كشفت تقارير إخبارية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يستخدم نظام أسلحة يعتمد على الذكاء الاصطناعي في غزة، تم إنتاجه بالاشتراك مع شركة دفاع هندية، وأطلق عليه اسم أربيل.
التقارير أضافت أن نظام "أربيل" يحول المدافع الرشاشة والبنادق الهجومية إلى آلات قتل محوسبة، مع تعزيز القدرة على ضرب الأهداف بدقة وكفاءة أكبر باستخدام الخوارزميات.
وبحسب وثائق اطلع عليها موقع ميدل إيست آي البريطاني، فإن قوات الاحتلال الإسرائيلية تستخدم نظام "أربيل" في غزة بعد غزوها المدمر للقطاع بعد هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول على جنوب إسرائيل.
ورغم أن محللي الدفاع يقولون إن نظام "أربيل" قد لا يكون متطوراً أو واسع الاستخدام مثل أنظمة الأسلحة الذكية " لافندر " أو " الإنجيل " – والتي يقال إنها لعبت دوراً كبيراً في عدد القتلى الهائل في غزة، إلا أن أربيل يبدو أول نظام أسلحة يربط الهند بشكل مباشر بحرب الذكاء الاصطناعي المتوسعة بسرعة التي تشنها إسرائيل في غزة، وهو ما قد يكون له آثار واسعة النطاق على صراعات أخرى.
⛔️ ميدل إيست آي: #إسرائيل تستخدم نظام أسلحة يعمل بالذكاء الاصطناعي منتج بالتعاون مع شركة هندية خلال الحرب على #غزة
— عربي بوست (@arabic_post) November 20, 2024
🔹 كشف موقع ميدل إيست آي البريطاني أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يستخدم نظام أسلحة يعتمد على الذكاء الاصطناعي في غزة، والذي تم إنتاجه بالاشتراك مع شركة دفاع هندية،… pic.twitter.com/8b5gkk0W5M
تأتي هذه التقارير في الوقت الذي يواصل فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب سلسلة من المجازر بدءاً من قصف المدارس ومخيمات اللاجئين والمستشفيات إلى تنفيذ عمليات إعدام في شوارع غزة خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
وقد شهدت الحرب الإسرائيلية على غزة استشهاد وإصابة عدد أكبر من النساء والأطفال بنيران إسرائيلية مقارنة بأي صراع آخر على مدى العشرين عامًا الماضية، بينما تم إبادة ما يقرب من 1000 عائلة بأكملها، وفق بيانات رسمية.
وخلفت الحرب حتى الآن أكثر من 148 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة التي تجاوزت عامها الأول، ظهرت تقارير عدة تتحدث عن توظيف جيش الاحتلال الذكاء الاصطناعي لإعداد قوائم القتل في القطاع الفلسطيني المحاصر.
ماذا نعرف عن نظام أربيل؟
- يُروَّج لنظام أربيل باعتباره "نظاماً ثورياً يغير قواعد اللعبة ويحسن من قدرة المشغل على القتل والقدرة على البقاء ".
- يعمل النظام على تحسين قدرة المدافع الرشاشة والأسلحة الهجومية ــ مثل تافور وكارمل ونيجيف التي تنتجها إسرائيل ــ وتحويلها إلى سلاح يستخدم الخوارزميات لتعزيز فرص الجنود في ضرب الأهداف بدقة وكفاءة أكبر.
- يزيد نظام أربيل من القدرة على القتل ودقة الاستهداف بما يصل إلى ثلاثة أضعاف، حسب الموقع الالكتروني لشركة صناعات الأسلحة الإسرائيلية.
- يراقب نظام أربيل حركات السلاح وحالة الزناد ويحدد السيناريو التكتيكي للمستخدم ونمط التصويب.
- يحتوي نظام أربيل على بطارية قابلة لإعادة الشحن، ووحدة تحكم، وأجهزة استشعار الحركة والزناد، ومعالج دقيق.
- لا يحتاج نظام أربيل إلى مكون بصري معين للعمل، ويمكن تركيبه على مجموعة متنوعة من البنادق الهجومية والمدافع الرشاشة.
- يوفر النظام مجموعة من القدرات، بما في ذلك إطلاق النار السريع والدقيق والقاتل، وزيادة احتمالية الإصابة والقتل في مواقف القتال المجهدة ومن مواقع إطلاق النار غير المثالية، والضربات السريعة على العدو، والفعالية المثبتة في جميع تضاريس الصراع، والقدرة على التكيف مع البيئة.
- يحتوي نظام أربيل على نظام مدمج للتحكم في النيران يطلق الطلقات وفقاً للسيناريو التشغيلي.
- يهدف نظام أربيل إلى مساعدة المقاتلين على استهداف المقاتلين الأعداء بكفاءة أكبر من خلال تقليل عدد الرصاصات الطائشة.
- تم الكشف عن نظام أربيل في الأصل كمشروع مشترك بين شركة صناعات الأسلحة الإسرائيلية وشركة أداني للدفاعات الجوية الهندية، وتم الإعلان عنه في معرض دفاعي في ولاية غوجارات الهندية في أكتوبر/تشرين الأول 2022.
- مثل العديد من أنظمة الأسلحة الإسرائيلية، فإن اسم أربيل له أصوله في الكتاب المقدس. وأربيل هو أيضاً اسم المدينة الإسرائيلية التي تم بناؤها حول موقع قرية حطين الفلسطينية التي تعرضت للتطهير العرقي في عام 1948.
كيف دعمت الهند إسرائيل في حربها على غزة؟
قدمت الهند بزعامة رئيس الوزراء ناريندرا مودي دعماً عسكرياً ولوجستياً لإسرائيل منذ بدء الحرب على غزة. وقد برز هذا الدعم في أشكال عدة من بينها:
يناير/كانون الثاني 2024: وافقت الحكومة الهندية على إرسال آلاف العمال الهنود إلى إسرائيل؛ لمواجهة نقص العمالة في أعقاب قرارها إلغاء تصاريح العمل لعشرات الآلاف من العمال الفلسطينيين بعد أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وذكرت تقارير أنه في الأسبوع الأخير من شهر يناير/كانون الثاني 2024، جرت جهود تجنيد في مدينة روهتاك في ولاية هاريانا ومدينة لوكناو في ولاية أوتار براديش، حيث وصل آلاف العمال الهنود للخضوع للفحص والمقابلة من قبل مسؤولي التوظيف الإسرائيليين.
وعارضت منظمات حقوقية هذا القرار واعتبرته بمثابة تواطؤ في الإبادة الجماعية والتطهير العرقي للفلسطينيين.
وقالت في بيان: "نعارض مسارعة الهند إلى إرسال العمال الهنود ليحلوا محل العمال الفلسطينيين، الذين حظرتهم إسرائيل".
فبراير/شباط 2024: وردت أنباء عن تسليم 20 طائرة بدون طيار مقاتلة هندية الصنع إلى إسرائيل، وذكرت قناة إخبارية هندية أن طائرات هيرميس 900 بدون طيار ستساعد "احتياجات إسرائيل في الحرب بين إسرائيل وحماس".
ونقل موقع ميدل إيست آي أنذاك عن محللين دفاعيين قولهم إنه بالنظر إلى اعتماد إسرائيل على طائرات هيرميس بدون طيار لمهام الاستطلاع وكذلك في الغارات الجوية على غزة، فمن المؤكد أنه سيتم الاعتماد عليها لتكملة المجهود الحربي الإسرائيلي.
إبريل/نيسان 2024: تم شحن محركات صواريخ ومواد المتفجرة ووقود للمدافع متن سفينة هندية كانت متجهة إلى ميناء أشدود الإسرائيلي.
وفي مايو/أيار، رفضت إسبانيا دخول سفينة أخرى تحمل أسلحة من الهند بدعوى أنها كانت تحمل متفجرات في طريقها إلى إسرائيل.
سبتمبر/أيلول 2024: رفضت المحكمة العليا في الهند التماساً يسعى إلى تعليق الصادرات العسكرية من الهند في أعقاب مناشدة من نشطاء حقوق الإنسان والعلماء لتقليل تورط الهند في جرائم الحرب الإسرائيلية المحتملة في غزة.
وفي حكمها الصادر، قالت المحكمة العليا في الهند إنه من غير اختصاصها توجيه حكومة الهند بوقف تصدير المواد إلى أي دولة.
وقالت المحكمة إن الاختصاص يقع ضمن سلطة الحكومة الاتحادية بموجب المادة 162 من الدستور الهندي.
وأشارت المحكمة العليا أيضاً إلى أن التدخل سيكون بمثابة أمر قضائي لخرق العقود التي ربما أبرمتها الشركات الهندية مع كيانات دولية.