليات مشتركة تسمى "إدارة العمليات العسكرية"، ولم يُعرف ممن تتكون ولكن يبدو أنها مرتبطة بتنظيم "الفتح المبين" التابع لـ"هيئة تحرير الشام"، حيث تقول تقارير إن مقاتلين من "هيئة تحرير الشام" وشريكتها "أحرار الشام" ومجموعات من "الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا، وفصائل أخرى يشاركون في العملية.
1- هيئة تحرير الشام
هيئة تحرير الشام، هي أبرز التشكيلات العسكرية المشاركة في الهجوم على مناطق النظام، وتسيطر على معظم مناطق محافظة إدلب شمال غرب البلاد قبل بدء عملية "ردع العدوان".
وقبل أسبوع، شنت هيئة تحرير الشام وحلفاؤها هجوماً كبيراً انتزعوا من خلاله مدينة حلب، ثاني أكبر مدينة في سوريا، وعشرات البلدات والقرى من سيطرة الحكومة، بعد سنوات من المكاسب التي حققها النظام في الحملات العسكرية المتعاقبة بدعم من روسيا.
ومن خلال المناطق الجديدة التي اكتسبتها فصائل إدارة العمليات العسكرية منذ بدء معركة "ردع العدوان" يكون تواجد الهيئة قد اتسع أيضاً داخل الأراضي السورية، إذ أصبحت فصائل العمليات العسكرية تسيطر على كامل مدينة حلب، ومدينة حماه وأجزاء من أريافها.
وتشكلت هيئة تحرير الشام، التي يتزعمها أبو محمد الجولاني، في يناير/كانون الثاني 2017 نتيجة اندماج فصائل جهادية عدة. وكانت الحركة تُعرف باسم باسم "جبهة النصرة"، التي كانت تابعة لتنظيم القاعدة في سوريا قبل انفصال الطرفين في يوليو/تموز 2016.
2- أحرار الشام
حركة أحرار الشام الإسلامية وهي إحدى الفصائل المسلحة التي نشأت إبان الأحداث السورية وذلك باتحاد أربع فصائل إسلامية سورية وهي "كتائب أحرار الشام" و"حركة الفجر الإسلامية" "وجماعة الطليعة الإسلامية" و"كتائب الإيمان المقاتلة".
تتمركز القوة الضاربة لـ "أحرار الشام" في إدلب وريفي حلب وحماة، حيث برزت قوتها خلال السنوات الماضية في مواجهة الجيش النظامي في عدة مواقع كتفتناز وجبل الزاوية ومدينة حلب وسراقب وأريحا والرقة.
3- الجبهة الوطنية للتحرير
هو تحالف للمعارضة السورية المسلحة في جنوب غرب سوريا، تم تشكيله من قبل 11 فصيلًا في "الجيش السوري الحر"، في مايو/أيار 2018 بمحافظة إدلب شمال غربي البلاد ويضم 30 ألف مقاتل.
الفصائل التي يضمها: "فيلق الشام"، "جيش إدلب الحر"، "الفرقة الساحلية الأولى"، "الجيش الثاني"، "الفرقة الساحلية الثانية"، "جيش النخبة"، "الفرقة الأولى مشاة"، "جيش النصر"، "لواء شهداء الإسلام – داريا"، "لواء الحرية"، "الفرقة 23".
4- الجيش الوطني السوري
وهو تحالف من فصائل المعارضة المدعومة من تركيا، والتي تعارض القوات الموالية للنظام السوري وقوات سوريا الديمقراطية.
وتأسس الجيش الوطني السوري في ديسمبر/كانون الأول 2017، وشارك في عدة عمليات عسكرية للجيش التركي في شمال سوريا. ويعمل كجيش للحكومة المؤقتة التابعة للمعارضة السورية ومقرها تركيا، في محاولة لوضع الجيش السوري الحر تحت "قيادة موحدة".
ويسيطر الجيش الوطني السوري على بلدة تل رفعت الاستراتيجية والقرى المجاورة لها في محافظة حلب.
كما تسيطر القوات الموالية لتركيا على قسم من الحدود من جرابلس إلى عفرين في محافظة حلب، بما في ذلك بلدات رئيسية مثل الباب وأعزاز، وعلى مساحة تمتد 120 كيلومتراً من الأراضي الحدودية من رأس العين في محافظة الحسكة إلى تل أبيض في الرقة.
5- قوات "جيش العزة"
"جيش العزة"، الذي كان يسمى سابقاً "تجمع العزة" ويقوده الرائد المنشق عن جيش النظام جميل الصالح، و"جيش العزة" هو جماعة سورية معارضة تابعة للجيش السوري الحر كان ينشط في شمال غرب سوريا، وخاصة في سهل الغاب شمال حماة والمناطق المحيطة به.
6- فصائل الجنوب السوري
شكلت فصائل المعارضة في جنوب سوريا "غرفة عمليات الجنوب"، الجمعة 6 ديسمبر/كانون الأول 2024، وتضم اللواء الثامن واللجنة المركزية، وكل المجموعات المحلية في درعا للتنسيق مع غرفة عمليات الفصائل في الشمال السوري.
وأطلقت الفصائل المعارضة في الجنوب على عملياتها اسم "كسر القيود"، تمكنت خلالها من تأمين انشقاق عشرات من جنود النظام الذين سلموا ثكناتهم وأسلحتهم دون قتال في درعا.
وتشمل مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في الجنوب حالياً درعا والسويداء، بجانب المعابر الحدودية مع الأردن، وأهمها معبر جمرك درعا البلد ومعبر نصيب الحدودي.
ثانياً: النظام السوري
فقد النظام السوري في بداية الثورة السورية عام 2011 السيطرة على أجزاء كبيرة من سوريا لصالح فصائل المعارضة والمقاتلين الأكراد ومقاتلي تنظيم داعش.
لكن الجيش تمكن تدريجياً من استعادة بعض الأراضي بدعم من حليفه الرئيسي إيران وحزب الله اللبناني، في حين أدى التدخل الروسي منذ سبتمبر/أيلول 2015 إلى تحويل دفة الأمور لصالح الحكومة.
ولا يزال النظام يسيطر على محافظة حمص بوسط البلاد، وكل من محافظة طرطوس، واللاذقية، والعاصمة دمشق والمناطق المحيطة بها، بالإضافة إلى أجزاء من محافظة الرقة ونحو نصف محافظة دير الزور شرقي البلاد.
وتتلقى قوات النظام السوري الدعم من جماعات محلية ومقاتلين موالين لإيران، بما في ذلك حزب الله. وتقول إيران إنها تنشر مستشارين عسكريين في سوريا بدعوة من دمشق فقط.
فيما نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، السبت، عن مسؤولين إقليميين وإيرانيين أن إيران بدأت بإجلاء قادتها وموظفيها العسكريين من سوريا، وأن من بين الذين تم إجلاؤهم إلى العراق ولبنان قادة كبار في الحرس الثوري وموظفين دبلوماسيين مع عائلاتهم.
وأضافت أن بعض من تم إجلاؤهم غادروا جواً إلى طهران، في حين غادر البعض الآخر عبر الطرق البرية إلى لبنان والعراق وميناء اللاذقية السوري.
كما تتمركز القوات الروسية في العديد من المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، وتُعد قاعدة حميميم الجوية بالقرب من مدينة اللاذقية أبرز قاعدة عسكرية لروسيا في سوريا. وتقول موسكو إن أكثر من 63 ألف جندي روسي خدموا في سوريا، رغم أن عدد الجنود المتواجدين حالياً في البلاد غير واضح، حسب تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية.
ثالثاً:المقاتلون الأكراد (قسد)
تتكون قوات "سوريا الديمقراطية" (قسد) المدعومة أمريكياً من تحالف من المقاتلين بما في ذلك الأكراد والمسيحيين السريان والفصائل العربية المسلمة.
وتسيطر قسد على نحو ربع الأراضي السورية، وتعتبر ثاني أقوى قوة عسكرية بعد الجيش. وتسيطر على معظم محافظة الرقة، معقل داعش السابق، ونصف محافظة دير الزور المجاورة، وجزء من محافظة حلب. كما تسيطر على محافظة الحسكة في الشمال الشرقي، على الرغم من وجود قوات الحكومة السورية هناك أيضاً بما في ذلك مدينتي الحسكة والقامشلي.
وقالت قسد، السبت، إنها انتشرت في مدينة دير الزور ومنطقة غرب الفرات، ونقلت وكالة رويترز عن مصادر عسكرية سورية أن قسد، سيطرت على معبر البوكمال الحدودي مع العراق.
ونقلت تقارير عن أحد زعماء القبائل العربية المدعومة أمريكياً، والتابعة لقسد، أن قوات الأسد تخلت عن الحدود الشرقية لسوريا لمنع سقوط المنطقة في أيدي هيئة تحرير الشام، التي هددت بالتقدم نحو دير الزور.
وبعد أن استولى حلفاؤها على دير الزور والبوكمال، أصبحت الولايات المتحدة تسيطر فعلياً على نقاط الدخول الرئيسية إلى سوريا، والتي من خلالها زودت إيران حزب الله بالأسلحة. كما تتمركز القوات الأمريكية في قاعدة التنف العسكرية، حيث تتقاطع حدود العراق وسوريا والأردن.
وتبحث قوات "سوريا الديمقراطية" الآن عن قنوات خلفية مع إسرائيل، بحسب ما نقله موقع ميدل إيست آي البريطاني عن مسؤولين أمريكيين سابقين ومصدر إسرائيلي.
وقال المسؤولون إن قوات "سوريا الديمقراطية" تحاول وضع نفسها في وضع يسمح لها بالتنسيق بشكل أوثق مع إسرائيل.
وفي حال تمكنت القبائل العربية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية والمدعومة من الولايات المتحدة من السيطرة على دير الزور والبوكمال، فإنها ستتمكن فعلياً من السيطرة على وصول إيران البري إلى سوريا ولبنان، وفق ميدل إيست آي.
وقد أقامت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة، التي دخلت سوريا في عام 2014 لمحاربة تنظيم داعش، قواعد في حقل العمر النفطي، وهو الأكبر في البلاد، وكذلك حقل كونوكو للغاز – وكلاهما في الأراضي الخاضعة لسيطرة الأكراد. كما يتمركز أفراد أمريكيون في محافظتي الحسكة والرقة الخاضعتين لسيطرة الأكراد.
رابعاً: تنظيم داعش
أعلن مسلحو تنظيم داعش "الخلافة" في يونيو/حزيران 2014 عبر مساحات شاسعة من سوريا والعراق. وهُزم التنظيم إقليمياً في سوريا في عام 2019، لكن بقاياه تواصل شن هجمات مميتة، وخاصة من مخابئ في الصحراء.
وينشط مقاتلوها بشكل خاص في الصحراء السورية الشاسعة، حيث يشنون هجمات ضد قوات قسد والجيش.