على مدار سنوات طويلة٬ لم يقتصر الصراع بين إيران ودولة الاحتلال الإسرائيلي على الجوانب العسكرية والسياسية أو الدبلوماسية، بل امتدت إلى ما يعرف بـ "الحرب الخفية" أو "الحرب الاستخباراتية"، حيث تتبادل إيران و"إسرائيل" تجنيد العملاء واختراق الأجهزة العسكرية والمدنية منذ سنوات، في محاولة للوصول إلى معلومات حساسة يمكن استخدامها في صراعيهما ضد بعضهما البعض.
وخلال الأشهر الأخيرة خلال معركة "طوفان الأقصى"، تكثفت المحاولات الإيرانية على وجه الخصوص لاختراق "إسرائيل"، حيث كشفت تل أبيب عدة مرات عن إحباطها محاولات لتجنيد العملاء والجواسيس الإسرائيليين لصالح طهران، لأسباب مختلفة مثل تصوير المنشآت وإرسال إحداثياتها أو تتبع الشخصيات السياسية والعسكرية بهدف اغتيالها، وغيرها من الأسباب٬ كما تقول سلطات الاحتلال.
في هذا التقرير، سنسلط الضوء على أبرز محاولات إيران التاريخية لتجنيد جواسيس داخل "إسرائيل"، مع التركيز على الأحداث التي تم الكشف عنها مؤخراً، خاصة في ظل التصعيد العسكري المتبادل بين الجانبين٬ حيث تترقب طهران منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول 2024 هجوماً محتملاً قد تشنه "إسرائيل" عليها، بعد أن أطلقت نحو 200 صاروخ على دولة الاحتلال في الأول من الشهر نفسه، رداً على اغتيال "إسرائيل" كلا من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية بطهران، والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وجنرال بالحرس الثوري الإيراني في الضاحية الجنوبية لبيروت.
تاريخ إيران الطويل في تجنيد الجواسيس داخل "إسرائيل"
1- تجنيد عميل لاغتيال "عالم إسرائيلي" – 2024
في 16 أكتوبر/تشرين الأول 2024، قالت شرطة الاحتلال إنه وبالتعاون مع "جهاز الشاباك"، فقد تم إلقاء القبض على شخص جندته إيران لمحاولة اغتيال عالم إسرائيلي بارز مقابل 100 ألف دولار.
وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن السلطات اعتقلت أحد سكان تل أبيب للاشتباه في قيامه بمهام لمصلحة الاستخبارات الإيرانية، منها الكتابة على الجدران وتوزيع المنشورات وجمع المعلومات عن أهداف إسرائيلية.
ووفقا للمسؤولين، فإن فلاديمير فارخوفسكي (35 عاماً) وافق على اغتيال عالم إسرائيلي مقابل 100 ألف دولار وحصل على سلاح لتنفيذ المهمة. وقال جهاز الشاباك، بحسب ما نقلت الصحيفة، إن التواصل مع مشغليه كان باللغة الإنجليزية.
2- تجنيد عميل لاغتيال مسؤولين إسرائيليين – 2024
في 14 أكتوبر/تشرين الأول 2024 أعلنت الشرطة الإسرائيلية وجهاز (الشاباك) إحباط محاولة إيرانية لاغتيال مسؤولين إسرائيليين بتجنيد إسرائيليين. وأشار بيان مشترك إلى اعتقال الشاب الإسرائيلي فلاديسلاف فيكتورسون (30 عاما)، حيث كشفت التحقيقات معه أنه منذ بداية أغسطس/آب 2024 كان فلاديسلاف على اتصال باللغة العبرية عبر شبكات التواصل الاجتماعي مع عميلة تدعى ماري حوسي.
وأضاف البيان: "قام فلاديسلاف بتوجيه من الكيان الإيراني، ومع علمه بهويته، بمهام بينها الكتابة على الجدران وتعليق لافتات وحرق مركبات في منطقة حديقة اليركون بتل أبيب. ولاحقا، طُلب من فلاديسلاف تخريب بنية تحتية للاتصالات وأجهزة الصراف الآلي وإضرام النار في غابات.. وتم توثيق بعض المهام الموضحة ودفع أكثر من 5 آلاف دولار مقابلها".
وزاد البيان أنه "حسب نتائج التحقيق، وافق فلاديسلاف على تصفية شخصية في "إسرائيل" (لم يسمها) وإلقاء قنبلة يدوية على منزل، وعمل بعد ذلك للحصول على أسلحة، بينها بنادق قناصة ومسدسات وقنابل يدوية". وأكد أن فلاديسلاف "جنّد مواطنين آخرين، بينهم شريكته آنا بيرنشتاين (18 عاما)، وهي من سكان رمات غان أيضا وشاركت في تنفيذ بعض المهام.. وقُدمت اليوم لوائح اتهام ضدهما".
3- شبكة "ميمان" – 2024
في 20 سبتمبر/أيلول 2024، كشفت "إسرائيل" عن قضية تجسس معقدة تُعرف باسم قضية "ميمان"، حيث تم اعتقال رجل الأعمال الإسرائيلي موتي ميمان (72 عاما) من عسقلان، بتهمة التعاون مع الحرس الثوري الإيراني ومخابراته، لتنفيذ عمليات اغتيال تستهدف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس الشاباك رونين بار، وذلك ردا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية على الأراضي الإيرانية في يوليو/تموز الماضي.
بحسب لائحة الاتهام التي قدمتها النيابة العامة الإسرائيلية فقد تم تهريب ميمان، وهو المتهم بارتكاب جرائم أمنية خطيرة ومكث فترات طويلة في تركيا، عبر شاحنة ذهابا وإيابا أربع مرات عند المعبر الحدودي بين تركيا وإيران، حيث أجرى لقاءات بقيادات في أجهزة الاستخبارات في طهران والحرس الثوري.
وأظهرت التحقيقات الإسرائيلية أن عملاء استخبارات إيرانيين اقترحوا على ميمان تنفيذ مهام أمنية واغتيالات وجمع معلومات استخباراتية داخل "إسرائيل"، ووجهت النيابة العامة له تهم الاتصال بعميل أجنبي خلال الحرب، والدخول إلى دولة معادية دون تصريح، حيث تسعى النيابة العامة إلى حبسه حتى انتهاء الإجراءات القانونية بحقه.
وبحسب المزاعم الإسرائيلية، تضمنت المهام التي طلبت من ميمان نقل أموال أو مسدسات وأسلحة إلى مواقع محددة، وتصوير أماكن مكتظة بالسكان في المدن الإسرائيلية وإرسالها إلى الجهات الإيرانية، وتهديد مواطنين إسرائيليين آخرين جندوا كعملاء لصالح النظام الإيراني داخل إسرائيل، لكنهم لم ينفذوا المهام المطلوبة منهم.
وأفضت تحقيقات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية إلى أن ميمان الذي طلب سلفة من طهران بقيمة مليون دولار لتنفيذ مهمة الاغتيالات، أبلغ الاستخبارات الإيرانية أنه لا يمكن تنفيذ الاغتيالات المطلوبة بسبب إجراءات الحراسة المشددة، فطلبت منه طهران التوجه لاغتيال رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت، أو تجنيد "عميل مزدوج" من الموساد، بيد أن الخطة لم تؤت ثمارها بسبب عدم توفير السلفة.
4- الترويج لانقلاب في "إسرائيل" – 2024
في أغسطس/آب 2024 كشفت النيابة العامة الإسرائيلية عن لائحة اتهام في قضية تجسس وصفتها بـ"الخطيرة"، حيث زعمت أن إيران حاولت الترويج لـ"انقلاب عسكري" في "إسرائيل".
وكشف تحقيق الشاباك أن عملاء إيرانيين تمكنوا من تجنيد الطالب الإسرائيلي إيدين ديفس (30 عاماً) من سكان "رمات غان" من أجل الترويج لأهداف إيرانية في "إسرائيل"، وتشير لائحة الاتهام المقدمة ضده إلى أن إيران تحاول استخدام الاحتجاجات لتفكيك المجتمع الإسرائيلي.
5- أنشطة أمنية تهدد أمن دولة "إسرائيل" – 2024
أعلن جهاز الشاباك والوحدة الوطنية للتحقيقات الدولية، في يوليو/تموز 2024 عن اعتقال ثلاثة إسرائيليين من اليهود الحريديم للاشتباه في قيامهم بأنشطة أمنية تهدد أمن دولة "إسرائيل" بتوجيه من مسؤولي المخابرات الإيرانية.
وكشف التحقيق أن أحد المشتبه بهم يدعى: إليميلخ شتيرن، 21 عاماً، من سكان بيت شيمش، كان يتواصل عبر تطبيق تليغرام بملف شخصي باسم "آنا إيلينا"، في أثناء مطالبته بأداء مهام مختلفة في "إسرائيل" منها: إيداع أموال في القدس وتل أبيب، وتسليم طرود تحتوي على رأس مقطوع لحيوان أو دمية بجانب سكين ورسالة تهديد، حرق غابات، وأكثر من ذلك.
ومن أجل تعليق الإعلانات ودفن الأموال ونقل الطرود، جنّد شتيرن مواطنين إسرائيليين آخرين، قاما ببعض المهام مقابل الأموال. كما تلقى ستيرن دفعة بالعملة المشفرة من "آنا إيلينا"، بينما لم تكشف الشرطة عن هويات الأشخاص الذين تعاون معهم شتيرن لتنفيذ المهام المطلوبة.
6- تفكيك شبكة تجسس – 2023
كشفت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية في ديسمبر/كانون الأول 2023 عن وجود شبكة تجسس إيرانية تجند عملاء في "إسرائيل" عبر الإنترنت مقابل المال للتجسس واستهداف الدولة، وقال الشاباك إن "مسؤولي الأمن الإيرانيين اتصلوا بإسرائيليين عبر عدد من المنصات، وتظاهروا بأنهم وسطاء عقارات، أو مهتمون بتسويق الطائرات من دون طيار، أو بالمواعدة عبر الإنترنت، أو بالبحث عن محققين خاصين، وخدمات البريد السريع".
7- استخدام الإنترنت والشبكات الاجتماعية لأهداف مختلفة – 2022
في عام 2022، تم الكشف عن قضية معقدة تتعلق بمحاولة إيرانية لتجنيد جواسيس من المغتربين الإيرانيين في "إسرائيل" عن طريق حساب وهمي على موقع "فيسبوك" باسم رامبود نمدار، تظاهر بأنه شخص يهودي إيراني مهتم بالهجرة إلى "إسرائيل"، واتصل بعشرات الأشخاص، معظمهم من النساء اليهوديات من إيران، واكتسب ثقتهم من خلال محادثات طويلة.
وتدريجياً طلب العميل منهم القيام بمهام مختلفة مثل تصوير المواقع والمنشآت الحيوية والإستراتيجية في "إسرائيل" وتحويل الأموال، ليتم القبض لاحقا على 5 مشتبه فيهم في نوفمبر/تشرين الثاني 2021 ومحاكمتهم في المحكمة المركزية في القدس، مما أثار صدمة الجالية الفارسية في "إسرائيل".
8- تجنيد وزير إسرائيلي سابق – 2018
القضية التي أذهلت الجمهور الإسرائيلي أكثر من غيرها فحدثت عام 2018، عندما تم اعتقال وزير الطاقة السابق غونين سيغيف للاشتباه في تجسسه لصالح إيران، حيث تم تجنيده من قبل السفارة الإيرانية في نيجيريا، وأُدين بـ"التجسس الخطير وتقديم معلومات للعدو" بعد أن قدم معلومات عن المنشآت الإستراتيجية والمؤسسات الأمنية والمسؤولين الإسرائيليين، وحكم عليه بالسجن لمدة 11 عاما في إطار صفقة الإقرار بالذنب.
9- بيع أسرار إنتاج غاز الأعصاب وغاز الخردل – 1997
في عام 1997، أُلقي القبض على رجل الأعمال الإسرائيلي "ناحوم منبر" للاشتباه في وجود علاقات له مع إيران، حيث باع لإيرانيين أسرار إنتاج غاز الأعصاب وغاز الخردل، وزودهم بالمعدات اللازمة لإنتاج الأسلحة الكيميائية، لكنه ادعى أنه تصرف لأسباب تجارية فقط، في حين اعتبرت المحكمة أن أفعاله تعرض أمن الدولة للخطر، وأدانته بـ"مساعدة العدو" وحكمت عليه بالسجن 16 عاماً.
ما أساليب إيران في تجنيد الجواسيس داخل دولة الاحتلال؟
1. الاستهداف عبر الإنترنت
بحسب تقارير إسرائيلية، تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي أحد أهم الأدوات التي تستخدمها إيران لتجنيد جواسيس في "إسرائيل". الحسابات المزيفة التي تظهر وكأنها تعود إلى إسرائيليين تُستخدم لبدء حوارات مع الأهداف المحتملة. يتم من خلال هذه الحسابات تقديم عروض مالية أو إغراءات أخرى بهدف جمع المعلومات أو تنفيذ أعمال تجسس.
يبدو أنَّ المخابرات الإيرانية قد حددت نقطة ضعف رئيسية لدى الجانب الإسرائيلي، كما تقول هآرتس: "شبكة الإنترنت الإسرائيلية حرة جداً، وأنَّ الإسرائيليين يسعدون بالدردشة مع أي شخص تقريباً عبر الإنترنت". يقول الصحفي عاموس هارئيل: "يدرك الكثير من الإسرائيليين سريعاً هُوية مُحاوِرهم وينهون الاتصال في اللحظة التي يُعرَض عليهم فيها مقترح ملموس للقيام بشيءٍ ضار. لكنَّ الإيرانيين يعتمدون على القلة التي تستمر في التواصل إمَّا بسبب الحماقة أو الجشع. ويفتح استمرار الحوار الباب أمام التلاعب، وربما أمام تفعيل تجنيدهم في النهاية".
2. الابتزاز والتهديد
في بعض الحالات، تعتمد إيران على أساليب الابتزاز لإجبار أفراد معينين على العمل لصالحها. قد تستهدف إيران أفراداً لديهم أسرار أو نقاط ضعف يمكن استغلالها للضغط عليهم وتجنيدهم، كما كشفت تحقيقات إسرائيلية.
3. استخدام الوكلاء الأجانب
إيران لا تقتصر على الإسرائيليين فقط، بل إنها تسعى أيضاً إلى تجنيد أفراد من جنسيات أخرى مقيمين داخل "إسرائيل"، خصوصاً من الجاليات التي لديها صلات مع دول الشرق الأوسط. هؤلاء الأفراد يتم استغلالهم لجمع المعلومات أو تقديم المساعدة في العمليات الاستخباراتية، كما تقول أجهزة الشرطة الإسرائيلية.
ماذا تعني المحاولات الإيرانية المتكررة لتجنيد الجواسيس والعملاء داخل "إسرائيل"؟
- تطرح محاولات إيران المستمرة لاختراق الأجهزة الأمنية والعسكرية تحدياً كبيراًَ لدولة الاحتلال، ففي كل مرة يتم فيها الكشف عن شبكة تجسس أو إحباط عملية تجنيد، تزداد الأسئلة حول مدى تعقيد الأساليب التي تعتمدها إيران لجنيد العملاء واحتمالات وصولهم لأهدافهم التي يتم تطلب منهم، مما يجعل تعقب هؤلاء العملاء أو التصدي لهم تحدياً أكثر تعقيداً.
- يثير سهولة استجابة الإسرائيليين في مرات عديدة للعمل لصالح إيران ضد دولتهم قلقاً كبيراً لدى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، لأن "هناك من اليهود من هم على استعداد للعمل في مهام سرية مقابل أموال لدولة معادية، مما يعدّ صدمة للمجتمع الإسرائيلي وسط حالة الاستقطاب والانقسامات التي تفككه"، بحسب المحلل الاستخباري في صحيفة "هآرتس" يوسي ميلمان.
- ويقول ميلمان إن "جهود المخابرات الإيرانية المتواصلة على مدى سنوات طويلة والتي تصاعدت خلال العام الأخير، تعكس تطلع طهران لتوسيع دائرة شبكة العملاء والتجسس التي تعمل لصالحها داخل إسرائيل"، مضيفاً أن "اقتراح طهران في السابق على أحد المجندين من أصل إيراني تأسيس ناد للإسرائيليين هو مثال كلاسيكي، حيث يمكن أن يتحول الكم إلى نوع".
- يضيف ميلمان: "صحيح أن القدرات المضادة للشاباك، إلى جانب عمليات الاستخبارات العسكرية والموساد، تشير إلى أن المخابرات الإسرائيلية لها اليد العليا، وأنها توغلت في إيران بشكل أعمق بكثير مما توغلت في "إسرائيل"، لكن الإخفاقات لا تردع المخابرات الإيرانية التي تعمل بلا توقف ولا ينبغي الاستهانة بها".
- وأوضح الكاتب الإسرائيلي أنه لا ينبغي التقليل من محاولات أجهزة المخابرات الإيرانية لتجنيد عملاء للنشاط داخل "إسرائيل"، خاصة عندما يكون جل نشاطها واهتماماتها اليهود الذين يعيشون في إيران. وقال إن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية لا تستخف بهذا النشاط الإيراني، حيث تم توسيع نشاط وكوادر الوحدة المخصصة التي تتعامل مع مراقبة الاستخبارات الإيرانية وحزب الله، والتي تعمل ضمن قسم مكافحة التجسس والجهات الخارجية.
- رغم النجاح الإسرائيلي في كشف العديد من الشبكات، فإن التهديد لا يزال قائماً وربما يكون هناك عشرات الشبكات أو العملاء الذين لم يتم اكتشافهم. وتواصل إيران تطوير أدواتها الاستخباراتية، فيما تواجه "إسرائيل" إيران بنفس الأسلوب وتجند العملاء وشبكات الاستخبارات، حيث كشفت طهران مراراً عن تفكيك خلايا ومجموعات تعمل لصالح دولة الاحتلال الإسرائيلي، لكن في الآونة الأخيرة أصبحت الحرب الاستخباراتية بين طهران وتل أبيب على أشدها، وما تزال تتكشف كل يوم في ظل التصعيد المتبادل بين الطرفين.