ترامب يريد ضمانات والمرشد لا يثق به.. تفاصيل اجتماعات تمهيدية لعقد مفاوضات مباشرة بين إيران وأمريكا

عربي بوست
تم النشر: 2024/11/25 الساعة 17:06 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/11/25 الساعة 18:25 بتوقيت غرينتش
المرشد الإيراني الأعلى خامنئي - رويترز

يسعى الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان لاستباق أي خطوة تصعيدية من الحاكم الجديد القديم للبيت الأبيض، دونالد ترامب، وقام بزشكيان بتمرير رسائل إيجابية إلى الإدارة الأمريكية عبر وسطاء، مباشرة بعد الإعلان عن فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية بداية شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2024.

وعلم موقع "عربي بوست"، من مصادر إيرانية مطلعة، أنه بعد فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، بأيام قليلة، بدأت إدارة الرئيس الإيراني الإصلاحي مسعود بزشكيان في التواصل غير المباشر عبر الوسطاء مع فريق السياسة الخارجية للرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب.

وقال مصدر دبلوماسي إيراني مطلع على الأمر، لـ"عربي بوست"، مفضلًا عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول له بالحديث لوسائل الإعلام، "بعد فوز ترامب تدخل الوسطاء من أجل اكتشاف الطريق، لا أجزم أن الأمور إيجابية ولكنها ليست سيئة للغاية على ما يبدو"، على حد تعبيره.

ترامب و"تغيير النظام في إيران"

بعد أيام قليلة من فوز ترامب، تدخل الوسطاء في محاولة لإعادة التواصل بين طهران والرئيس الأمريكي الجديد، ويقول مصدر سياسي مقرب من الرئيس الإيراني لـ"عربي بوست"، "تلقينا عرضًا من رجال أعمال أمريكيين من أصول لبنانية ومقربين من طهران ودونالد ترامب، للوساطة".

وأضاف المصدر الذي تحدث إلى "عربي بوست" أن ترامب "أخبرهم أنه لا يسعى لتغيير النظام في إيران، ولن يتحالف مع جماعات المعارضة الإيرانية المتواجدة في الولايات المتحدة من أجل هذا الغرض، ولكنه يريد التوصل إلى اتفاق قوي مع طهران في أسرع وقت".

وبحسب المصدر ذاته فإن طلبات ترامب التي تحدث عنها للوسطاء السابق ذكرهم، كانت عدم سعي إيران إلى امتلاك سلاح نووي، بالإضافة إلى عدم الرد الإيراني على الهجوم الإسرائيلي الأخير الذي شنته إسرائيل ضد المواقع العسكرية الإيرانية، كما تحدث ترامب على إمكانية إعطاء طهران فرصة للعب دور الوسيط لتهدئة الحرب في المنطقة.

وقال مصدر سياسي آخر مقرب من وزير الخارجية السابق، جواد ظريف، الذي يشغل الآن منصب نائب الرئيس للشؤون الاستراتيجية، لـ"عربي بوست"، "تدخل أيضًا دبلوماسيون عرب وتربطهم علاقة جيدة بترامب لمعرفة نواياه تجاه طهران، وأكد لهم الرئيس الأمريكي أنه يسعى في فترة ولايته الثانية إلى تأسيس علاقة قوية مع إيران، ولا يسعى إلى أي تدخل في الشؤون الداخلية لإيران".

دونالد ترامب/ رويترز
دونالد ترامب/ رويترز

وبحسب المصدر المطلع على الأمر فإن الرئيس الأمريكي الجديد أبلغ الوسطاء، أنه منفتح على البدء في المفاوضات، وإذا سارت هذه المفاوضات المحتملة بشكل إيجابي فمن الممكن الإعلان عن صفقة بين البلدين بمجرد توليه منصبه في يناير/كانون الثاني 2025.

لكن ترامب أكد أيضًا، بحسب مصدر "عربي بوست"، على ضرورة أن تعمل إيران على تهدئة الأوضاع في المنطقة، وألا يقوموا بالرد على إسرائيل وأنه "سيضمن إنهاء الصراع بين طهران وتل أبيب على الفور".

لقاءات محتملة في أمريكا وخارجها

نشرت تقارير صحفية غربية في الأيام الماضية، أخبارًا تفيد بأن هناك لقاء جمع بين إيلون ماسك الذي من المفترض أن يتولى منصب رئيس قسم خفض التكاليف الجديد في إدارة ترامب المقبلة، مع سفير إيران لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرفاني.

ويأتي هذا اللقاء في محاولة لتقليل التوترات بين طهران وواشنطن خاصة بعد أن أعلنت وزارة العدل الأمريكية في بداية شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2024، أن طهران كانت تقف خلف محاولة اغتيال ترامب، ردًا على أمره في ولايته الأولى باغتيال قاسم سليماني في 2020.

وبعد أيام قليلة من انتشار هذه الأخبار، نفت طهران حدوث مثل هذا اللقاء، ولكن مصادر حكومية ودبلوماسية إيرانية أكدت لـ"عربي بوست"، صحة انعقاد اللقاء بين إيلون ماسك والدبلوماسي الإيراني.

وقال المصدر الدبلوماسي الإيراني لـ"عربي بوست"، "الاجتماع كان خاصًا وجاء بدعوة شخصية من إيلون ماسك للسفير الإيراني، بغرض بحث العديد من الأمور مثل إمكانية استخدام ستارلينك في إيران، ومن ضمن المناقشة تطرق الطرفان إلى إمكانية إزالة التوترات بين طهران وواشنطن، خاصة بعد الادعاءات الكاذبة بمحاولة طهران اغتيال ترامب".

وبحسب المصدر ذاته فإن ترامب لم يطلب من إيلون ماسك لقاء السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة، ولكن ماسك أخبر إيرفاني بأنه سيبلغ ترامب بالمناقشات الإيجابية التي دارت بينهما.

وفي نفس السياق، أكدت المصادر الإيرانية التي تحدثت لـ"عربي بوست"، أن هناك احتمالات كبيرة لعقد اجتماعات بين دبلوماسيين إيرانيين وفريق ترامب للسياسة الخارجية، لكن حكومة بزشكيان في انتظار موافقة المرشد الأعلى علي خامنئي.

المرشد لا يثق في ترامب

ويقول مسؤول حكومي إيراني مطلع على الأمر، لـ"عربي بوست"، "في اجتماع بين بزشكيان والمرشد الأعلى، لإخباره بمستجدات الوساطات مع ترامب، طلب بزشكيان من خامنئي الإذن لحكومته ببدء عقد اجتماعات صغيرة مع مسؤولين أمريكيين، ولكن خامنئي متردد، وطلب من بزشكيان بعض الوقت وتأجيل مثل هذه الاجتماعات لفترة قصيرة".

وقال المصدر ذاته، إن تردد خامنئي نابع من عدم ثقته في ترامب، كما أنه يرى أنه لا يزال من المبكر أن يتم عقد مثل هذا النوع من اللقاءات بين المسؤولين الإيرانيين والأمريكيين، لكن الرئيس الإيراني مسعود پزشكيان كان يرى أنه من الضروري التواصل مع فريق ترامب للسياسة الخارجية قبل توليه منصبه لتوضيح الكثير من الأمور.

وبحسب المصادر طلب فريق ترامب للسياسة الخارجية من المسؤولين الإيرانيين عقد اجتماع في اسطنبول على أن تُعقد جولة الاجتماعات المحتملة التالية ما بين جورجيا وسلطنة عمان.

وردًا على تفسير تغيير مكان الاجتماعات بين المسؤولين الإيرانيين والأمريكيين الذي جرت العادة أنها تتم في سلطنة عمان الوسيط الموثوق بين الطرفين طوال سنوات طويلة، قال المسؤول الحكومي الإيراني لـ"عربي بوست"، "لا يوجد سبب واضح، كان هذا طلب الأمريكان، ولا خلاف على مكان الاجتماع، إنها مسألة ثانوية". 

ولم تفصح المصادر الإيرانية عن الموعد المحدد لإجراء مثل هذه اللقاءات.

الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان/رويترز
الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان/رويترز

رفض الحرس  الثوري لتأجيل الرد الإيراني 

وبحسب المصادر الإيرانية التي تحدثت لـ"عربي بوست"، فإن من أبرز مطالب ترامب التي تم نقلها عبر الوسطاء إلى الحكومة الإيرانية، هو عدم الرد على الهجوم الإسرائيلي ضد طهران في 26 أكتوبر 2024، وهذا ما رفضه قادة الحرس الثوري الإيراني في اجتماع للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني.

وبحسب المسؤول الحكومي الإيراني المطلع، فإن خامنئي طلب عقد اجتماع طارئ للمجلس الأعلى للأمن القومي لبحث رسائل ترامب والتطورات، وفي هذا الاجتماع رفض كبار قادة الحرس الثوري عدم الرد على الهجمات الإسرائيلية.

ويقول المصدر ذاته لـ"عربي بوست"، "رأي قادة الحرس الثوري أنه من الأفضل الرد على الهجوم الإسرائيلي، وأن يكون ردًا كبيرًا ويتسبب في خسائر حقيقية لإسرائيل، هذا أفضل في التفاوض مع واشنطن من موقع قوة".

وبينما كان الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان وفريقه الدبلوماسي يؤيدون تأجيل أو منع الرد الإيراني على الهجوم الإسرائيلي مقابل الحصول على ضمانات من ترامب، بوقف إطلاق النار في غزة ولبنان، صمم قادة الحرس الثوري على توجيه ضربة كبيرة لإسرائيل قبل تولي ترامب منصبه في يناير القادم.

وفي هذا الصدد، يقول مصدر مقرب من الحرس الثوري الإيراني، لـ"عربي بوست"، "يرى قادة الحرس الثوري، أن إسرائيل من الممكن أن تستغل فترة انتقال القيادة في واشنطن وتوجه ضربة أخرى كبيرة لإيران، قبل أن يتولى ترامب منصبه ويزيد من ضغوطه على نتنياهو، وأيضًا من أجل محاولة نتنياهو لتوريط ترامب في عمل عسكري أكبر ضد إيران في الأيام المقبلة، وعدم رد إيران على هجوم 26 أكتوبر يمنح إسرائيل الجرأة لتخطيط ما تهدف له".

وبحسب المصادر الحكومية الإيرانية، فإن مسعود بزشكيان طلب من الحرس الثوري على الأقل تأجيل الرد الإيراني لما بعد تنصيب ترامب، والتوصل إلى الخطوط العريضة لإمكانية إعادة التفاوض بين واشنطن وطهران، ولكن على ما يبدو أن قادة الحرس الثوري مصرون على موقفهم، مما زاد من تردد المرشد الأعلى بحسب المصادر الإيرانية.

وأضاف المصدر الإيراني المقرب من الحرس الثوري قائلاً لـ"عربي بوست"، "في آخر اجتماع موسع بين القيادات العسكرية والسياسية والمسؤولين في مكتب خامنئي، والذي انعقد في اليومين الماضيين، ظل قادة الحرس الثوري مصرين على عدم تأجيل الرد الإيراني على إسرائيل لما بعد تنصيب ترامب، لأنهم يرون أن الرد الإيراني الآن، سيعمل على تقوية موقف طهران في المفاوضات التي تريدها حكومة پزشكيان".

وبحسب المصدر ذاته، فإن قادة الحرس الثوري وكبار المسؤولين السياسيين من مكتب خامنئي، يرون أن الرد الإيراني قبل تنصيب ترامب يعمل على استعادة التوازن الإقليمي وهي مسألة مهمة قبل الخوض في أي مفاوضات مع إدارة ترامب المقبلة والتي يوجد بها الكثيرون من صقور إيران الرافضين إبرام أي صفقة مع إيران والمؤيدين لعمل عسكري إسرائيلي أمريكي ضد البلاد.

بزشكيان يريد التفاوض المباشر مع واشنطن

عقب فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية، صرح الرئيس الإيراني ذو التوجه الإصلاحي، مسعود بزشكيان قائلاً "سنقابل الولايات المتحدة في القضايا الإقليمية والدولية وعلينا إدارة هذا الأمر بأنفسنا".

وفي هذا الصدد، قال مصدر حكومي مقرب من الرئيس پزشكيان لـ"عربي بوست"، "يرى پزشكيان أن التفاوض المباشر مع واشنطن أمر بالغ الأهمية وضروري لحل الخلافات وتهيئة الطريق أمام المفاوضات الجادة، صحيح أنه يُقدر دور الوسطاء، ولكنه يرى أنه في الوقت الحالي وبالتحديد مع إدارة متشددة مثل إدارة ترامب فإن التفاوض المباشر أفضل، بل أنه ذهب إلى ما هو أبعد من ذلك ويرى أن التفاوض المباشر بينه وبين ترامب سيكون أفضل الخيارات على الإطلاق".

يمنع المرشد الأعلى الإيراني، منذ سنوات أي مفاوضات مباشرة بين المسؤولين الإيرانيين والأمريكيين خاصة بعد انسحاب دونالد ترامب في مايو 2018 من الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 أو ما يعرف بخطة العمل الشاملة المشتركة.

كان أول تواصل مباشر وعلني بين طهران وواشنطن، في عام 2013 عندما أجرى الرئيس الإيراني آنذاك حسن روحاني ونظيره الأمريكي باراك أوباما، مكالمة هاتفية نادرة وغير مسبوقة، والتي تلاها المفاوضات النووية التي انتهت بإبرام الاتفاق النووي بين إيران والولايات المتحدة والدول الأوروبية (ألمانيا، فرنسا، المملكة المتحدة)، برعاية الاتحاد الأوروبي.

وقد تعرض حسن روحاني الرئيس الإيراني السابق إلى انتقادات عنيفة داخل إيران من الأوساط الأصولية المتشددة لهذا التواصل المباشر مع الرئيس الأمريكي.

ويقول المصدر الحكومي المقرب من پزشكيان، لـ"عربي بوست"، "طلب پزشكيان من خامنئي تعيين جواد ظريف لتولي أمر المفاوضات مع واشنطن، لكن خامنئي رفض وطلب إيجاد شخصية سياسية أخرى غير محسوبة على الإصلاحيين ولا تكون في منصب حكومي".

وجدير بالذكر، أن وزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف، لا تربطه علاقات جيدة بالدوائر الأصولية والمتشددة، بل إنهم يلقون باللوم عليه في إبرام اتفاق نووي "سيئ" لا يضمن مصالح إيران مقابل تخليها عن تقدم برنامجها النووي.

وبحسب المصادر الإيرانية المقربة من الحكومة الإيرانية فإنه من الصعب للغاية أن يوافق المرشد الأعلى على عقد أي لقاء مباشر بين پزشكيان وترامب.

ويقول علي رضا رسولي، خبير السياسة الخارجية والمقرب من المؤسسة الحاكمة في طهران، لـ"عربي بوست"، "يعلم خامنئي والمعسكر الأصولي أن ترامب يريد فقط التقاط الصور مع الرئيس الإيراني، ليعزز صورته كرجل صانع للصفقات، وأن أي تواصل مباشر بين پزشكيان وترامب لن يكون مفيدًا بالقدر الذي يتوقعه الإصلاحيون، غير أنه من الصعب الموافقة على هذا الأمر بعد اغتيال سليماني".

ويضيف رسولي قائلًا "أما پزشكيان والإصلاحيين فيرون أن أفضل طريقة للتواصل مع شخصية مثل ترامب هي التواصل المباشر والعلني، كما أنهم يرون أن ترامب من الممكن أن يوافق على صفقة جيدة مع إيران لو تمت إزاحة وتخطي الشخصيات المتشددة في إدارته".

وأضاف "في الماضي كان ترامب لا يريد تمزيق الاتفاق النووي لكن خصومه من الجمهوريين المتشددين وأنصاره المحافظين بذلوا الكثير من الجهد لإقناعه بذلك، وبعد ذلك بذلوا جهدًا أكبر لوقف مسار الدبلوماسية بين ترامب وطهران، وهذا ما يراه پزشكيان وجواد ظريف يجب التغلب عليه إذا أرادت طهران الوصول إلى اتفاق جدي مع ترامب".

ويرى رسولي أن هناك دوائر من المتشددين في طهران وواشنطن، ستعمل على إحباط أي جهود دبلوماسية للتوصل إلى اتفاق بين إيران والولايات المتحدة، ويقول "ارتكب ترامب خطأ كبيرًا بالانسحاب من الاتفاق النووي، وإذا أراد تصحيح هذا الخطأ فعليه عدم الانصياع لضغوط صقور إيران من حوله، وفي طهران صحيح أن پزشكيان يحظى بدعم المرشد الأعلى، لكن الدولة العميقة المتشددة لن تتركه يتفاوض بشكل مباشر مع ترامب.. ويجب أن ننتظر ونرى على أي مدى يمكن لترامب وبزشكيان تخطي هذه العوائق".

"لن نتفاوض مع قاتل سليماني"

على الجانب الآخر يرى المعسكر الأصولي المتشدد في طهران أنه من الصعب التفاوض مع قاتل قاسم سليماني، ويقول سياسي أصولي مقرب من دوائر صنع القرار في طهران، لـ"عربي بوست"، "لا أدري كيف ترى حكومة پزشكيان أنه من الممكن التفاوض مع الرجل الذي قتل سليماني وكيف يمكننا الوثوق به مرة أخرى، إنها مضيعة للوقت".

ويضيف المصدر ذاته قائلًا "من الغباء تكرار نفس الخطأ مرتين وعلى پزشكيان أن يتعلم من خطأ حسن روحاني عدم التقرب من واشنطن والغرب على حساب القوة النووية لإيران، وفي النهاية لم يحصل على أي شيء".

ويرى السياسي الأصولي الإيراني، أن لا نية لدى دونالد ترامب للتفاوض مع طهران أو التوصل إلى اتفاق جدي، فيقول لـ"عربي بوست"، "انظروا إلى المسؤولين الذين عينهم ترامب، إنه يحيط نفسه بدائرة من المتشددين الكارهين لبلادنا، والذين يريدون محاربتنا، فهل هذه حكومة نثق بها ونتفاوض بها؟، بالتأكيد لا، الأمريكيون لا يفهمون إلا لغة القوة، وقوتنا تكمن في تطوير برنامجنا النووي وتقوية البرنامج الصاروخي".

ويرى كميل حيدري وهو باحث سياسي في إحدى مراكز الدراسات السياسية في طهران والمقرب من المعسكر الأصولي، أن القرار الأخير في هذه المسألة في يد المرشد الأعلى، ويقول لـ"عربي بوست"، "في ولاية ترامب الأولى رفض خامنئي أي تفاوض مع واشنطن، ربما تتغير الأمور في ولايته الثانية، ولكن لن يوافق خامنئي على مكافأة ترامب على قتل سليماني بالتقاط الصور معه".

وأوضح المتحدث "سيكون هناك تفاوض بين طهران وواشنطن ولكن سيكون تفاوض غير مباشر وبشروط إيرانية جادة لضمان مكاسبنا دون المساس بدعمنا لمحور المقاومة أو برنامجنا الصاروخي.. المؤسسة السياسية الإيرانية قالتها منذ سنوات طويلة ومازالت مصممة على موقفها: التفاوض سيكون على البرنامج النووي فقط".

وأضاف حيدري قائلًا "ترامب شخص متقلب المزاج، وتصرفاته غير مضمونة، صحيح أنه لا يريد تورط واشنطن في حرب جديدة في الشرق الأوسط، لكن صداقته بنتنياهو لا تُبشر بالخير، ستقف إسرائيل عقبة في أي اتفاق جديد بين واشنطن وطهران، والوقت ما زال مبكرًا للحكم على نية ترامب في التفاوض مع طهران، الأيام القادمة ستكون مهمة لحسم هذا الأمر".

تحميل المزيد