كيف تجاوزت الصواريخ الإيرانية أنظمة الدفاع الإسرائيلية؟.. 3 عوامل ساعدت طهران على الوصول إلى مواقع عسكرية إسرائيلية

عربي بوست
تم النشر: 2024/10/02 الساعة 12:48 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/10/02 الساعة 12:57 بتوقيت غرينتش
صورة من اعتراض صواريخ إيرانية فوق الأراضي الفلسطينية المحتلة – رويترز

مشهد تساقط عشرات الصواريخ الإيرانية على أغلب مناطق الأراضي المحتلة كان مفاجئاً للجميع ومبهراً للمتعاطفين مع غزة، إذ كيف نجحت كل تلك الصواريخ الباليستية في تحقيق أهدافها رغم الدعم المطلق من جانب أمريكا وبعض الدول الأوروبية، ولماذا لم تنجح القبة الحديدية التي تعتبرها إسرائيل أقوى منظومة دفاع جوي في حماية أجوائها، وإسقاط جميع الصواريخ التي أطلقت من إيران.  

وكانت إيران أطلقت نحو 180 صاروخاً باليستياً في هجوم جوي ضخم على إسرائيل مساء الثلاثاء في خطوة تصعيدية أثارت مخاوف من اندلاع حرب إقليمية أوسع في منطقة الشرق الأوسط.

وأظهرت لقطات متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي خطوطاً ضوئية تصطدم بالأرض، بالإضافة إلى الأضرار اللاحقة الناجمة عن الضربات.

ورغم أن هناك تكتمًا شديدًا في إسرائيل على حجم الخسائر والأضرار الحقيقية بسبب فرض الرقابة العسكرية وحظر النشر، لكن تحدثت وسائل إعلام عبرية عن تضرر أكثر من 100 منزل في بلدية مدينة هود هشارون وسط إسرائيل جراء الهجوم الإيراني الليلة الماضية.

فيما تحدثت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن تضرر عدة قواعد جوية في الهجوم الإيراني "دون أضرار كبيرة" في البنية التحتية

صحيفة  التلغراف البريطانية تساءلت في تقرير لها حول ما إذا كانت إيران قد نجحت في هزيمة أحد أقوى أنظمة الدفاع الجوي في العالم.

وفي حين أشار محللون إلى أنه من السابق لأوانه الحكم على نجاح الضربات الجوية الإيرانية وفشل أنظمة الدفاع الإسرائيلية في إسقاط بعض الصواريخ الباليستية، إلا أن الصحيفة أشارت إلى وجود عدد من العلامات الدَّالة التي ينبغي البحث عنها عند تقييم أداء الدفاعات الجوية الإسرائيلية. 

توقيت الهجوم

عندما شنت إيران هجومها السابق على إسرائيل في أبريل/نيسان الماضي، كانت هناك توقعات بوقوع الضربة قبل وقت طويل من حدوثها، لدرجة أن دولاً عدة شاركت في صد الهجوم الإيراني كان لديها أسبوع كامل للاستعداد.

وقد منح ذلك إسرائيل وحلفائها في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأوروبا الوقت الكافي للاستعداد لنشر الطائرات المقاتلة والسفن الحربية للمساعدة في إسقاط وابل الطائرات بدون طيار والصواريخ الإيرانية.

ونقل تقرير الصحيفة البريطانية عن صامويل هيكي، من مركز مراقبة الأسلحة ومنع الانتشار، قوله عن الهجوم الأخير الذي وقع ليلة أمس إنه "كان أكثر مفاجأة نسبياً". 

وكانت التقارير التي تحدثت عن وقوع هجوم إيراني الثلاثاء قد ظهرت للعلن بالفعل قبل ساعات قليلة من شن طهران للهجوم.

أسلحة أكثر تقدماً 

اعتمدت إيران في أول هجوم واسع النطاق شنته على إسرائيل في أبريل/نيسان الماضي على مجموعة من الصواريخ والطائرات المسيرة بلغت حوالي 300 صاروخ وطائرة بدون طيار.

ورغم أن العدد الإجمالي للصواريخ التي أطلقتها إيران في هجومها الأول تخطى الرقم الذي أطلقته في الهجوم الثاني الذي وقع الثلاثاء، إلا أن الضربة الأولى كانت تتكون في معظمها من صواريخ كروز وطائرات بدون طيار. 

وقال هيكي: "لقد استخدمت إيران صواريخ كروز أبطأ وطائرات بدون طيار انتحارية يمكن إسقاطها من السماء بواسطة الطائرات". 

أما في الهجوم الثاني، فقد اعتمدت إيران على الصواريخ الباليستية التي تفوق قدراتها صواريخ كروز، والتي يمكن أن تطير بسرعات تفوق سرعة الصوت بأكثر من 5 أضعاف، مما يجعل اعتراضها بواسطة الطائرات المقاتلة أو الأنظمة الأرضية أصعب بكثير. 

وكانت تقارير أمريكية أشارت إلى أن استخدام إيران للصواريخ الباليستية صعّب من مهمة الدفاعات الإسرائيلية مقارنة بالهجوم الإيراني بطائرات بدون طيار وصواريخ في أبريل/نيسان الماضي.

وذكر موقع أكسيوس أن الصواريخ الباليستية قادرة على الوصول إلى إسرائيل خلال 12 دقيقة فقط، في حين أن الطائرات بدون طيار والصواريخ المجنحة تستغرق وقتاً أكبر.

بسبب أوكرانيا .. عجز في الصواريخ الاعتراضية 

تقرير الصحيفة البريطانية أشار أيضاً إلى مشكلة قلة أعداد الصواريخ الاعتراضية، إذ استنفدت الجهود الغربية لمساعدة أوكرانيا في الدفاع عن مدنها ضد القصف الروسي موارد كبيرة في هذا المجال. ولأن إسرائيل وأوكرانيا تعتمدان إلى حد كبير على الولايات المتحدة فيما يتصل بهذه الصواريخ الاعتراضية، فلا بد من اتخاذ القرارات في هذا الشأن. 

وقال هيكي: "ما زلنا لا نعرف عدد الصواريخ التي قررت إسرائيل إطلاقها، وأي عدد من الصواريخ يسقط ببساطة في مناطق لا تسبب الكثير من الضرر للحياة البشرية أو البنية التحتية… فسوف يختارون السماح لها بالمرور".

وكان المستشار المالي السابق لرئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي قدّر في أبريل/نيسان الماضي أن تكلفة الصاروخ الواحد من "حيتس" الأمريكي المخصص لاعتراض الصواريخ الباليستية تبلغ 3.5 مليون دولار بينما تبلغ تكلفة صواريخ نظام "مقلاع داود" الاعتراضية الإسرائيلية مليون دولار للصاروخ الواحد.

وكانت تقارير قد أشارت إلى أن إسرائيل قدمت طلباً "موسعاً" قبل أسبوعين إلى الإدارة الأمريكية للحصول على ذخائر وأسلحة إضافية لإعادة تعبئة مخزوناتها التي استنفدت مع تصاعد القتال مع حزب الله اللبناني.

وقال مسؤولون أمريكيون إن أحد أنظمة الأسلحة التي طلبت إسرائيل تجديد مخزوناتها منها هي الصواريخ الاعتراضية لنظام الدفاع الصاروخي "حيتس".

يأتي ذلك بينما طالب جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، مواطنيه بعدم الكشف عن مواقع سقوط الصواريخ التي أطلقتها إيران مساء الثلاثاء، معتبراً أن ذلك يمثل "مساعدة للعدو".

وتحت عنوان "رسالة هامة"، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي، عبر حسابه بمنصة "إكس" الأربعاء: "كشف مواقع سقوط (الصواريخ) والتوثيق (التقاط صور ومقاطع فيديو) من الأماكن التي سقطت فيها الصواريخ هي نقاط ضعف".

وفي ظل رقابة عسكرية صارمة على الإعلام، لم تتناول وسائل الإعلام الإسرائيلية أماكن سقوط الصواريخ.

بينما نشر إسرائيليون على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً ومقاطع فيديو توثق سقوط صواريخ إيرانية وظهور في أحد المقاطع جنود إسرائيليون وهم يختبئون.

تحميل المزيد