منعت السلطات الأردنية عائلتي منفذي عملية البحر الميت، الشهيدين عامر قواس وحسام أبو غزالة، بعد أن سلم الاحتلال الإسرائيلي جثماني الشهيدين الأربعاء 4 ديسمبر/كانون الأول 2024. وكشفت عائلة الشهيد أبو غزالة لـ"عربي بوست" عن تفاصيل مثيرة للظروف التي أحاطت بدفن جثماني الشهيدين.
في 18 أكتوبر/تشرين الأول 2024، أصيب جنديان من جيش الاحتلال الإسرائيلي في عملية إطلاق نار قرب البحر الميت ضد دورية إسرائيلية نفذها عامر قواس وحسام أبو غزالة بعد عبورهما من الأردن، قبل أن يعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي قتلهما في العملية.
تسليم جثماني منفذي عملية البحر الميت
وقال هيثم أبو غزالة، شقيق الشهيد حسام أبو غزالة، لـ"عربي بوست"، إنّ طريقة تسلم جثماني شقيقه حسام وعامر قواس منفذي عملية البحر الميت كانت سريعة وغير متوقعة، فلم تكن العائلة مهيأة بعد منتصف الليل لمثل هذا الحدث.
وأوضح أبو غزالة أنّه عند الساعة الواحدة ليلاً جاء عناصر من الأمن الأردني وطرقوا باب منزلهم وأخذوا والده لما يقارب الساعة ومن ثمّ عاد مجدداً إلى البيت.
ويروي هيثم أبو غزالة قصة تسلم جثمان شقيقه حسام من دون ترتيبات ومعرفة مسبقة بالأمر قائلاً: "لدى عودة والدي إلى المنزل، طلب مني ومن عمي النزول بسرعة بدون توضيح أي تفاصيل، فلم نكن نعرف ماذا يريد، وفعلياً نزلت أنا وعمي وركبنا سيارة تابعة للأمن ومن ثمّ وجدنا أنفسنا في مقبرة سحاب".
وقال المتحدث لـ"عربي بوست": "هنا تولد لدينا شعور أننا سوف نتسلم جثمان شقيقي على الرغم من عدم بوح والدي للحظة دخولنا المقبرة بأي تفاصيل".
وأشار شقيق الشهيد حسام أبو غزالة إلى أنه سرعان ما لمحنا سيارة نقل موتى قادمة باتجاهنا، "عندها تأكدنا أنّها جثمان شقيقي حسام، وقد كان عناصر من كافة فئات الأمن الأردني منتشرين حولنا لإتمام مراسم الدفن من أمن وقائي وبحث جنائي وأمن عام".
وأضاف المتحدث: "على الفور، طلب منا عناصر الأمن المتواجدون في المقبرة تسلم جثمان الشهيدين شقيقي حسام ورفيقه عامر وإتمام مراسم دفنهما على عجل ومن دون تأخير. وقد كنت أنا ووالدي وأعمامي الاثنان (مصطفى وعبدالهادي)، فيما كان من طرف عائلة الشهيد عامر قواس ثلاثة فقط، وهم والد عامر وخاله ووالدته".
بعد تسلمنا لجثمان الشهيدين، يروي هيثم بحزن طلب العائلتين توديعهما والصلاة عليهما، مضيفاً: "بالفعل، ودعناهما وصلينا عليهما صلاة الجنازة في المقبرة، وتقدم أحد أعمامي، وهو مصطفى أبو غزالة، وهو إمام مسجد، للصلاة على جثمان الشهيدين. وقمنا بتوديعهم وتقبيلهم ومواراة جثمان شقيقي إلى القبر وكأنه للتو قد توفي".
وأضاف شقيق الشهيد حسام أبو غزالة لـ"عربي بوست" قائلاً: "بعد تسلم جثمان شقيقي حسام وإنزاله من باص الموتى، كان شقيقي مبتسماً، وعند لحظة إنزاله إلى القبر فاحت رائحة جميلة تشبه رائحة المسك من جثمانه".
الأمن الأردني يمنع مراسم العزاء
وأكد المتحدث أنّ أقارب الشهيد حسام قاموا في اليوم التالي بفتح بيت للعزاء أمام شارع منزل عائلة الشهيد، وقاموا بعمل الترتيبات اللازمة وعملوا على نصب صوان "بيت شعر" للعزاء لاستقبال المعزين.
غير أنّ عناصر من الأمن الأردني طلبوا إزالة بيت الشعر وأي مراسم للعزاء أمام منزل عائلة الشهيد حسام، مشيراً إلى أنّ أقارب الشهيد لم يكونوا يعلمون أنّ هناك طلباً مسبقاً من السلطات الأردنية بمنع إقامة أي مراسم للعزاء في الشهيدين.
وكشف شقيق الشهيد حسام أنّ عائلته اضطرت إلى عقد مجلس عزاء صغير في ساحة صغيرة أسفل المنزل وعلى مستوى ضيق جداً يشمل الأقارب والعائلة من أعمامه وأخواله وبعض جيرانه المحيطين به.
هذا وكانت وزارة الخارجية الأردنية قد أعلنت في وقت سابق تسلم جثماني المواطنين الأردنيين عامر قواس وحسام أبو غزالة، لدفنهما في الأردن بعد تسليمهما إلى ذويهما.
وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة، السفير سفيان القضاة، في بيان صادر إنّ الوزارة تابعت عملية الإفراج عن الجثمانين وتأمين عودتهما إلى الأردن.
واختتم بيان السلطات الأردنية: "بالتنسيق مع الجهات المعنية في الأردن تم استلام الجثمانين عبر جسر الملك حسين وتسليمهما إلى ذويهما لدفنهما في الأردن". من جانبه، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي: "إنه بتوجيه سياسي أعاد جثماني أردنيين نفذا عملية إطلاق نار جنوب البحر الميت قبل شهرين".