ترامب يفوز بالرئاسة والشيوخ..   أبرز مشاهد الانتخابات الأمريكية لعام 2024

عربي بوست
تم النشر: 2024/11/06 الساعة 09:02 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/11/07 الساعة 09:35 بتوقيت غرينتش
الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب/رويترز

أعلن الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب فوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، الأربعاء 6 نوفمبر/تشرين الثاني لعام 2024، ووصفه بأنه "انتصار سياسي لم ترَ الولايات المتحدة له مثيلاً من قبل".

وأضاف ترامب أمام حشد من أنصاره في مجمع بالم بيتش في ولاية فلوريدا، أن الجمهوريين حصلوا على الأغلبية في مجلس الشيوخ، وحققوا الفوز في الولايات المتأرجحة، وأنه أصبح الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة.

وتابع:"يبدو أننا سنحافظ على الأغلبية في مجلس النواب".

وكانت النتائج الأولية لفرز أصوات الناخبين في الانتخابات الرئاسية الأمريكية أظهرت فوز المرشح الجمهوري، حيث حصل على 277 صوتاً من أصوات المجمع الانتخابي، مقابل 224 صوتاً لصالح المرشحة الديمقراطية ونائبة الرئيس كامالا هاريس.

البيت الأبيض/ رويترز

وحتى يفوز أي مرشح بمنصب الرئيس، لا بد أن يحصل على 270 صوتاً وهي الأغلبية المطلقة من أصوات المجمع الانتخابي الذي يشتمل على 538 صوتاً.

ولكل ولاية عدد محدد من أصوات المجمع الانتخابي يساوي عدد ممثليها في مجلسي النواب والشيوخ، وأي مرشح يفوز بأصوات مواطني الولاية يحصل على كل حصتها من الأصوات.

وتُستثنى من ذلك ولايتي نبراسكا ومين، فهما الوحيدتان اللتان لهما نظام خاص يسمح بتقسيم أصوات المجمع الانتخابي على المرشحين بحسب نسبة الأصوات التي يحصل عليها كل مرشح.

كما حصل ترامب بحسب النتائج المعلن عنها حتى الآن على حوالي 71 مليون صوت من مجموع أصوات الناخبين (51%)، مقابل ما يقرب من 66 مليون صوت لهاريس (47%).


واتسمت هذه الانتخابات بالعديد من المشاهد التي كانت حاضرة بقوة نرصدها في هذا التقرير.

1- فوز ترامب في غالبية الولايات المتأرجحة

على النقيض مما شهدناه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2020، فقد حقق المرشح الجمهوري ترامب سيطرة شبه كاملة على الولايات السبعة المتأرجحة، حيث تأكد فوزه في ولايات ويسكونسن وكارولينا الشمالية وجورجيا وبنسلفانيا، ولا زال فرز الأصوات جارياً في ولايات نيفادا وأريزونا وميشيغان.

يأتي ذلك رغم أن معظم استطلاعات الرأي التي أُعلن عنها قبل التصويت أظهرت انقسام المرشحين بفارق ضئيل بين 1 و3%، وهو هامش خطأ في معظم الاستطلاعات، كما أظهرت 5 استطلاعات تعادلاً افتراضياً بين ترامب وهاريس.

كما أظهرت نتائج الاستطلاعات التي سبقت عملية التصويت في 4 من الولايات المتأرجحة، وهي نيفادا وويسكونسن وميشيغان وبنسلفانيا، هامشاً بسيطاً بين المرشحين بنسبة 1% أو أقل.

والولايات المتأرجحة هي الولايات التي لا يحظى فيها أحد الحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة، الجمهوري والديمقراطي، بالدعم المطلق. 

وكان ترامب قد حقق الفوز في ولاية متأرجحة وحيدة فقط في انتخابات عام 2020 التي فاز فيها الرئيس الأمريكي جو بايدن، حيث نجح ترامب في الفوز بأصوات ولاية كارولينا الشمالية بفارق 74 ألف صوت، بينما حقق بايدن الفوز في بقية الولايات المتأرجحة.

2- سيطرة الجمهوريين على مجلس الشيوخ

انتزع الحزب الجمهوري الأغلبية في مجلس الشيوخ الأمريكي من منافسه الديمقراطي خلال انتخابات الكونغرس التي جرت الثلاثاء بالتوازي مع الانتخابات الرئاسية، وفق ما ذكرت وكالة أسوشيتد برس.

وأفادت الوكالة بحصول الجمهوريين على الأغلبية إثر فوزهم بـ51 مقعدًا، ليستعيدوا السيطرة على المجلس لأول مرة منذ 4 سنوات.

وجاء الفوز بعد أن ضمنت السيناتور الجمهورية الحالية ديب فيشر إعادة انتخابها في ولاية نبراسكا، بعد تغلبها على تحدٍّ قوي من المرشح المستقل دان أوزبورن.

في المقابل حصد الحزب الديمقراطي 42 مقعدًا حتى الساعة، بينما لا تزال نتائج 7 مقاعد غير مؤكدة في ظل عدم إعلان نتائج بعض الولايات.

ويحدد الناخبون تشكيلة الكونغرس (الشيوخ والنواب) القادمة، حيث يوجد في مجلس الشيوخ 34 مقعدًا من أصل 100 مطروحة للانتخاب، إضافة إلى جميع مقاعد مجلس النواب البالغ عددها 435.

ويتم انتخاب أعضاء مجلس الشيوخ لمدة 6 سنوات، بينما يُجرى انتخاب ثلثهم كل عامين.

ترامب يدعم تيك توك ويحذر من حظره
الكونغرس الأمريكي/رويتزر

3- الانتخابات الأكثر كلفة في التاريخ

شهدت الانتخابات الأمريكية لعام 2024 الإنفاق الأكبر في تاريخ الحملات الانتخابية الأمريكية بمعدل إنفاق بلغ حوالي 15.9 مليار دولار، مما يجعلها الانتخابات الأكثر تكلفة في التاريخ بحسب  منظمة "أوبن سيكرتس" غير الربحية.

وشملت هذه النفقات جميع الانتخابات التي جرت، الثلاثاء، بما فيها الانتخابات الرئاسية وانتخابات الكونغرس والانتخابات المحلية.

وعلى صعيد السباق الرئاسي فقط، قالت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية إن المرشحين الرئاسيين الأمريكيين أنفقا مبلغاً قياسياً بلغ 3.5 مليار دولار على حملاتهم الانتخابية.

وأوضحت الصحيفة أن المرشحة الديمقراطية هاريس تمكنت من جمع أكثر من 2.3 مليار دولار، وأنفقت منها 1.9 مليار دولار. فيما تمكن ترامب من جمع ما يزيد قليلاً عن 1.8 مليار دولار، وأنفق منها 1.6 مليار دولار.  

وخصصت حملة ترامب حوالي 14% من إجمالي مخصصاتها (حوالي 100 مليون دولار)، لتغطية التكاليف القضائية للرئيس السابق، الذي يواجه محاكمات عدة.

وقد خصصت الحملتان الجمهورية والديمقراطية ما يقرب من 1.5 مليار دولار على الإعلانات في الولايات المتأرجحة. وتم إنفاق أكثر من 400 مليون دولار في ولاية بنسلفانيا وحدها، فيما تم إنفاق 358 مليون دولار في جميع الولايات الـ 43 غير المتأرجحة مجتمعة.  

السياسة الخارجية في أمريكا
صورة تعبيرية من يوم الانتخابات الأمريكية/رويترز

4- فوز أعضاء الفرقة التقدميين

تمكن ثلاثة نواب أمريكيين من أعضاء الفرقة (وهم مجموعة من النواب التقدميين في الحزب الديمقراطي تعرف بانتقاداتها المتوالية للاحتلال الإسرائيلي) من تحقيق الفوز في انتخابات مجلس النواب لعام 2024.

ففي ولاية مينيسوتا الأمريكية، فازت عضوة الكونغرس الأمريكي إلهان عمر على منافستها الجمهورية بعد محاولة من قبل الجماعات المؤيدة لإسرائيل لإزاحتها من منصبها في الانتخابات التمهيدية في أغسطس/آب الماضي.

وواجهت عمر، التي تمثل المنطقة الخامسة في ولاية مينيسوتا، منافستها الجمهورية داليا العقيدي، وهي مهاجرة من أصل عراقي تصف نفسها بأنها "مسلمة علمانية" ومؤيدة لإسرائيل، على النقيض من عمر، التي تعد مناصرة صريحة لحقوق الفلسطينيين.

وحصلت عمر على 76.4% من الأصوات مقابل 23.6% لعقيدي، بحسب وكالة أسوشيتد برس التي أعلنت عن نتيجة السباق بعد فرز 87% من الأصوات.

يذكر أنه قبل انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني 2024، واجهت عمر هجوماً من قبل لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (أيباك)، وهي جماعة ضغط مؤيدة لإسرائيل، خلال الانتخابات التمهيدية في أغسطس/آب. ورغم ذلك، تمكنت من هزيمة منافسها دون سامويلز.

كما فازت النائبة الداعمة لفلسطين ألكساندريا أوكاسيو كورتيز بإعادة انتخابها في في الدائرة الرابعة عشرة الديمقراطية في نيويورك.

وتغلبت كورتيز على منافستها الجمهورية تينا فورتي بفارق يزيد عن 30 نقطة.

من جانبها، هزمت عضوة الكونغرس الديمقراطية رشيدة طليب منافسها الجمهوري في انتخابات الدائرة الثانية عشرة للكونغرس في ميشيغان، وحصلت على فترة ولاية رابعة باعتبارها المرأة الفلسطينية الأمريكية الوحيدة في الكونغرس الأمريكي.

وأعلنت وكالة أسوشيتد برس انتهاء السباق بعد فرز 18% فقط من الأصوات. 

وحصلت طليب على 77% من الأصوات، متغلبة على منافسها من الحزب الجمهوري جيمس هوبر الذي حصل على 19% فقط من الأصوات.

وكانت طليب من أشد منتقدي الحرب الإسرائيلية على غزة، ودعت الولايات المتحدة إلى حجب الأسلحة عن إسرائيل. 

وفي الأيام التي سبقت الانتخابات في نوفمبر/تشرين الثاني، رفضت طليب تأييد نائبة الرئيس هاريس، لكنها مع ذلك حثت الأميركيين على الذهاب إلى صناديق الاقتراع والتصويت.

5- انحسار دعم المسلمين للديمقراطيين وهاريس تحظى بدعم اليهود

حصلت المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس على 67% من أصوات اليهود الأمريكيين، في حين حصل الجمهوري دونالد ترامب على 31%، وهي نفس نتائج انتخابات 2020، بحسب استطلاع للرأي أجرته وكالة أسوشيتد برس

وكانت انتخابات عام 2020 قد شهدت حصول الرئيس جو بايدن على 69% من أصوات اليهود الأمريكيين، مقابل 31% لترامب.

وفيما يتعلق بدعم الناخبين المسلمين، حصلت هاريس أيضاً على 61% من أصوات المسلمين الأمريكيين، وفقاً لأسوشيتدبرس، وهو ما يقترب من نسبة 63% التي حصل عليها بايدن في عام 2020. وفاز ترامب بنسبة 30%، أي أقل بنسبة 5% عن عام 2020.

أما في مدينة ديربورن بولاية ميشيغان، المدينة التي تضم أكبر عدد من السكان العرب في الولايات المتحدة، فقد حصل ترامب على 45% من الأصوات، وفازت المرشحة المستقلة جيل شتاين بنسبة 15% من ناخبي هاريس، رغم أن الأرقام النهائية لم تعلن بعد.

ويبدو ذلك تغيراً درامتيكياً عما شهدته انتخابات عام 2020 حينما فاز الديمقراطيون بنسبة 88% من الأصوات لصالح بايدن في ديربورن. 

وأرجعت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية هذا التغيير إلى معارضة الناخبين المسلمين لسياسات إدارة بايدن فيما يتعلق بالحرب الإسرائيلية على غزة.

الرئيس الأمريكي جو بايدن / getty

تحميل المزيد