كشفت مصادر إيرانية متطابقة أن السلطات الإيرانية "تدرك أن جولة ثانية" من الحرب مع إسرائيل باتت على الأبواب، وأن الاستعدادات تجري على قدم وساق من أجل سد الثغرات التي استطاعت إسرائيل أن تستغلها في الأيام الأولى للحرب السابقة.
وقالت المصادر إن إيران ستسعى، إذا ما فُرضت عليها جولة ثانية من الحرب مع إسرائيل، إلى استخدام أوراق أكثر "إيلامًا" في المنطقة، مثل مضيق هرمز، الذي كان مطروحًا في الحرب الفائتة كورقة ضد أمريكا، لكن طهران آثرت ألا تذهب إلى استخدام هذه الورقة حينها.
تأتي هذه الاستعدادات الإيرانية في الوقت الذي منحت فيه دول الترويكا إيران مهلة لا تزيد عن نهاية أغسطس/آب 2025 لإنهاء التفاوض مع أمريكا والوصول إلى حل نهائي بخصوص الملف النووي، أو أن طهران سوف تواجه أزمة تتعلق بفرض عقوبات جديدة عليها.
اتهامات مباشرة للترويكا الأوروبية بمحاولة ابتزاز سياسي
كشف قنصل إيراني سابق، ويعمل حاليًا في مؤسسة المرشد الأعلى علي خامنئي، أنه فيما يتعلق بالعلاقة مع الترويكا الأوروبية (فرنسا، ألمانيا، بريطانيا)، فإن طهران ترى أن هذه الدول تحاول ابتزازها سياسيًا في محاولة لدفعها نحو العودة إلى طاولة التفاوض مع الولايات المتحدة دون أي شروط مسبقة. وأوضح أن الترويكا الأوروبية أرسلت في الأيام القليلة الماضية عدة رسائل مباشرة وغير مباشرة إلى القيادة الإيرانية، مضمونها أن الوقت قد حان للجلوس مع واشنطن والتوصل إلى تفاهم نهائي بشأن الملف النووي، و"إنهاء هذا الملف لكي تنتهي الأزمات"، على حد تعبير تلك الرسائل.
ووصف القنصل هذا الموقف الأوروبي بـ"الغريب والمخيّب"، خاصة أن الترويكا كانت، بحسب رأيه، في صف إيران خلال مفاوضات الاتفاق النووي عام 2015، وتدرك جيدًا أن انهيار الاتفاق لم يكن بسبب إيران، بل نتيجة انسحاب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من الاتفاق عام 2018. وأضاف أن طهران لا يمكن أن تقبل بهذا النوع من الضغوط، وترى أن العودة للتفاوض لا بد أن تكون ضمن شروط تحفظ حقوقها السيادية ومصالحها النووية.
فرنسا تهدد بالعقوبات
كان وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو قد قال قبل يوم إن فرنسا وبريطانيا وألمانيا، الترويكا الأوروبية، ستقوم بتفعيل آلية العودة السريعة لعقوبات الأمم المتحدة على إيران بحلول نهاية أغسطس/آب إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق نووي قبل ذلك.
وأضاف للصحفيين قبيل اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل: "فرنسا وشركاؤها… لديهم ما يبرر إعادة تطبيق الحظر العالمي على الأسلحة والبنوك والمعدات النووية الذي كان قد تم رفعه قبل 10 أعوام. بدون التزام قوي وملموس وموثوق من إيران، سنفعل ذلك بحلول نهاية أغسطس على أقصى تقدير".
كما ذكر موقع "أكسيوس" نقلًا عن ثلاثة مصادر أن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو ووزراء خارجية فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة اتفقوا في اتصال هاتفي الاثنين على تحديد نهاية أغسطس/آب موعدًا نهائيًا لإيران للتوصل إلى اتفاق نووي.
وذكر الموقع أنه في حال عدم التوصل إلى اتفاق بحلول هذا الموعد النهائي، فإن القوى الأوروبية الثلاث تعتزم تفعيل آلية "العودة السريعة" التي تعيد فرض جميع عقوبات مجلس الأمن الدولي التي رُفعت بموجب الاتفاق النووي مع إيران لعام 2015.
تحولات سريعة
في سياق موازٍ، ذكر القنصل الإيراني السابق عن قراءة إيرانية داخلية للتحولات المتسارعة في المنطقة والتوجهات الغربية المستجدة تجاه طهران، مؤكدًا أن إيران تراقب بدقة ما وصفه بـ"التحول السريع وغير التقليدي" في البيئة الإقليمية، الذي تقوده – بحسب تعبيره – محاولات إسرائيلية حثيثة للتمدد السريع في المنطقة.
وأوضح القنصل السابق أن طهران تدرك أن التغيرات الجيوسياسية الجارية ليست محض تطورات عادية، بل هي انعكاس لتكتيكات جديدة تنتهجها إسرائيل في سعيها لتعزيز وجودها الإقليمي، وهو ما تعتبره طهران تهديدًا مباشرًا لها ولحلفائها في الإقليم. ووفقًا للقنصل، فإن هذا الفهم الاستراتيجي هو الذي يحدد طريقة تعامل إيران مع الضغوط الدولية المتصاعدة، خاصة تلك القادمة من الترويكا الأوروبية.
خامنئي يحذر إسرائيل
كان خامنئي قد قال في لقاءٍ صباح الأربعاء مع رئيس السلطة القضائية وكبار مسؤوليها في أنحاء البلاد: "إن الإنجاز الذي حققه الشعب في حرب الـ12 يومًا كان ثمرة عزيمة وإرادة وثقة وطنية بالنفس".
وأكد: ليعلم الأصدقاء والأعداء أن الشعب الإيراني لن يحضر ضعيفًا في أي مجال أو ميدان. وأضاف أننا نتمتع بجميع الأدوات اللازمة، كالمنطق والقوة العسكرية، ولذلك عندما ندخل سواء في مجال الدبلوماسية أو العسكرية، سندخل بأيدٍ كاملة بعون الله تعالى.
وقال: مع أننا نعتبر الكيان الصهيوني ورمًا خبيثًا، وأمريكا مجرمة لدعمها له، إلا أننا لم نرحب بالحرب، لكن كلما هاجمنا العدو، كان ردّنا ساحقًا وقويًا.
وأضاف: لو لم يركع الكيان الصهيوني، ولو لم يسقط على الأرض، ولو كان قادرًا على الدفاع عن نفسه، لما لجأ إلى أمريكا بهذه الطريقة، لكنه أدرك أنه لا يستطيع الوقوف أمام الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
كما وصف قائد الثورة الإسلامية رد إيران المضاد للهجوم الأمريكي بأنه ضربة بالغة الحساسية، وأضاف أن المركز الذي هاجمته إيران كان مركزًا أمريكيًا بالغ الحساسية في المنطقة، وعندما تُرفع الرقابة الإعلامية، سيتضح حجم الضربة التي وجهتها إيران لهذه القاعدة. وبالطبع، يمكن توجيه ضربة أكبر من هذه لأمريكا وغيرها.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية بروز القضية الوطنية في الحرب الأخيرة أمرًا بالغ الأهمية، وعائقًا أمام تحقيق مخطط العدو. وقال إن حسابات ومخططات المعتدين كانت تتمثل في إضعاف النظام من خلال مهاجمة بعض الشخصيات والمراكز الحساسة في إيران، وظنوا أنهم يستطيعون القضاء عليه بتحريض الشعب وإخراجه إلى الشوارع، وبإدخال القوى المركزية النائمة لمرتزقتهم من المنافقين والملكيين إلى البلطجيين (أراذل وأوباش) إلى الميدان.
وأضاف: عمليًا، حدث عكس مخطط العدو تمامًا، واتضح أن العديد من حسابات بعض الأشخاص في المجالات السياسية وما شابهها لم تكن صحيحة.
الرد الإيراني الحازم: لا تفاوض في أجواء الابتزاز
كشف القنصل أن إيران لم تقف موقف المتفرج أمام هذه الرسائل، بل ردت رسميًا بأنها "لن تتفاوض في مثل هذه الأجواء"، معتبرة أن سياسة الضغط التي تمارسها الترويكا لن تجدي نفعًا. وأكد أن البرلمان الإيراني كان له دور فعّال في صياغة هذا الرد، حيث أصدر بيانًا بالإجماع يؤكد رفض أي تفاوض لا يستند إلى ضمانات واضحة لحقوق إيران، ويشدد على أن الحديث عن مفاوضات دون شروط مسبقة "أمر مرفوض" تمامًا.
واعتبر القنصل أن هذه الوحدة في الموقف بين مؤسسات الحكم في إيران، من القيادة العليا إلى البرلمان، تعكس تصميمًا إيرانيًا على عدم تكرار تجربة الاتفاق النووي السابق من دون ضمانات تنفيذ حقيقية، وأن طهران لن تسمح بأن تُستخدم الضغوط الأوروبية كأداة لإجبارها على العودة إلى مفاوضات قد تُكرر سيناريو الانسحاب الأمريكي دون عواقب للطرف الغربي.
كانت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية قد نقلت الأربعاء عن بيان من البرلمان الإيراني قوله إن المفاوضات مع الولايات المتحدة ينبغي ألا تبدأ قبل استيفاء شروط مسبقة.
ولم يذكر التقرير ما هي تلك الشروط. وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن إيران تأمل في إجراء محادثات مع الولايات المتحدة، لكنه ليس في عجلة من أمره للتحدث معها.
تداعيات الحرب الإسرائيلية واستعدادات إيرانية للمرحلة المقبلة
وعلى صعيد آخر، أقر القنصل الإيراني السابق بأن الحرب الإسرائيلية الأخيرة كان لها تأثير كبير على إيران، واصفًا إياها بأنها كانت "قاسية بشكل كبير"، وأنها أوقعت خسائر مؤلمة في صفوف القادة العسكريين والأمنيين من الصف الأول، ومن الطراز الرفيع. وأشار إلى أن هذه الخسائر دفعت طهران إلى إعادة تقييم استراتيجيتها الدفاعية، والعمل على تعزيز جاهزيتها للمرحلة المقبلة.
وأوضح القنصل أن إيران بدأت بالفعل في تجهيز بدائل أكثر احترافية لتعويض ما خسرته من بنى تحتية عسكرية، خاصة في مجال الصواريخ الباليستية، وأنها تعتبر أن هناك "حربًا ثانية" قادمة مع إسرائيل في المستقبل القريب. وشدد على أن طهران لا ترى في الحرب السابقة نهاية للصراع، بل مجرد جولة أولى في سلسلة من المواجهات المتوقعة.
الاستعداد لحرب غير تقليدية… ومضيق هرمز كورقة مطروحة
وفي قراءة لتوقعات الصراع المقبل، أكد القنصل الإيراني السابق أن بلاده لا تتوقع أن تكون الجولة القادمة من الحرب مع إسرائيل مشابهة للجولة السابقة، بل إنها ستكون "نسخة مختلفة تمامًا"، مشيرًا إلى أن طهران تمتلك أوراقًا جديدة سيتم استخدامها في حال اندلاع المواجهة.
ومن بين هذه الأوراق، كشف القنصل أن طرح مضيق هرمز كورقة ضغط في حال اندلاع حرب شاملة مع إسرائيل وأمريكا هو خيار مطروح بالفعل في دوائر صنع القرار الإيراني. وأوضح أن إيران سبق أن حذرت مرارًا، سواء عبر مسؤولين رسميين أو من خلال نواب في البرلمان، من أن المضيق قد يُغلق في وجه الملاحة الدولية إذا ما تطورت الأوضاع نحو التصعيد العسكري.
وختم القنصل تصريحاته بالتأكيد على أن إيران لا تخشى أي رد فعل دولي في حال وصلت الأمور إلى المواجهة، معتبرًا أن "الوضع سيكون صعبًا على الجميع" في حال اندلعت حرب ثانية، وأن طهران ستحاول تكبيد الكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة خسائر كبيرة إذا قرر الطرفان الدخول في صدام عسكري جديد مع الجمهورية الإسلامية.
كانت وسائل إعلام رسمية إيرانية قد نقلت عن عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان، إسماعيل كوثري، قوله اليوم الاثنين إن مسألة إغلاق مضيق هرمز لا تزال قيد الدراسة، لكن لم يُتخذ قرار بعد في هذا الإطار.
وأضاف كوثري: "اكتملت الإجراءات العسكرية المتعلقة بمضيق هرمز، لكن لم يُتخذ قرار بعد بشأن (إغلاقه) ولا يزال الأمر قيد الدراسة". ولم تتضح بعد ماهية الإجراءات العسكرية التي يشير إليها كوثري. وأضاف كوثري: "نحن من نقرر موعد فتحه وإغلاقه.. ندرس الوضع حاليًا ويمكننا التنفيذ متى دعت الحاجة".
سباق مع الزمن لبناء تحالفات جديدة وتسليح متطور
وخلال الحرب الجوية التي استمرت 12 يومًا بين إسرائيل وإيران الشهر الماضي، أُثيرت تكهنات بشأن احتمال إغلاق المضيق، الذي يمر عبره نحو خمس شحنات النفط والغاز العالمية.
ويقع المضيق بين سلطنة عُمان وإيران، ويربط الخليج بخليج عُمان جنوبًا وببحر العرب من خلفه. وتهدد إيران منذ سنوات بإغلاق المضيق، لكنها لم تُنفذ تهديدها قط.
الموقف معقد في إيران
كشف مستشار في حكومة الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان، في تصريحات خاصة، عن تعقيدات الموقف الإيراني في ظل تصاعد التوترات مع إسرائيل، مشددًا على أن طهران لا تسعى لحرب جديدة، لكنها – في الوقت نفسه – لا تملك ترف تجاهل ما وصفه بـ"العدوان الإسرائيلي المتكرر"، مؤكدًا أن الرد الإيراني أصبح ضرورة استراتيجية لا يمكن تجاوزها.
وقال المستشار الإيراني إن "الجمهورية الإسلامية لا ترغب في الانجرار إلى حرب ثانية مع إسرائيل، لا في هذا التوقيت ولا في ظل الظروف الدولية الراهنة"، لكنه أوضح أن "الظروف على الأرض تفرض على طهران أن تردّ"، معتبرًا أن الصمت أمام القصف الإسرائيلي سيؤدي إلى إضعاف صورة إيران في الشرق الأوسط، ويُفسَّر كنوع من التراجع أو الضعف أمام خصومها الإقليميين والدوليين.
وأضاف: "لا يمكن أن تُقصف إيران أو حلفاؤها وتظل ساكتة. أي تراجع عن الرد سيضر بمكانة إيران بين حلفائها، وسيشكك في جدوى تحالفاتهم معها". هذه الكلمات، كما يقول المستشار، تعكس جدلًا داخليًا واسعًا في طهران حول "متى وكيف يجب أن ترد إيران؟"، لكنه أكد أن الرد حتمي، إن استمرت الاعتداءات الإسرائيلية، حتى وإن لم يكن عبر مواجهة شاملة.
حسابات الصين في مضيق هرمز: كبح اندفاعة التصعيد
في هذا السياق، أشار المسؤول الإيراني إلى أن إغلاق مضيق هرمز، وهو من أوراق الضغط التقليدية التي لوّحت بها إيران مرارًا، سيكون له تداعيات كبيرة، وأن إيران تفكر في الخطوة بكل تركيز، لأن تداعيات الخطوة ستكون على إيران وعلاقاتها بالصين قبل أن تكون لها تداعيات على أمريكا والمنطقة.
وأوضح المستشار أن طهران تدرك تمامًا أن خطوة من هذا النوع قد تستفز شركاءها في الشرق، وخاصة بكين، التي تبني علاقتها مع طهران على أسس براغماتية مرتبطة بالمصالح الاقتصادية والاستراتيجية. وأضاف أن إيران "لا تريد أن تخسر دعم الصين في لحظة حرجة"، خاصة مع تصاعد الضغوط الغربية وتراجع بعض خطوط الدعم الإقليمي.
إيران تبحث عن أوراق بديلة للرد: ضغوط متعددة المستويات
ورغم ذلك، إلا أن المستشار يؤكد أن إيران ما زالت تمتلك أوراق ضغط أخرى قادرة على إرباك خصومها، سواء من خلال أدوات دبلوماسية أو عبر الرد غير المباشر من خلال حلفائها المنتشرين في ساحات مختلفة بالمنطقة.
وقال في هذا السياق: "إيران لن ترد بشكل متهور، لكنها لن تقف مكتوفة الأيدي أيضًا. لدينا أدوات متعددة للرد على العدوان إذا اندلعت الحرب. لن يكون هناك استسلام، وإنما رد محسوب، يربك العدو ويُظهر أن إيران ليست وحدها".
الأذرع العسكرية الإيرانية: سيناريو الرد المتعدد الأطراف
وفي معرض حديثه عن إمكانيات الرد الإيراني، تحدث المستشار عن الدور المتوقع للأذرع العسكرية المرتبطة بإيران في المنطقة، مشيرًا إلى أن "الحوثيين في اليمن، والفصائل الشيعية المسلحة في العراق، وكذلك حزب الله في لبنان، جميعهم يرون أن التصعيد الإسرائيلي لم يعد مقتصرًا على إيران وحدها، بل بات يطال المشروع المقاوم في عموم المنطقة".
وأوضح أن هذه القوى "لن تقف صامتة في حال اندلاع حرب شاملة"، لأن العدوان الإسرائيلي أصبح يُنظر إليه في هذه الدوائر كحرب مستمرة ضد العالم العربي والإسلامي، وبالتالي فإن الرد لن يكون إيرانيًا فقط، بل إقليميًا جماعيًا. ولفت إلى أن الرسائل التي تصل إلى طهران من قيادات هذه الفصائل تُظهر استعدادًا متزايدًا للانخراط في الرد إذا ما تطلب الموقف ذلك.
تحصين الدفاعات… وإيران أكثر حذرًا
من زاوية موازية، أشار المستشار إلى أن طهران تدرك خطورة الدخول في مواجهة جديدة من دون بنية دفاعية متطورة وتحالفات استراتيجية راسخة، ولهذا فإنها تبذل حاليًا جهدًا دبلوماسيًا محمومًا لتعزيز علاقتها بكل من الصين وروسيا، إضافة إلى بعض القوى الآسيوية الأخرى، قبل أن تضطر لخوض جولة ثانية من الصراع مع إسرائيل.
وكشف المسؤول الإيراني عن مفاوضات جارية بين طهران وبكين، تشمل صفقات عسكرية حيوية، من بينها طائرات قتالية حديثة ومنظومات دفاع جوي متطورة، تأمل إيران في استخدامها لمواجهة التفوق الجوي الإسرائيلي في حال اندلاع حرب جديدة.
وأضاف: "هناك إدراك في طهران بأن أي مواجهة جديدة يجب ألا تكون نسخة مكررة من الحرب السابقة. لا بد من تحصين الدفاعات الجوية وامتلاك قدرات ردع حديثة. إسرائيل تراهن على قوتها الجوية، لكن إيران تسعى إلى إحداث توازن استراتيجي جديد".
تصريحات المستشار في حكومة بزشكيان تكشف عن إيران أكثر حذرًا، ولكنها أكثر إصرارًا أيضًا. هي دولة لا تريد الحرب، لكنها – في الوقت ذاته – لا تريد أن تُذل في عقر دارها. وبين ضغوط الداخل وتعقيدات الخارج، تعمل طهران على تحقيق ثلاثة أهداف متوازية: ردع إسرائيل، الحفاظ على الشركاء الدوليين، وتثبيت أدوات الردع غير التقليدية عبر الحلفاء.