لم تتزعزع صورة الاحتلال الإسرائيلي وسرديته عالميًا كما يحدث اليوم، حيث انحازت السردية الشعبية في الغرب بقوة نحو فلسطين. فعلى مدى عام من العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني بدأت سردية الاحتلال القائمة على حقهم في أرض فلسطين، واضطهادهم من قبل "العرب" والتي كانت تحظى لعقود بالتأييد الغربي في الانكسار، واخذت السردية الفلسطينية في الانتصار خاصة لدى قطاعات شعبية كبيرة في الولايات المتحدة ومختلف الدول الأوروبية، إذ كانت وحشيته أبلغ من أي شئ، فتحولت الدفة بشكل درامي، ولم يعد كل شئ هادئ على الجبهة الغربية، فانتفض طلاب الجامعات الأمريكية والأوروبية وزخت شوارع العواصم الأوروبية ببشر من مختلف الأعراق والتوجهات ليجتمعوا من أجل النداء بتحرير فلسطين من النهر إلى البحر، وليس فقط من أجل غزة، وبات واضحاً أن الأجيال الشابة أكثر تعاطفاً مع الفلسطينيين على نحو متزايد.
وهذا يمثل مشكلة لقادة الاحتلال في تل أبيب والعواصم الغربية على حد سواء. فمن خلال قتل أعداد كبيرة من المدنيين الفلسطينيين، تدفع قوات الاحتلال الإسرائيلية وحكومتها إلى عزل إسرائيل على الساحة الدولية.
وبالنسبة للقوى الغربية، فإن الدعم الشعبي المتزايد لفلسطين صار يشكل عبء سياسي واقتصادي واجتماعي، ويجعل استمرار دعم الاحتلال الإسرائيلي مكلف على عدة مستويات للغرب وما يزعمه من مشروع حضاري، بما في ذلك تقويض مصداقية الغرب كداعم للديمقراطية وحقوق الإنسان والقانون الدولي، ومواجهة الدول التي يدعي أنها استبدادية، بل وأيضاً علاقاتها مع الشركاء الدوليين في المستقبل.
في هذا التقرير سنسلط الضوء على التأثيرات السياسية والاجتماعية التي أحدثها طوفان الأقصى في العالم الغربي.
كيف حول طوفان الأقصى إسرائيل إلى دولة منبوذة في الشارع الغربي؟
يواجه الاحتلال بعد السابع من أكتوبر انتقادات دولية غير مسبوقة تتجاوز التحديات السابقة في نطاقها وكثافتها عبر المجالات السياسية والإعلامية والعامة.
فوفقاً، لتقرير تابع إلى معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، كتبته، بنينا شارفيت باروخ العقيدة و المستشارة القانونية السابقة لقادة جيش الاحتلال وصناع القرار، أشار إلى أن ما تبع طوفان الأقصى، قد أسفر عن تضييق واضح على الاحتلال وانحدار ملحوظ في مكانته العالمية التي كان يتمتع بها.
إذ توصلت في تحليلها أن " إسرائيل وصلت إلى حالة من فقدان الشرعية بالكامل تقريبًا، وأصبحت دولة منبوذة. وتتجلى هذه الظاهرة بشكل خاص في الأوساط الأكاديمية وبين عامة الناس، وخاصة الشباب في جميع أنحاء العالم، ولكنها تؤثر أيضًا على مواقف حكومات العالم والجهات الفاعلة غير الحكومية تجاه إسرائيل."
و أعلنت عدة دول عن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل أو استدعاء سفرائها، بما في ذلك بوليفيا وكولومبيا وتشيلي.
وأصدرت العديد من الدول بيانات تدين همجية جيش الاحتلال، وأطلقت مبادرات ضد عنف الاحتلال وقادته المتطرفين، أو صوتت لصالح قرارات ضد الاحتلال. وفرضت دول مختلفة، بما في ذلك الولايات المتحدة والدول الأوروبية، عقوبات على بعض الكيانات الإسرائيلية، وخاصة على المتطرفين اليهود والمستوطنين المتهمين في ارتكابهم أعمال عنف ضد الفلسطينيين.
وهدد الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على إسرائيل نفسها. وإلى جانب هذا، تم اتخاذ إجراءات تقوض المصالح الإسرائيلية، مثل الاعتراف الرسمي من قبل دول مختلفة، بما في ذلك إسبانيا والنرويج وأيرلندا، بدولة فلسطين.
قيود تجارية
وفرضت دول مختلفة قيودًا تجارية على الاحتلال الإسرائيلي. ومن الأمثلة البارزة تركيا، التي قيدت تجارتها مع الاحتلال تمامًا.
ووفقاً لتقارير عديدة، فهذه الخطوة آثار كبيرة على الاحتلال، وخاصة بسبب الاعتماد الكبير على الواردات من تركيا للسلع الأساسية للبناء. ورغم أن الاقتصاد الإسرائيلي قادر على التعامل مع المقاطعة التركية، فإن تنفيذ التهديدات بفرض مقاطعة اقتصادية من قبل دول إضافية قد يسبب ضررا اقتصاديا كبيرا، مما قد يبشر الاحتلال باحتمالية تعرضه إلى أزمة اقتصادية طويلة في المستقبل.
كان ومن بين الخطوات التي تشير إلى تداعيات خطوة تركيا، قرار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نفسه بمنع شركات الدفاع الإسرائيلية من العرض في معرض مهم لصناعة الدفاع، والذي تفاقم بسبب حكم محكمة فرنسية يحظر أي مشاركة إسرائيلية في المعرض. ورغم أن المحكمة العليا الفرنسية تدخلت ضد عملية المقاطعة، إلا أن أهميتها الرمزية والتهديدية تظل مؤشر على التغييرات التي تحدث.
قيود على تصدير السلاح
و فرضت دول مختلفة، بما في ذلك كندا وإيطاليا وإسبانيا وبلجيكا، قيودا على تصدير الأسلحة إلى الاحتلال، بل وهددت بتوسيع هذه القيود لتشمل المنتجات التي تدعم القتال على نطاق واسع.
بينما تبنى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قرارا بحظر تصدير السلاح إلى إسرائيل بل ودعا القرار -الذي تبناه المجلس الأممي- إلى محاسبة إسرائيل على جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية محتملة في قطاع غزة.
لكن بالنسبة للاحتلال الإسرائيلي، رغم كل تلك القرارت الدولية والمقاطعة من بعض الدول، يعد الخطر الرئيسي هو فرض قيود على تسليم المعدات العسكرية من الولايات المتحدة، والتي من دونها لم يكن ليقدر على الاستمرار أشهر في حرب على غزة، وفقاً لما صرح به ضابط بسلاح الجو الإسرائيلي.
تأثيرات طوفان الأقصى على السياسة الداخلية لأعضاء مجلس الأمن الغربيين
أمريكا
في أمريكا الداعم الأكبر في حرب الإبادة، ومن نفس المكان الذي صفق لنتنياهو، قد وقعت المشرعة ورئيسة مجلس النواب الأميركي السابقة نانسي بيلوسي في إبريل الماضي، على رسالة موجهة إلى الرئيس جو بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن تطالب بوقف عمليات نقل الأسلحة إلى إسرائيل.
حيث حملت الرسالة توقيع 40 نائبا ديمقراطيا، هذا بجانب احتجاجات واعتصامات عشرات الألف من طلاب أفضل الجامعات الأمريكية، التي طالبت بوقف تسليح إسرائيل، ورغم أنها هذه الجهود لم تثني الإدارة الأمريكية على وقف الإمداد العسكري لإسرائيل، إلا أنه كان لها صدى عالمي وساهمت في تأجيج الانتقادات ضد بايدن، و جعلته ينسحب من سباق انتخابات الرئاسة الأمريكية لصالح نائبته كامالا هاريس، بعد أن أشارت استطلاعات الرأي لتراجع حاد في تأييده بسبب موقفه من الحرب، وخصوصاً بين الشباب.
ويوضح، الباحث الأمريكي في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، جاك والاس، أنه برغم أن هذه التوجّهات قد لا تعبّر عن تحولات واسعة النطاق في أنماط التصويت الإجمالية، لكن من المرجّح أن تكون نتائج الانتخابات متقاربة، مما قد يجعل التقلبات الطفيفة في التصويت قد تؤثر على النتيجة. ففي ولاية ميشيغان مثلًا، التي تضمّ عددًا كبيرًا من الأميركيين العرب، يمكن أن يؤدّي تغيّر تصويت حوالى 150 ألف ناخب فقط إلى تأرجح الأصوات الانتخابية خارج المعسكر الديمقراطي.
بريطانيا
وخلال سبتمبر الماضي، أعلنت بريطانيا، الحليفة التاريخي لإسرائيل، أنها قررت تعليق حوالي 30 رخصة تصدير لمعدات عسكرية إلى إسرائيل، وذلك بعد مظاهرات حاشدة أعاقت العديد من مصانع الأسلحة عن العمل، و إضرابات واحتجاجات داخل وزارة التجارة وبالتحديد في أقسام تتعلق بتراخيص الأسلحة، إذ نادى الموظفون بضرورة وقف تصدير السلاح إلى إسرائيل.
بينما في 12 شباط/فبراير 2024، أصدرت محكمة في هولندا قراراً بإيقاف جميع عمليات تصدير قطع غيار طائرات F-35 إلى إسرائيل، قبل قرار المحكمة الهولندية، أوقفت إسبانيا جميع تراخيص تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، وكشف نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني أن إيطاليا أوقفت إمدادات الأسلحة للاحتلال الإسرائيلي منذ بدء الحرب على غزّة.
علماً بأن نحو 5% من مشتريات الأسلحة الإسرائيلية في خلال العقد الماضي جاءت من إيطاليا، وهي تشمل طائرات هليكوبتر ومدفعية بحرية.
من جهة أخرى، وعلى مستوى تمثيلي أضيق، أوقفت حكومة منطقة والون البلجيكية رخصتيْ تصدير ذخيرة إلى إسرائيل مؤقتاً، وذلك على أثر الحكم الذي أصدرته محكمة العدل الدولية بسبب دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل.
ورغم أن بعض المحلّلون يرون أن هذه التحركات لفرض مثل هذه القيود، ليس لها تأثير يذكر على قدرات جيش الاحتلال الإسرائيلي، إذ لديه أسلحة أخرى تحت تصرّفه، وأن قطع غيار طائرات F-35 التي تمزق أجساد الفلسطنيين متوفرة في أماكن أخرى، وتحديداً في الدول المعروفة بدعمها العلني واللامتناهي لدولة الاحتلال، مثل الولايات المتحدة الأميركية.
إلا أنهم يرون أيضاً أن هذه المحاولات و الإجراءات، على جزئيتها، تفتح الباب لبدء إجراءات أخرى ضد إسرائيل، في زمن كان محاولة النطق ضد إسرائيل وجرائمها يعد جريمة في تلك الدول الغربية.
إذ باتت تستشعر العديد من الدول الغربية التحديات و مأزقها التاريخي الذي يهدد استقرارها السياسي والاقتصادي والاجتماعي، فوفقاً لصحيفة الغارديان، اعترف حزب العمال بأن موقف الحزب الداعم لإسرائيل في حرب غزة قد كلفه مقاعد في الانتخابات الوطنية والمحلية. ففي الانتخابات الأخيرة، عانى حزب العمال من انخفاض بنسبة 18% في الأصوات في المناطق التي يعتبر أكثر من خمس سكانها مسلمين.
وقد تعرض حزب العمال لأربع هزائم صادمة بعد أن خسر أربعة أعضاء برلمانين منه، أمام مرشحين مستقلين داعمين لفلسطين.
وتقول الصحيفة أيضاً، أن صندوق الاقتراع لم يكن هو الوسيلة الوحيدة التي تمكن بها أولئك الذين يطالبون بإنهاء العنف في غزة من ممارسة الضغط. فمنذ بداية الحرب إلى اليوم يجوب مئات الآلاف في شوارع لندن للمطالبة بإنهاء الحرب، وقال بن جمال، مدير حملة التضامن مع فلسطين والمنظم الرئيسي للمسيرة، أنه لم يحدث تعبئة مثل هذه في التاريخ البريطاني منذ حركة المطالبة بحق المرأة في التصويت.
بينما شهدت بريطاينا العديد من الاحتجاجات الطلابية الداعمة لفلسطين، كجزء من ثورة طلابية عالمية دعت الجامعات إلى سحب استثماراتها من الشركات التي تزود إسرائيل بالأسلحة.
وقد استجابت بعض الجامعات لمطالب الطلاب، فوافقت جامعة جولدسميث في لندن على إطلاق منح دراسية إنسانية للطلاب الفلسطينيين، بينما قالت كلية ترينيتي في دبلن إنها ستسحب استثماراتها من الشركات الإسرائيلية.
فرنسا
خلال يوليو الماضي، شهدت فرنسا جولة حاسمة في الانتخابات التشريعية التي عكست تحولاً ملحوظاً في المشهد السياسي الفرنسي، حيث حقق تحالف "الجبهة الشعبية الجديدة" الذي يضم أحزاب اليسار بقيادة حزب فرنسا الأبية نجاحًا مفاجئًا بتصدره النتائج. على الرغم من هذا النجاح الكبير، لم يتمكن التحالف من تحقيق الأغلبية اللازمة لتشكيل الحكومة بمفرده.
ووفقًا لمونت كارلو الدولية الفرنسية، كانت قضايا مثل الحرب على غزة، دعم إسرائيل، والاعتراف بالدولة الفلسطينية حاضرة بقوة في الحملات الانتخابية.
فبينما كان يدعم اليمين الفرنسي إسرائيل وعلى لسان جوردان بارديلا، زعيم التجمع الوطني، رأى أن الاعتراف بدولة فلسطين بعد عملية طوفان الأقصى يعد "اعترافاً بالإرهاب".
أعلنت ماتيلدا بانو، رئيسة الكتلة النيابية لحزب فرنسا الأبية اليساري، أن حزبها سيعمل على الاعتراف بدولة فلسطين. وأكد جان لوك ميلنشون، زعيم حزب فرنسا الأبية، أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية يشكل أحد "أهم آليات الضغط المتاحة" لتعزيز جهود السلام.
مما دفع وزير يهود الشتات الإسرائيلي، عاميحاي شيكلي، للإعراب عن قلقه بشأن نتائج هذه الانتخابات، و وصفها بأنها "سيئة جداً" لدولة إسرائيل.
ويرى ريتشارد يونغر، الباحث في مركز كارنيغي أوروبا، أن الحرب الراهنة على غزة قد أثرت بشكل بالغ على النسيج السياسي داخل الديمقراطيات الأوروبية، مما أدى إلى تعميق الانقسامات بين يسار الطيف السياسي ويمينه.
وعلى الرغم من أن الغزو الروسي لأوكرانيا كان له دور في هذا الانقسام، إلا أن النزاع الأوكراني لم يستحوذ على مكانة مركزية في الخلافات الداخلية الأوروبية بنفس القدر الذي أحدثته الحرب في الشرق الأوسط. يتضح من هذا أن الجولة الحالية من الحرب في غزة قد تركت أثرًا شديد على أوروبا لعدة أسباب، منها كونها تأتي في ظل مناخ سياسي متوتر بالفعل بسبب الانقسامات العميقة، مما يسهم في تفاقم هذه الانقسامات المستمرة.
هل أحدث طوفان الأقصى تحولًا اجتماعيًا فيما يخص القضية الفلسطينية في الغرب؟
تغير مواقف الأجيال الشابة في الغرب تجاه فلسطين
في الولايات المتحدة وأوروبا، أصبحت الأجيال الشابة أكثر تعاطفًا مع الفلسطينيين. ويرى العديد من المحللين أن هذا التحول يمكن أن يؤدي إلى ضغوط متزايدة على الحكومات الغربية لتغيير سياساتها تجاه إسرائيل في المستقبل.
فعلى سبيل المثال، خلال مظاهرات الجامعات الغربية، قال المؤرخ الإسرائيلي، إيلان بابيه إلى أن العديد من الشباب اليهود في مختلف أنحاء العالم يبدو أنهم يتخلون عن ارتباطهم بالصهيونية ويدعمون حركات التضامن مع فلسطين.
ففي الولايات المتحدة، أشار استطلاع للرأي أجراه مركز بيو في مارس/آذار 2023 إلى أن 56% من الأميركيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عامًا، و47% الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و39 عامًا لديهم وجهة نظر غير مواتية لإسرائيل، على النقيض من الآراء الأكثر إيجابية للأجيال الأكبر سنًا. ويتكرر هذا الاتجاه في استطلاعات أخرى.
بينما في أوروبا، يميل أقل من نصف المستجيبين إلى التعاطف مع جانب واحد في الحرب، ولكن باستثناء ألمانيا المنقسمة على نطاق واسع، فإنهم يتعاطفون أكثر مع الفلسطينيين.
وفي جميع أنحاء أوروبا، يتعاطف الشباب مع الفلسطينيين أكثر من كبار السن. في استطلاع أجري عام 2023، رأى 36% من الكنديين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عامًا و31% ممن تتراوح أعمارهم بين 35 و44 عامًا أن إسرائيل "دولة ذات فصل عنصري مشابه للفصل العنصري"، وهو الاختيار الأول لهذه الفئات العمرية على النقيض من الكنديين فوق سن 55 عامًا (اختار 21% هذا الخيار، و20% ممن تزيد أعمارهم عن 65 عامًا).
ويرى معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي في أحد تقاريره، أن هذا التغير في مواقف الأجيال الشابة وما يدور حوله، ربما ليس له تأثير على تغيير السياسات الكبرى في الوقت الحالي، إلا أنه له تأثير في الوقت نفسه في نواحي عدة، إذ تتزايد حالات المقاطعة المعلنة أو الضمنية ضد الاحتلال عالمياً.
تزايد مقاطعة الاحتلال ثقافياً
ويشير التقرير أن هذا التأثير بات محسوس بشكل خاص على المستوى الأكاديمي والثقافي ولكنه أيضاً يمتد إلى مجالات أخرى أيضًا. فعلى سبيل المثال، فقد أعلنت عشرات الجامعات من مختلف البلدان أنها أوقفت أو أعادت تقييم علاقاتها مع المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية، أو سحبت الاستثمارات، أو ألغت اتفاقيات التعاون مع الجامعات الإسرائيلية. بينما ذكر آخرون أنهم يفكرون في اتخاذ مثل هذه الخطوات.
بالإضافة إلى ذلك، أعربت العديد من المنظمات الأكاديمية في جميع أنحاء العالم عن دعمها للمقاطعة. إلى جانب ذلك، هناك تقارير متزايدة عن مقاطعات فردية وغير مؤسسية، تتجلى في إجراءات مثل سحب الدعوات للباحثين الإسرائيليين لإلقاء محاضرات في الخارج، وتجميد أو إلغاء التعاون البحثي، ورفض المنشورات من قبل العلماء الإسرائيليين.
وفقًا لتقرير صادر عن وزارة الابتكار والعلوم والتكنولوجيا، فقد انخفض التعاون الأكاديمي المهم بين الاحتلال والمؤسسات في أوروبا بشكل كبير. فوفقًا لرئيس كلية الطب في جامعة تل أبيب، هناك مقاطعة تدريجية ضد الاحتلال في المجال الطبي، بما في ذلك عدم الدعوة إلى المؤتمرات وتجنب قبول الأطباء الإسرائيليين للتدريب في الخارج.
كما أن التباعد المماثل عن الاحتلال بات واضح أيضًا في المجالين الثقافي والرياضي. ومن الأمثلة البارزة على ذلك الدعوة إلى منع الاحتلال من المشاركة في مسابقة الأغنية الأوروبية لهذا العام من قبل فنانين وسياسيين وشخصيات إعلامية من مختلف البلدان الأوروبية.