أعلنت جماعة الحوثي، الخميس 17 أكتوبر/تشرين الأول 2024، أن الولايات المتحدة وبريطانيا شنتا 15 غارة جوية على العاصمة صنعاءَ ومحافظة صعدة شمال اليمن، فيما أعلنت واشنطن أن قاذفات استراتيجيةً من طراز الطائرة الشبح B-2 شاركت بالقصف.
وقالت قناة "المسيرة" الناطقة باسم الجماعة عبر تلغرام: "عدوان أمريكي بريطاني يستهدف بـ 6 غارات مناطق التلفزيون والحفاء وجربان شمال وجنوب العاصمة صنعاء".
وتسيطر جماعة الحوثي على صنعاء ومدن ومحافظات يمنية عدة منذ أيلول/ سبتمبر 2014، وذلك بعد مواجهة مسلحةٍ مع الحكومة.
من جانبه، قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، في بيان الخميس، إن القوات الجوية الأمريكية نفذت ضربات دقيقة على 5 مواقع لتخزين الأسلحة تحت الأرض في مناطق يسيطر عليها الحوثيون باليمن.
وأضاف أن هذه الضربات شاركت فيها قاذفات B-2، وهي أكبر بكثير من الطائرات المقاتلة المستخدمة سابقاً، وقادرة على حمل حمولة أثقل بكثير من القنابل.
اللافت في هذه الضربات هو ما ذكرته شبكة سي إن إن الأمريكية من أن هذه هي المرة الأولى التي تُستخدم فيها الولايات المتحدة القاذفة الاستراتيجية الشبحية لمهاجمة الحوثيين في اليمن منذ أن بدأ تحالف تقوده واشنطن شن غارات يقول إنها تستهدف "مواقع للحوثيين" في مناطق مختلفة من اليمن منذ بداية العام الجاري، رداً على هجماتها البحرية.
فلماذا استخدمت واشنطن هذه النوعية من الطائرات للمرة الأولى الآن منذ بدء الحرب على غزة، وما هي إمكانياتها وقدراتها القتالية؟
ما هي خصائص طائرة الشبح B-2 Spirit؟
- تستطيع الطائرة الشبح B-2 Spirit، والتي تصل تكلفة الواحدة منها ما يقرب من 2 مليار دولار، أن تتسلل عبر الدفاعات الجوية للعدو ليُصنّفها الرادار على أنها طائر صغير
- يبلغ طول الطائرة 69 قدمًا، وارتفاعها 17 قدمًا، ويبلغ طول جناحيها 172 قدمًا، أي نصف طول ملعب كرة القدم، كما يمكنها الوصول إلى ارتفاع يزيد عن 50 ألف قدم.
- تميل الحواف الأمامية للأجنحة بزاوية 33 درجة والحافة الخلفية لها شكل W مزدوج
- يتم تصنيعها في منشآت نورثروب جرومان في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية
- تعمل الطائرة بـ4 محركات توربوفان من طراز جنرال إلكتريك F118-GE-100 مثبتة داخليًا في هيكل الأجنحة
- يمكنها التحليق بالجو دون الحاجة للتزود بالوقود لمسافة حوالي 9600 كيلومتر
- الطائرة مصممة لهزيمة أنظمة الدفاع الجوي الأكثر تقدمًا في العالم. وبالإضافة إلى قدراتها الملاحية التقليدية، لديها أنظمة مستقلة تعمل بشكل مستقل عن أي أجهزة إرسال أرضية أو فضائية.
- داخل الطائرة مرحاض وميكروويف وعدد قليل من المبردات لتخزين الوجبات الخفيفة ومساحة كافية فقط لأحد طياريها للاستلقاء وأخذ قسط من الراحة وحتى مقاعد قمرة القيادة بداخلها (مريحة للغاية) بينما تقصف أهدافها.
- تعرف الطائرة أيضًا باسم Stealth Bomber، وهي قاذفة أمريكية استراتيجية ثقيلة تتميز بتكنولوجيا شبح منخفضة الملاحظة ومصممة لاختراق الدفاعات الكثيفة المضادة للطائرات.
- تم تصميمها خلال الحرب الباردة، وهي عبارة عن طائرة مجنحة لطاقم من شخصين.
- القاذفة هي دون سرعة الصوت ويمكنها نشر أسلحة تقليدية ونووية حرارية، أي نحو 80 قنبلة من فئة 230 كجم Mk 82 JDAM تلك الموجهة بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، أو 16 قنبلة نووية B83 تزن 1100 كجم
- توجد 20 طائرة قاذفة B-2 في الخدمة، ومن المخطط أن يتم الاعتماد عليها وتشغيلها حتى عام 2032، عندما تحل محلها طائرات الجيل الجديد Northrop Grumman B-21 Raider
- رغم أن القاذفة B-2 كانت مصممة في الأصل كمقاتلة نووية، فقد تم استخدامها لأول مرة لإسقاط الذخائر التقليدية وغير النووية في حرب كوسوفو في عام 1999، واستخدمت لاحقاً في قصف العراق وأفغانستان وليبيا
- قاعدة وايتمان الجوية بولاية ميسوري هي القاعدة التشغيلية الوحيدة للطائرة B-2. ويتم إدارة الصيانة الخاصة بها في مركز الخدمات اللوجستية الجوية بمدينة أوكلاهوما في قاعدة تينكر الجوية، وتبلغ تكلفة صيانة الطائرة الواحدة منها سنوياً 44.27 مليون دولار.
لماذا لجأت الولايات المتحدة إلى هذه القاذفات الآن؟
أثار استخدام الولايات المتحدة لهذا النوع من القاذفات القادرة على حمل أسلحة تقليدية ونووية تساؤلات بشأن الرسالة التي أرادت واشنطن إيصالها في هذا التوقيت.
وكان وزير الدفاع الأمريكي أشار إلى أن هذا القصف شكّل "استعراضاً فريداً لقدرة الولايات المتحدة على استهداف المنشآت التي يسعى خصومنا إلى إبقائها بعيدة عن متناولنا، بغض النظر عن مدى عمقها تحت الأرض أو صلابتها أو تحصينها".
ورأى مراقبون أن واشنطن أرادت أن ترسل رسالة إلى إيران في وقت يترقب فيه الجميع هجوماً إسرائيلياً محتملاً على أهداف إيرانية رداً على الهجوم الإيراني الذي شنته طهران بداية الشهر الجاري على مواقع إسرائيلية.
وكتبت المعلقة الأمنية لشبكة فوكس نيوز الأمريكية، جنيفر غريفين، على موقع إكس: "لماذا استخدم الجيش الأمريكي قاذفات بعيدة المدى ذات قدرة نووية من قاعدة جوية في ميسوري لمهاجمة أهداف الحوثيين في اليمن؟ إنها رسالة استراتيجية إلى إيران وغيرها مفادها أن الولايات المتحدة يمكن أن تصل إليهم".
فيما كتب محرر الموقع العسكري الأمريكي TWZ في إشارة إلى الهجمات الأمريكية بقاذفات بعيدة المدى: "إشارة ضخمة إلى إيران".
وكانت تقارير عدة أشارت إلى أن الأهداف الإيرانية المحتملة التي قد يشملها الرد الإسرائيلي استهداف محتمل لمنشآت نووية إيرانية.
إلا أن تقارير غربية عدة أشارت إلى أنه بدون دعم الولايات المتحدة، فإن الضربة الجوية الإسرائيلية المنفردة على المنشآت النووية الإيرانية ستكون محفوفة بالمخاطر، وفي أفضل الأحوال لن تؤدي إلا إلى تأخير برنامجها بدلاً من تدميره.
فبينما تمتلك إسرائيل قنابل خارقة للتحصينات، مثل قنابل جي بي يو 31 التي يبلغ وزنها 2000 رطل، من غير المرجح أن يؤدي وابل مماثل الحجم إلى تدمير المنشآت النووية الإيرانية الأكثر حماية.
ويقول المحللون إن هناك سلاحاً تقليدياً واحداً فقط قادر على القيام بهذه المهمة وهو القنبلة العملاقة الموجهة بدقة جي بي يو 57. ويبلغ طول هذه القنبلة العملاقة الموجهة بدقة نحو 6 أمتار، وتزن 30 ألف رطل، ويمكنها أن تخترق 60 متراً من الأرض قبل أن تنفجر، وفقاً للجيش الأمريكي.
وقدر باحثون أنه حتى لو تمكنت إسرائيل من الحصول على القنبلة الخارقة للدروع، فإن "طائراتها المقاتلة من طراز إف-15 وإف-16 وإف-35 لن تتمكن من حملها. وسيكون البديل المتاح أمام إسرائيل هو الحصول على قاذفة أمريكية استراتيجية، مثل B-2 Spirit، اللازمة لإسقاط مثل هذه القنبلة.